الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المدينة المنورة»
imported>Maytham |
imported>Maytham |
||
سطر ١٥٧: | سطر ١٥٧: | ||
===معارك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع يهود المدينة=== | ===معارك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع يهود المدينة=== | ||
====غزوة بني قينقاع==== | ====غزوة بني قينقاع==== | ||
{{مفصلة|غزوة بني قينقاع}} | |||
غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من [[شوال|شوّال]]، على رأس عشرين شهراً، حاصرهم النبي (صلى الله عليه وآله) إلى هلال [[ذي القعدة]]. ويعود السبب فيها إلى نقضهم العهد وذلك لمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة، وادعته يهود كلّها، وكتب بينه و بينها كتابا وجعل بينه وبينهم أمانا، وشرط عليهم شروطا، فكان فيما شرط ألّا يظاهروا عليه عدوّا. فلمّا أصاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحاب [[معركة بدر|بدر]] وقدم المدينة، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبينه (صلى الله عليه وآله) من العهد، فذكّرهم (صلى الله عليه وآله) بالعهد وطلب منهم الإسلام ولكنهم أصرّوا واستكبروا وجابهوه بكلمات تنم عن غطرسة قائلين: لئن قاتلتنا لتعلمنّ أنّك لم تقاتل مثلنا. فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد، جاءت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها بشوكة، فلمّا قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها. فقام إليه رجل من المسلمين فاتّبعه فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل، ونبذوا العهد مع النبي (صلى الله عليه وآله) وحاربوه، وتحصّنوا في حصنهم، فسار إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحاصرهم، فكانوا أوّل من سار إليه (صلى الله عليه وآله)، وأجلي يهود قينقاع.<ref>الواقدي، المغازي، ص176، مع توضيحات أقل وفي بعض الموارد مختلفة مع سيرة ابن هشام، ص315 -314؛ الطبري، ج3، ص997؛ الكامل لابن أثير، ج3، ص971-970.</ref> | غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من [[شوال|شوّال]]، على رأس عشرين شهراً، حاصرهم النبي (صلى الله عليه وآله) إلى هلال [[ذي القعدة]]. ويعود السبب فيها إلى نقضهم العهد وذلك لمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة، وادعته يهود كلّها، وكتب بينه و بينها كتابا وجعل بينه وبينهم أمانا، وشرط عليهم شروطا، فكان فيما شرط ألّا يظاهروا عليه عدوّا. فلمّا أصاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحاب [[معركة بدر|بدر]] وقدم المدينة، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبينه (صلى الله عليه وآله) من العهد، فذكّرهم (صلى الله عليه وآله) بالعهد وطلب منهم الإسلام ولكنهم أصرّوا واستكبروا وجابهوه بكلمات تنم عن غطرسة قائلين: لئن قاتلتنا لتعلمنّ أنّك لم تقاتل مثلنا. فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد، جاءت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها بشوكة، فلمّا قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها. فقام إليه رجل من المسلمين فاتّبعه فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل، ونبذوا العهد مع النبي (صلى الله عليه وآله) وحاربوه، وتحصّنوا في حصنهم، فسار إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحاصرهم، فكانوا أوّل من سار إليه (صلى الله عليه وآله)، وأجلي يهود قينقاع.<ref>الواقدي، المغازي، ص176، مع توضيحات أقل وفي بعض الموارد مختلفة مع سيرة ابن هشام، ص315 -314؛ الطبري، ج3، ص997؛ الكامل لابن أثير، ج3، ص971-970.</ref> | ||
مراجعة ١١:٥٩، ٨ مارس ٢٠١٧
تاريخ صدر الإسلام |
---|
شخصيات |
الحروب: الغزوات و السرايا |
سرايا النبي (ص) |
المدن والأماكن |
حوادث |
مفاهيم ذات صلة |
المدينة المنورة تعدّ من أهم المدن الدينية في الحجاز، وقد اكتسبت المدينة أهميتها بعد هجرة النبي الأكرم إليها، واتخاذها مقراً له وعاصمة لحكمه، وكانت تسمّى قبل ذلك بيثرب فسماها النبي
طيبة، تقع في الشمال الشرقي لمدينة مكة المكرمة في ناحية الحجاز ويفصلها عن مكة حوالي 450 كيلو مترا. وهي أوّل عاصمة إسلامية وفيها الكثير من الأماكن المقدسة كمرقد النبي الأكرم
و [[مسجد النبي محمد
(|مسجده]]و مقبرة البقيع. ومن أبرز الأحداث التي حصلت في تلك البقعة المباركة الحروب التي خاضها النبي الأكرم
والغزوات مع يهود المدينة، و واقعة الحرة و قيام ذي النفس الزكية.
