مستخدم:Jamei/الملعب/السادس
العباس بن علي بن أبي طالب (26-61 هـ)، المعروف بأبي الفضل، هو الابن الخامس للإمام علي (ع) وأول أبناء أم البنين. وأهم شطر من حياته هو حضوره في حادثة كربلاء واستشهاده يوم عاشوراء. ولا توجد معلومات كثيرة عن حياته وظروفه قبل شهر المحرم 61 هـ، إلا أنه بحسب بعض الروايات كان حاضراً في معركة صفين. خلال حادثة كربلاء، كان قائداً وحاملاً لواء جيش الإمام الحسين وكان يجلب الماء من نهر الفرات لخيام الحسين. ورفض العباس وإخوته كتاب الأمان من عبيد الله بن زياد وقاتلوا في جيش الإمام الحسين (ع) واستشهدوا. وفي بعض المقاتل أنه استشهد يوم عاشوراء مقطوع اليدين ومفضوخ الرأس بعمود من الحديد. وقد روى بعضهم بكاء الامام الحسين (ع) على مصرعه ووصفته بعض المصادر بأنه طويل القامة وجميل الوجه. وفي الأحاديث، ذكر أئمة الشيعة بأن له مكانة عالية في الجنة، وقد رويت عنه العديد من الكرامات في موضوع قضاء حوائج الناس، وبعض هذه القصص رويت من غير الشيعة وغير المسلمين.. الشيعة يَعتبرون العباس ذا مكانة معنوية عالية.؛ ويسمونه باب الحوائج ويتوسلون به. يعتبر حرم العباس (ع) بالقرب من حرم الامام الحسين (ع) من أهم أماكن الزيارة عند الشيعة. كما يسمّونه ساقي عطاشى كربلاء ويخصونه بالذكر في يوم السابع من محرم في الأواسط العربية الشيعية و يقيمون العزاء له في هذا اليوم.
قلة المصادر البحثية حول شخصية العباس بن علي
وبحسب ما وصل اليه بعض الباحثين، لا تتوفر معلومات تاريخية كثيرة عن حياة العباس بن علي قبل حادثة كربلاء، وبالتالي هناك اختلافات كثيرة حول ولادته وحياته. يعتبر تشيلكوسكي، وهو الباحث الأمريكي في الشئون الإيرانية، أن الكتب المستقلة عن العباس بن علي، هي نسج من التاريخ والأسطورة. أما الكتب التي كتبت بشكل مستقل عن العباس بن علي، فمعظمها يتعلق بالقرنين الرابع عشر والخامس عشر من التقويم القمري، مثل عبد الواحد المظفر مؤلف مجموعة بطل العلقمي المكونة من ثلاثة مجلدات (وفات: 1310هـ)، محمد إبراهيم كلباسي النجفي، صاحب الخصائص العباسية (وفات: ١٣٦٢هـ). محمد علي الأردوبادي مؤلف حياة أبي الفضل العباس (وفات: ١٣٨٠هـ)، والموسوي المقرّم مؤلف كتاب قمر بني هاشم العباس (وفات: ١٣٩١هـ)، رباني خلخالي مؤلف من كتاب الوجه المشرق لقمر بني هاشم (وفات: ١٣٨٩هـ).
اسمه ونسبه
العباس بن علي بن أبي طالب، المعروف بكنيته الشهيرة أبو الفضل، هو الابن الخامس للإمام علي (ع) ونتيجة زواج علي بن أبي طالب بفاطمة بنت حزام المعروفة بأم البنين. العباس هو أول أبناء أم البنين
نسبه من ناحية الأم
وقد تعرّف الإمام علي (ع) على فاطمة بنت حزام الكلابية عن طريق أخيه عقيل الذي كان خبيرا في علم الأنساب. وقد طلب الإمام علي (ع) من عقيل أن يجد له زوجة ولدتها الفحول حتى تلد له أولاداً شجعاناً وابطالا، قال زهير بن القين للعباس (ع) ليلة عاشوراء: يا ابن أمير المؤمنين عندما أراد والدك أن يتزوج، قال لعمك عقيل أن يختار له امرأة من سلالة الشجعان لتلد له ولدا شجاعاً، ليكون ناصرا للحسين (ع) في كربلاء.
