١١٬٩٨٠
تعديل
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) (←لید) |
Ahmadnazem (نقاش | مساهمات) |
||
سطر ٥٠: | سطر ٥٠: | ||
أغضب تخريب مزار الحسين {{اختصار/ع}} المسلمين، حتى قام أهل [[بغداد]] بكتابة عبارات تدين المتوكل على جدران مساجدها، وقام الشعراء بهجائه.<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، 1425هـ، ص253.</ref> | أغضب تخريب مزار الحسين {{اختصار/ع}} المسلمين، حتى قام أهل [[بغداد]] بكتابة عبارات تدين المتوكل على جدران مساجدها، وقام الشعراء بهجائه.<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، 1425هـ، ص253.</ref> | ||
=== إحضار الإمام الهادي إلى سامراء === | === إحضار الإمام الهادي إلى سامراء === | ||
أجبر المتوكل [[الإمام الهادي]] {{اختصار/ع}} سنة 233هـ على ترك المدينة وأشخصه إلى [[سامراء]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص484؛ النوبختي، فرق الشيعة، 1404هـ، ص92؛ الأشعري القمي، المقالات و الفرق، 1360ش، ص100.</ref> ويروي [[الشيخ المفيد]] المتكلم والفقيه الإمامي أنّ ذلك كان في سنة 243هـ،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.</ref> بينما يرى [[رسول جعفريان]] الباحث في التاريخ الإسلامي أن هذا التاريخ غير صحيح.<ref>جعفريان، رسول، حيات فكرى و سياسى ائمه، 1381ش، ص503</ref> ويقال أن المتوكل فعل هذا على إثر وشاية والي [[المدينة المنورة|المدينة]] عبد الله بن محمد،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.</ref> وبُريحة العباسي [[ | أجبر المتوكل [[الإمام الهادي]] {{اختصار/ع}} سنة 233هـ على ترك المدينة وأشخصه إلى [[سامراء]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، بيروت، ج2، ص484؛ النوبختي، فرق الشيعة، 1404هـ، ص92؛ الأشعري القمي، المقالات و الفرق، 1360ش، ص100.</ref> ويروي [[الشيخ المفيد]] المتكلم والفقيه الإمامي أنّ ذلك كان في سنة 243هـ،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.</ref> بينما يرى [[رسول جعفريان]] الباحث في التاريخ الإسلامي أن هذا التاريخ غير صحيح.<ref>جعفريان، رسول، حيات فكرى و سياسى ائمه، 1381ش، ص503</ref> ويقال أن المتوكل فعل هذا على إثر وشاية والي [[المدينة المنورة|المدينة]] عبد الله بن محمد،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص310.</ref> وبُريحة العباسي إمام [[الحرمين]] المعيّن من قبل الخليفة،<ref>المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.</ref> وكذلك لأجل تعلّق الناس المتزايد بإمام الشيعة العاشر.<ref>سبط ابن الجوزي، تذکرة الخواص، 1426هـ، ج2، ص493.</ref> | ||
أنكر الإمام الهادي في رسالة إلى المتوكل التّهم المنسوبة إليه،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.</ref> غير أن المتوكل طلب إليه باحترام أن يحضر إلى سامراء،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.</ref> وقد ذُكر المتن الكامل لرسالة المتوكل في كل من كتابي [[الكافي (كتاب)|الكافي]] و<nowiki/>[[الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (كتاب)|الإرشاد]].<ref>الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص501؛ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.</ref> وعلى هذا الأساس أوكل المتوكّل إلى [[يحيى بن هرثمة]] نقل الإمام الهادي إلى سامراء.<ref>المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.</ref> | أنكر الإمام الهادي{{اختصار/ع}} في رسالة إلى المتوكل التّهم المنسوبة إليه،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.