الموقع الجغرافي

اكتسبت هذه البقعة المكانية أهميتها بعد هجرة النبي الأكرمإليها، واتخاذها مقراً له وعاصمة لحكمه، وكانت تسمّى بيثرب فسماها [[النبي محمد
طيبة، وتقع في الشمال الشرقي لمدينة مكة المكرمة في ناحية الحجاز ويفصلها عن مكة 450 كيلو متر.[١] في أرض تكثر فيها الآجام والصخور الحادة[٢]ومن أبرز مميزات المدينة الجغرافية وقوعها بين حرتين الأولى حرّة واقم التي تقع في الجانب الشرق للمدينة والأخرى حرّة وَبْرة التي تقع في جانبها الغربي.[٣] والحرّة أرض ذات حجارة سود كأنَّها محترقة خشنة لم تبلغ إلى مستوى الجبال بل هي أرض متعرجة. ومن أبرز جبالها جبل أُحد الذي تنسب إليه الواقعة المعروفة. وتحيط بالمدينة وما تبعها من أطراف أرض خصبة استغلها أصحابها في الزراعة وغرس الأشجار الكثيرة وخاصة النخيل منها.
سكان المدينة قبل الإسلام
يتوزع سكان المدينة على مجموعة من القبائل اليهودية الثلاث المتمثلة ببني القنيقاع، و بني النضير و بني قريظة التي تقطن في الغالب في القسم الجنوبي والجنوبي الشرقي من المدينة؛[٤] ومن القبائل العربية المتمثلة بالأوس و الخزرج الذين يبلغ عددهم ثلاثة أضعاف الأوسيين ويقطنون في مركز المدينة.
وكان عدد سكانها من العرب يفوق عدد اليهود كثيراً، وكان الصراع قائماً على قدم وساق بين قبيلتي الأوس والخزرج قبل هجرة النبي الأكرمإليها.
البعد الاقتصادي للمدينة
في الوقت الذي اهتم فيه المكيون بالجانب التجاري نرى المدنيين يهتمون– رغم البعد التجاري المحدود- بالجانب الزراعي والاعتناء بغرس الأشجار وخاصة زراعة النخيل في أطراف المدينة، وقد حفر أصحابها آبارًا بها، وسقوها منها، وغرسوا عليها النخيل وزرعوا بها. واتخذوا لهم بها الحوائط والبساتين. ويظهر أن بعضها كانت واسعة تسقي بآبار غنية بالماء، لها جملة نواضح، وأبرزها في منطقة قبا والمناطق المتاخمة لجبل أحد.[٥] ومن أشهر ثمارها التمر التي هي العماد في الاقتصاد المدني بالإضافة إلى الأعناب.[٦] ومع ذلك كان الكثير منهم يعيش حالة من الفقر والحرمان.[٧]
طبيعتها المناخية

عرفت المدينة – كما عن ابن قتيبة- بطيب هوائها.[٨] ويؤمن المدنيون المياه اللازمة من خلال الأمطار واستنباط المياه من الآبار غير العميقة لقرب المياه الجوفية من سطح الأرض هناك.[٩]
أسماء المدينة في القرآن والحديث
تعرضت آيات القرآن الكريم لذكر اسم المدينة المنورة، باسمها الجديد تارة وبالقديم تارة أخرى، من قبيل:
- المدينة: كما في قوله تعإلى: «يقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى الْمَدِينَةِ لَيخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ»[١٠] وقوله تعالى: «وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ».[١١]
- يثرب: وهو الاسم المعروف للمدينة قبل هجرة النبي
إليها، والذي جاء ذكره في قوله تعالى: «وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يثْرِبَ».[١٢].. قال أبو القاسم الزجاجي: يثرب مدينة رسول الله
سمّيت بذلك لأنّ أوّل من سكنها عند التفرق يثرب بن قانية بن مهلائيل بن إرم بن عبيل بن عوض بن إرم بن سام بن نوح (ع).