الكنى
أبو الفضل: أشهر كنيته العباس. قال البعض: لأنّ بني هاشم كانت تكنّي من كان اسمه العباس، بأبي الفضل، وكان العباس (ع) يسمى أيضا بأبي الفضل حتى في طفولته نقل السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم عن كتاب "الجريدة في أصول الأنساب العلويين" أن العباس (عليه السلام) كان له ولد اسمه الفضل. ولذلك سمي بأبي الفضل. أبو القاسم: بما أنّ العباس (ع) كان له ولد اسمه القاسم، كان يسمى بأبي القاسم. وقد وردت هذا الكنية أيضًا في زيارة الأربعين. أبو قربة: يعتقد البعض أن هذا اللقب أطلق عليه لأنه قام بحمل الماء إلى خيام الحسين عدة مرات في حادثة كربلاء. وقد وردت هذه الصفة في عدة مصادر. ابو الفرجة: اشتهر بهذه الكنية بين محبيه والشيعة لأنه يفرج عن هموم من ناشده في الأمور العسيرة.
القابه
وقد وردت للعباس (ع) عدة ألقاب، بعضها قديمة وأخرى جديدة، أطلقها الناس عليه بناءً على صفاته وفضائله. ومن ألقابه:
- قمر بني هاشم: يقال أن العباس كان يسمى بهذا اللقب لجمال وجهه.
- باب الحوائج: بحسب البغدادي، هذا اللقب مشهور بين جميع الشيعة، وخاصة شيعة العراق، ويعتقد الكثير من الناس أنهم إذا لجأوا إلى حضرة عباس، فإن الله سيقضي لهم حاجاتهم.
- السقاء: يرى البعض أن هذا اللقب مشهور عند المؤرخين وعلماء الأنساب، جلب العباس (ع) الماء لخيام الحسين في كربلاء ثلاث مرات وفي رجز له في حادثة عاشوراء يذكر هذا اللقب:
إني انا العباس أغدو بالسقى ولا أخاف الموت يوم الملتقى
- الشهيد
- حامل العَلم
- باب الحسين: البعض يستشهد بما تلقاه السيد علي قاضي الطباطبائي، أحد علماءالشيعة العارف، أنّ "أبا الفضل العباس (ع) هو الكعبة الأولياء". فأطلق هذا اللقب على عباس (ع).
سيرته
وبحسب ما وصل اليه بعض الباحثين، لا تتوفر الكثير من المعلومات التاريخية عن حياة العباس قبل حادثة كربلاء. والقصة الوحيدة التي رويت من حياته هي وجوده في معركة صفين وأيضاً نقطة واحدة أثناء دفن الإمام الحسن المجتبي (ع) وباقي ما ورد يتعلق بحادثة كربلاء. هناك اختلاف في سنة ميلاد العباس (ع). ولعل هذه الاختلافات ناجمة عن رواية عمر العباس (ع) عند استشهاد أبيه الإمام علي (ع) والذي يعتبره البعض ما بين 16 و 18 سنة. والبعض الآخر ذكر أن عمره 14 عامًا وقبل التكليف. والقول المشهور أن العباس ولد بالمدينة سنة 26 هـ. وبحسب رأي الأردوبادي، لا يمكن العثور على معلومة وثيقة حول يوم وشهر ولادته في المصادر القديمة، ولا يوجد سوى كتاب اسمه أنيس الشيعة، كتب في القرن الثالث عشر، يعتبر يوم ميلاده هو 4 شعبان. وكتب صاحب الخصائص العباسية دون أن يذكر المصدر أنه عندما ولد العباس احتضنه الإمام علي وسمّاه العباس، وأذن وأقام في أذنيه، ثم قبّل ذراعيه وبكى، وأجاب على أم البنين التي سألت عن سبب بكائه، فقال: إن العباس ستقطع ذراعيه في طريق نصرة الحسين (ع)، ويعطيه الله جناحين في الآخرة بدل يديه المقطوعتين. وعلى هذا القول فقد ذكرت كتب أخرى بكاء الإمام على قطع يدي العباس (عليه السلام).
