محمد تقي القمي

من ويكي شيعة
محمد تقي القمي
معلومات شخصية
تاریخ الميلاد1910م
مكان الولادةقم
مكان الدراسةطهران
تاریخ الوفاة1990م
المدفنأمام زاده عبد الله في طهران
معلومات علمية
نشاطات اجتماعية وسياسية
اجتماعيةتأسيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية


مُحَمَّد تَقِيِّ القُمِّي (1910 ـ 1990م) رجل دين شيعي يدعو إلى الوحدة بين المسلمين، حيث يرى أن الطريق الوحيد لإنشاء أمة إسلامية واحدة وإيجاد وحدة ثقافية بين المسلمين، هو الحوار بين علماء المذاهب الإسلامية. ولهذا الغرض أسس وبدعم من آية الله البروجردي، مع عبد المجيد سليم والشيخ محمود شلتوت وبعض علماء الأزهر|جامعة الأزهر دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر عام 1941م، وكانت لجهوده الدور في الاعتراف بالمذهب الشيعي من قبل جامعة الأزهر في مصر. توفى في باريس عن عمر يناهز الثمانين.

السيرة الذاتية

الشيخ محمد تقي القمي بجانب السيد محمد هادي الميلاني.

ولد محمد تقي القمي عام 1910م في قم. درس المرحلة الابتدائية في طهران وبعد المدرسة الثانوية دخل المدرسة العالية للآداب وفي نفس الوقت كان يدرس العلوم الدينية. وخلال هذه الفترة تعلم أيضًا اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. ذهب محمد تقي القمي في سن 27 عام (تقريباً عام 1938م) إلى مصر من أجل التقريب بين المذاهب الإسلامية والوحدة الثقافية للمسلمين.[١]

الوفاة

توفى القمي في 7 سبتمبر سنة 1990م، عن عمر يناهز 80 عاماً في باريس.[٢] ويرى البعض أنَّه قتل على يد المعارضين، حينما كان في طريقه إلى مصر لإحياء دار التقريب وتقوية الوحدة بين الشيعة والسنة.[٣] وبعد يومين من وفاته تم تشييع القمي، وبناءً على وصيته، تم دفنه في إمام زاده عبد الله في طهران بمدينة الري.[٤]

تأسيس دار التقريب

أعضاء اللجنة المركزية لدار التقريب

بدأت علاقة محمد تقي القمي بأساتذة جامعة الأزهر منذ رحلته إلى هذا البلد عام 1938م. وفي هذه السنة التقى بمصطفى المراغي شيخ الأزهر، والذي كان يؤمن بتقارب المذاهب الإسلامية. وكان المراغي الوسيط في معرفة القمي بعلماء الأزهر الآخرين. وعاد القمي إلى إيران مع بداية الحرب العالمية الثانية.

رحلة القمي الثانية إلى مصر حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما سمع نبأ إعدام أحد الحجاج الإيرانيين في مكة - والذي كان سببه التشاؤم المذهبي عند الوهابيين تجاه الشيعة ـ ففكر في بدء اجتماع للتقريب بين المذاهب الإسلامية ليتمكن علماء الديانات الإسلامية من النقاش وتبادل الأفكار. وفي عام 1947م، أسس وبالتعاون مع بعض علماء الأزهر منهم: مصطفى عبد الرزاق شيخ الأزهر، وعبد المجيد سليم، ومحمود شلتوت، دار التقريب بين المذاهب الإسلامية.[٥]

وبعد ذلك بعامين، في عام 1949م، أصدرت دار التقريب مجلة اسمها رسالة الإسلام.[٦]