- الدار: كما في قوله تعإلى: «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ والْإِيمانَ».[١٣]
ولما نزلها رسول الله سمَاها «طيبة» و«طابة».
هجرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة
بعد أن ضاق الخناق على المؤمنين عامة وعلى الرسول الأكرمخاصة شدّ الرحال متوجها صوب المدينة المنورة بعد أن مهّد له في بيعتي العقبة الأولى والثانية مع الأنصار من أهل المدينة، وكانت هجرته
في أوائل ربيع الأوّل من السنة الثالثة عشرة للهجرة، متوقفا في منطقة قُبا عدّة أيام ثم دخل بعدها المدينة مع من التحق به من المؤمنين، واستمرت إقامته فيها عشر سنين بعد أن اتخذها عاصمة لحكومته
.[١٤]
جهود النبي
وحركته العمرانية في المدينة
بناء المسجد
تسجّل لنا الوثائق التاريخية أن أوّل عمل قام به الرسول الأكرمهو أنّه أمر ببناء مسجد في المدينة يؤدي إلى انسجام المسلمين ووحدتهم ويكون مركزاً ثقافياً وسياسياً وخندقاً ينطلق منه المسلمون في المهام الكبري.[١٥]
إصدار المعاهدة
الخطوة الثانية التي قام بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّهكتب كتاباً بين المهاجرين و الأنصار وكافة سكان المدينة مُحدداً لهم الواجبات والحقوق ضمن فقرات تؤمن حياة كريمة ومستقرة للجميع، كما دعا فيه اليهود وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم، واشترط عليهم. وقد سجلت المصادر التاريخية فقرات تلك المعاهدة السامية.[١٦]
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
الخطوة الثالثة التي قام بها (صلى الله عليه وآله) أنه آخي بين المهاجرين والأنصار من أصحابه مؤاخيا بينهم علي الحق والمواساة وموجداً لهذا النظام الأخوي في المجتمع المدني والمهاجري، بأمر من الله تعإلى، ولبناء أفضل مجتمع عرفه البشر ولإبعاد الغربة والوحشة عنهم سيما وأنهم تركوا الأهل والوطن، وبإيجاد روح الأخوة الإسلامية نتج الإنس والألفة والتفاهم والتعاون فيما بينهم.[١٧]
المساجد في المدينة
مسجد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
يعدّ مسجد النبي من أشرف وأقدس الأماكن المقدسة التي أشاد بها النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فيأتي بالمرتبة الثانية بعد المسجد الحرام قداسة بين المسلمين، حتى أن الصلاة فيه كما في الحديث النبوي «تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ عَشَرَةَ آلافِ صَلَاةٍ فِي غَيرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَإِنَّ الصَّلَاةَ فِيهِ تَعْدِلُ مِائَةَ أَلْفِ صَلَاةٍ».[١٨]
مسجد قبا
هو أوّل مسجد بني في الإسلام في منطقة قبا المعروفة بطبيعتها الخلابة وتفصله عن مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) ستة كيلو مترات جنوباً، وقد أطبقت الروايات علي أنّه المصداق لقوله تعإلى «لمسجد أسس علي التقوي من أوّل يوم أحق أن تقوم فيه».[١٩]
وقد ورد في الحديث النبوي ما يدل علي عظم هذا المسجد، بأنّ «مَنْ تَطَهَّر في بَيتِهِ ثُمَّ أَتي مَسْجِدَ قُبا فَصَلي فيه رَكعتْين كانَ كأَجْرِ عُمْرَة».[٢٠]
مسجد علي (ع)
يقع مسجد علي (عليه السلام) إلى الجنوب من مسجد الفتح مشرفاً علي وادي بطحان. قيل أن علياً (ع) كان يتعبّد في ذلك المكان أثناء حصار الأحزاب للمدينة في معركة الخندق.[٢١]
مسجد الشجرة
وهو المشهور إلىوم بـ «الشجرة» و«ذو الحُلَيفة» و«أبيار علي»، ويعد من المساجد المهمة خارج المدينة المنورة وله مكانة سامية وأهمية كبيرة باعتباره أحد مواقيت الحج ومساجد الإحرام.
