سورة السجدة

مقالة مرشحة للجودة
من ويكي شيعة
(بالتحويل من سورة ألم السجدة)
سورة السجدة
سورة السجدة
رقم السورة32
الجزء21
النزول
ترتیب النزول75
مكية/مدنيةمكية
الإحصاءات
عدد الآيات30
عدد الكلمات375
عدد الحروف1664


سورة السجدة، أو ألـــم تنزيل، هي السورة الثانية والثلاثون ضمن الجزء الواحد والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الخامسة عشر.

تتحدث السورة عن التوحيد وعظمة القرآن الكريم، وعن آيات الله سبحانه في السماء والأرض وتدبيره لهذا العالم، كما تتحدث حول خلق الإنسان ويوم القيامة، وتُشير إلى تاريخ بني إسرائيل وقصة موسى عليه السلام، وعن بُشارة المؤمنين بالجنة، وتهديد الفاسدين بالنار.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (4): ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ، وقوله تعالى في الآية (7): ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ.

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ سورة السجدة في ليلة كل جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمدٍ وأهل بيته عليهم السلام.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بـــ (السجدة)؛ من الآية (15) من قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا...، وذلك لمّا ذُكّر المؤمنين بآيات الله سجدوا،[١] وتسمى أيضاً بسورة (المضاجع)، و(سجدة لقمان)، حتى لا تلتبس بحــــم السجدة ( أي: سورة فصلت)، و(ألــــم تنزيل)، و(ألـــم السجدة).[٢] آياتها (30)، تتألف من (375) كلمة في (1564) حرف.[٣] وتُعتبر من سور الممتحنات.[٤]

ترتيب نزولها

سورة السجدة من السور المكية،[٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلمبالتسلسل (75)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (21) بالتسلسل (32) من سور القرآن.[٦]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(مِرْيَةٍ): المرية: الشك والريب.
(الْجُرُزِ): هي اليابسة التي ليس فيها نبات؛ لانقطاع الأمطار عنها.[٧]

محتواها

يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:

الأول: يتحدث عن التوحيد، وعن عظمة القرآن، ونزوله من قِبل رب العالمين، ونفي اتهامات الأعداء عنه.
الثاني: يتحدث حول آيات الله سبحانه في السماء والأرض، وتدبير هذا العالم.
الثالث: يتحدث حول خلق الإنسان من التراب، والنطفة، والروح الإلهية، ومنحه وسائل تحصيل العلم، أي: العين والأُذن والعقل من قِبل الله تعالى.
الرابع: يتعرض إلى يوم القيامة والحوادث التي تسبقها، أي: الموت، وما بعده.
الخامس: تُشير إلى بُشارة المؤمنين بجنة المأوى، وتهدد الفاسدين بعذاب جهنم الشديد.
السادس: إشارة إلى تاريخ بني إسرائيل وقصة موسى عليه السلام، كما تُشير إلى أحوال قوم آخرين من الأمم السابقة ومصيرهم المؤلم.[٨]

آياتها المشهورة

صورة رمزية لليوم الخامس من الخلق.
  • قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ...،[٩] ذُكِرت مسألة الخلقة في (ستة ايام) سبعة مرات في القرآن الكريم، وهي كناية عن الدفعات أو الأطوار،[١٠] أي: فيما قدّره ستة أيام؛ لأنّ قبل الشمس لم يكن ليل ولا نهار.[١١]
  • قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ،[١٢] ومعنى ذلك في جميع ما خلق الله تعالى وأوجده، فيه وجه من وجوه الحكمة، وليس فيه وجه من وجوه القُبح، وذلك يدّل على أنّ الكفر والضلال وسائر القبائح ليست من خلقه.[١٣]

آيات في كرامة أمير المؤمنين (ع)

  • جاء عن الإمام الباقر عليه السلام حول الآية (18): إنّ علياً عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا، وقال الفاسق الوليد بن عقبة: أنا - والله - أبسط منك لساناً، وأحد منك سناناً، وأملأ حشواً في الكتيبة، قال علي عليه السلام: أسكت، فإنما أنت فاسق، فأنزل الله هذه الآية.[١٥]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

  • عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم: «من قرأ ألـــم تنزيل في بيته، لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام».[١٦]

وردت خواص كثيرة، منها:

  • عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: «من كتبها وعلّقها عليه أمِنَ وجع الرأس، والحمّى، والمَفاصل».[١٨]


قبلها
سورة لقمان
سورة السجدة

بعدها
سورة الأحزاب

الهوامش

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 354.
  2. الألوسي، روح المعاني، ج 21، ص 155-156.
  3. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1246.
  4. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  5. الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 552؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 25، ص 145.
  6. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
  7. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 12، ص 380-381.
  8. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 10، ص 272.
  9. سورة السجدة: 4.
  10. مغنية، تفسير الكاشف، ج 6، ص 178.
  11. الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 148.
  12. سورة السجدة: 7.
  13. الطوسي، تفسير التبيان، ج 9، ص 557.
  14. الحويزي، نور الثقلين، ج 5، ص 451.
  15. القمي، تفسير القمي، ج 3، ص 804.
  16. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 1228.
  17. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 33.
  18. البحراني، تفسیر البرهان، ج 7، ص 296.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم - إيران، مؤسسة الإمام المهدي‏، ط 1، 1438 هـ‏.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية