الفرق بين المراجعتين لصفحة: «السيد أبو الحسن الأصفهاني»
imported>Ali110110 ترقيم وتقويم وتوئيك |
imported>Nabavi لا ملخص تعديل |
||
سطر ٨٤: | سطر ٨٤: | ||
بدأ دراسته في المقدمات في مسقط رأسه، ثمّ التحقإلى [[حوزة أصفهان العلمية]] وهو شاب مراهق، فحضر دروس بعض علماء زمانه في [[مدرسة نيماورد]] حيث أخذ منهم العلوم العقلية والنقلية [[الآخوند الكاشي|كالآخوند الكاشي]] - الوحيد المذكور على لسانه من بين أساتذته في أصفهان والذي كان عالماً في مجال العلوم العقلية والرياضيات - وآخرين مثل [[مهدي النحوي]]، [[محمدباقر درجئي]] وبعده دخل المراحل الأساسية من [[البحث الخارج]] في [[الفقه]]، وتتلمذ على يد أمثال [[السيدهاشم الجارسوقي]]، [[ابوالمعالي الكلباسي]]، الحكيم [[جهانغيرخان القشقائي]] وأيضاً [[الآخوند الكاشي]].<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص2121-213.</ref> | بدأ دراسته في المقدمات في مسقط رأسه، ثمّ التحقإلى [[حوزة أصفهان العلمية]] وهو شاب مراهق، فحضر دروس بعض علماء زمانه في [[مدرسة نيماورد]] حيث أخذ منهم العلوم العقلية والنقلية [[الآخوند الكاشي|كالآخوند الكاشي]] - الوحيد المذكور على لسانه من بين أساتذته في أصفهان والذي كان عالماً في مجال العلوم العقلية والرياضيات - وآخرين مثل [[مهدي النحوي]]، [[محمدباقر درجئي]] وبعده دخل المراحل الأساسية من [[البحث الخارج]] في [[الفقه]]، وتتلمذ على يد أمثال [[السيدهاشم الجارسوقي]]، [[ابوالمعالي الكلباسي]]، الحكيم [[جهانغيرخان القشقائي]] وأيضاً [[الآخوند الكاشي]].<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص2121-213.</ref> | ||
=== | ===الهجرة إلى النجف=== | ||
هاجر السيد أبو الحسن إلى [[العراق]] قاصداً [[النجف]] في شهر [[ربيع الأول]] سنة 1308ه.حيث دخل [[مدرسة الصدر]] الشهيرة في [[حوزة النجف العلمية]]، وبدأ بإكمال دراساته العليا في بحث خارج الفقه والأصول. بعد فترة ذهب أبوه ليقنعه أن يعودإلى موطنه الأول، فرفض الولد، ثم طلب الأب من أستاذه الآخوند الخراساني أن يتوسط له، ولكن بعد أن عرف [[الآخوند]] عدد أولاده ردّ اليه قائلاً: "تحفظ ببقية أولادك، واترك لي [[السيد أبوالحسن]] فقط، أنا أقوم على أمره".<ref>"حياة جاوداني" بالفارسيه، ص20-21.</ref> | هاجر السيد أبو الحسن إلى [[العراق]] قاصداً [[النجف]] في شهر [[ربيع الأول]] سنة 1308ه.حيث دخل [[مدرسة الصدر]] الشهيرة في [[حوزة النجف العلمية]]، وبدأ بإكمال دراساته العليا في بحث خارج الفقه والأصول. بعد فترة ذهب أبوه ليقنعه أن يعودإلى موطنه الأول، فرفض الولد، ثم طلب الأب من أستاذه الآخوند الخراساني أن يتوسط له، ولكن بعد أن عرف [[الآخوند]] عدد أولاده ردّ اليه قائلاً: "تحفظ ببقية أولادك، واترك لي [[السيد أبوالحسن]] فقط، أنا أقوم على أمره".<ref>"حياة جاوداني" بالفارسيه، ص20-21.</ref> | ||
سطر ١٠١: | سطر ١٠١: | ||
