حرم السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، أو مرقد السيدة المعصومة، هو مجموعة الأبنية والأوقاف والتنظيمات الإدارية التابعة له، حيث يقع حرم السيدة فاطمة المعصومة في قلب مدينة قم. مساحة البناء للحرم والأروقة والإوانات والصحن القديم والصحن الجديد وصحن النساء ومسجد فوق الرأس ومقابر الملوك الصفويين وغيرها، تبلغ ثلاثة عشر ألفاً وخمسمائة وسبعة وعشرين متراً مربعاً.

حرم السيدة فاطمة المعصومة (ع)
المعلومات العامة
سنة التأسيسسنة 256 هجرية
المدينةقم المقدسة
البلدإيران
المشخصات
المساحةثلاثة عشر ألفاً وخمسمائة وسبعة وعشرين متراً مربعاً
الهندسة المعمارية

فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم وشقيقة الإمام الرضا وعمة الإمام الجواد عليهم السلام، تحظى بمنزلة عالية عند المؤمنين من الشيعة. انطلقت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام إلى خراسان عام 201 هـ، بعد عام من وصول الإمام الرضا عليه السلام إلى مرو، وعندما وصلت إلى ساوة مرضت، فذهب موسى بن الخزرج الأشعري إلى ساوة وجاء بها إلى قم، وأعطاها بعضاً من بيته، وبعد فترة توفيت السيدة معصومة عليها السلام، ودفن جثمانها الطاهر في مكان يسمى حديقة بابلان.

شُيدت القبة الأولى على قبرها من قبل امرأة اسمها زينب وهي إحدى النساء العلويات، كما اكتسب هذا المبنى الجلال والرفعة في العصر الصفوي، حيث تم إنشاء الضريح الأول من قبل شاه طهماسب الأول، ثم شهد البناء توسعات كثيرة على مرّ السنين. تتكون عتبة السيدة معصومة عليها السلام حالياً من: الصحن القديم، والحصن الجديد، وصحن صاحب الزمان كذلك يحتوي على إيوانات وأروقة كثيرة، ومدارس ومساجد أهمها: المسجد الأعظم. ويضم الحرم أيضاً متحف ومكتبة كبيرة تُسمى مكتبة أستانا تم إنشائها عام 1330 هـ.

السيرة ذاتية

النسب والعمر

فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم وشقيقة الإمام الرضا وعمة الإمام الجواد  .[١] تحظى بمنزلة خاصة عند المؤمنين من أتباع أهل البيت  . كما ذُكرت لها ألقاب كثيرة، منها: الطاهرة، والحميدة، والبرّة، والتقية، والنقية،[٢] كما أنها تُلقب بالمعصومة   أيضاً، وأنّ هذا اللقب يُعد من أشهر ألقابها بحسب ما ورد عن الإمام الرضا   أنه قال: مَنْ زَارَ الْمَعْصُومَةَ فِي قُمٍّ فَلَهُ الْجَنَّةُ.[٣]

لم تذكر المصادر التاريخية القديمة يوم ولادتها  ، إلا أنّ ما جاء في المصادر المتأخرة أن ولادتها كانت في المدينة المنورة غرّة ذي القعدة الحرام سنة 173 هـ.[٤] أمها السيدة نجمة خاتون.[٥]

تعددت الروايات عن عمر السيدة فاطمة   وسنة وفاتها، حيث ذكرت بعض المصادر المتأخرة أن وفاتها في 10 ربيع الثاني من سنة 201 هـ عن عمر ناهز الثامنة والعشرين.[٦] ومنهم من ذكر أن وفاتها كانت في 12 من ربيع الثاني.[٧]