مسجد الجمعة
عندما كان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) متجها من قباء صوب المدينة أدركته الجمعة في قبيلة بني سالم فصلى في بطن الوادي، ومن هنا عرف المكان الذي صلى فيه بمسجد الجمعة.
مسجد العمرة
ويعرف بمسجد عرفات أيضا يقع في قبلة مسجد قبا، وقيل إنمّا سمّي بمسجد العمرة أو مسجد العرفات لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان واقفا هناك يوم عرفات فبسطت له الأرض فشاهد جموع الحجيج في عرفات.[٢٢]
مسجد عتبان بن مالك
وهو من المساجد التي تقع في منطقة قبا، نسبة إلى عتبان بن مالك السلمي أحد نقباء الأنصار، الذي قال: «كنت أؤم قومي بني سالمٍ، وكان إِذا جاءت السيول شقّ علي أَن أَجتاز واديا بيني وبين المسجد فأَتيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقلت: «يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني يشق علي أَن أَجتازه فإن رأيت أَن تأْتيني وتصلى في بيتي مكانا أَتخذه مصلى؟» قال: «أَفعل»، فلما دخل بيتي لم يجلس حتي قال: «أَين تحب أَن أُصلى فِي بيتك؟»، «فأَشرت إلى الموضعِ الّذي أُصلى فيه، فصلى فيه ركعتين» ومن هنا اتخذه المسلمون مسجداً.[٢٣]
مسجد الفضيخ
وكلمة الفضيخ هي عصير العنب، أو شراب يتّخذ من البسر، وهو التمر قبل إرطابه. وفضخُه: أي دفقه. وقد ذكر أبن شبة في كتابه تاريخ المدينة سبب تسميته بمسجد الفضيخ أنّه روي عن جابر بن عبد الله قال: «حاصر النبي (صلى الله عليه وآله) بني النضير ، فضرب قبّته قريباً من مسجد الفضيخ، وكان يصلّي في موضع الفضيخ ست ليالٍ، فلمّا حرّمت الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب ونفر من الأنصار وهم يشربون فيه فضيخاً، فحلّوا وكاء السقاء، فهرقوه فيه، فبذلك سمّي مسجد الفضيخ.
وروي عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أنهم أطلقوا عليه اسم المسجد أيضاً كما ذكر ذلك صاحب البحار.[٢٤]
المساجد السبعة
في شمال غربي المدينة وعلي سفح جبل سلع شيدت سبعة مساجد عرفت بالمساجد السبعة وهي: مسجد علي (ع)، مسجد سلمان، مسجد فاطمة (ع)، مسجد أبي ذر، مسجد ذي القبلتين، مسجد أبي بكر و مسجد عمر.[٢٥]
يضاف إلى ذلك الكثير من المساجد المشيدة في المدينة المنورة، وهي:
- مسجد الإجابة ، ويسمّي مسجد المباهلة
الأماكن المقدسة والتاريخية
مقبرة البقيع
وهي من أشهر المقابر الإسلامية وأقدمها وتقع في الجانب الشرقي من المدينة.
ومن أبرز من دفن هناك: أئمة الهدى الأربعة الإمام الحسن المجتبي (ع)، الإمام علي بن الحسين (ع)، الإمام الباقر (ع)، الإمام الصادق (ع)، وكذا العباس عمّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) و أم البنين و إبراهيم ابن النبي (صلى الله عليه وآله) وبناته (صلى الله عليه وآله) رقية وأم كلثوم وعماته (صلى الله عليه وآله) (صفية وعاتكة) والكثير من وجوه الأصحاب و التابعين والصالحين والعبّاد و الشهداء.
وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يولي هذه البقعة اهتماما خاصاً حتى روي عنه أنّه قال: «أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع».
وكان (صلى الله عليه وآله) إذا مر بالبقيع قال: «السَّلامُ عَلَيكُمْ مِنْ دِيارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ».[٢٧]
جبل أحُد
المقال الرئيسي: جبل أحد
يعد جبل أُحُد من أبرز جبال المدينة وأشهرها حيث يطل على الجانب الشماليّ الشرقي من المدينة على بعد خمسة كيلومترات من مسجد النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله)[٢٨] وإنما سميّ بأحُد لانفراده عن سلسلة جبال المدينة الأخرى.[٢٩] ويعدّ من أطول جبال الجزيرة العربية حيث يمتد على مسافة سبعة كيلو مترات طولا وعلى مساحة قدرها ثلاثة كيلو مترات عرضا.[٣٠]
وقد شهد جبل أُحُد المنازلة التي دارت بين الحق والباطل في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة وضمت تربته رفات الشهداء الذين سقطوا في تلك المعركة.[٣١]
دار كلثوم بن هدم وسعد بن خيثمة
توجد في منطقة قباء مجموعة من المعالم التي اندرست واختفى أثرها، منها دار سعد بن خيثمة عند الباب المسدود، ودار كلثوم بن الهدم، حيث نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد هجرته ومروره بقباء في دار كلثوم بن الهدم، وكان إذا خرج منه جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة، وكانتا مأوى للمهاجرين الأوائل.[٣٢]
بئر أريس
بئر أريس، بفتح الألف وكسر الراء، على ميلين من المدينة ويسمّى أيضا بئر الخاتم، وكانت مياهها قليلة، فاخذ النبي (صلى الله عليه وآله) من لعابه فألقاه فيها النبي (صلى الله عليه وآله) فعاد ماؤها عذباً وكان أجاجاً، وقد ذكرت هذه البئر في الكثير من المصادر الإسلامية.
قبر محمد ذي النفس الزكية
يقع قبر محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (ع) في شمال غرب المدينة وبالقرب من جبل سلع.[٣٣]
المدينة، مولد ومدفن المعصومين (ع)
أبصر النور في المدينة المنورة الكثير من أئمة الهدي (ع) في طليعتهم الإمام الحسن (ع)[٣٤] و الإمام الحسين (ع)[٣٥] و الإمام السجاد (ع)[٣٦] و الإمام الباقر (ع)[٣٧] والإمامان الصادق (ع) والكاظم (ع)[٣٨] و الإمام الرضا (ع)[٣٩] و الإمام الجواد(ع)[٤٠] و الإمام الهادي[٤١] و الإمام الحسن العسكري (ع) جميعا.[٤٢]
في حين دفن فيها كل من الإمام الحسن (ع)[٤٣] والإمام السجاد (ع)[٤٤] والإمام الباقر (ع)[٤٥] والإمام الصادق (ع)[٤٦].