عندما شهد [[العراق]] منعطفاً آخر بعد أحداث ثورة العشرين ورحيل قائدها [[الميرزا الشيرازي الثاني]]، عاد السيد الأصفهاني إلى الساحة من جديد، ليقوم هو وبمعية بعض من الشخصيات الدينية الأخرى [[الميرزا النائيني|كالميرزا النائيني]] و[[الشيخ الخالصي]]، برفض احتلال العراق على يد البريطانيين وتواجدهم على أراضي [[المسلم|المسلمين]] فأفتى الشيخ الخالصي بتحريم العملية الإنتخابية لتعيين أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي، و حظي ذلك بتأييد من الأصفهاني والنائيني، والذي أدى إلى نفي الشيخ الخالصي أولاً إلى الحجاز والأصفهاني والنائيني و[[السيد علي الشهرستاني]] إلى [[إيران]] -بسبب شدة اعتراضهم على إبعاد الخالصي- و كلّ ذلك استمر إلى أمد مؤقت حوالي 11 شهراً ومن ثمّ تنازل الحاكم على العراق عن قراره وقَبِل بعودتهم، من دون الحصول على الأهداف المرجوّة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213.</ref> | عندما شهد [[العراق]] منعطفاً آخر بعد أحداث ثورة العشرين ورحيل قائدها [[الميرزا الشيرازي الثاني]]، عاد السيد الأصفهاني إلى الساحة من جديد، ليقوم هو وبمعية بعض من الشخصيات الدينية الأخرى [[الميرزا النائيني|كالميرزا النائيني]] و[[الشيخ الخالصي]]، برفض احتلال العراق على يد البريطانيين وتواجدهم على أراضي [[المسلم|المسلمين]] فأفتى الشيخ الخالصي بتحريم العملية الإنتخابية لتعيين أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي، و حظي ذلك بتأييد من الأصفهاني والنائيني، والذي أدى إلى نفي الشيخ الخالصي أولاً إلى الحجاز والأصفهاني والنائيني و[[السيد علي الشهرستاني]] إلى [[إيران]] -بسبب شدة اعتراضهم على إبعاد الخالصي- و كلّ ذلك استمر إلى أمد مؤقت حوالي 11 شهراً ومن ثمّ تنازل الحاكم على العراق عن قراره وقَبِل بعودتهم، من دون الحصول على الأهداف المرجوّة.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213.</ref> | ||
=== حادثة قتل | === حادثة قتل إبنه=== | ||
كان [[السيد حسن الأصفهاني]] الابن الأرشد للسيد الأصفهاني، يهتمّ، <ref>نقلاَ عن"حيات جاوداني" بالفارسية، ص106-117.</ref>بشتى الشؤون منها الرسائل الخاصة بالمساعدات المالية للطلاب الموجّهة إلى والده. وفي ليلة 16 من شهر [[صفر]] سنة 1349ه، مابين صلاة العشائين بإمامة والده السيد الأصفهاني في [[الصحن الحيدري]]،حيث كان السيد حسن وبحسب العادة يصلي في الصف الأخير للجماعة -تفادياً لإزعاج المصلّين مع تراكم المراجعين إليه- اقترف شخص يدعى [[الشيخ علي القمي]] جريمة قتل مروّعة -وقيل بأنّ السبب في ظاهر الأمر كان عائداً إلى شدة عسره وبحجئّة أن ابن السيد قد أهمل أمره- | كان [[السيد حسن الأصفهاني]] الابن الأرشد للسيد الأصفهاني، يهتمّ، <ref>نقلاَ عن"حيات جاوداني" بالفارسية، ص106-117.</ref>بشتى الشؤون منها الرسائل الخاصة بالمساعدات المالية للطلاب الموجّهة إلى والده. وفي ليلة 16 من شهر [[صفر]] سنة 1349ه، مابين صلاة العشائين بإمامة والده السيد الأصفهاني في [[الصحن الحيدري]]،حيث كان السيد حسن وبحسب العادة يصلي في الصف الأخير للجماعة -تفادياً لإزعاج المصلّين مع تراكم المراجعين إليه- اقترف شخص يدعى [[الشيخ علي القمي]] جريمة قتل مروّعة -وقيل بأنّ السبب في ظاهر الأمر كان عائداً إلى شدة عسره وبحجئّة أن ابن السيد قد أهمل أمره- | ||
صفح الأصفهاني عن الجاني وغضّ النظر عن جريمته. | |||
طلب الشيخ علي القمي بعد إطلاق سراحه، في رسالة موجهة للأصفهاني بأن يسمح له بالبقاء في [[النجف]] ومواصلة دروسه في الحوزة، فطلب السيد من حامل الرسالة إبلاغه بأنّه ''لا مانع لديه، لكنه سوف لن يعيش هنا في أمان، فمن الأفضل أن يذهب إلى [[إيران]] ويعيش في مطرح خفي مجهولاً'' .<ref>"حيات جاوداني" بالفارسية، ص111.</ref>إلى غير ذلك، خصّص له مبلغاً من المال ليتعيّش عليه القاتل ويسدّ به حاجاته. | |||
على وقع ذلك قام البعض بالإساءة إلى الطلبة وإيذاءهم بين حين وآخر. فأوصى الأصفهاني إلى الشيخ اليعقوبي، خطيب مجلس تأبين ابنه بأن يعلن عنه:"أنّ أحد ولدي قام بقتل الآخر، فما ذنب بقية الأولاد، كلّ الطلاب أولادي".<ref>حيات جاوداني، ص116</ref> | على وقع ذلك قام البعض بالإساءة إلى الطلبة وإيذاءهم بين حين وآخر. فأوصى الأصفهاني إلى الشيخ اليعقوبي، خطيب مجلس تأبين ابنه بأن يعلن عنه:"أنّ أحد ولدي قام بقتل الآخر، فما ذنب بقية الأولاد، كلّ الطلاب أولادي".<ref>حيات جاوداني، ص116</ref> | ||
سطر ١٣٣: | سطر ١٣٣: | ||
وافاه الأجل ليلة الثلاثاء 9 [[ذي الحجة]] سنة 1365ه. في [[الكاظمية]] عن 81 سنة وشيّع في [[بغداد]] و[[كربلاء]] تشييعا عظيما لم يسبق له مثيل وحمّل نعشه إلى [[النجف الأشرف]] فدفن في إحدى الحجرات في [[الصحن العلوي]]. كان لوفاته أيضاً صدى في جميع أرجاء [[البلاد الإسلامية]] من [[العراق]] و[[إيران]] و[[سوريا]] و[[جبل عامل]] في [[لبنان]]... من المعروف أنّ الحداد على الأصفهاني وتداعياته [[مدينة تبريز|بمدينة تبريز]] الإيرانية تحوّل إلى حركة شعبية أدّت إلى الإطاحة بالحزب الديموقراطي الأذربيجاني المدعوم روسياً.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213؛ البروفيسور السيد حسن الأمين، نقلاً عن صحيفة "ايران شناسي" المرجعية والسياسة، سيرة السيد أبو الحسن الأصفهاني مرجع التقليد؛ دوران مبارزه، خاطرات، تصويرها، أسناد هاشمي الرفسنجاني، ج1، ص118؛ هدايت، خاطرات و خطرات، ص455.</ref> | وافاه الأجل ليلة الثلاثاء 9 [[ذي الحجة]] سنة 1365ه. في [[الكاظمية]] عن 81 سنة وشيّع في [[بغداد]] و[[كربلاء]] تشييعا عظيما لم يسبق له مثيل وحمّل نعشه إلى [[النجف الأشرف]] فدفن في إحدى الحجرات في [[الصحن العلوي]]. كان لوفاته أيضاً صدى في جميع أرجاء [[البلاد الإسلامية]] من [[العراق]] و[[إيران]] و[[سوريا]] و[[جبل عامل]] في [[لبنان]]... من المعروف أنّ الحداد على الأصفهاني وتداعياته [[مدينة تبريز|بمدينة تبريز]] الإيرانية تحوّل إلى حركة شعبية أدّت إلى الإطاحة بالحزب الديموقراطي الأذربيجاني المدعوم روسياً.<ref>دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213؛ البروفيسور السيد حسن الأمين، نقلاً عن صحيفة "ايران شناسي" المرجعية والسياسة، سيرة السيد أبو الحسن الأصفهاني مرجع التقليد؛ دوران مبارزه، خاطرات، تصويرها، أسناد هاشمي الرفسنجاني، ج1، ص118؛ هدايت، خاطرات و خطرات، ص455.</ref> | ||
وقال في تأبينه آية اللّه [[الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء]] هذه العبارة: "هنيئا لك يا ابا الحسن عشت سعيدا ومتّ حميدا, قد أنسيت الماضين وأتعبت الباقين, كأنك قد ولدت مرتين".<ref>نقلاً على لسان المرجع الراحل نفسه، سنة 1404 ه.</ref> | وقال في تأبينه آية اللّه [[الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء]] هذه العبارة الشهيرة: ''"هنيئا لك يا ابا الحسن عشت سعيدا ومتّ حميدا, قد أنسيت الماضين وأتعبت الباقين, كأنك قد ولدت مرتين"''.<ref>نقلاً على لسان المرجع الراحل نفسه، سنة 1404 ه.</ref> | ||
سطر ١٨١: | سطر ١٨١: | ||
[[fr:Sayed Aboul Hasan Isfahâni]] | [[fr:Sayed Aboul Hasan Isfahâni]] | ||
[[تصنيف:علماء أهل البيت (عليهم السلام)]] | [[تصنيف:علماء أهل البيت (عليهم السلام)]] | ||
[[تصنيف:علماء إيرانيون]] | [[تصنيف:علماء إيرانيون]] |
مراجعة ٢٣:٠٣، ١٧ أبريل ٢٠١٦
عالم ديني ومرجع تقليد للشيعة | |
![]() | |
تاريخ ولادة | سنة 1284ه. |
---|---|
مكان ولادة | قرية مديسه-تابعة لبلدة لنجان من مدينة إصفهان الإيرانية |
تاريخ وفاة | شهر ذي الحجة سنة 1365ه. |
مكان وفاة | الكاظمية |
دفن | صحن العتبة العلوية المقدسة |
إقامة | اصفهان والنجف |
مواطنة | إيران والعراق |
سبب شهرة | تفرّده بمنصب المرجعية العليا للشيعة بقيادتة الدينية والسياسية في العقد الأخير من عمره |
تأثر | الميرزا حبيب الله الرشتي، الميرزا حسن الشيرازي، الآخوند الخراساني و... |
تأثير | السيد محسن الحكيم، السيد هادي الميلاني، الميرزا هاشم الآملي، العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي و... |
دين | الإسلام |
مذهب | الشيعة |
السيد أبوالحسن الأصفهاني عالم ديني وفقيه شيعي (1284-1365ه)[١]انحصرت فيه الرياسة العلمية الدينية وذلك بعد رحيل المراجع الكبار المعاصرين له.[٢] معروف بمواقفه إبان الحركة الدستورية التي جرت في ايران في عهد القاجاريين ورفض الاحتلال البريطاني للعراق.
نسبه ومولده
ولد في إحدى القرى التابعة لبلدة لنجان التابعة لمدينة أصفهان تدعى مديسه. تنحدر أسرته من السادة الموسويين الذين كانوا يقطنون "بهبهان"، ويصل نسبهم إلى الإمام موسى بن جعفر (ع)،[٣] سابع أئمة الشيعة (ع). والده سيد محمد لم يكن من أهل العلم - ولد في كربلاء ودفن في مدينة خوانسار - ولكن جده السيد عبدالحميد - الذي ولد في بهبهان ودفن في اصفهان - كان من العلماء، ودرس عند الشيخ موسى كاشف الغطاء، وقام بشرح تقريراته الفقهية،[٤]فضلاً عن شرحه لكتاب "شرائع الإسلام" للمحقق الحلي.[٥]
مسيرته العلمية
في إيران