زوجته و أولاده
وتزوج العباس (ع) من لبابة حفيدة العباس بن عبد المطلب في غضون سنة 40 و 45 الهجرية القمرية. تذكر بعض المصادر أنّ والد لبابة هو عبيد الله بن عباس وآخرين ذهبوا الى أنّ والدتها هو عبد الله بن عباس. واعتبر ابن حبيب البغدادي، مؤرخ القرن الثالث القمري، أن لبابة زوجة العباس هي ابنة عبيد الله، وعرف لبابة ابنة عبد الله بأنها زوجة علي بن عبد الله جعفر. وأنجبت لبابة من العباس ولدين هما فضل وعبيد الله، وبعد استشهاده تزوجت أولاً من وليد بن عتبة ثم تزوجت من زيد بن الحسن.
عبيد الله بن العباس (ع) تزوج من ابنة الإمام السجاد (ع) وقد ذكر له بعض المؤلفين أولاداً آخرين هم الحسن والقاسم ومحمد وكذلك ذكروا له بنتا. قال بعضهم أنّ قاسم ومحمد استشهدا يوم عاشوراء بعد استشهاد والدهم. ويذكر أن جيل حضرة العباس استمر من ابنه عبيد الله وابنه الحسن. وكان أبناء حضرة العباس من أشهر العلويين، وكثير منهم من العلماء والشعراء والقضاة والحكام. وقد ورد انتشرت ذرية العباس من شمال أفريقيا إلى إيران. وقد ذكر البعض أن سبب هذا الإنتشار هو هجرة أبناء حضرة العباس إلى أرجاء المعمورة بسبب ظلم الحكومات.
حرب صفين
وقد ذكرت بعض المصادر المتأخرة تواجد العباس (ع) في معركة صفين. وكان في هذه الحرب من الذين هاجموا على شريعة الفرات بقيادة مالك الأشتر لجلب الماء لجيش الإمام علي . يذكر في نفس المصادر أيضا مقتل ابن شعثاء الشامي وسبعة من أبنائه على يد العباس كأحد أحداث معركة صفين. ويقول بعض المؤلفين إنّ أهل الشام كانوا يعدّون قوة ابن شعثاء كألف فارس.
وقد شكك البعض في حضور العباس (ع) في واقعة صفين ولم يعتبر مطابقاً للأدلة التاريخية.
وعلى ما ذكره الأردوبادي في كتابه، فإن قصة وصية الإمام علي حين احتضاره، للعباس ونصيحته له في الإمام الحسين، وإن كانت مشهورة،غير أنه ليس لها مستند.
في كربلاء
يعدّ حضور العباس بن علي في حادثة كربلاء أهم جزء من حياته وترجع أهميته عند الشيعة إلى الدور الذي قام به في حادثة كربلاء. فهو يعتبر من أهم الشخصيات في ثورة الإمام الحسين.
لكن في أغلب الكتب التي أفردت في موضوع عباس بن علي (ع)، لم تجد هناك تقرير تأريخي أو رواية تتكلم عن العباس (ع) في فترة انتقال الإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة ثم من مكة إلى الكوفة، إلّا بعد شهر محرم سنة 61 هـ
إلقاء الخطبة في مكة
وقد نسب مؤلف كتاب "خطيب الكعبة" خطبة لعباس بن علي (ع) ووثقها بناء على مذكرة من كتاب "مناقب السادة الكرام". ووفقا لهذا التقرير، ألقى حضرة عباس خطبة على سطح الكعبة في اليوم الثامن من ذي الحجة، انتقد فيها ولاء الناس ليزيد وأدان افعال يزيد باعتباره شارب للخمر وغير ملتزم بالشريعة وأشار إلى مكانة الإمام الحسين (ع).
