انتقل إلى المحتوى

الفضل بن سهل السرخسي

من ويكي شيعة


الفضل بن سهل السرخسي
الاسم الأصليفضل بن سهل بن عبد اللَّه
مكان ولادةسرخس (مدينة في خراسان)
تاريخ وفاةسنة 202هـ
مكان وفاةالسرخس
أقرباءالحسن بن سهل (أخوه)
تأثيرالمأمون العباسي
لقبذو الرئاستين
دينالإسلام


الفضل بن سهل السرخسي الملقب بـذي الرياستين وزير المأمون العباسي، وهناك من يرى أنّه اقترح تعيين الإمام الرضا كوليّ العهد للمأمون؛ غير أنّ الشيخ الصدوق واستنادًا إلى عداوة الفضل للإمام الرضاعليه السلام، رفض هذا الادعاء، واعتقد أنّ المأمون اختار الإمام الرضاعليه السلام لولاية العهد بسبب نذر شخصي.

وفقا لبعض الأخبار، فإنّ الإمام الرضاعليه السلام كشف المؤامرات الخفيّة للفضل ضد المأمون، ووبّخه بسبب سوء نيّته تجاه المأمون.

وكان للفضل دور بارز في حركة الترجمة ونشر العلوم في عهد المأمون. وقد قُتل في سنة 202 أو 203هـ بأمر من المأمون.

دور الفضل في ولاية عهد الإمام الرضاعليه السلام

يرى البعض أنّ اقتراح ولاية عهد الإمام الرضاعليه السلام جاء من الفضل بن سهل.[١] وبحسب ما ورد عن الطبري، فإنّ العباسيين اعتبروا أنّ خلافة الإمام الرضاعليه السلام كانت من تدبير الفضل، فاعترضوا على ذلك.[٢] وكان نعيم بن حازم، أحد مقرّبي المأمون، يعتقد أنّ الفضل من خلال ولاية عهد الإمام الرضاعليه السلام أراد أن ينقل الحكم من العباسيين إلى العلويين، ومن ثمّ ينقله إلى الإيرانيين بدهاء.[٣] وذهب بعض الباحثين إلى أنّ إرسال رجاء بن أبي ضحاك، وهو من أقارب الفضل، لاستقدام الإمام الرضاعليه السلام من المدينة إلى مرو يُعدّ دليلًا على هذا الادعاء.[٤]

في قبال ذلك، فإنّ جماعة مثل الشيخ الصدوق وأبو الفرج الأصفهاني من مؤرخي القرن الرابع، يعتقدون أنّ المأمون كان قد نذر أنّه إذا انتصر على أخيه الأمين فسوف يعيد الخلافة إلى العلويين؛ ولذلك اتخذ هذا القرار،[٥] فلم يكن ذلك من قرار الفضل؛ لأنّ الفضل كان شديد العداوة للإمام الرضاعليه السلام،[٦] وكان يحسده.[٧] وبحسب خبر أيضا أورده الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضاعليه السلام عدّ المأمون هذا القرار شخصيًا.[٨]

ويرى الشيخ المفيد أنّه حين علم الفضل وأخوه (الحسن بن سهل) بجدّية قرار المأمون في جعل ولاية العه للإمام الرضاعليه السلام، امتنعوا عن معارضته.[٩] ويعتقد بعض الباحثين الشيعة أنّ خلافة الإمام الرضاعليه السلام كانت من قرار المأمون، ودور الفضل كان استشاريًا فقط، وأنّ نسبتها إلى الفضل إنّما جاءت من خصومه الذين كانت لديهم تعصّبات عربية.[١٠]

رأيان حول شخصية الفضل

اعتبر بعض المؤرخين الفضل بن سهل من الشيعة.[١١] وأورد الشيخ الصدوق رواية عن الإمام الرضاعليه السلام بشأن مكانة الفضل أيضا، لكنه يشير مباشرةً إلى أنّه وجدها في بعض النسخ ولم يروها عن أحد.[١٢] إضافة إلى ذلك، شكّك بعض الباحثين في صحّة هذه الرواية.[١٣]

وفقا لما ورد عن الشيخ الصدوق، أراد الفضل بن سهل قتل المأمون، واستشار الإمام الرضاعليه السلام في ذلك، لكنّ الإمام وبّخه ولعنه.[١٤] ويذكر بعض المؤرخين أنّ الفضل كان يُخفي بعض الأمور والأحداث عن المأمون، غير أنّ الإمام الرضاعليه السلام أطلعه على ذلك. وبعد أن أجرى المأمون تحقيقاً من كبار رجاله، تبيّن له تكتّم الفضل، فاشتدّ سوء ظنّه به.[١٥]

وذكر الشيخ الصدوق أنّ الفضل قرّب إلى نفسه أحدَ أصحاب الإمام المقرّبين وهو هشام بن إبراهيم الراشدي؛ ليتجسّس على الإمام وينقل أخباره إلى الفضل والمأمون.[١٦] وورد في المصادر الشيعية مثل الكافي والإرشاد أنّ الفضل هو الذي اقترح على المأمون أن يمنع الإمام من إقامة صلاة عيد الفطر.[١٧]

الحياة والمكانة

ذُكر أنّ الفضل بن سهل السرخسي،[١٨] المعروف بـ«ذي الرياستين»[١٩] (بمعنى صاحب رئاسة الحرب ورئاسة الديوان)، كان من الأسر السابقة في الإسلام التي حكمت في إيران.[٢٠] وقد وُلد في السرخس.[٢١]