سفرها إلى إيران ووفاتها

انطلقت فاطمة المعصومة   إلى خراسان عام 201 هـ، وذلك بعد عام من وصول الإمام الرضا   إلى مرو،[٨] وعندما وصلت إلى ساوة مرضت فيها، فأمرت خادمها بالتوجه بها إلى أرض قم.[٩] و في رواية أخرى تم استقبالها من أشراف قم، الذي يتقدمهم موسى بن خزرج، فأخذها وقافلتها إلى منزله.[١٠] وقد كان ذلك في الثالث والعشرين من ربيع الأول.[١١] فبقيت فاطمة المعصومة   في داره لسبعة عشر يوماً أمضتها بالعبادة والابتهال إلى الله تعالى، ثم توفيت فاطمة بنت موسى في سنة إحدى ومائتين.[١٢]

مكان إقامتها

أهدى موسى بن خزرج المنزل الذي سكنت فيه السيدة معصومة ليكون مسجداً، حيث كان ذلك المنزل خارج مدينة قم، ويسمى اليوم بيت النور، الذي يُعتبر الآن مزاراً لشيعتها، حيث يقصده الناس لزيارته والصلاة فيه. وقد جُدّدت عمارته خلال السنوات الأخيرة، وشُيّدت إلى جانبه مدرسة لطلبة العلوم الدينيّة تعرف بـ«المدرسة الستّيّة».[١٣]

المدفن

دُفنت فاطمة المعصومة   في مقبرة بابلان التي تعود ملكيتها الى موسى بن خزرج،[١٤] وهو الآن مرقدها وروضتها التي دُفنت فيها. وبنى موسى بن خزرج لهذا المكان سقيفة من البواري.[١٥]

مراحل بناء الحرم

حرم السيدة المعصومة هو مجموعة الأبنية المحيطة بقبر فاطمة بنت موسى بن جعفر، والأوقاف والتنظيمات الإدارية التابعة له، حيث يقع حرم السيدة فاطمة المعصومة في قلب مدينة قم. يضمّ الحرم عدداً كبيراً من قبور العلماء والأولياء والصالحين، حيث دفن أصحابها بجوار السيدة فاطمة المعصومة  ، كما دفن في داخل الحرم عدد من العلويات وغيرهن، وكانت قبورهنّ متميزة تحت قبتين، أما اليوم فيضمهنّ ضريح واحد تحت قبة واحدة،[١٦] هرمية الشكل قاعدتها ثمانية أضلاع بين كل ضلع وآخر (70/2) متر. طول كل ضلع منها (3/8) متر، وقد أثبت في كل ضلع شباك من الذهب أو الفضة أو غيرها. وارتفاع القبة عن سطح البناء (16) متراً. محيطها من الداخل (66/28) متر ومن الخارج (35/60) متر وهي من الخارج مكسوة بصفائح الذهب، عليها كتابات وأشعار جميلة باللغة الفارسية، وزينت من الداخل بالنقوش البارزة وبالمرايا، وتحت القبة ضريح من الفضة، مزين أعلاه بالذهب بمقدار متر من جميع الجهات، كما أنه قد زين بكتابات ونقوش أيضاً.[١٧]

بناء القبة

بُنيت أول قبة بعد المظلّة الحصيرية (البواري) التي وضعها بن خزرج على قبر السيدة فاطمة المعصومة   سنة 256 هجرية عندما جاءت زينب بنت محمد بن علي الجواد  لزيارة قبر عمتها، فبُنت برجيّة الشكل مصنوعة من اللبن والحجر والجصّ. ومن ثم دُفنت بعد فترة من الزمن بعض السيّدات العلويّات بجوار قبر فاطمة   فبُنيت قبّتان إلى جانب القبّة الأولى.[١٨]

ذكر صاحب تاريخ قم لمؤلّفه حسن بن محمد القمي أنّ القبة الأولى تضمّ قبر السيدة المعصومة  ، وقبر أم محمد بنت موسى أخت محمد بن موسى  ، وقبر أم إسحاق جارية محمد بن موسى. وتضم القبة الثانية قبر أم حبيب جارية أبي علي محمد بن أحمد بن الرضا  ، وكانت هذه الجارية هي والدة أم كلثوم بنت محمد، وقبر أم موسى بنت علي الكوكبي، وقبر ميمونة بنت موسى أخت محمد بن موسى  . كما دفن جمع من البنات الفاطميات والسادات الرضوية في هذه البقعة المباركة، كميمونة بنت موسى بن جعفر  ، وزينب و أم محمد، وميمونة بنات الإمام الجواد  .[١٩]

