تفسير الصافي من تفاسير القرآن الكريم لمؤلفه ملا محسن الفيض الكاشاني، وهذا التفسير من التفاسير الروائية (أي: تفسير الآيات بناء على ما ورد في الروايات)، وهو تفسير مختصر وشامل، وكان موضع اهتمام المفسرون الذين جاؤوا بعده.

تفسير الصافي (كتاب)
المؤلفالفيض الكاشاني
اللغةالعربية
الموضوعتفسير القرآن
عدد الأجزاء7 أجزاء

وقد بذل المفسر جهداً كبيراً على أن يأتي تفسيره خالياً من الآراء العامة والمملة؛ فلذا سمّاه بـ" الصافي". يحتوي هذا التفسير على مباحث كلامية وعرفانية وأدبية، كما قام المؤلف بتلخيصه تحت عنوان "تفسير الأصفى".

الباعث

يقول الفيض الكاشاني في مقدمة هذا التفسير، وبعد أن استعرض تطوّر هذا العلم على مرّ العصور والإشارة إلى ما ينقصه من مقوّمات:

وبالجملة لم نر إلى الآن في جملة المفسرين مع كثرتهم وكثرة تفاسيرهم من أتى بتصنيف تفسير مهذب صاف واف كاف شاف يشفي العليل ويروي الغليل، يكون منزّها عن آراء العوام مستنبطا من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)،[١] ثم يتابع: وإني لأرجو من فضل الله وكرمه أن يكون هذا الكتاب هو ذلك التفسير.[٢]

منهج المؤلف

علم التفسير
أهم التفاسير

الشيعية:

السنية:

المناهج التفسيرية
الاتجاهات التفسيرية
أساليب كتابة التفسير
اصطلاحات علم التفسير

وطريقته في شروع التفسير، أنّه يبدأ باسم السورة ومكيّها ومدنيّها وعدد آياتها ثم يشرع في تفسيرها. وكان في تفسيره يرجع:

  • أولاً: إلى محكمات القرآن، فإن القرآن يفسر بعضه بعضاً.
  • ثانياً: وإلاّ فحديث معتبر من أهل البيت (ع) في الكتب المعتبرة.
  • ثالثاً: وإن لم يظفر بحديث فيرجع إلى علماء التفسير إذا وافق القرآن وفحواه.[٣]

وفي نهاية كل سورة يذكر الأحاديث الواردة في فضل السورة، وأجرها والغالب أحاديث ضعيفة،[٤] كما نقل في تفسيره كثيراً من عبارات البيضاوي من تفسيره المسمى بـ"أنوار التنزيل".[٥]

وقدّم المؤلف لتفسيره مقدمة على اثني عشر فصلاً، وتعتبر هذه المقدمة من أحسن المقدّمات التفسيرية حيث بيّن فيها مواضع أهل التفسير في النقل والاعتماد على الرأي، وما يجب توفرّه لدى المفسرّ عند تفسيره للقرآن من مؤهلات ضرورية:[٦]

  • المقدمة الأولى: في نبذ مما جاء في الوصية بالتمسك بالقرآن وفضله.
  • المقدمة الثانية: في نبذ مما جاء في أن علم القرآن كله إنما هو من عند أهل البيت (عليهم السلام.)
  • المقدمة الثالثة: في نبذ مما جاء في أن جلّ القرآن إنّما ورد فيهم وفي أوليائهم وفي أعدائهم، وبيان سر ذلك.
  • المقدمة الرابعة: في نبذ مما جاء في معاني وجوه الآيات من التفسير والتأويل والظهر والبطن والحد والمطلع والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ وغير ذلك، وتحقيق القول في معنى المتشابه وتأويله.
  • المقدمة الخامسة: في نبذ مما جاء في المنع من تفسير القرآن بالرأي والسر فيه.
  • المقدمة السادسة: في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك.
  • المقدمة السابعة: في نبذ مما جاء في أن القرآن تبيان كل شئ وتحقيق معناه.
  • المقدمة الثامنة: في نبذ مما جاء في أقسام الآيات واشتمالها على البطون والتأويلات وأنواع اللغات واختلاف القراءات والمعتبرة منها.
  • المقدمة التاسعة: في نبذ مما جاء في زمان نزول القرآن وتحقيق ذلك.
  • المقدمة العاشرة: في نبذ مما جاء في تمثل القرآن لأهله يوم القيامة وشفاعته لهم وثواب حفظه وتلاوته.
  • المقدمة الحادية عشرة: في نبذ مما جاء في كيفية التلاوة وآدابها.
  • المقدمة الثانية عشرة: في بيان ما اصطلحنا عليه في تفسير الآيات ليكون الناظر فيه على بصيرة ومن الله الإعانة وإعطاء الفهم والبصيرة.[٧]

