حسن الجوار
هذه مقالة أو قسم تخضع لتحريرٍ مُكثَّفٍ في الفترة الحالية لفترةٍ قصيرةٍ. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. M.moujir (نقاش) • مساهمات • انتقال ٨ ديسمبر ٢٠٢٤ |
حُسنُ الجِوار يعني التعامل الجيّد مع الجيران. أوصت الآية 36 من سورة النساء بمسألة الإحسان إلى الجيران، وورد في الروايات أيضًا ما يؤكد مسألة الإحسان إلى الجيران وعدم إيذائهم، حيث عدّت حرمة الجار كحرمة الأم، وإيذاؤه يُعتبر مثل إيذاء رسول الله (ص).
ذكرت الروايات حقوقاً للجيران؛ حتى لو كانوا كفارًا، مثل الإقراض، والزيارة اثناء المرض، والمشاركة في تشييع الجنازة، وإهداء بعض من الفواكه والطعام المنزلي، وعدم التجسس، وتحمل إيذاء الجار.
وفقًا للروايات، فإنّ الإحسان إلى الجار يوجب محبة الله ودخول الجنة وزيادة الرزق وطول العمر، بينما يؤدي إيذاء الجار إلى البُعد عن رحمة الله والحرمان من الجنة.
مفهوم الجوار ومكانته
حسن الجوار يعني التعامل الجيّد مع الجيران.[١] يُطلق مصطلح الجيران على شخصين أو عائلتين يعيشان بجانب بعضهما البعض أو في جزءين من بيت واحد.[٢] لقد حدد النبي (ص) والإمام الصادق (ع) نطاق الجيران بما يصل إلى أربعين بيتًا من الأمام والخلف واليمين واليسار.[٣] في القرآن الكريم، بعد التوحيد والإحسان إلى الوالدين والأقارب والفقراء، تم التوصية بالإحسان إلى الجيران.[٤] نُقلت العديد من الروايات عن أهل البيت (ع) حول حسن التعامل مع الجيران وعدم إيذائهم. [٥]
نُقل عن النبي (ص): حُرمَةُ الجارِ على الإنسانِ كحُرمَةِ اُمّهِ.[٦] ونَقل الإمام علي (ع) عن النبي (ص): ما زال جبرائيل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.[٧] ذكر جعفر بن أبي طالب، ممثل رسول الله (ص) لدى النجاشي (ملك الحبشة)، في تعريفه للدين الإسلامي، أن حسن الجوار هو من التعاليم المهمة للإسلام.[٨] كما أوصى الإمام علي (ع) في وصيته في أيامه الأخيرة بالجار.[٩] ووفقًا لما نقله المحدث النوري، مدوّن الأحاديث الشيعية، فإن الرسول الأكرم (ص) اعتبر إيذاء الجار كإيذائه.[١٠]
حقوق الجار
وفقًا لرواية عن رسول الله (ص)، يُقسّم الجيران إلى ثلاث فئات: الفئة الأولى الجار المسلم القريب، والفئة الثانية الجار المسلم، والفئة الثالثة الجار غير المسلم. لكل فئة من الجيران حقوق على الإنسان ويجب احترامها، ومع ذلك، فإن الفئة الثانية لها حقوق أكثر من الفئة الثالثة، والفئة الأولى لها حقوق أكثر من الفئة الثانية.[١١] لکن كما جاء في وصية رسول الله (ص) للإمام علي (ع) أن يكرم الجار حتى لو كان كافرًا.[١٢]
مصاديق الإحسان إلى الجار
وأمّا حق الجار فحفظه غائبا، وكرامته شاهدا، ونصرته ومعونته في الحالين معا، لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها، فإن عرفتها منه عن غير إرادة منك ولا تكلف، كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا، لو بحثت الأسنة عنه ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم، لا تسلمه عند شديدة ولا تحسده عند نعمة، تقبل عثرته، وتغفر زلته، ولا تدّخر حلمك عنه إذا جهل عليك ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة، وتبطل فيه كيد حامل النميمة، وتعاشره معاشرة كريمة، ولا قوة إلاّ باللّه.