بقيت هذه القباب الثلاث حتى سنة 447 هـ، حيث بني المير أبو الفضل العراقي وزير طغرل الكبير وبترغيب من الشيخ الطوسي بدل عنها قبّة عالية مزيّنة بالنقوش الملوّنة والطابوق والكاشيّ المزين بدون إيوان وحجرات، وتضمّ تحتها قبور جميع العلويّين لا سيّما قبر السيّدة فاطمة المعصومة  .[٢٠]

تجديد القبة

في سنة 925 هـ تمّ تجديد بناء القبّة التي بناها ابو الفضل العراقي، وذلك باهتمام من الملكة (شاه) بيكي وزوجة الملك (شاه) إسماعيل، وزيّن السطح الخارجيّ لها بالفسيفساء. وفي سنة 1218 هـ، أي في حكم الملك فتح علّي شاه القاجاريّ تمّ تزيين القبّة المطهّرة بالصفائح الذهبيّة، وقد بقي ذلك حتّى سنة 1421 هـ.[٢١]

بناء الضريح

في سنة 950 ه‍ـ بنى الشاه طهماسب ضريحاً على المرقد المطهر وكان من الكاشي، وفي سنة 1077 ه‍ـ بنى شاه سليمان الصفوي صحن النساء في الجهة الجنوبية من الحرم، وأصبح هذا الصحن طريقاً خاصاً لمقبرة الشاه سليمان، والشاه عباس، والشاه سلطان حسين، حيث إن مدخل هذه المقبرة كان من هذا الصحن فقط.[٢٢]

توسعة الحرم

بدأت التغييرات والتجديدات في زمن الصفوية، حيث بنى شاه إسماعيل أو امرأته الإيوان الشمالي المتصل بالصحن القديم سنة 925 ه‍ـ، وزينه بالكاشي (المعرق) وجعله المدخل الوحيد للحرم، كما أنه وضع الأساس للصحن القديم.

ووضع الشاه عباس على ذلك المرقد الذي كان قد زين بالكاشي قفصاً من الفولاذ الأبيض، كذلك أن مرتضى قليخان أحد رجال الدولة الصفوية قد جدد بناء إيوان الحرم، وبعد عهد الصفوية وبالتحديد في سنة 1218 ه‍ـ رفع الكاشي عن القبة ووضع بدلاً عنه لبنات من الذهب، وفي سنة 1236 ه‍ـ بني مسجد فوق الرأس، وفي سنة 1266 ه‍ـ جدد بناء إيوان الشاه إسماعيل، وبني من الجهة الشمالية منه مئذنة.[٢٣]

في سنة 1221 ه‍ـ فرشت أرض الحرم وجدرانه بالرخام كما زين الضريح بالذهب، ووضع أول باب ذهبي في الضلع الشمالي للرواق المتصل بإيوان الذهب الشمالي. وفي سنة 1215 ه‍ـ زين داخل القبة بالنقوش البارزة والمرايا والكتابات الجميلة، وفي سنة 1276 ه‍ـ زين إيوان الشاه إسماعيل بلبنات الذهب، وفي سنة 1275 ه‍ـ ألبس الضريح الفولاذي بالفضة وزين بالنقوش والكتابة.[٢٤]

أما مساحة البناء للحرم والأروقة والأواوين والصحن القديم والصحن الجديد وصحن النساء ومسجد فوق الرأس ومقابر الملوك الصفويين وغيرها، فتبلغ ثلاثة عشر ألفاً وخمسمائة وسبعة وعشرين متراً مربعاً منها ألف وتسعمائة وتسعة عشر متراً مربعاً مساحة الأرض التي تحت البناء والبقعة عن صحني الحرم.[٢٥]