وقال خلال الخطبة أنه لن يسمح لأحد بقتل الإمام الحسين (ع) ما دام هو على قيد الحياة، وأن الطريقة الوحيدة لاستشهاد الإمام هي قتل العباس.
حمل اللواء في يوم عاشوراء
كان العباس (ع) حامل راية جيش الإمام الحسين (ع) في يوم عاشوراء. وقد كلّفه الإمام (ع) بهذا المنصب صبيحة عاشوراء، وفي بعض المصادر أنه عندما كان يطلب الإمام (ع) من العباس أن يذهب إلى الساحة، يذكره بدوره في معسكر الحسين بأنه حامل رايته.
السقي وجلب الماء
وبحسب المصادر التاريخية، عندما قطع العدو الماء عن ركب الحسين (ع) واشتد العطش على اهل بيته وأصحابه، أرسل الإمام الحسين أخاه العباس مع ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً حاملين عشرين قربة إلى شريعة الفرات لجلب الماء. واقتربوا من الشريعة ليلاً، لكن عمرو بن حجاج وأصحابه أرادوا أن يمنعوهم من الوصول إلى الشريعة، عندها دفعهم عباس وأصحابه إلى الوراء وكشفوهم عن الشريعة وملأوا القِرَب بالماء. وأثناء عودته من الشريعة هاجمهم عمرو بن الحجاج وأصحابه ليمنعوهم من ايصال الماء فسدّ العباس وغيره من الفرسان الطريق أمام العدو حتى جلب المشاة الماء إلى المعسكر.
رفض كتاب الأمان
عندما حطّ رحل الحسين في كربلاء، بعث العدو رسالتي أمان للعباس وإخوته.
أمان عبد الله بن أبي محل
تلقى شمر بن ذي الجوشن كتاب ابن زياد في أمر الحسين معلنا حصره بين خيارين إمّا الحرب أو استسلامه لابن زياد. فعند خروج شمر من القصر، استقبله عبد الله بن أبي محل ابن أخ أم البنين وكان أحد أصحاب شمر. وقد استلم كتاب أمان من عبيد الله بن زياد لبني عمته؛ العباس وإخوانه، وأرسل عبدالله بن أبي محل هذه الرسالة إلى معسكر الإمام الحسين لأبناء أم البنين عن طريق مولاه. فلما وصل رسوله إلى العباس وإخوته قال لهم: لقد بعث إليكم خالكم بكتاب الأمان هذا. فقالوا له: «أقرئ خالنا السلام وقل له: لا حاجة لنا في امانكم، امان الله خير من امان ابن سمية».
أمان شمر بن ذي الجوشن
وفي التاسع من المحرم وقف الشمر أمام أصحاب الحسين فقال: أين أبناء أختنا؟! فخرج العباس وجعفر وعبد الله وعثمان من الخيمة فقالوا: ما تريد؟ فقال شمر: لكم الأمان. فقالوا: إن كنت خالنا، لعنك الله ولعن أمانك. أجئتنا بكتاب أمان وتركت ابن النبي؟!
روى ابن اعثم الكوفي (ت 314هـ) خبرا بهذا المضمون: لما نادى شمر بني أم البنين، قال الحسين لإخوته: أجيبوه وإن كان فاسقا، فإنه من قرابتكم. فقال العباس وإخوته لشمر: ما تقول؟ فقال شمر: يا بني أختي! أنتم في أمان. لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين وادخلوا في طاعة أمير المؤمنين يزيد. وفي هذا الوقت قال العباس بن علي: الموت لك يا شمر! لعنة الله عليك وعلى أمانك؛ يا عدو الله! هل تطلب منا أن نطيع العدو و نتخلى عن أخينا الحسين؟!