بدأ دراسته في المقدمات في مسقط رأسه، ثمّ التحقإلى حوزة أصفهان العلمية وهو شاب مراهق، فحضر دروس بعض علماء زمانه في مدرسة نيماورد حيث أخذ منهم العلوم العقلية والنقلية كالآخوند الكاشي - الوحيد المذكور على لسانه من بين أساتذته في أصفهان والذي كان عالماً في مجال العلوم العقلية والرياضيات - وآخرين مثل مهدي النحوي، محمدباقر درجئي وبعده دخل المراحل الأساسية من البحث الخارج في الفقه، وتتلمذ على يد أمثال السيدهاشم الجارسوقي، ابوالمعالي الكلباسي، الحكيم جهانغيرخان القشقائي وأيضاً الآخوند الكاشي.[٦]
الهجرة إلى النجف
هاجر السيد أبو الحسن إلى العراق قاصداً النجف في شهر ربيع الأول سنة 1308ه.حيث دخل مدرسة الصدر الشهيرة في حوزة النجف العلمية، وبدأ بإكمال دراساته العليا في بحث خارج الفقه والأصول. بعد فترة ذهب أبوه ليقنعه أن يعودإلى موطنه الأول، فرفض الولد، ثم طلب الأب من أستاذه الآخوند الخراساني أن يتوسط له، ولكن بعد أن عرف الآخوند عدد أولاده ردّ اليه قائلاً: "تحفظ ببقية أولادك، واترك لي السيد أبوالحسن فقط، أنا أقوم على أمره".[٧]
أساتذته
حضر درس الميرزاحبيب الله الرشتي ثلاث سنوات فقط، ثم التحق بدرس الآخوند الخراساني وبقي ملازما له مدة 17 سنة حتى أصبح من أبرز تلامذته و أصحابه. إلى جانب الآخوند و الميرزا حبيب الله الرشتي اللذان يصرح بهما المترجم نفسه، أدرك - أيضاً - دروس باقي العلماء من أمثال؛ الميرزا الشيرازي (صاحب ثورة التنباك)، السيد كاظم اليزدي (صاحب عروة الوثقى)، الميرزا الشيرازي الثاني (صاحب ثورة العشرين)، فتح الله الشريعة الأصفهاني ومولى عبدالكريم الإيرواني.[٨]
المرجعية العليا
بعد رحيل الآخوند الخراساني، تعيّن كل من السيد محمد كاظم اليزدي والميرزا محمد تقي الشيرازي في الرئاسة الدينية والعلمية لحوزة النجف الأشرف، والمشهور بأنّ الميرزا الشيرازي كان أول من أحال مسائله الإحتياطيةإلى الأصفهاني واعتبره مع الشريعة الأصفهاني مؤهلَين لتولي المرجعية بعده. قد راجعه البعض في التقليد بُعيد وفاة الآخوند الخراساني حسب تصريح للمترجم له.[٩] بعد أن توفي كلّ من الميرزا محد حسين النائيني والشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي سنة 1355ه وآغا ضياء العراقي سنة 1361ه تفرّد الأصفهاني بالمرجعية العليا للشيعة.[١٠]
اهتماماته السياسية وسلوكه الإجتماعي
المواقف السياسية
تزامن دخوله إلى حوزة النجف مع بدايات ثورة التنباك المشهورة بقيادة الميرزا الشيرازي الأول، فقد كانت عبارة عن أبرز مواجهة بين السلطة الحاكمة في إيران والمؤسسة الدينية في ذلك الحين، تلك الظروف أتت كتجربة سياسية ملموسة للسيد أبو الحسن وهو إبن 25 سنة وحامل درجة الإجتهاد العلمية. فتعمّقت الحنكة والتدبير في شخصيته، كما اختصّ باعتناء أستاذه الآخوند الخراساني من خلال الحضور المستمر للدروس وملازمته، فحذا حذوه في هذا الجانب. فعلى هذا الأساس دخل كأحد المؤهلين ضمن قائمة الأسماء المشرفين على القوانين المشرّعة في البرلمان بغية تطبيقها بالشريعة الإسلامية وذلك باقتراح من الملا الآخوند والشيخ عبدالله المازندراني لكنه فضّل مزاولة أعماله في النجف ولم يلبِ الطلب واعتذر.
