نص:خطبة السيدة فاطمة في نساء المدينة
هذا النص الكامل لـة السيدة فاطمة في نساء المدينة. وللمزيد من المعلومات اقرأ: خطبة السيدة فاطمة في نساء المدينة • فاطمة الزهراء. |
وَ قَالَ سُوَیْدُ بْنُ غَفَلَةَ لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ سلام الله عليها الْمَرْضَةَ الَّتِی تُوُفِّیَتْ فِیهَا دَخَلَتْ عَلَیْهَا نِسَاءُ الْمُهَاجِرِینَ وَالْأَنْصَارِ یَعُدْنَهَا، فَقُلْنَ لَهَا كَیْفَ أَصْبَحْتِ مِنْ عِلَّتِكِ یَا ابْنَةَ رَسُولِ اللهِ فَحَمِدَتِ اللهَ وَصَلَّتْ عَلَی أَبِیهَا، ثُمَّ قَالَت: |
لَا جَرَمَ لَقَدْ قَلَّدْتُهْم رِبْقَتَهَا وَحَمَّلْتُهُمْ أَوْقَتَهَا وَشَنَنْتُ عَلَیْهِمْ غَارَاتِهَا فَجَدْعاً وَعَقْراً وَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِینَ وَیْحَهُمْ أَنَّی زَعْزَعُوهَا عَنْ رَوَاسِی الرِّسَالَةِ وَقَوَاعِدِ النُّبُوَّةِ وَالدَّلَالَةِ وَمَهْبِطِ الرُّوحِ الْأَمِینِ وَالطَّبِینِ بِأُمُورِ الدُّنْیَا وَالدِّینِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِینُ وَ مَا الَّذِی نَقَمُوا مِنْ أَبِی الْحَسَنِ (ع) نَقَمُوا وَاللهُ مِنْهُ نَكِیرَ سَیْفِهِ وَقِلَّةَ مُبَالاتِهِ لِحَتْفِهِ وَشِدَّةَ وَطْأَتِهِ وَنَكَالَ وَقْعَتِهِ وَتَنَمُّرَهُ فِی ذَاتِ اللهِ وَتَاللهِ لَوْ مَالُوا عَنِ الْمَحَجَّةِ اللَّائِحَةِ وَزَالُوا عَنْ قَبُولِ الْحُجَّةِ الْوَاضِحَةِ لَرَدَّهُم إِلَیْهَا وَحَمَلَهُمْ عَلَیْهَا وَلَسَارَ بِهِمْ سَیْراً سُجُحاً لَا یَكْلُمُ حشاشه [خِشَاشُهُ] وَلَا یَكِلُّ سَائِرُهُ وَلَا یَمَلُّ رَاكِبُهُ وَلَأَوْرَدَهُمْ مَنْهَلًا نَمِیراً صَافِیاً رَوِیّاً تَطْفَحُ ضَفَّتَاهُ وَلَا یَتَرَنَّقُ جَانِبَاهُ وَلَأَصْدَرَهُمْ بِطَاناً |
وَ نَصَحَ لَهُمْ سِرّاً وَإِعْلَاناً وَلَمْ یَكُنْ یَتَحَلَّی مِنَ الدُّنْیَا بِطَائِلٍ وَلَا یَحْظَی مِنْهَا بِنَائِلٍ غَیْرَ رَیِّ النَّاهِلِ وَشُبْعَةِ الْكَافِلِ وَلَبَانَ لَهُمُ الزَّاهِدُ مِنَ الرَّاغِبِ وَالصَّادِقُ مِنَ الْكَاذِبِ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُری آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَیْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا یَكْسِبُونَ وَالَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَیُصِیبُهُمْ سَیِّئاتُ ما كَسَبُوا وَما هُمْ بِمُعْجِزِینَ. |
أَلَا هَلُمَّ فَاسْمَعْ وَمَا عِشْتَ أَرَاكَ الدَّهْرَ عَجَباً- وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ لَیْتَ شِعْرِی إِلَی أَیِّ سِنَادٍ اسْتَنَدُوا وَإِلَی أَیِّ عِمَادٍ اعْتَمَدُوا وَبِأَیَّةِ عُرْوَةٍ تَمَسَّكُوا وَعَلَی أَیَّةِ ذُرِّیَّةٍ أَقْدَمُوا وَاحْتَنَكُوا لَبِئْسَ الْمَوْلی وَلَبِئْسَ الْعَشِیرُ وَبِئْسَ لِلظَّالِمِینَ بَدَلًا اسْتَبْدَلُوا وَاللهِ الذَّنَابَی بِالْقَوَادِمِ وَالْعَجُزَ بِالْكَاهِلِ فَرَغْماً لِمَعَاطِسِ قَوْمٍ یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً ... أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا یَشْعُرُونَ- وَیْحَهُمْ أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَكُمْ كَیْفَ تَحْكُمُونَ |
أَمَا لَعَمْرِی لَقَدْ لَقِحَتْ فَنَظِرَةٌ رَیْثَمَا تُنْتَجُ ثُمَّ احْتَلَبُوا مِلْءَ الْقَعْبِ دَماً عَبِیطاً وَذُعَافاً مُبِیداً هُنَالِكَ یَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ وَیُعْرَفُ الْبَاطِلُونَ غِبَّ مَا أُسِّسَ الْأَوَّلُونَ ثُمَّ طِیبُوا عَنْ دُنْیَاكُمْ أَنْفُساً وَاطْمَأَنُّوا لِلْفِتْنَةِ جَاشاً وَأَبْشِرُوا بِسَیْفٍ صَارِمٍ وَسَطْوَةِ مُعْتَدٍ غَاشِمٍ وَبِهَرْجٍ شَامِلٍ وَاسْتِبْدَادٍ مِنَ الظَّالِمِینَ یَدَعُ فَیْئَكُمْ زَهِیداً وَجَمْعَكُمْ حَصِیداً فَیَا حَسْرَتَی لَكُمْ وَأَنَّی بِكُمْ وَقَدْ عَمِیَتْ عَلَیْكُمْ أَ نُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ |
قَالَ سُوَیْدُ بْنُ غَفَلَةَ فَأَعَادَتِ النِّسَاءُ قَوْلَهَا (ع) عَلَی رِجَالِهِنَّ فَجَاءَ إِلَیْهَا قَوْمٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَالْأَنْصَارِ مُعْتَذِرِینَ وَقَالُوا یَا سَیِّدَةَ النِّسَاءِ لَوْ كَانَ أَبُو الْحَسَنِ ذَكَرَ لَنَا هَذَا الْأَمْرَ قَبْلَ أَنْ یُبْرَمَ الْعَهْدُ وَیُحْكَمَ الْعَقْدُ لَمَا عَدَلْنَا عَنْهُ إِلَی غَیْرِهِ فَقَالَتْ (ع) إِلَیْكُمْ عَنِّی فَلَا عُذْرَ بَعْدَ تَعْذِیرِكُمْ وَلَا أَمْرَ بَعْدَ تَقْصِیرِكُمْ. [١] |
الهوامش
- ↑ الطبرسي، الاحتجاج، ج 1، ص 146.
المصادر
الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج على أهل اللجاج، تحقيق: محمد باقر الخرسان، النجف الأشرف، دار النعمان للطباعة والنشر، 1966 م.