السيد محسن الأمين العاملي

من ويكي شيعة
(بالتحويل من صاحب أعيان الشيعة)
السيد محسن الأمين العاملي
معلومات شخصية
الاسم الكاملالسيد محسن بن عبد الكريم‌ العاملي‌
تاریخ الميلاد1867 م‌.
مكان الولادةعلم لبنان لبنان - شقراء (جنوب لبنان)
مكان السكنلبنان والعراق وسوريا
تاریخ الوفاة1952 م
المدفندمشق - حرم السيدة زينب بنت علي (ع)
معلومات علمية
مؤلفاتأعيان الشيعة، حذف الفضول عن علم الأصول، التنزيه لاعمال الشبيه، خطط جبل عامل، عجائب احكام أمير المؤمنين(ع)، كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، لواعج الاشجان في مقتل الحسين (ع)، مفتاح الجنان في الادعية والزيارات ، حق‌ اليقين‌ في‌ لزوم‌ التأليف‌ بين‌ المسلمين‌
نشاطات اجتماعية وسياسية
سياسيةمواجهته للاستعمار الفرنسي


السيد محسن الأمين العاملي (1284 ــ 1371 هـ/ 1867 ــ 1952 م‌فقيه، وأديب، ومحقق شيعي من جبل عامل، ويرجع نسبه إلى حسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد. انتقل إلى النجف الأشرف بعد أن أتم دروس المقدمات في مسقط رأسه جبل عامل، ودرس هناك مرحلة السطح والخارج في الفقه والأصول لينال بعد ذلك‌ درجة الإجتهاد، كما ساهم في تربية مجموعة من الطلاب الذين نهلوا من علومه، ولم يكن عالماً في الدين وحسب، بل كان له باع في الأدب، حيث استطاع أن يكون ناقداً شعرياً فضلاً عن نظمه للشعر.

ويعدّ كتاب أعيان الشيعة أحد أهم مؤلفاته، وهو عبارة عن موسوعة كبيرة تتضمن ترجمة لحياة علماء الشيعة، وكان يهدف من خلالها إلى تعريف الهوية الثقافية للشيعة الإمامية، والتذكير بدور الإمامية في رفع راية الحضارة الإسلامية. وقد تحمّل المشاقّ الكثيرة لتدوين هذه الموسوعة الكبيرة، فقد سافر إلى مناطق عديدة كـ سوريا، والأردن، وفلسطين، ومصر، والعراق، وإيران لجمع مصادر كتابه.

ولادته ونسبه

جواز سفر السيد محسن الأمين العاملي

هو السيد محسن بن عبد الكريم‌ العاملي‌ ولد سنة 1284 هـ في أسرة عريقة تنتمي إلى أهل البيت (عليهم السلام) في قرية شقرا من جبل عامل في لبنان، وأمه بنت الشيخ محمد حسن فلحة الميسي وكان من علماء عصره الصالحين. يعود نسبه إلى حسين ذو الدمعة ابن زيد الشهيد.[١]

دراساته وأساتذته

أكمل السيد الأمين دراسات المقدمات الحوزوية في مسقط رأسه شقرا في جبل‌ عامل حيث أتم هناك المنطق، والنحو والبيان ثم انتهل في بنت‌ جُبيل من محضر أستاذه الشيخ موسى‌ شراره.[٢]

في سنة 1308 هـ هاجر إلى النجف الأشرف واستقر به المكان هناك سنة 1319 هـ 1901 م‌ فانتهل من محضر كبار العلماء من قبيل الشيخ محمد طه‌ نجف‌، والحاج‌ رضا الهمداني، والآخوند الخراساني. كما حضر درس الشيخ محمد باقر نجم ‌آبادي‌ والسيد أحمد الكربلائي في مرحلتي السطح‌ وخارج‌ الفقه‌ والأصول ونال هناك درجة الإجتهاد كما ساهم في تربية جملة من التلاميذ وطلاب العلوم الدينية.[٣] كان له اليد الطولى في الأدب فقد كان شاعراً وناقداً شعرياً قديراً، فضلاً عن كفائته العلمية في مجال العلوم الحوزوية.[٤]

تلامذته

تتلمذ على يديه الكثير من العلماء، منهم:

نشاطاته الثقافية وأسفاره العلمية

تحدث السيد الأمين كما أورد في كتابه الرحيق المختوم عن سبب هجرته إلى دمشق، فذكر هناك أنه كان يهدف من الهجرة إلى إحياء ونشر المعارف الدينية، وإصلاح السنن التي كان يظنها مخالفة للشرع والعقل. واستمر في هذه المنهجية لأكثر من نصف قرن، حيث قام بجهود حثيثة وكبيرة في سبيل ترسيخ الوعي العلمي والثقافي.