عندما شهد العراق منعطفاً آخر بعد أحداث ثورة العشرين ورحيل قائدها الميرزا الشيرازي الثاني، عاد السيد الأصفهاني إلى الساحة من جديد، ليقوم هو وبمعية بعض من الشخصيات الدينية الأخرى كالميرزا النائيني والشيخ الخالصي، برفض احتلال العراق على يد البريطانيين وتواجدهم على أراضي المسلمين فأفتى الشيخ الخالصي بتحريم العملية الإنتخابية لتعيين أعضاء لجنة كتابة الدستور العراقي، و حظي ذلك بتأييد من الأصفهاني والنائيني، والذي أدى إلى نفي الشيخ الخالصي أولاً إلى الحجاز والأصفهاني والنائيني والسيد علي الشهرستاني إلى إيران -بسبب شدة اعتراضهم على إبعاد الخالصي- و كلّ ذلك استمر إلى أمد مؤقت حوالي 11 شهراً ومن ثمّ تنازل الحاكم على العراق عن قراره وقَبِل بعودتهم، من دون الحصول على الأهداف المرجوّة.[١١]
حادثة قتل إبنه
كان السيد حسن الأصفهاني الابن الأرشد للسيد الأصفهاني، يهتمّ، [١٢]بشتى الشؤون منها الرسائل الخاصة بالمساعدات المالية للطلاب الموجّهة إلى والده. وفي ليلة 16 من شهر صفر سنة 1349ه، مابين صلاة العشائين بإمامة والده السيد الأصفهاني في الصحن الحيدري،حيث كان السيد حسن وبحسب العادة يصلي في الصف الأخير للجماعة -تفادياً لإزعاج المصلّين مع تراكم المراجعين إليه- اقترف شخص يدعى الشيخ علي القمي جريمة قتل مروّعة -وقيل بأنّ السبب في ظاهر الأمر كان عائداً إلى شدة عسره وبحجئّة أن ابن السيد قد أهمل أمره- صفح الأصفهاني عن الجاني وغضّ النظر عن جريمته.
طلب الشيخ علي القمي بعد إطلاق سراحه، في رسالة موجهة للأصفهاني بأن يسمح له بالبقاء في النجف ومواصلة دروسه في الحوزة، فطلب السيد من حامل الرسالة إبلاغه بأنّه لا مانع لديه، لكنه سوف لن يعيش هنا في أمان، فمن الأفضل أن يذهب إلى إيران ويعيش في مطرح خفي مجهولاً .[١٣]إلى غير ذلك، خصّص له مبلغاً من المال ليتعيّش عليه القاتل ويسدّ به حاجاته.
على وقع ذلك قام البعض بالإساءة إلى الطلبة وإيذاءهم بين حين وآخر. فأوصى الأصفهاني إلى الشيخ اليعقوبي، خطيب مجلس تأبين ابنه بأن يعلن عنه:"أنّ أحد ولدي قام بقتل الآخر، فما ذنب بقية الأولاد، كلّ الطلاب أولادي".[١٤]
تلامذته
تتلمذ على يده كثير من كبار العلماء والمراجع المتأخرين في مجالي الفقه والأصول طوال فترة تدريسه المتواصل والمستمر في حوزة النجف، أمثال: الميرزا حسن البجنوردي، السيد محمود الشاهرودي، السيد محسن الحكيم، السيد هادي الميلاني، الميرزا هاشم الآملي، الشيخ محمد تقي البروجردي، العلامة الطباطبائي و...[١٥]
مؤلفاته
تصنّف الآثار العلمية ومؤلفات المترجم إلى خمسة أصناف:
- تقريراته في الفقه والأصول ،دوّنت على يد التلامذة ضمن السنة المألوفة لطلاب العلوم الدينية في المرحلة العليا "خارج الفقه والأصول". هناك دورة كاملة من تقريراته في عدّة مجلدات قام بتأليفها ميرزا حسن السيادتي السبزواري ما بين 1338-1345ه وتوجد نسخة أخرى دوّنها الشيخ محمد رضا الطبسي. من بين جميع تقريراته هناك مختارات ترتبط بعلم الأصول، تدلّ على مكانته العلمية وتتلمذه على يد أستاذه الآخوند الخراساني في جلسات درسه المتواصلة. من أهمها تقريرات في الإستصحاب حررّها الشيخ محمد تقي الآملي أحد تلامذته.[١٦]
- تحرير تقريرات أساتذته في الفقه والأصول بقلمه.
من أهمها ما عبّر عنها "بشرح كفاية الأصول" بحسب من قاموا بترجمة حياة الأصفهاني، والتي من المرجّح هي تقريرات درس الآخوند الخراساني نفسها.