وبحسب المصادر التاريخية، فإنّ الفضل بعد دخوله بلاط المأمون،[٢٢] من سنة 196هـ إلى 202هـ، كان بصفته متخصصًا في علم النجوم،[٢٣] مستشارًا[٢٤] ووزيرًا للمأمون.[٢٥] وكان للفضل دور مهم في حركة الترجمة في عهد المأمون.[٢٦] وتمتع بنفوذ كبير في بلاط المأمون.[٢٧] وقد ورد أنّ الفضل بن سهل كان في سند أحد أحاديث النبي(ص).[٢٨]

وبناء على بعض المصادر، فقد قُتل الفضل بن سهل في سنة 202هـ[٢٩] أو سنة 203هـ[٣٠] بأمر من المأمون في حمام بالسرخس، وهي مدينة في خراسان.[٣١] وقيل إنّ المأمون لرفع التهمة عن نفسه، ولّى الحسن بن سهل الوزارة مكان أخيه، وأقام العزاء على الفضل.[٣٢]

الهوامش

  1. البيهقي، تاريخ البيهقي، دنياي كتاب، ج1، ص170؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج6، ص197.
  2. الطبري، تاريخ الطبري، 1387ش، ج8، ص554.
  3. الجهشياري، كتاب الوزراء والكتّاب، 1408هـ، ص203.
  4. الدوري، العصر العباسي الأول، 1997م، ص162.
  5. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص166؛ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، 1374ش، ص454.
  6. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص166.
  7. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص153.
  8. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص151.
  9. المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، 1413هـ، ج2، ص261.
  10. شاهرخي، «واكاوي روابط فصل بن سهل با امام رضا(ع)»، ص84.
  11. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385هـ، ج6، ص197.
  12. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص154.
  13. شاهرخي، «واكاوي روابط فصل بن سهل با امام رضا(ع)»، ص86.
  14. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص163.
  15. الطبري، تاريخ الطبري، 1387ش، ج8، ص564-565؛ ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، 1408هـ، ج3، ص312.
  16. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص153.
  17. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص490؛ المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، 1413هـ، ج2، ص265.
  18. ابن خلّكان، وفيات الأعيان، دارالفكر، ج4، ص41.
  19. الكليني، الكافي، 1407هـ، ج1، ص490.
  20. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج12، ص336.
  21. الزركلي، الأعلام، 1989م، ج5، ص149.
  22. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج12، ص336.
  23. الدينوري، الأخبار الطوال، 1368ش، ص395.
  24. الطبري، تاريخ الطبري، 1387ش، ج8، ص403؛ ابن خلّكان، وفيات الأعيان، دارالفكر، ج4، ص41.
  25. زامباور، نسب‌نامه خلفا وشهرياران وسير تاريخي حوادث اسلام، 1356ش، ص6.
  26. القفطي، تاريخ الحكماء، ألمانيا، ص242.
  27. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص450.
  28. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1417هـ، ج12، ص337.
  29. الطبري، تاريخ الطبري، 1387ش، ج8، ص565؛ المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، 1409هـ، ج3، ص441.
  30. الشيخ الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، 1378هـ، ج2، ص166؛ ابن قتيبة، المعارف، 1992م، ص390.
  31. المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، 1409هـ، ج3، ص441.
  32. ابن العمراني، الأنباء في تاريخ الخلفاء، 1421هـ، ص99.

المصادر والمراجع

  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ ابن خلدون (ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر)، تحقيق: خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، ط2، 1408هـ.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط2، 1992م.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، 1385هـ.
  • ابن بابويه، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا (ع)، تحقيق: مهدي لاجوردي، طهران، دار جهان، ط1، 1378هـ.
  • ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، بيروت، دار الفكر، د.ت.
  • ابن العمراني، محمد بن علي، الأنباء في تاريخ الخلفاء، القاهرة، دار الآفاق العربية، 1421هـ.
  • أبو الفرج الأصفهاني، علي بن حسين، مقاتل الطالبيين، قم، دار الشريف الرضي، 1374ش.
  • الدوري، عبد العزيز، العصر العباسي الأول، بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، 1997م.
  • البيهقي، محمد بن حسين، تاريخ البيهقي، طهران، دنياي الكتاب، د.ت.
  • الجهشياري، محمد بن عبدوس، كتاب الوزراء والكتّاب، بيروت، دار الفكر الحديث، 1408هـ.
  • الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417هـ.
  • الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر ومراجعة جمال الدين الشيال، قم، منشورات الرضي، 1368ش.
  • زامباور، إدوارد فون، نسب‌نامه الخلفاء والملوك والسير التاريخية لحوادث الإسلام، طهران، خيام، 1356ش.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)، بيروت، دار العلم للملايين، ط8، 1989م.
  • شاهرخي، سيد علاء الدين، «واكاوي روابط فصل بن سهل مع الإمام الرضا(ع)»، مجلة شيعه شناسي، العدد 71، خريف 1399ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار التراث، ط2، 1387ش.
  • القفطي، علي بن يوسف، تاريخ الحكماء، ألمانيا، د.ن.، د.ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر غفاري ومحمد آخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، ط2، 1409هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت(ع)، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، ط1، 1413هـ.
  • اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.