انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حديث العلماء ورثة الأنبياء»

من ويكي شيعة
Foad (نقاش | مساهمات)
طلا ملخص تعديل
Foad (نقاش | مساهمات)
طلا ملخص تعديل
سطر ٨: سطر ٨:
|الموضوع=
|الموضوع=
|القائل= [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}، و<nowiki/>[[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}}
|القائل= [[رسول الله]]{{اختصار/ص}}، و<nowiki/>[[الإمام الصادق]]{{اختصار/ع}}
|رواة الحديث=  [[عبد الله بن ميمون القداح|القداح، أبي البختري
|رواة الحديث=  [[عبد الله بن ميمون القداح|القداح]]، أبي البختري
|اعتبار الحديث=  
|اعتبار الحديث=  
|مصادر الشيعة= [[بصائر الدرجات]]، [[الكافي]]، [[الأمالي (للشيخ الصدوق]]
|مصادر الشيعة= [[بصائر الدرجات]]، [[الكافي]]، [[الأمالي (للشيخ الصدوق]]

مراجعة ١٧:٥٣، ١٩ مايو ٢٠٢٤

حديث العلماء ورثة الأنبياء
القائلرسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، والإمام الصادقعليه السلام
رواة الحديثالقداح، أبي البختري
مصادر الشيعةبصائر الدرجات، الكافي، الأمالي (للشيخ الصدوق
أحاديث مشهورة
حديث الثقلين . حديث الكساء . حديث المنزلة . حديث سلسلة الذهب . حديث الولاية . حديث الاثني عشر خليفة . حديث مدينة العلم


حديث العلماء ورثة الأنبياء حديث عن الإمام الصادق نقلا عن رسول الله، تم تقديم العلماء فيه على أنهم ورثة الأنبياء. والمحتوى العام للحديث يدور حول فضل العلم والعلماء. والمراد من العلم في هذه الرواية العلوم الأخروية (العقائد، والأخلاق، والأحكام)، والمقصود من العلماء فيه هو علماء الدين.

وقيل أيضًا أن المقصود من «ورثة» هو وراثة العلم والمعرفة، ومعنى «الأنبياء» هم الذين نزلت عليهم شريعة وكتاب مستقل. بحسب محمد تقي المجلسي (وفاة: 1071هـ)، أن العلماء يرثون الانبياء من حيث نبوتهم، وهذا لا ينافي أن يورث الأنبياء الأمور المادية الدنيوية. كما استفاد بعض الفقهاء من هذه الرواية إثبات ولاية الفقيه.

وقد ورد هذا الحديث في المصادر الشيعية والسنية القديمة، مثل بصائر الدرجات، والكافي، وسنن ابن ماجه، وسنن أبي داود.

المكانة وسند الحديث

حديث العلماء ورثة الأنبياء هو حديث للإمام الصادق نقله عن رسول الله، تم تقديم العلماء فيه على أنهم ورثة الأنبياء.[١] وقد استفاد بعض الفقهاء، مثل الإمام الخميني، وحسين علي المنتظري، من هذا الحديث لإثبات ولاية الفقيه،[٢] كما اعتبروا قيادة المجتمع من مهام الأنبياء، وهي منقولة منهم إلى العلماء.[٣]

وقد ورد هذا الحديث في المصادر الشيعية والسنية القديمة.[٤] ومن المحدثين الذين نقلوا هذا الحديث الصفار القمي (وفاة: 290هـ) في بصائر الدرجات،[٥] والكليني (وفاة: 329هـ) في الكافي،[٦] والشيخ الصدوق (وفاة: 381هـ) في الأمالي.[٧]

ومن المحدثين السنة الذين أوردوا هذا الحديث في كتبهم، ابن ماجة (وفاة: 273هـ) في سننه،[٨] وأبو داود (وفاة: 275هـ)،[٩] والترمذي (وفاة: 279هـ)، [١٠] وابن حبان (وفاة: 354هـ).[١١]

متن الحديث

حديث العلماء ورثة الأنبياء مذكور في كتاب الكافي بسندين: أحدهما عن طريق القداح،[١٢] وسند الحديث صحيح.[١٣] والآخر عن طريق أبي البختري،[١٤] ورغم ضعف سند هذا الطريق،[١٥] فقد قبله البعض لمضمونه.[١٦] ومتن الرواية التي عن طريق القداح عن الإمام الصادق التي رواها عن رسول الله كما يلي: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ‌ وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا دِرْهَماً وَلَكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».[١٧]

دراسة بعض ألفاظ الحديث

في هذا الحديث تم تقديم العلماء بأنهم ورثة الأنبياء.[١٨] واحتمل الميرزا النائيني (وفاة: 1315هـ) أن المقصود من العلماء هم الأئمة المعصومين،[١٩] ولكن ذهب البعض الآخر أن المقصود من العلماء هم علماء الدين.[٢٠] ذكر السيد محمد صادق الروحاني (وفاة: 1444هـ) وانطلاقًا من موضوع الحديث الذي ذكر ثواب تحصيل العلم، إن المقصود من العلماء في هذا الحديث ليس الأئمة.[٢١]