الإيوانات والصحون والأروقة

الصحن الجديد (الأتابكي)

بنى هذا الصحن الميرزا علّي أصغرخان أتابك الصدر الأعظم، وقد استمرّ فيه العمل منذ سنة 1295 هـ حتى سنة 1303 هـ. يقع هذا الصحن في جنوب الحرم، له أربعة إيوانات: الإيوان الشمالي هو المدخل من ميدان الآستانة. والجنوبي هو المدخل من طرف القبلة. والشرقي هو المدخل من شارع إرم. والغربي هو إيوان المرايا. وقد زيّنت هذه الإيوانات وفيها آثار فنيّة واضحة. وقد كان لوجود هذه الإيوانات لاسيما إيوان المرايا وكذلك وجود الحوض في وسط الصحن المطهّر أثر كبير في جمال هذا المكان المقدّس.[٢٦]

له ثمانية أضلاع فالشرقي والغربي طول كل واحد منهما (6/78)م وطول كل من الشمالي والجنوبي (8/46) م والاربعة أضلاع الأخرى طول كل واحد منها (7/3) أمتار. ومن مدخل هذا الصحن من جهة شارع (ارم) يوجد خمسة أضلاع طول الشمالي والجنوبي (10) أمتار، وضلعان مربعان طول كل منهما (8/5) متر. وفي هذا الصحن أربعة أواوين شرقي وغربي وجنوبي وشمالي، أما الغربي فقد تقدم الحديث عنه، وأما الشرقي وهو المدخل المتصل بشاعر (ارم) فطوله (8/7) وعرضه (30/7) وارتفاعه (6/13) متر وفيه نقوش جميلة بارزة فوقه بناء فيه ساعة كبيرة ومئذنتان صغيرتان ارتفاعهما عن وجه الأرض (5/13) متر. واما الشمالي وهو المدخل المواجه لشارع (الاستانة) فارتفاعه (80/12) وطوله (7) وعرضه (40/4) متر ويماثله الجنوبي في جميع ذلك وعلى كل واحد من هذه الأواوين مآذن جميلة صغيرة الحجم. وفي وسط هذا الصحن حوض بيضوي الشكل طوله (5/19) وعرضه (60/12) م وتحيط الصحن (31) غرفة لكل إيوان خاص بها طوله (3) امتار بعرض (2) م إلا ثمانية أواوين فإن طول كل واحد منهما (60/6) بعرض (3.20) م له عمودان من الحجر، وكل ما ذكرناه من الأبنية مزين بالنقوش الجميلة والقاشاني.[٢٧]

إيوان المرايا (إيوان آيينه)

يسمّى هذا الإيوان بإيوان المرايا لأنّه مزين بالمرايا. وهذه الآثار الفنية هي من أعمال الفنان الشهير في العهد القاجاريّ الأستاذ حسن المعمار القمّي، وقد تمّ إنجازها عند بناء الصحن الجديد بأمر الصدر الأعظم الميرزا علّي أصغرخان أتابك. وتمّ إصلاحه وترميمه في سنة 1422 هـ.[٢٨] ارتفاع هذا الإيوان (80/7) م وعرضه (87/7) م وطوله (9)م وله أربعة أعمدة من الحجر ارتفاع كل منها (11) م، وشكله نصف هرمي مزين بالمرايا والنقوش البارزة من الداخل. وفوق هذا الإيوان مئذنتان ارتفاع كل منهما عن سطح الإيوان (28)م ومحيطها (30/3) م وهما أعلى ما في الحرم. وفي أسفل جداره بارتفاع أكثر من متر زيّن بالرخام ثم فوقه حتى السقف زيّن بالمرايا، وحول الإيوان نُقش على الرخام الآية الشريفة (الله نور السماوات والارض). وبين الإيوان والرواق الشرقي حرم إيواني زُيّن بالمرايا مثل الإيوان الأصلي، ونقش عليه الحديث الشريف: «من زار فاطمة بقم فله الجنة».[٢٩]