مصادر التفسير الروائية

المراجع والمصادر التي اعتمد عليها الفيض الكاشاني في نقل الروايات وتعداد استعماله لها، كما يلي:

أقوال العلماء وأهمية الكتاب

يعد هذا التفسير من الكتب المهمة في التفسير والتي يعوّل عليه كل من تأخر عنها، وقد أفاد السيد محمد الحسين الطباطبائي كثيراً من تفسير الصافي، واستشهد بأقوال مؤلفه في تفسيره الميزان، و من يتصفح تفسير الميزان، يجد ذلك واضحا. وهذا يدلنا على أهمية تفسير الصافي، والاعتماد على مؤلفه.[٨]

محمد هادي معرفة يقول عن هذا التفسير: وهذا التفسير – على جملته – من نفائس التفاسير الجامعة لجُلّ المرويات عن أئمة أهل البيت إن تفسيراً أو تأويلاً. وإن كان فيه بعض الخلط بين الغثّ والسمين.[٩]

ويقول محمد علي أيازي: هذا التفسير - بالنسبة إلى التفاسير الأخرى - تفسير مختصر للقرآن الكريم، وكان في السابق موضع اهتمام أهل العلم والبحث في الحوزات العلمية حتى تم تدريسه للطلبة في الحوزة.

وحول هذا الكتاب علّق محمد حسين الذهبي بأن صاحب هذا التفسير ألّف كتابه بناء على مبادئ المذهب الإمامي، وقد حظي هذا الكتاب بمكانة لدى المذهب الاثني عشري كمكانة سائر الكتب التفسيرية عندهم، وهم ـ أي: أتباع الإمامية ـ يعتقدون أن أهل البيت (ع) أعلم الناس بأسرار القرآن ومعانيه.

الملخصات والتعليقات والترجمات

قام الملا محسن الفيض بتلخيص تفسيره الصافي بنفسه وسمى كتابه بالأصفى وقد اعتنى بهذا التفسير مجموعة من العلماء حيث قدّوموا تعليقات عليه، منهم:

  1. ملا آغا الخوئي التبريزي. (وفاة: 1307 هـ)
  2. السيد صدر الدين اليزدي.
  3. ملا عبد الرضا الدماوندي. (وفاة: 1160 هـ)
  4. الميرزا محمد علي الطباطبائي اليزدي. (وفاة: 1240 هـ)
  5. الميرزا محمد التويسركاني

وفضلاً عن التعليق قام بشرح هذا التفسير السيد عبد الأعلى السبزواري في مجلد واحد باللغة العربية، ويحتفظ بالنسخة الأصلية لهذا التعليق والشرح بخط المؤلف في مكتبته في النجف الأشرف.

يقول حسن زاده آملي أنّ تفسير روان جاويد (الفارسي) للميرزا محمد ثقفي هو ترجمة لتفسير الصافي، كما ترجم هذا التفسير الشيخ السبحاني ومحمد باقر الساعدي الخراساني، وصدر الكتاب برعاية مؤسسة صفا للنشر في طهران سنة 1405 هـ حيث يقع كتاب في 368صفحة.

وهناك تعليق آخر على هذا الكتاب باسم "حاشية دهكردي" للسيد أبو القاسم الحسيني وهو من العلماء الإمامية في القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر للهجرة. [١٠]

الطبعات

له عدة طبعات، منها:

  • الطبعة الأولى، طبعة حجرية، تبريز، دار الطباعة لمحمد مهدي التبريزي، سنة 1269 هـ، جزآن في مجلدين.
  • طهران، طبعة حجرية، سنة 1268.
  • تبريز، بخط محمد رحيم الهمداني، مطبعة تقي التبريزي، سنة 1272 هـ.
  • بيروت، الطبعة الأولى، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، في 5 مجلدات، صححه وقدم له وعلّق عليه الشيخ حسين الأعلمي، سنة 1399 هـ/ 1979 م.[١١]

الهوامش

  1. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 11.
  2. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 13.
  3. أيازي، المفسرون، ص 502.
  4. أيازي، المفسرون، ص 503.
  5. أيازي، المفسرون، ص 501.
  6. معرفة، التفسير والمفسرون، ج 2، ص 336.
  7. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 13 - 14.
  8. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 6.
  9. معرفة، التفسير والمفسرون، ج 2، ص 336.
  10. برنامج جامع الأحاديث الإلكتروني.
  11. أيازي، المفسرون، ص 500.

المصادر والمراجع

  • أيازي، محمد علي، المفسرون حياتهم ومنهجهم، طهران، مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 1، 1414 هـ.
  • الفيض الكاشاني، محسن، تفسير الصافي،تصحيح: حسين الأعلمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، د.ت.
  • معرفة، محمد هادي، التفسير والمفسرون، مشهد، مؤسسة الطبع والنشر في الروضة الرضوية المقدسة، ط 1، 1419 هـ.