ووردت رواية أخرى لابن كثير (ت 774هـ) خلافاً لكثير من النصوص القديمة، كما يلي: قال إخوة الحسين لشمر: إن آمنتنا وآمنت أخينا الحسين، قبلنا أمانتك وإلّا فلا حاجة لنا بأمانك ولكن الظاهر أنّ هناك ملاحظات على روايات ابن كثير وابن اعثم لتأخر زمانها عن واقعة الطف ومضامينها ومخالفتها لأخبار الكتب القديمة.
استشهاد إخوة العباس
وبحسب الروايات التاريخية فقد ولد من زواج الامام علي (ع) من أم البنين أربعة أبناء وهم العباس وجعفر وعبد الله وعثمان. وشجع العباس إخوته على القتال ليلة عاشوراء. وفي رواية رواها الشيخ المفيد (ت 413هـ) والطبرسي (ت 548هـ) وابن نما (ت 645هـ) وابن حاتم (ت 664هـ): قال العباس لإخوته عبد الله وجعفر وعثمان: يا بني ! اذهبوا إلى الميدان حتى أراكم [كيف تقتلوا في سبيل الله]؛ وإنّي نصحتكم لله ولرسوله لأنه ليس لكم اولاد. وفقًا لمحمد علي أردوبادي، فإن سبب إرسال العباس إخوته إلى الميدان في وقت سابق هو أنه ليحصل على أجر تجهيزهم للجهاد وأيضًا يحصل على أجر الذين صبروا على استشهاد أخيهم.
وفي رواية أخرى عند أبي مخنف (ت 157هـ) والطبري (ت 310هـ) أن العباس قال لإخوته عشية عاشوراء: يا بني أمي اذهبوا إلى الميدان حتى أرث منكم. لأنه ليس لديكم ذرية، ولقد نفذوا ما قال لهم فاستشهدوا أيضًا، لكن الباحثين لايعتبرون هذا التقرير صادقا، لأنه في تلك الحالة كان عباس يعلم أنه سيُقتل، ولم يكن طلب الميراث آنذاك أمرا منطقيا.
كما أن هذا التقرير يتعارض مع قانون الميراث، لأنه على الرغم من وجود أم البنين وبما أن إخوة العباس لم يكن لديهم زوجة وأولاد، فإن الميراث لا ينتقل إلى العباس، بل أم البنين تصبح وريثة لأولادها.
أراجيز
وقد وردت في حادثة كربلاء أراجيز مختلفة للعباس منها:
أقسَمتُ بِالله الأَعَزِّ الأَعظَم | وَ بِالحَجونِ صادِقاً وَ زَمزَم | |
وَ بِالحَطیمِ وَالفَنَا المُحَرَّمِ | لَیُخضَبَنَّ الیَومَ جِسمی بِدَمی | |
دونَ الحُسَینِ ذِی الفَخارِ الأَقدَمِ | إمامُ أهلِ الفَضلِ وَالتَّکَرُّم |
عندما كشف الأعداء عن شاطيء الفرات ارتجز قائلا:
قالب:بداية القصيدة
لا أرهَب الموتَ إذ الموتُ زقاحتی أُواری فی المصالیت لقا نفسی لنفس المصطفی الطُّهر وَقاانی أنا العباس أغدو بالسِّقا و لا أخاف الشر یوم المُلتقیو لا أخاف الشر یوم الملتقی
وعندما حسم كفه الأيمن قال:
قالب:بداية القصيدة
وَاللهِ إن قَطَعتُمُ یَمینیإنّی اُحامی أبَداً عَن دینی وعَن إمامٍ صادِقِ الیَقینِنَجلِ النَّبِیِّ الطّاهِرِ الأَمین
وعندما قطع شماله ارتجز:
قالب:بداية القصيدة
يا نفس لا تخشي من الكفاروأبشري برحمة الجبار مع النبي السيد المختارقد قطعوا ببغيهم يساري
استشهاده عليه السلام
ووفقاً لما ذكره محمد حسن المظفر فإن رأي جمهور المؤرخين هو أن العباس (ع) استشهد قطعاً في العاشر من المحرم. وذكر المظفر قولين آخرين في الاستشهاد في اليوم السابع والتاسع من المحرم، واعتبرهما ضعيفين ونادرين جدا.