والمراد من الأنبياء في هذه الرواية هم الذين نزلت عليهم شريعة وكتاب مستقل، وهم ستّة: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى،‌ ومحمد.[٢٢] وذكر الفيض الكاشاني (وفاة: 1091هـ) فقيه ومحدث شيعي، أن العلماء ورثة الأنبياء يعني ورثهم من غذاء الروح لأنهم أولادهم الروحانيون الذين ينتسبون إليهم من جهة أرواحهم المتغذية بالعلم المستفاد منهم.[٢٣]

هل الأنبياء لا يورثوا المال؟

وجاء في تكملة حديث العلماء ورثة الأنبياء أن الأنبياء لا يورثون درهم ولا دينار، بل ميراثهم العلم، ولذلك ورثتهم علماء.[٢٤] يرى الملا صدرا (وفاة: 1050هـ) الفيلسوف والعارف الشيعي، أن الوراثة قسمان: مالية وعلمية، و الأنبياء من حيث كونهم انبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، بل ميراثهم هو العلم، لا أنَّه ليس لهم أي ميراث آخر.[٢٥]

كما يرى محمد تقي المجلسي (وفاة: 1071هـ)، أحد محدثي الشيعة، أن أعظم ما يحصل عليه الأنبياء في الدنيا هو العلم والحكمة؛ ولذلك يرث العلماء منهم العلوم والمعارف والحكم.[٢٦] وهذا حسب قوله لا ينافي أن يرث وارثهم الجسماني منهم ما يبقى بعدهم من الأموال الدنيوية، لذلك فإنَّ أهل البيت ورثوا النبي من الجهتين الروحية والجسمانية.[٢٧]

أفضلية العلم والعالم

وبحسب الإمام الخميني، فإن المحتوى العام لحديث العلماء ورثة الأنبياء يدور حول فضل طالب العلم والعلماء.[٢٨] وقد ذكر الكليني أيضًا في كتاب الكافي باب بعنوان ثواب العالم والمتعلم.[٢٩]

الإمام الخميني، في كتاب الأربعين حديثاً، وحسب الهدف من اكتساب العلم، قسم العلوم إلى قسمين دنيوية، وأخروية، والمراد من العلم في هذا الحديث هو العلوم الأخروية.[٣٠] وذكر أن المقصود من العلوم الأخروية معرفة الله (العقائد)، وتهذيب النفس (الأخلاق)، والآداب والسنن (الأحكام)، وهذه العلوم تؤدي إلى السعادة في الآخرة.[٣١]

الهوامش

  1. المنتظري، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، ج1، ص467.
  2. الخميني، ولاية الفقيه، ص96 و98؛ المنتظري، نظام الحكم في الإسلام، ص157؛ مكار الشيرازي، أنوار الفقاهة، ص466.
  3. الخميني، ولاية الفقيه، ص101 ـ 102.
  4. الكليني، الكافي، ج1، ص32 و34؛ ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج1، ص81.
  5. الصفار، بصائر الدرجات، ج1، ص10 و11.
  6. الكليني، الكافي، ج1، ص32 و34.
  7. الصدوق، الأمالي، ص60.
  8. ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج1، ص81.
  9. أبو داود، سنن أبي داود، ج3، ص317.
  10. الترمذي، سنن الترمذي، ج4، ص346.
  11. ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج1، ص289.
  12. الكليني، الكافي، ج1، ص34.
  13. مكارم الشيرازي، أنوار الفقاهة، ص466.
  14. الكليني، الكافي، ج1، ص32.
  15. المجلسي، مرآة العقول، ج1، ص103.
  16. المازندراني، شرح الكافي، ج2، ص29.
  17. الكليني، الكافي، ج1، ص34.
  18. المنتظري، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية، ج1، ص467.
  19. النائيني، منية الطالب، ج1، ص326.
  20. القزويني، الشافي، ج1، ص293؛ الخميني، ولاية الفقيه، ص۹۸.
  21. الروحاني، فقه الصادق، ج16، ص176.
  22. القزويني، الشافي، ج1، ص293.
  23. الفيض الكاشاني، الوافي، ج1، ص142.
  24. الكليني، الكافي، ج1، ص32 و34.
  25. الملا صدرا، شرح أصول الكافي، ج2، ص41.
  26. المجلسي، مرآة العقول، ج1، ص103.
  27. المجلسي، مرآة العقول، ج1، ص104.
  28. الخميني، الأربعون حديثاً، ص437.
  29. الكليني، الكافي، ج1، ص34.
  30. الخميني، الأربعون حديثاً، ص437.
  31. الخميني، الأربعون حديثاً، ص437.

المصادر والمراجع