المدينة، عاصمة الحكومة الإسلامية
اتخذ الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) المدينة عاصمة له واستمرت عاصمة للدولة الإسلامية إلى نهاية حكومة الإمام الحسن (ع) سنة 41 هجرية باستثناء ثلاث سنين من عمر حكم أمير المؤمنين (ع)، ثم عادت مرّة أخرى كعاصمة ولفترة وجيزة في زمن حكومة النفس الزكية سنة 145 هجرية.
الوقائع التاريخية
بمراجعة المصادر التاريخية نجد حوادث عدة وقعت في المدينة، من أشهرها واقعة الحرة وثورة ذي النفس الزكية، إضافة لبعض المعارك في تلك المنطقة.
واقعة الحرة
مثلت واقعة الحرة إحدى أكثر الجرائم التي ارتكبها الأمويون بعد جريمة قتل الإمام الحسين (ع) وأصحابه، وذلك في السادس والعشرين أو السابع والعشرين من ذي الحجة سنة 63 هجرية؛ بعد أن ثار أهل المدينة ضد الأمويين وجوْر يزيد وظلمه، وقيل أن السبب وراء واقعة الحرة يعود إلى أحد أمور ثلاثة:
1. مبايعة أهل المدينة لعبد الله بن الزبير.
2. وقوفهم بوجه السلطة الأموية ومنعها من نهب أموال الناس وإرسالها إلى الشام.
3. خلعهم ليزيد لما صدر منه من موبقات ورذائل لا تنم عن تدين وإيمان بالله.
فأخرج الثوار من أهل المدينة عامل يزيد وحاصروا بيت مروان بن الحكم فحثّ الأمويون السير نحو الشام، ونمى فعل أهل المدينة ببني أمية وعامل يزيد إلى يزيد، فسيرَ إليهم بجيش من أهل الشام قوامه خمسة آلاف عليهم مسلم بن عقبة. ولمّا انتهى الجيش من المدينة إلى الموضع المعروف بالحرَّة خرج إلى حربه أهلها فكانت وقعة عظيمة قتل فيها خلق كثير من الناس من بني هاشم وسائر قريش و الأنصار وغيرهم من سائر الناس. ونهب الأموال وبايع الناس على أنهم عبيدٌ ليزيد، ومن أبى ذلك قتل.[٤٧]
ثورة ذي النفس الزكية
كان ظهور محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) بالمدينة في سنة خمس وأربعين ومائة، و قد بويع له في كثير من الأمصار، واسند ثورته المحدثون وعلى رأسهم إمام المذهب المالكي مالك بن أنس. فأرسل إليه المنصور عيسى بن موسى من الكوفة في أربعة آلاف فارس وألفَي راجل، وأتبعه محمد بن قحطبة في جيش كثيف، فقاتلوا محمداً بالمدينة حتى قتل وهو ابن خمس وأربعين سنة ودفن في المدينة.[٤٨]
معارك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مع يهود المدينة
غزوة بني قينقاع
غزوة قينقاع يوم السبت للنصف من شوّال، على رأس عشرين شهراً، حاصرهم النبي (صلى الله عليه وآله) إلى هلال ذي القعدة. ويعود السبب فيها إلى نقضهم العهد وذلك لمّا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) المدينة، وادعته يهود كلّها، وكتب بينه و بينها كتابا وجعل بينه وبينهم أمانا، وشرط عليهم شروطا، فكان فيما شرط ألّا يظاهروا عليه عدوّا. فلمّا أصاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحاب بدر وقدم المدينة، بغت يهود وقطعت ما كان بينها وبينه (صلى الله عليه وآله) من العهد، فذكّرهم (صلى الله عليه وآله) بالعهد وطلب منهم الإسلام ولكنهم أصرّوا واستكبروا وجابهوه بكلمات تنم عن غطرسة قائلين: لئن قاتلتنا لتعلمنّ أنّك لم تقاتل مثلنا. فبينا هم على ما هم عليه من إظهار العداوة ونبذ العهد، جاءت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع، فجلست