- الرسائل العملية وفتاواه وأهمها جاءت ضمن دورة فقهية شامله تحت عنوان وسيلة النجاة والتي تضمّنت جميع الأبواب من الطهارة إلى الإرث على غرار العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي. طبعت النسخة الكاملة لهذا الأثر سنة 1355ه، والنُسَخ الملّخصة التي كانت تشتمل على متطلّبات المقلَّدين اليومية قد أعيد طبعها 16 مرة في 44 ألف نسخة.[١٧]
بما أنّ كتاب وسيلة النجاة يعدّ نصاً محتوياً على الفتاوى لذا أثار اهتمام الكثير من الجيل اللاحق من الفقهاء ليكون نصب أعينهم ومن أبرز الشروح عليه، كتاب تحرير الوسيلة للسيد الإمام الخميني. قام أبوالقاسم الصفوي الإصفهاني (1370ش.) بترجمة الأثر بالفارسية تحت عنوان صراط النجاة وأعيد طبعه في 1344ه و1345ه. في هذا السياق طبعت الرسالة العملية للسيد الأصفهاني 3مرات في حياته عنوانها ذخيرة الصالحين .[١٨]
أيضاً نشر نصاً منه يحتوي على الفتاوى في باب مناسك الحج بالفارسية في النجف وباللغة الفارسية سنة 1342ه، وقد جرى طبع رسائله العملية التي حملت عنوان منتخب الرسائل 42 مرة.[١٩]
- تعليقاته على مؤلفات وآثار الآخرين، كحاشيته على تبصرة المتعلمين للعلامة الحلي[٢٠]التي أعيد طبعها في النجف وايران والهند لعدة مرات.[٢١]
تعليقاته على العروة الوثقى للسيد كاظم اليزدي، وعلى نجاة العباد لصاحب الجواهر طبع لعدة مرات في النجف، وعلى ذخيرة العباد للفاضل الشربياني، وعلى مناسك الحج للشيخ الأنصاري يجدر ذكرها.
- الفتاوى التي لم تحرّر بقلم الأصفهاني بل قام الآخرون بتحريرها بناءً على ما صدرت منه من فتاوى نحو:
- أنيس المقلًّدين جمعها السيد ابوالقاسم صفوي الموسوي الأصفهاني.[٢٢]
- تحفة العوام الذي هو مقتطفات من فتاوى الأصفهاني قام بتجميعها الخواجة فياض حسن الهندي باللغة الأردية.[٢٣]
- رسالة عملية في أحكام العبادات باللغة التركية كانت منتشرة بين شيعة أهالي مدينة كركوك العراقية، لكن لم نقف على مكان الطبع أو تاريخه.[٢٤]
وفاته ومدفنه
وافاه الأجل ليلة الثلاثاء 9 ذي الحجة سنة 1365ه. في الكاظمية عن 81 سنة وشيّع في بغداد وكربلاء تشييعا عظيما لم يسبق له مثيل وحمّل نعشه إلى النجف الأشرف فدفن في إحدى الحجرات في الصحن العلوي. كان لوفاته أيضاً صدى في جميع أرجاء البلاد الإسلامية من العراق وإيران وسوريا وجبل عامل في لبنان... من المعروف أنّ الحداد على الأصفهاني وتداعياته بمدينة تبريز الإيرانية تحوّل إلى حركة شعبية أدّت إلى الإطاحة بالحزب الديموقراطي الأذربيجاني المدعوم روسياً.[٢٥]
وقال في تأبينه آية اللّه الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء هذه العبارة الشهيرة: "هنيئا لك يا ابا الحسن عشت سعيدا ومتّ حميدا, قد أنسيت الماضين وأتعبت الباقين, كأنك قد ولدت مرتين".[٢٦]
معرض الصور
-
السيد أبوالحسن الأصفهاني
-
السيد أبوالحسن الأصفهاني يؤم الجماعة في صحن الإمامين الكاظمين (ع)
-
السيد أبوالحسن الأصفهاني في الصحن الحيدري في النجف
-
مدفن المرجع الكبير السيد أبوالحسن الأصفهاني
-
السيد أبوالحسن الأصفهاني بحضور الميرزا النائيني والشيخ جواد الجواهري
-
السيد أبوالحسن الأصفهاني بجنب أية الله البهبهاني وعدد من العلماء
وصلات خارجية
الهوامش
- ↑ الأمين العاملي، محسن، ج2، ص231.