الصحن العتيق (القديم)

يقع الصحن العتيق شمال الروضة المباركة. كما يُعتبر أوّل بناء بُني في الحرم. ويضم هذا الصحن أربعة إيوانات: أحدها الإيوان الواسع في الجنوب، وهو إيوان الذهب (مدخل الصحن إلى الروضة المطهّرة). والثاني الإيوان في الشمال وهو مدخل المدرسة الفيضية إلى الصحن العتيق. وهذا الصحن مع صغره فإنّه يضم حجرات عديدة في جوانبه. وقد قامت ببنائه الملكة بيكي بيكم سنة 925 م. وفي سنة 1419 هـ وقعت ترميمات أساسية في هذا الصحن والمقابر الموجودة في أطرافه بأمر المتولّي للروضة المقدّسة.[٣٠] طول هذا الصحن (70/35) م في عرض (70/34) م تحيط به الغرف من ثلاثة جوانب، وفي الجهة الرابعة منه يقع الحرم وإيوان الذهب. وله بابان الشرقي منهما يتصل بالصحن، والغربي يفتح على المسجد الأعظم، وباب ثالث يفتح على المدرسة الفيضية.[٣١]

إيوان الذهب (إيوان طلا)

تمّ بناء إيوان الذهب وكذا الإيوانين الصغيرين اللذين بجانبه في شمال الروضة المقدسة سنة 925 هـ باهتمام من الملكة بيكي بيكم. وفي سنة 1429 هـ. تم إصلاحه وترميمه وتذهيبه.[٣٢]

 
أحد صحون الحرم المطهر

صحن صاحب الزمان

هذا الصحن مع البيوتات المتعلّقة به، يشكّل مساحة يبلغ حدودها 8 آلاف متر مربّع، وله مداخل من الجهات الأربع من ناحية الشرق يتّصل برواق الإمام الخميني، ومن الغرب بجسر آهنجي (پل آهنجي)، ومن الشمال خلف مسجد الأعظم، ومن الجنوب بالشارع الجديد.[٣٣]

صحن النساء

يقع صحن النساء في الجهة الجنوبية من الحرم وفي الضلع الغربي من الصحن الجديد (الأتابكي)، وهو ما يعرف الآن بصحن موزة (المتحف)، أو مسجد الطباطبائي. يبلغ طوله 24 متر وعرضه (60/19) متر. فوق هذا الصحن قبة فضائها (17) متراً وارتفاعها (17) متراً أيضاً، وقد استمر البناء في هذه القبة من سنة 1360هـ إلى سنة 1370هـ، ويحمل القبة عدة أعمدة مزينة بالرخام وفي أعلاها النقوش، كما زينت جميع أطراف المسجد بالنقوش البارزة المطعمة بالمرايا. وهذا الصحن متصل بالحرم برواق طوله (8/7) أمتار.[٣٤]

رواق الإمام الخميني

تبلغ مساحة هذا الرواق 8 آلاف متر مربّع تقريباً مع المداخل من الجهات الأربع، فمن جهة الشرق يتّصل بشارع إرم، ومن جهة الجنوب بشارع جديد الإحداث، ومن جهة الغرب بصحن صاحب الزمان ومن جهة الشمال بالحرم المطهّر.[٣٥]

رواق السيدة نجمة خاتون

هذا الرواق يقع في السرداب من صحن الإمام الخميني تحديداً بمساحة تبلغ 8 آلاف متر مربّع وظاهر هندسي حديث. والملفت للنظر أنّ سطح هذا الرواق أخفض من سطح النهر المجاور للحرم وذلك لكي يتّصل صفوف الجمعة والجماعة في سطح النهر بجماعة الحرم إذا أقيمت فيه يوماً ما. وهذا ما يشير إلى مدى تفكير المهندسين والمسؤولين بالخطّة المستقبليّة للحرم الشريف والاهتمام بالزائرين.[٣٦]