العديد من الروايات حثّت على مسألة الإحسان إلى الجار.[١٣] وفي بعض الروايات، ذُكرت بعض مصاديق الإحسان إلى الجار كما يلي:
في حديث ينُقل عن رسول الله (ص) في حق الجار: إن استغاثك أغثه، وإن استقرضك أقرضه، وإن افتقر عدت إليه، وإن أصابه خير هنأته، وإن مرض عدته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن مات تبعت جنازته، ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه، وإذا اشتريت فاكهة فأهدها له، وإن لم تفعل فأدخلها سرًا، ولا يخرج بها ولدك يغيض بها ولده، ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له منها.[١٤]
كما ذكر الإمام السجاد(ع) حقوق الجار في رواية طويلة المعروفة برسالة الحقوق، ومن هذه الحقوق حمايته وتكريمه ومساعدته وحفظ سره وعدم التجسس عليه وعدم خيانته وتقبل عثراته وغفران زلاته، وينبغي معاشرته معاشرة كريمة.[١٥]
كما قال النبي ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به.[١٦]
عن الإمام الباقر(ع) والإمام الصادق(ع) أنه ينبغي لجيرانِ صاحب المُصيبة أنْ يُطعموا الطعامَ عنه ثلاثةَ أيام.[١٧]
ذُكر حقوق أخرى للجيران وأمثلة على الإحسان إليهم في الروايات على النحو التالي:
عدم التجسس
في الروايات، يُوصى بالسؤال عن حال الجيران والتعاطف معهم،[١٨] ولكن يُمنع التجسس والتدخل في شؤون منازلهم.[١٩]
عدم الإيذاء
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره[٢٠]
تحمل الأذى
في حديث عن الإمام الكاظم(ع) جاء: ليس حُسن الجِوار كفّ الأذى، ولكن حُسن الجِوار الصبر على الأذى.[٢١]
آثار الإحسان وإيذاء الجار
وفقًا للروايات الإحسان إلى الجار يوجب محبة الله ورسوله (ص)،[٢٢] ويزيد الرزق،[٢٣] ويزيد في الأعمار ويعمّر الديار،[٢٤] ويؤدي للقاء الله بوجه منير،[٢٥] وإلى دخول الجنة،[٢٦] ويوصل إلى الدرجات العالية.[٢٧] ويعتبر دلالة على إيمان الشخص،[٢٨] وكرامته،[٢٩] ونبله.[٣٠] نُقل عن رسول الله (ص) من مات وله جیران ثلاثة کلهم راضون عنه غفر له.[٣١]
بالمقابل، فإن إيذاء الجار وفقًا للروايات، يوجب اللعنة والبعد عن رحمة الله،[٣٢] وتُحرّم عليه ريح الجنة،[٣٣] وهو علامة على عدم الإيمان[٣٤] ودناءة الشخص.[٣٥]
موضوعات ذات صلة
الهوامش
- ↑ انظر بعنوان مثال:الجعفري، ترجمة تحف العقول، 142هـ، ص80.
- ↑ دهخدا، 1377ش، ذیل واژه همسایه.
- ↑ الكوفي الأهوازي، الزهد، 1402هـ، ص42؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص669؛ الشيخ الصدوق، معاني الأخبار، 1403هـ، ص165؛ الطبرسي، مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص215؛ الشيخ الحر العاملي، وسائل الشیعة، 1409هـ، ج12، ص125؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج71، ص151 و152؛ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، 1408هـ، ج8، ص431.
- ↑ سورة النساء، آية 36.
- ↑ انظر بعنوان مثال: الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص666-669؛ مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص212-215؛ وسائل الشیعة، 1409هـ، ج12، ص121-133.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص666 وج5، ص31؛ الشيخ الطوسي، تهذيب الأحكام، 1407هـ، ج6، ص141؛ الطبرسي، مكارم الأخلاق، 1412هـ، ص126.
- ↑ الشيخ الصدوق، الأمالي، 1418هـ، ص428.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج6، ص309.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج7، ص51؛ السيد رضی، نهج البلاغة، 1414هـ، ص422 (نامه 47).
- ↑ المحدث النوري، مستدرك الوسائل، 1408هـ، ج8، ص424.
- ↑ الفتال النیشابوري، روضة الواعظین، 1417هـ، ج2، ص389؛ الشعیري، جامع الأخبار، بدون تاريخ، ص139؛ الطبرسي، مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص213.
- ↑ الشعیري، جامع الأخبار، بدون تاريخ، ص89.
- ↑ انظر بعنوان مثال: الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص666-668؛ الشيخ الحر العاملي، وسائل الشیعة، 1409هـ، ج12، ص125-133.
- ↑ الشهيد الثاني، مُسكن الفؤاد، بدون تاريخ، ص114؛ بايندة، أبو القاسم، نهج الفصاحة، 1424هـ، ص445.
- ↑ الشيخ الصدوق، من لا یحضره الفقيه، 1413هـ، ج2، ص623؛ الشيخ الصدوق، الخصال، 1403هـ، ج2، ص565؛ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج71، ص7.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص668.
- ↑ البرقي، المحاسن، 1371هـ، ج2، ص419؛ الشيخ الصدوق، من لا یحضره الفقيه، 1413هـ، ج1، ص174.
- ↑ ابن شعبة الحراني، تحف العقول، 1404هـ، ص409.
- ↑ الشيخ الصدوق، من لا یحضره الفقيه، 1413هـ، ج4، ص13.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص667؛ الطبرسي، مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص214.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص667؛ ابن شعبة الحراني، تحف العقول، 1404هـ، ص409.