التحق في سنة 1361 هـ/ 1942 م‌ بالمجمع العربي العلمي في دمشق، واستمر نشاطه فيه إلى نهاية عمره،[٦] كما قام بتأسيس مدارس للشباب الشيعة وذلك بهدف ترسيخ الثقافة الشيعية بين شباب الطائفة الإمامية وقد أقدم هو بالذات على تأليف بعض الكتب الدراسية لهذه المدارس.[٧]

هاجر الأمين إلى بلدان مختلفة كـسوريا، والأردن، وفلسطين، ومصر، والعراق، وإيران بهدف جمع مصادر التحقيق والتأليف.[٨]

السيد محسن الأمين في مواجهة المستعمر الفرنسي

تأليفاته وآثاره

للسيد الأمين تأليفات کثیرة، وقد ورد عنه فی مقدمة کتاب «إقناع اللائم»: «..ولم نَزل وقد بلغنا السادسه و الثمانین من سنی عمرنا وهن العظم وخارت القوی وتوالت الهموم والأمراض مواظبین على التألیف و التصنیف لیلاً و نهاراً، وعشیةً وأبکاراً، سفراً وحضراً»

أعيان الشيعة

كتاب أعيان الشيعة

يعد كتاب أعيان الشيعة أهم كتب السيد محسن الأمين، والكتاب موسوعة كبيرة تشتمل على ترجمة حياة مفاخر علماء الشيعة ورجالها الكبار. وقد خصص السيد الأمين الجزء الأكبر من هذه الموسوعة للبحث في حياة أئمة الشيعة الأمامية.

وتناول السيد الأمين في هذه الموسوعة- التي كان يهدف من خلالها إلى تعريف الأمة بالهوية الثقافية للشيعة الإثني عشرية والتذكير بدور الإمامية في إحياء الحضارة الإسلامية ترجمة حياة وآراء وآثار (11733) شخصية من شخصيات الطائفة الإمامية الإثني عشرية- وذلك من خلال السعة في الإطلاق في مفهوم الشيعة الإثني عشرية-[٩].‌

ويعتبر كتاب أعيان الشيعة موسوعة كبيرة تناول من خلالها ترجمة حياة الشخصيات الشيعية الكبيرة من صدر الإسلام إلى فترة حياة المؤلف، وتضمن الكتاب ترجمة لأحوال الصحابة والتابعين ورجال كل فنّ حيث تطرّق إلى الرواة والمحدثين والقرآء والمفسرين والفقهاء والفلاسفة والمتكلمين والوعاظ والشعراء وكذا علماء اللغة والصرف والنحو والبيان والمنطق و الرياضيات والطب والنجوم وحتى الملوك والوزراء[١٠]. يتضمن كتاب "أعيان الشيعة" عشرة أجزاء رحلية كبيرة، ويتطرق المؤلف في الجزء الأول وقسم من الجزء الثاني إلى مقدمة وترجمة لحياة النبي الأكرم (ص)، والسيدة فاطمة الزهراء (ع) وبقية أئمة الشيعة (ع)، ثم يتناول من أواسط الجزء الثاني إلى نهاية الجزء العاشر ترجمة حياة الشخصيات الشيعية.

مؤلفات أخرى

ومن مؤلفات السيد الأمين الأخرى:

  • كتاب "حق‌ اليقين‌ في‌ لزوم‌ التأليف‌ بين‌ المسلمين‌"وقد ألف هذا الكتاب للتوفيق بين المسلمين وتوحيد رؤاهم[١١].‌
  • كتاب "كشف الإرتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب" في الرد على الوهابية ونقد أفكارها[١٢].‌
  • كتاب "لواعج الاشجان في مقتل الحسين (ع)" تطرق فيه إلى تاريخ واقعة عاشوراء.
  • كتاب "التنزيه لأعمال الشبيه"، حيث انتقد فيه منهجية العزاء التي راجت بين الشيعة وممارسات أخرى من قبيل ضرب الرؤوس بالسيوف (التطبير) حيث اعتبرها عملا محرما يخالف الشرع المقدس. وقد ترجم هذا الكتاب الى اللغة الفارسية الأستاذ جلال آل أحمد وذلك بعنوان "عزاداري‌هاي نامشروع" لكن بعض معارضي هذا الكتاب أقدموا على شراء نسخه وأحرقوها[١٣].