حماية آية الله البروجردي للقمي ودار التقريب

التقى القمي بآية الله البروجردي في قم، ومن خلال شرحه لما جرى حصل على دعمه المادي والمعنوي.[٧] وقد أولى آية الله البروجردي اهتماما خاصا بدار التقريب، وشدد حتى وهو على فراش الموت على ضرورة تقوية هذا المشروع.[٨] بناء على طلب محمد تقي القمي، منع آية الله البروجردي نشر المجلد الثامن من بحار الأنوار الذي يتضمن كتاب الإمامة وكتاب الفتن والمحن؛ وذلك لإزالة عوائق أمام دار التقريب في مصر.[٩] كما جمع آية الله البروجردي حديث الغدير مع الأسانيد المعتبرة عند أهل السنة، وسلمه إلى القمي لنشره في مجلة رسالة الإسلام. وكان لهذه الأمر الأثر الكبير في الفتوى بجواز العمل بفقه الشيعة الإمامية.[١٠]

الاعتراف بمذهب الشيعة الإمامية

وقد أدت جهود محمد تقي القمي إلى أصدر الشيخ محمود شلتوت - رئيس جامعة الأزهر في مصر آنذاك، والذي كان أيضًا أحد مؤسسي دار التقريب- عام 1958م فتوى بجواز العمل وفق فقه الشيعة الإمامية.[١١] وبالطبع هذه الفتوى طرحها في سنوات سابقة الشيخ عبد المجيد سليم - أحد الشخصيات البارزة في دار التقريب - ولكن بسبب معارضة بعض علماء الأزهر تأخر صدور هذه الفتوى عشر سنوات، حتى أعلن ذلك الشيخ محمود شلتوت.[١٢]

أفكار وآراء محمد تقي القمي

محاضرة محمد تقي القمي في مسجد جوهرشاد

بين محمد تقي القمي أفكاره في مجلة رسالة الإسلام:

  • لا سبيل لتشكيل أمة إسلامية موحدة إلا بخلق وحدة ثقافية للمسلمين، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار والتواصل والتقارب الثقافي.[١٣]
  • أن توحيد المسلمين ثقافياً لا ينافي أن تعمل كل طائفة من الطوائف الإسلامية، بما ثبت عندها واعتقدت به، مادام هذا لا يمس العقائد الاساسية، التي يجب الإيمان بها، ولكن من الواجب ان تعرف كل طائفة من المسلمين حقيقة عقائد الآخرين، لعلها تجد فيها ما تستفيد منه.[١٤]
  • إن الهدف من الوحدة الثقافية للمسلمين هو الاتحاد على الأصول الضرورية للدين، والنظر في المواضيع الأخرى من وجهة نظر البحث عن الحقيقة للتوصل إلى رأي مشترك. وإذا كان هناك اختلاف فليعتبر كل منهما الآخر معذورا، ولا يكفر كل منهما الآخر.[١٥]
  • المسلمون لا يتضررون من الاختلاف الفكري، ولكنهم يتضررون منه عندما يؤدي إلى قطع العلاقة وترك الأخوة.[١٦]
  • الاختلاف بين المسلمين هو اختلاف في المصاديق لا في الأصول؛ أي أن الجميع متفقون على هذا المبدأ العام وهو أننا يجب أن نتبع كل ما صدر عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم، ولكن في بعض الأحيان يكون هناك اختلاف فيما صدر عن النبي.[١٧]

موقف القمي من الثورة الإسلامية في إيران

لقد هنأ محمد تقي القمي الإمام الخميني بانتصار الثورة، ولكن في الوقت نفسه أهانه أحد الثوار بسبب علاقاته مع حكام الدول الإسلامية من بينهم شاه إيران. ذهب القمي من إيران إلى باريس، وبعد فترة التقى هناك بمعارضي الثورة الإسلامية الإيرانية، واعتقد البعض أنَّه ضد الثورة الإسلامية الإيرانية، ولكن القمي في اتصاله مع أحد أصدقائه في إيران، اعتبر ذلك مؤامرة وأنَّ هدف الثورة الإسلامية هو هدفه.[١٨]