- ↑ الأمين العاملي، محسن، أعيان الشيعه، ج2، ص232.
- ↑ نقلاً عن كتاب "وجيزة در زندكاني آيت الله إصفهاني"، ص12-13.
- ↑ الأمين العاملي، محسن، ج2، ص232.
- ↑ الذريعة، ج13، ص325؛ تذكرة القبور أو"دانشمندان و بزركان اصفهان" بالفارسية ص38.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص2121-213.
- ↑ "حياة جاوداني" بالفارسيه، ص20-21.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213؛ الأمين، محسن، أعيان الشيعه، ج6، ص54.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213.
- ↑ نقلاَ عن"حيات جاوداني" بالفارسية، ص106-117.
- ↑ "حيات جاوداني" بالفارسية، ص111.
- ↑ حيات جاوداني، ص116
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص213-214.
- ↑ الإمام السيد أبوالحسن، ص65-66.
- ↑ الذريعة، ج1، ص16.
- ↑ تذكرة القبور أو دانشمندان بزرك اصفهان
- ↑ نجوم أمت: آيت الله العظمى سيد ابوالحسن اصفهاني، ص110.
- ↑ الإمام السيد ابوالحسن، ص66.
- ↑ تميس المقلدين، الموسوي الأصفهاني، مع حواشي الميرزا فتاح الشهيدي التبريزي
- ↑ الذريعة، ج3، ص457.
- ↑ أعيان الشيعة، ج2، ص332.
- ↑ دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، ص212-213؛ البروفيسور السيد حسن الأمين، نقلاً عن صحيفة "ايران شناسي" المرجعية والسياسة، سيرة السيد أبو الحسن الأصفهاني مرجع التقليد؛ دوران مبارزه، خاطرات، تصويرها، أسناد هاشمي الرفسنجاني، ج1، ص118؛ هدايت، خاطرات و خطرات، ص455.
- ↑ نقلاً على لسان المرجع الراحل نفسه، سنة 1404 ه.
نقلاً عن موقع ويكي شيعة الفارسي
المصادر والمراجع
- الآغا بزرك، الذريعة.
- الآغا بزرك، طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ، نجف، 1373ه/1954م.
- آل محبوبة، جعفر، ماضي النجف و حاضرها، بيروت، 1406ه/1986م.
- الإمام السيد أبوالحسن، نجف، 1366ه.
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، بيروت، 1403ه /1983م.
- باقري بيدهندي، ناصر، «نجوم امت: آيت الله العظمي سيد ابوالحسن موسوي اصفهاني»، نور علم، قم، 1367ش، دوره 3، شم 4.
- البلاغي، عبدالحجت، تاريخ نائين، تهران، مظاهري.
- الحائري، عبدالحسين، اسناد روحانيت و مجلس، تهران، 1374ش.
- حرزالدين، محمد، معارف الرجال في تراجم العلماء و الأدباء، نجف، 1383ه/1964م.
- شريف رازي، محمد، آثار حجة، قم، مكتبة برقعي.
- كنجينه دانشمندان، تهران، 1352ش.
- مشاهير دانشمندان اسلام (ترجمة و تكميل الكنى و الألقاب للشيخ عباس القمي) ، تهران، 1351ش.
- الطبسي النجفي، محمدرضا، الشيعة و الرجعة، نجف، 1385ق /1966م.
- موسوي الأصفهاني، جعفر، حيات جاوداني؛ زندكاني آية الله العظمي سيدابوالحسن موسوي اصفهاني (قدس سره) ، بمشاركة سيدهادي ميرآقايي، منشورات رستكار، مشهد، 1385.
- موسوي الأصفهاني، محمدمهدي، أحسن الوديعة في تراجم أشهر مشاهير مجتهدي الشيعة، بغداد، مطبعة الأيتام.
- مهدوي، مصلح الدين، تذكرة القبور يا دانشمندان و بزركان اصفهان، اصفهان، 1348ش.
- ميبدي، ناصر، وجيزة در زندكاني آيةالله اصفهاني، مشهد، 1368ش.
- هاشمي الرفسنجاني، علي اكبر، دوران مبارزه، خاطرات، تصويرها، اسناد، تهران، 1376ش.
- هدايت، مهديقلي، خاطرات و خطرات، تهران، 1344ش.