شخصيته وخصائصه العلمية

تشييع السيد محسن الأمين في مدينة بيروت قبل نقل جثمانه ليُدفن في جوار حرم السيدة زينب (ع)

يعد السيد الأمين عالما شجاعا في طرحه ونقده، فقد وقف موقفا قويا في عملية تصحيح مسار إقامة العزاء في ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع)، مما جعله عرضة لمواقف متشددة من قبل البعض حيث عرضته للطعن والاتهام،[١٤] ومما يمكن ملاحظته في حياة السيد الأمين العلمية خصوصيتي النقد لبعض المذاهب والاتجاهات، وفي الوقت عينه؛ العمل على ترسيخ حالة الوحدة بين المسلمين. فقد دون آثارا في الردّ على الوهابية من قبيل "كشف الارتياب" و"العقود الدرية"،[١٥] ولكنه كتب أيضاً كتابا يدعو فيه إلى توحيد المسلمين وضرورة تعاضدهم أسماه "حق اليقين في لزوم التأليف بين المسلمين".[١٦]

وفاته

توفى السيد محسن الأمين‌ سنة 1371 هـ في مدينة دمشق، ووري الثرى في حوالي طرف الجنوب الشرقي، مقابل الباب الكبير لـمرقد السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام) بمدينة دمشق[١٧].

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. الأمين‌، أعيان الشيعة، ج 10، ص 444.
  2. الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 334 ــ 333؛ حمود، الرجال والعقيدة، ص 117 ــ 118.
  3. الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 334 ــ 333؛ حمود، الرجال والعقيدة، ص 117 ــ 118.
  4. الأمين‌، أعيان الشيعة، ج 10، ص 444 ــ 451؛ حمود، الرجل‌ والعقيدة، ص 118 - 117.
  5. الأمين، أعيان الشيعة، ج 10، ص 371.
  6. مجلة المجمع‌ العلمي‌ العربي‌، ص620.
  7. مجلة المجمع‌ العلمي‌ العربي‌، ص619.
  8. فضل‌ الله‌، السيد محسن‌ الأمين‌، ص 168- 166.
  9. للتعرف على فهرست آثاره‌، راجع: مشار، مؤلفين‌ الكتب‌ المطبوعة‌ باللغتين الفارسية والعربية‌، ج 5، ص 210-206.
  10. مهرداد عباسي، كوشش هاي حسن الامين در به ثمر رساندن أعيان الشيعة وتأليف مستدركات آن.
  11. راجع: زراقط، الجانب‌ الإصلاحي‌ للعلامة السيد محسن‌ الأمين‌ العاملي: المصلح‌ الإسلامي‌ السيد محسن‌ الأمين‌، 185- 184.
  12. راجع: الهاشمي‌، الكلية، ص 401.
  13. جلال آل احمد، يك جاه و دو جاله، ص49.
  14. الأمين‌، أعيان الشيعة، ج 10، ص 464-461؛ حمود، الرجل‌ والعقيدة، ص 124-121.
  15. الهاشمي‌، الكلية، ص 401.
  16. زراقط، الجانب‌ الإصلاحي‌ للعلامة السيد محسن‌ الامين‌ العاملي: المصلح‌ الإسلامي‌ السيد محسن‌ الامين‌، ص 185- 184.
  17. الأمين‌، أعيان الشيعة، ج 10، ص 484.

المصادر والمراجع

  • عباسي، مهرداد، كوشش‌هاي حسن الامين در به ثمر رساندن اعيان الشيعه و تأليف مستدركات آن[مساعي حسن الأمين في تحقق تأليف أعيان الشيعة وتأليف مستدركاتها].
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • حمود، محمد، الرجل والعقيدة، مجلة الثقافة الإسلامية، دمشق، المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، العدد 12، 1407 هـ.
  • زراقط، عبد المجيد، الجانب‌ الإصلاحي‌ للعلامة السيد محسن‌ الامين‌ العاملي‌، المصلح‌ الإسلامي‌ السيد محسن‌ الامين‌، دمشق‌، 1412 هـ/ 1992م‌.
  • فضل الله، هادي، السيد محسن الأمين، مجلة الثقافة الإسلامية، دمشق، المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية، العدد 29، 1410 هـ.
  • مجلة المجمع العالمي العربي، دمشق، العدد 4، 1427 هـ/ 1952 م.
  • مشار، خانبابا، مؤلفين‌ كتب‌ چاپي‌ فارسي‌ و عربي[مؤلفي الكتب المطبوعة باللغتبين الفارسية والعربية]‌، طهران‌، 1444 ش‌.
  • هاشمي‌، إحسان‌، الكليه، بيروت‌، العدد 15، 1928 م‌.


معرض الصور