عند صائغ في حلي لها، فجاء رجل من يهود قينقاع فجلس من ورائها ولا تشعر، فحلّ درعها إلى ظهرها بشوكة، فلمّا قامت المرأة بدت عورتها فضحكوا منها. فقام إليه رجل من المسلمين فاتّبعه فقتله، فاجتمعت بنو قينقاع، وتحايشوا فقتلوا الرجل، ونبذوا العهد مع النبي (صلى الله عليه وآله) وحاربوه، وتحصّنوا في حصنهم، فسار إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحاصرهم، فكانوا أوّل من سار إليه (صلى الله عليه وآله)، وأجلي يهود قينقاع.[٤٩]
غزوة بني النضير
المقال الرئيسي: غزوة بني النضير
كان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يوما في حصن بني النضير في قضية ذكرها المؤرخون فخلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حالته هذه ورسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد فقالوا: من رجل يعلو على هذا البيت ويلقي عليه صخرة؟ فأتاه الخبر من السماء، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحربهم والسير إليهم فسار النّاس إليهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم ويسيرهم إلى منطقة أذرعات.[٥٠]
غزوة يهود بني قريظة
المقال الرئيسي: غزوة بني قريظة
بعد أن أخرج النبي بني النضير نقضت بنو قريظة العهد مع النبي وتآمروا عليه متحالفين مع قريش في معركة الأحزاب.[٥١] إلّا أن معسكر الأحزاب وتحالفهم تضعضع بسبب قضية كان بطلها أحد المسلمين الجديد الذين لم يشهروا إسلامهم بعد.[٥٢]
وبعد أن انتهت معركة الأحزاب وانسحب المشركون توجه النبيصوب قلاع بني قريظة فحاصرهم مدة شهر اضطروا بعدها إلى التسليم والخضوع لحكم النبي الأكرم
.[٥٣]
الهوامش
- ↑ حجة التفاسير و بلاغ الإكسير، المجلد الثاني، المقدمة، ص1064.
- ↑ أماكن وآثار إسلامي، ص 175.
- ↑ آثار البلاد و أخبار العباد،ص157.
- ↑ الأنصاري، آثار المدينة المنورة، ص 210.
- ↑ المفصل في تاريخ...، الماضي، ص132...
- ↑ السيرة النبوية، ص266.
- ↑ أحسن التقاسيم، الماضي، ص34.
- ↑ ابن فقيه، أبو عبد الله احمد بن محمد؛ البلدان، تحقيق يوسف الهادي، بيروت، عالم الكتب، الطبعة الأولي، 1996م، ص81.
- ↑ أنساب الأشراف، الماضي، ج5، ص487 ومعجم البلدان، الماضي، ج3، ص104.
- ↑ سوره المنافقون، الآية 8 / قاموس قرآن، ج 6، ص 244.
- ↑ سورة التوبة، الآية 101.
- ↑ سورة التوبة، الآية 102.
- ↑ سورة الأحزاب، الآية 13.
- ↑ مكة و المدينة، كردي، عبيد الله محمد الأمين، ص 212.
- ↑ مكة و المدينة، كردي، عبيد الله محمد الأمين، ص 212.
- ↑ مكة و المدينة، كردي، عبيد الله محمد الأمين، ص 212.
- ↑ مكة و المدينة، كردي، عبيد الله محمد الأمين، ص 212.
- ↑ مسجد النبي، تإلىف مركز تحقيقات حج، ص 3.
- ↑ أبو الفتوح الرازي، روح الجنان وروح الجنان، ج6، ص111، الطباطبائي، الميزان، ص618؛ السيد قطب، نفس المصدر، ص305.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3 ص210؛ ابن سعد، الطبقات الكبري، ج 1، ص189.
- ↑ خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفي; الدّر الثمين، ص233 المساجد والأماكن الأثرية، ص24.
- ↑ تاريخ المعالم المدينة المنورة، ص 125، 126.