وقد رويت روايات مختلفة عن معارك العباس يوم عاشوراء وكيفية استشهاده. وبحسب بعض المصادر فإن العباس لم يخرج إلى الميدان حتى استشهاد آخر أصحاب الإمام الحسين وبني هاشم.
وبحسب الشيخ المفيد، فإن الإمام الحسين والعباس بن علي ذهبا إلى الميدان معًا، لكن جيش عمر بن سعد تدخّل بينهما وأصيب الإمام الحسين فعاد إلى الخيمة، وقاتل العباس وحده حتى أصيب بجروح بالغة ولم يعد قادرا على القتال. وفي هذه الأثناء قتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن طفيل السنبسي. ولم يذكر الشيخ المفيد أي تفاصيل أخرى. ولم ترد تفاصيل استشهاد العباس في مقتل أبي مخنف. ونقل البلازري في أنساب الأشرف أن البعض يقول إن حرملة بن كاهل الأسدي وجماعة من الجيش ضربوا العباس فقتلوه. وفي رواية للإمام الباقر (ع) وفي وفي زيارة الناحية الغير المعروفة ذكر أنّ يزيد بن رقاد وحكيم بن طفيل الطائي من قتلة العباس.
وبحسب بعض المصادر الأخرى، بعد استشهاد جميع صحابة وآل بني هاشم، عزم العباس لجلب الماء للخيام. وهاجم نحو شريعة الفرات وتمكن من الوصول إلى الماء من بين حراس المشرعة وفي طريق العودة هاجمه العدو وكان يقاتل العدو بين النخيل ويتجه نحو الخيام إذ وثب زيد بن ورقاء الجهني من خلف النخلة فضربه على يمينه. أخذ العباس السيف بيده اليسرى واستمر في القتال مع العدو فضربه حكيم بن طفيل الطائي، الذي كان مختبئًا خلف نخلة، على يده اليسرى، ثم ضرب العباس بعمود من الحديد على رأسه فقتله. وبحسب ما رواه المناقب والمثالب، فإن الأعداء قطعوا يدي العباس وقدميه يوم عاشوراء. وفي رواية الخوارزمي لما استشهد العباس (ع) حضر الحسين (ع) جنازة أخيه فبكى بكاء شديداً وقال:اَلآنَ اِنکَسَرَ ظَهری وَ قَلَّت حیلَتی. ومع ذلك، فإن الخوارزمي لا يعتبر عباس هو آخر من ذهب إلى ساحة المعركة. وجاء في المصادر أن العباس عند الاستشهاده كان له من العمر 34 سنة.
امتناعه من شرب الماء تعاطفا مع الامام الحسين (ع)
كما قال فخر الدين الطريحي أحد علماء القرن الحادي عشر في كتابه؛ المنتخب، ولما دخل العباس شريعة الفرات ملأ كفّيه ماءا ليشرب، فلما قربه من وجهه تذكر عطش الحسين وترك الماء وخرج من الفرات بفم عطشان وقِربةٍ مملوءة. وكذلك ذكر العلامة المجلسي في بحار الأنوار نفس الشيء دون ذكر اسم المصدر. وقد ذكروا ابياتا و ارجوزة للعباس في ذاك الحين يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني هذا حسين وارد المنون وتشربين بارد المعين
وقد حاول أوردوبادي إثبات وقوع هذا الحدث من خلال تحليل بعض القصائد وجزء من نص زيارة الناحية. وتشير جويا جهانبخش، الباحثة في التراث، في مذكرة تفيد بأن هذا الحدث لم يرد في النصوص القديمة، إلّا أن جذور هذه القصة تعود إلى رثاء قديم في مقاتل الطالبين، جاء فيه أن "أبا الفضل آثر على نفسه وجاء بالماء للحسين مع كل عطشه."