موقف القمي من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

وبعد قيادة آية الله الخامنئي وطرح تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، جرت اتصالات مع محمد تقي القمي، والذي رحب بالأمر أيضاً، وقرر أن يذهب إلى مصر لهذا الغرض عام 1990م، ولكنه تعرض لحادث في شوارع باريس وتوفى.[١٩]

مواضيع ذات صلة

محمود شلتوت

الهوامش

  1. امير دهي، «علامه شیخ محمدتقی قمی؛ همزیست دارالتقریب»، 1387ش، ص111 ـ 113.
  2. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص14.
  3. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص14 وص186.
  4. رستمي نجف آبادي، آشنایی با پیشگامان بیداری اسلامی؛ علامه شیخ محمدتقی قمی، 1393ش.
  5. القمي، «رجال صدقو»، ص ۱۸.
  6. امير دهي، «علامه شیخ محمدتقی قمی؛ همزیست دارالتقریب»، 1387ش، ص115.
  7. امير دهي، «علامه شیخ محمدتقی قمی؛ همزیست دارالتقریب»، 1387ش، ص114.
  8. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص14.
  9. اليوسفي الغروي، «نقش مطاعن بحار الانوار در خرافه نهم ربيع ‌الاول».
  10. واعظ زاده الخراساني، «مصاحبه با آیت‌الله واعظ‌زاده خراسانی به مناسبت سالروز تأسیس دارالتقریب».
  11. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص203 ـ 204.
  12. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص174 ـ 177.
  13. القمي أمة واحدة ثقافة واحدة، 1368هـ، ص258.
  14. القمي أمة واحدة ثقافة واحدة، 1368هـ، ص260 ـ 261.
  15. القمي، نقط على الحروف، 1372هـ، ص147.
  16. القمي، نقط على الحروف، 1372هـ، ص151.
  17. القمي، للعقول لا للعواطف، 1382هـ، ص248.
  18. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص189.
  19. آذرشب، پیشینه تقریب، 1384ش، ص190.

المصادر والمراجع

  • آذرشب، محمد علي، پیشینه تقریب، طهران، نشر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، 1384ش.
  • القمي، محمد تقي، «رجال صدقو»، مجلة رسالة الإسلام، السنة الرابعة عشرة، العدد3 و4، رجب 1383هـ.
  • القمي، محمد تقي، أمة واحدة ثقافة واحدة، مجلة رسالة الإسلام، القاهرة، ج1 من مجموعة مجلات رسالة الإسلام، العدد3، 1368هـ
  • القمي، محمد تقي، للعقول لا للعواطف، مجلة رسالة الإسلام، القاهرة، ج13 من مجموعة مجلات رسالة الإسلام، العدد51 و52، 1382هـ.
  • القمي، محمد تقي، نقط على الحروف، مجلة رسالة الإسلام، القاهرة، ج5 من مجموعة مجلات رسالة الإسلام، العدد2، 1372هـ.
  • اليوسفي الغروي، محمد هادي، «نقش مطاعن بحار الانوار در خرافه نهم ربيع ‌الاول». تاريخ الإدراج: 24/ 10/ 1392 ش، تاريخ المشاهدة: 28/8/ 1402 ش.
  • امير دهي، ع.ر، «علامه شیخ محمدتقی قمی؛ همزیست دارالتقریب»، انديشه تقريب، السنة الرابعة، العدد16، 1387ش.
  • رستمي نجف آبادي، حامد، آشنایی با پیشگامان بیداری اسلامی؛ علامه شیخ محمدتقی قمی، مجله حبل المتين، الدورة3، العدد7، صيف 1393ش.
  • واعظ زاده الخراساني، محمد، «مصاحبه با آیت‌الله واعظ‌زاده خراسانی به مناسبت سالروز تأسیس دارالتقریب»، سایت پژوهشگاه مطالعات تقریبی، 22/ 10/ 1392 ش، تاريخ المشاهدة: 28/8/ 1402 ش.