المدارس والمساجد

يُحاط بالحرم المطهّر الكثير من المساجد والمدارس والمعاهد التي تتمّ فيها دراسة العلوم الدينية لاسيما المسجد الأعظم والمدرسة الفيضية وهما يعدّان أكبر المراكز العلمية، حيث يجتمع فيها عددٌ كثيرٌ من طلاب العالم الراغبين في هذا المجال.[٣٧] كما تسمّى هذه الأماكن بالمساجد من باب إطلاق اسم المسجد عليها فقط، ولا تشملها الأحكام الخاصّة بالمسجد، فهي أروقة للحرم الشريف، لذا دفن في هذه الأروقة العلماء والمراجع،[٣٨] ومن أهمها:

مسجد بالا سر (فوق الرأس)

تمّ تجديد بنائه في العهد القاجاريّ وهو يعدّ أكبر مكان ذي سقف من أماكن الروضة. كما يعتبر هذا المسجد في العهد الصفويّ بمثابة دار الضيافة. وفي سنة 1338 هـ ضُمّ إليه الأرض في الجهة الغربيّة من المسجد لما زاد في مساحته.[٣٩]

 
صورة تجمع قبة السيدة معصومة ومنائرها مع قبة المسجد الأعظم

مسجد الطباطبائي

بناه حجّة الإسلام محمد الطباطبائي ابن المرحوم آية الله حسين القمّي، وقد استمرّ العمل فيه منذ سنة 1360 هـ حتى سنة 1370 هـ، كما أن لهذا المسجد قبة ذات خمسين اسطوانة، وقد بُني مكان صحن النساء (القديم) جنوب الروضة المطهّرة.[٤٠]

مسجد مطهري

بُني هذا المسجد مكان المتحف السابق، وقد زُيّن بالكاشي الجديد، حيث دُفن في هذا المسجد العلماء والمراجع أيضاً.[٤١]

المسجد الأعظم

يعد المسجد الأعظم من الآثار الدينيّة البارزة التي تمّ تأسيسها على يد مرجع الشيعة آية الله العظمى البروجردي. ويقع هذا المسجد بجانب الحرم المطهّر للسيّدة فاطمة المعصومة عليها السلام. وُضع الحجر الأساس لبناء هذا المسجد في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة ذكرى ولادة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام المصادف للحادي والعشرين من شهر تير سنة 1375هـ.[٤٢] في سنة1382هـ أقيمت فيه صلاة الجماعة والشعائر الأخرى. وتمّ بناء المسجد بطراز العمارة الإسلامية ويضمّ أربعة أروقة وثلاثة إيوانات عالية مزيّنة ويضمّ أيضاً قبّة كبيرة قطرها 30 متراً وارتفاعها 15 متراً عن سطح المسجد و 35 متراً عن أرض الرواق وفيه أيضاً منارات بارتفاع 5 أمتار، وكذلك فيه برج يحمل ساعة جميلة ذات أجراس ويقع البرج في شمال المسجد ويرى من الجهات الأربع.[٤٣]

المدرسة الفيضية

تعدّ من أهم المدارس في حوزة قم العلمية، وهي المركز الأساسي لتعليم الفقه الشيعي في إيران، حيث تقع هذه المدرسة في شمال الصحن القديم لحرم السيدة المعصومة  ، ويُعزى بناء هذه المدرسة إلى شاه طهماسب وفقاً لما ثبت في اللوحة المعلقة على جدار الإيوان الجنوبي.[٤٤]