- ↑ بايندة، نهج الفصاحة، 1424هـ، ص264.
- ↑ الكوفي الأهوازي، الزهد، 1402هـ، ص42؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص666.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص667 و 668؛ مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص213.
- ↑ الشيخ الصدوق، ثواب الأعمال، 1406هـ، ص181؛ الشعیري، جامع الأخبار، بدون تاريخ، ص139.
- ↑ الشعیري، جامع الأخبار، بدون تاريخ، ص106.
- ↑ ابن شعبة الحراني، تحف العقول، 1404هـ، ص14.
- ↑ الحلواني، نزهة الناظر، 1408هـ، ص21.
- ↑ الليثي الواسطي، عيون الحکم، 1418هـ، ص60؛ التميمي الآمدي، تصنيف غرر الحکم، 1407هـ، ص436.
- ↑ الليثي الواسطي، عيون الحکم، 1418هـ، ص468؛ التميمي الآمدي، تصنيف غرر الحکم، 1407هـ، ص437.
- ↑ الراوندي، الدعوات، 1407هـ، ص228؛ الطبرسي، مشكاة الأنوار، 1385هـ، ص214.
- ↑ الكراجكي، كنز الفوائد، 1410هـ، ج1، ص150؛ الشعیري، جامع الأخبار، بدون تاريخ، ص89.
- ↑ الشيخ الصدوق، من لا یحضره الفقيه، 1413هـ، ج4، ص13؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 1418هـ، ص428.
- ↑ الكوفي الأهوازي، الزهد، 1402هـ، ص42؛ الكليني، الكافي، 1407هـ، ج2، ص666.
- ↑ الليثي الواسطي، عيون الحکم، 1418هـ، ص472؛ التميمي الآمدي، تصنيف غرر الحکم، 1407هـ، ص437.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحدید، عبد الحمید بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، قم، مكتبة آیت الله المرعشي النجفي، الطبعة الأولى، 1404هـ.
- ابن شعبه الحراني، تحف العقول عن آل الرسول(ص)، قم، جماعة المدرسين، الطبعة الثانية، 1404هـ.
- البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، المحاسن، قم، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثانية، 1371هـ.
- بايندة، أبو القاسم، نهج الفصاحة (الكلمات القصار للنبي (ص))، طهران، دنیای دانش، الطبعة الرابعة، 1424هـ.
- التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأولى، 1407هـ.
- الجعفري، بهراد، ترجمة تحف العقول، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الأولى، 1423هـ.
- الحلواني، حسین بن محمد، نزهة الناظر وتنبیه الخاطر، قم، مدرسة الإمام المهدي (عج)، الطبعة الأولى، 1408هـ.
- دهخدا، علي الأكبر، لغتنامه، طهران، جامعة طهران، الطبعة الثانية، 1377ش.
- الراوندي، قطب الدين، الدعوات، قم، منشورات مدرسة الإمام المهدي (عج)، الطبعة الأولى، 1407هـ.
- السيد رضی، محمد بن حسين، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، قم، هجرت، الطبعة الأولى، 1414هـ.
- الشعیري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، نجف، المطبعة الحيدرية، الطبعة الأولى، بدون تاريخ.
- الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، مُسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد، قم، بصيرتي، الطبعة الأولى، بدون تاريخ.
- الشيخ الحر العاملي، محمد بن حسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، الطبعة الأولى، 1409هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، طهران، كتابچي، الطبعة السادسة، 1418هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، الخصال، قم، جامعة المدرسين، الطبعة الأولى، 1403هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا (ع)، طهران، نشر جهان، الطبعة الأولى، 1420هـ.
- الشيخ الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار، قم، جامعة المدرسين، الطبعة الأولى، 1403هـ.
- الشيخ الطوسي، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام في شرح المقنعة، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407هـ.
- الطبرسي، حسن بن فضل، مكارم الأخلاق، قم، شريف رضی، الطبعة الرابعة، 1412هـ.
- الطبرسي، علي بن حسن، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار، نجف، المكتبة الحيدرية، الطبعة الثانية، 1385هـ.
- العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403هـ.
- الفتال النیشابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، قم، منشورات رضی، الطبعة الأولى، 1417هـ.
- الكراجكي، محمد بن علي، كنز الفوائد، قم، دار الذخائر، الطبعة الأولى، 1410هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1407هـ.
- الكوفي الأهوازي، حسین بن سعيد، الزهد، قم، المطبعة العلمية، الطبعة الثانية، 1402هـ.
- الليثي الواسطي، علي بن محمد، عيون الحكم والمواعظ، قم، دار الحديث، الطبعة الأولى، 1418هـ.
- المحدث النوري، حسین بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، قم، مؤسسة آل البيت (ع)، الطبعة الأولى، 1408هـ.