</ref> غير أن المتوكل طلب إليه باحترام أن يحضر إلى سامراء،<ref> الشيخ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.</ref> وقد ذُكر المتن الكامل لرسالة المتوكل في كل من كتابي [[الكافي (كتاب)|الكافي]] و<nowiki/>[[الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (كتاب)|الإرشاد]].<ref>الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص501؛ المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص309.</ref> وعلى هذا الأساس أوكل المتوكّل إلى [[يحيى بن هرثمة]] نقل الإمام الهادي إلى سامراء.<ref>المسعودي، إثبات الوصية، 1426هـ، ص233.</ref> | ||
ونُقل عن يحيى بن هرثمة أنّ أهل المدينة دُهشوا عند سماع قرار المتوكل، واضطربوا وبدؤوا بالندب والعويل في موقف لم تشهد المدينة مثله من قبل.<ref>سبط ابن الجوزي، تذکرة الخواص، 1426هـ، ج2، ص492.</ref> | ونُقل عن يحيى بن هرثمة أنّ أهل [[المدينة]] دُهشوا عند سماع قرار المتوكل، واضطربوا وبدؤوا بالندب والعويل في موقف لم تشهد المدينة مثله من قبل.<ref>سبط ابن الجوزي، تذکرة الخواص، 1426هـ، ج2، ص492.</ref> | ||
كان الإمام الهادي في سامراء محلّ احترام المتوكل ظاهر الأمر، غير أنّ الأخير كان يكنّ له الدسائس<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.</ref> حتى يحطّ من شأن الإمام بين الناس،<ref>الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص126.</ref> فكان دائماً ما يسخر منه.<ref>جعفريان، حيات فکری و سياسی امامان شيعه، 1381ش، ص510.</ref> بناءً على رواية ذكرها [[ابن طاووس]] في [[مهج الدعوات ومنهج العبادات (كتاب)|مهج الدعوات]] أنه في إحدى محاولات المتوكل للنيل من الإمام وتصغيره؛ دعا {{اختصار/ع}} بدعاء المظلوم على الظالم، فلم يلبث المتوكل بعد ذلك إلا ثلاثة أيام حتى قُتل.<ref>ابن طاووس، مهج الدعوات، 1411هـ، ص265-271.</ref> | كان الإمام الهادي في سامراء محلّ احترام المتوكل ظاهر الأمر، غير أنّ الأخير كان يكنّ له الدسائس<ref>المفيد، الإرشاد، 1413هـ، ج2، ص311.</ref> حتى يحطّ من شأن الإمام بين الناس،<ref>الطبرسي، إعلام الوری، 1417هـ، ج2، ص126.</ref> فكان دائماً ما يسخر منه.<ref>جعفريان، حيات فکری و سياسی امامان شيعه، 1381ش، ص510.</ref> بناءً على رواية ذكرها [[ابن طاووس]] في [[مهج الدعوات ومنهج العبادات (كتاب)|مهج الدعوات]] أنه في إحدى محاولات المتوكل للنيل من الإمام وتصغيره؛ دعا {{اختصار/ع}} بدعاء المظلوم على الظالم، فلم يلبث المتوكل بعد ذلك إلا ثلاثة أيام حتى قُتل.<ref>ابن طاووس، مهج الدعوات، 1411هـ، ص265-271.</ref> | ||
== أوضاع الشيعة == | == أوضاع الشيعة == | ||
كان المتوكل يعادي [[التشيع|الشيعة]] علانية، كما كان يكافئ من يهجوهم.<ref>سجادي، «بنیعباس»، ص674.</ref> وبسبب بغضه للشيعة كان يهجو الخلفاء الذين تساهلوا معهم من قبل.<ref>سجادي، «بنیعباس»، ص674.</ref> وكانت [[فدك|أرض فدك]] قد أعيدت للعلويين في زمان المأمون ثم ما لبث المتوكل أن استردّها منهم.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، 1988م، ص42-43.</ref> | كان المتوكل يعادي [[التشيع|الشيعة]] علانية، كما كان يكافئ من يهجوهم.<ref>سجادي، «بنیعباس»، ص674.</ref> وبسبب بغضه للشيعة كان يهجو الخلفاء الذين تساهلوا معهم من قبل.<ref>سجادي، «بنیعباس»، ص674.</ref> وكانت [[فدك|أرض فدك]] قد أعيدت للعلويين في زمان المأمون ثم ما لبث المتوكل أن استردّها منهم.<ref>البلاذري، فتوح البلدان، 1988م، ص42-43.</ref> |
تعديل