المتاحف والمكتبات

مكتبة أستانا

قبل إنشاء مكتبة أستانا، كانت بعض المخطوطات والمصاحف الدينية المطلية بالذهب والتي تم جمعها على مر السنين مكدّسة معاً في غرفة تقع في غرب الفناء القديم، وتم بناء جدار أمامها. في عام 1314 هـ عندما كانوا مشغولين ببناء المتحف، ضاعت بعض هذه الكتب، ومن ثم تم وضع الباقي في صفين كبيرين فوق الصفوف الداخلية للشرفة ذات المرايا، وفي عام 1330 هـ، تم بناء مكتبة مكونة من غرفتين قراءة ومكتب على الغرف الشرقية للفناء القديم، وتم بناء مستودعين للكتب على ضريح المستوفي وجناح مشرق الشمس، وتم نقل تلك الكتب إلى هناك.[٤٥]

مقالات ذات صلة

معرض الصور

الهوامش

  1. الطبري، دلائل الإمامة، ص 309.
  2. النوري، دار السلام، ج 2، ص 170.
  3. المجلسي، زاد المعاد، ص 547.
  4. النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ج 8، ص 261.
  5. الطبري، دلائل الإمامة، ص 309.
  6. انجم فروزان[الثاقبة]، ص 58 – كنجينه آثار قم، ج 1 ص 386.
  7. النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، ص 257.
  8. الأميني، الغدير، ج 1، ص 170؛ داخل، من لا يحضره الخطيب، ج 4، ص 461.
  9. ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 163.
  10. المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.
  11. حضرت[السيدة الـ] معصومة، فاطمة دوم [الثانية]، ص 111.
  12. القمي، منتهي الآمال، ج 2، ص 379.
  13. القمي، منتهي الآمال، ج 2، ص 379.
  14. ناصر الشريعة، تاريخ قم، ص 166؛المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 290.
  15. القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 379.
  16. موقع شبكة الإمامين الحسنين للتراث والفكر والإسلامي: http://alhassanain.org/arabic/?com=content&id=2566
  17. موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html
  18. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  19. حسن القمي، تاريخ قم، ص 212.
  20. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  21. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  22. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  23. محمد المعلم، الفاطمة المعصومة (س)، ص 160.
  24. محمد المعلم، الفاطمة المعصومة (س)، ص 160.
  25. مرقد السيدة فاطمة المعصومة (س): https://arabicradio.net/news/9829
  26. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  27. موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html
  28. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  29. موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html
  30. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  31. موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html
  32. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  33. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  34. موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html
  35. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  36. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  37. حرم السيّدة معصومه (س): https://www.persiatrip.com/ar/attraction
  38. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  39. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  40. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  41. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  42. محمد المعلم، الفاطمة المعصومة (س)، ص 151-152.
  43. موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  44. محمد حسين ناصر الشريعة، ص 155.
  45. موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html

المصادر والمراجع

  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، طهران: بنياد بعثت، د.ت.
  • داخل، حسين، من لا يحضره الخطيب، بيروت، د.ن، 1412 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، دلائل الإمامة، قم، د.ن، 1413 هـ.
  • القمي، عباس، منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، قم، مؤسسة النشر الإسلامي‏، 1422 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، زاد المعاد، تحقيق: علاء الدين الأعلمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1423 هـ.
  • ناصر الشريعة، محمد حسين، تاريخ قم، د.م، د.ن، 1383 ش.
  • النوري، حسين، دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام، دار البلاغة، الكويت، ط 2، 2007 م
  • النمازي الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، http://shiaonlinelibrary.com
  • محمد المعلم، الفاطمة المعصومة (س)، http://shiaonlinelibrary.com
  • انجم فروزان[الثاقبة]، كنجينه آثار قم، https://www.yjc.news/ar/news/
  • موقع شبكة الإمامين، الحسنين للتراث والفكر والإسلامي: http://alhassanain.org/arabic/?com=content&id=2566
  • موقع الوفاق: https://al-vefagh.ir/News/343034.html
  • موقع مكتبة المعارف الإسلامية: https://books.almaaref.org/view.php?id=466
  • موقع حسين أنصاريان: https://www.erfan.ir/arabic/78283.html