- ↑ تاريخ المعالم المدينة المنورة ص 155.
- ↑ بحار الأنوار، ج63، ص487، ج81، ص82، ج96، ص335، ج97، ص213،214،216،224.
- ↑ خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفي; الدّر الثمين، ص 233ب; المساجد والأماكن الأثرية، ص 24.
- ↑ مكة ومدينة: مركز تحقيقات الحج، ص 28.
- ↑ بقيع: مركز تحقيقات الحج، ص 3.
- ↑ آثار اسلامي مكه و مدينه، ص354.
- ↑ فتح الباري، ج7، ص289-290؛ وفاء الوفاء، ج3، ص108.
- ↑ تاريخ و آثار اسلامي مكه، ص307.
- ↑ الواقدي، المغازي، ص145المساجد والأماكن الأثرية...، ص 31تاريخ المدينة المنورة، ج 1، ص130.
- ↑ التحفة اللطيفة، ص70.
- ↑ حجة التفاسير و بلاغ الإكسير، المجلد الثاني ، المقدمة، ص1071.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص309.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص331.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص435.
- ↑ المفيد، الارشاد ص 452.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص497.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص525.
- ↑ المفيد، الإرشاد.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص569.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص585.
- ↑ المفيد، الارشاد، ص322.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص435.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص452.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص467.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص70 تا67.
- ↑ المسعودي،مروج الذهب، ج2، صص294 و295.
- ↑ الواقدي، المغازي، ص176، مع توضيحات أقل وفي بعض الموارد مختلفة مع سيرة ابن هشام، ص315 -314؛ الطبري، ج3، ص997؛ الكامل لابن أثير، ج3، ص971-970.
- ↑ المغازي، ص 270-269؛ طبقات ابن سعد، ج2، ص56-55 / سيرة ابن هشام، ص355-354؛ الكامل لابن الأثير ج3، ص1011-1010/ الطبري، ج3، ص1056-1054.
- ↑ المغازي، ج 1، 365- 363.
- ↑ سيرة ابن هشام، ص374-371؛ طبقات ابن سعد، ج2، ص67؛ المغازي، ص363-361؛ الطبري، ج3، ص 1079-1078، الكامل لابن الأثير، ج3، ص1022.
- ↑ الطبري، ج3، ص1084؛ إلىعقوبي، ج1، ص411.
المصادر
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان، محمد باقر الموسوي الهمداني، بنياد علمي وفكر العلامة الطباطبائي، 1363هـ ش.
- السيد قطب، في ظلال القرآن، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعه الخامسة، 1384هـ ق.
- الرازي، ابو الفتح، روح الجنان و روح الجنان، طهران، كتابفروشي إسلامية، بلا تا.
- قائدان، اصغر، [ال]تاريخ و [ال] آثار اسلامي [ة في] مكة [الـ]مكرمة و [الـ] مدينة [الـ] منورة، مشعر، الطبعة الثانية، 1374هـ ش
- المساجد و الأماكن الأثرية.
- الشيخ المفيد، الإرشاد، ترجمه حسن موسوي مجاب، قم، انتشارات سرور، 1388هـ ش.
- المسعودي، علي بن حسين، مروج الذهب و معادن الجوهر، م 346)، تحقيق اسعد داغر، قم، دار الهجرة، الطبعة الثانية، 1409.
- محمد بن عمر الواقدي، مغازي الواقدي، ص176، (م 207)، تحقيق مارسدن جونس، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط الثالثة، 1409/ هـ ق 1989 م.
- جعفريان، رسول، [الـ]آثار [الـ] اسلامي [ة في] مكة والمدينة، مشعر، الطبعة الأولي، 1381 هـ ش.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407هـ ق.
- الندوي، السيد علي الحسني؛ السيرة النبوية، دمشق، دار ابن كثير، الطبعة الثانية عشرة، 1425هـ ق.