المناقب و الخصائص
يعتبر البعض أن من أهم فضائل وخصائص العباس (عليه السلام) هو صحبته وعيشه مع الإمام علي (عليه السلام)، والإمام الحسن (عليه السلام)، والإمام الحسين (عليه السلام). ذكر عبدالرزاق المقرم في كتابه "العباس" جملة من كتاب "أسرار الشهادة" الذي ينسب إلى المعصومين وتفيد بأن العباس كان يتمتع بمعرفة وعلم. جعفر نقدي كتب عنه أنه "من حيث العلم، والتقوى، والعبادة، والصلاة، يُعتبر العباس من كبار أهل البيت". يعتقد البعض؛ رغم أن العباس (عليه السلام) ليس في مرتبة المعصومين، إلا أنه أقرب الناس إليهم. لقد شهد العباس (عليه السلام) خمسة من الأئمة المعصومين: الإمام علي (عليه السلام)، الإمام الحسن (عليه السلام)، الإمام الحسين (عليه السلام)، الإمام السجاد (عليه السلام) والإمام الباقر (عليه السلام) الذي حضر واقعة كربلاء. وقد قال عنه السيد جعفر الحلي في قصيدته قالب:بداية القصيدة
بَــطَـلٌ تـــورَّثَ مِـــن أبــيـه شَـجـاعَـةًفـيـهـا انُـــوفُ بــنـي الـظَّـلالَـةِ تُـرغَـمُ يــلـقـي الــسـلاح بــشـدة مـــن بــأسـهفـالـبـيـض تــثـلـم والــرمــاح تــحـطـم قالب:نهاية القصيدة كتب بعض المؤلفين المعاصرين أن العباس (عليه السلام) لم يعتبر نفسه مساوياً لأخويه الأكبرين، الإمام الحسن (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام)، وكان يعتبرهما دائماً إماميه ويطيعهما بالكامل. كان يخاطبهما بـ "يا بن رسول الله" أو "يا سيدي" أو عبارات مشابهة. يعتقد الكلباسي في كتابه "الخصائص العباسيه" أن العباس (عليه السلام) كان يتمتع بوجه جميل ومقبول، ولهذا السبب كان يُطلق عليه "قمر بني هاشم". نُقل عن قاتل العباس في كربلاء أنه قال: "قتلتُ رجلاً حسن الهيئة وجميل الوجه، وبين عينيه أثر السجود." وفقًا لبعض التقارير، كان العباس يتميز بجسد قوي وقامة طويلة لدرجة أنه عندما كان يركب الحصان، كانت قدماه تلامسان الأرض. واحدة من فضائل العباس (عليه السلام) التي أشاد بها الصديق والعدو، ولا يمكن لأحد أن ينكرها، هي شجاعته. بعض الأشخاص يرون أن كرمه وسخاءه من الفضائل الأخرى التي يتمتع بها، لدرجة أن هذا السلوك أصبح مثلاً بين الناس. يعتبر العباس (عليه السلام) واحداً من أبرز وأهم أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء. كان يحمل راية جيش الإمام الحسين (عليه السلام) في واقعة كربلاء. استخدم الإمام الحسين (عليه السلام) تعبير "فداءً لك روحي يا أخي" عند الحديث عن العباس، كما بكى على جثمانه. هذه الكلمات والأفعال تُعدّ دليلاً على المكانة الخاصة للعباس عند الإمام الحسين (عليه السلام).
- ↑ بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج ٤٥، ص ٤١