ذو الجناح

صورة تشبيهية لذو الجناح

ذو الجَناح هو اسم حصان الإمام الحسين الذي تمرّغ بدم الإمام في يوم عاشوراء، وجلب خبر استشهاده إلى الخيام. وفي زيارة الناحية المقدسة سمي بالجواد. يحظى ذو الجناح بمنزلة خاصة عند الشيعة في الأدب العاشورائي، وكثيراً ما صوّره أدباء الشيعة.

الاسم

ذو الجناح في اللغة تعني ما له جناح، وقد يطلق على الحصان تشبيهاً له بالطيور فيطلق على الحصان السريع والرشيق. في الثقافة الشيعية، ذو الجناح هو اسم مفترض لحصان الإمام الحسين. يقال أن ذو الجناح كان رشيقا للغاية وسريعاً في ساحة المعركة وكان يطلق عليه هذا الاسم لتشابهه مع الطيور في السرعة. وعلى قول البعض كان ذو الجناح من أحصنة رسول الله وقد ورثه منه الإمام الحسين كما ورد ذكره في زيارة الناحية المقدسة باسم الجواد.

وفاءه

ذكر كتّاب المقاتل والرواة العديد من الأحاديث حول وفاء ذو الجناح وذكائه، وكان له شأن كبير في ما نقلوه، خاصة عندما كان الإمام الحسين منهكاً بسبب العطش والجراح وسفك الدماء؛ حيث قام ذو الجناح بإخراج الإمام من ساحة المعركة بسرعة ومهارة وأحضره إلى المخيم، لكن الإمام سقط عن ذو الجناح قبل أن يصل إلى المخيم، وبعد وصول ذو الجناح إلى المخيم سقط أرضاً، فصرخ ابن سعد: "امسكوا هذا الحصان فوالله إنه من أغلى جياد رسول الله" وعندما أرادوا أن يمسكوه، هاجمهم ذو الجناح وظل يركلهم حتى الموت، وذكر ابن شهرآشوب أن عدد من قتلهم 40 مقاتلاً، وذكر آخرون أكثر من ذلك، وحين رأوا ما فعل بهم قال ابن سعد: "خلّوا عنه وإلا سيقتل الجميع".

وصول خبر استشهاد الإمام (ع)

بعد أن سقط الإمام الحسين، جاء ذو الجناح إلى جسد الإمام ودار حوله وشمه وقبله. ثم تمرّغ في دمه وقصد نحو الخيمة بصهيل عالٍ ضارباً الأرض بيديه، وعندما وصل إلى الخيمة؛ صار يصهل ويضرب رأسه بالأرض، فلما رأى أهل الإمام الحسين حال ذو الجناح، خرجوا من الخيم وتجمعوا حول ذو الجناح يمسحون على رأسه ووجهه وأرجله بأيديهم، ووضعت أم كلثوم يديها على رأسها ونادت: "وامحمداه، واجداه، وانبياه". وهذه القصة واحدة من الأحداث التي يقرأها قرّاء العزاء في مجالس العزاء الحسيني.

مصيره

اختلف الباحثون حول مصير ذو الجناح؛ فجماعة يعتقدون أنه وبعد إيصاله خبر استشهاد الإمام إلى أهله، ظلّ يضرب رأسه بالأرض حتى مات أمام الخيم، ويقول البعض أيضاً أنه قتل قبل استشهاد الإمام وأن الإمام قاتل جيش عبيد الله بن زياد مدّة وهو راجل حتى استشهد، ويقول آخرون أنه ذهب من المخيم إلى شاطئ الفرات وألقى بنفسه فيه وغرق.

الأعمال الفنية

لوحة عصر عاشوراء

منذ الزمن الصفوي، وخاصة في زمن القاجار، كان للفظ ذو الجناح استخدام رمزي في أدب العزاء الحسيني، فقد ذُكر ذو الجناح في الأدب العاشورائي، وذَكر الشيعة ذكاءه ووفاءه للإمام في قصائدهم العربية والفارسية، وفي يوم عاشوراء يوضع مجسّم لحصان خالي من السرج ومصبوغ باللون الأحمر والسهام نابتة فيه أمام هيئات العزاء والحسينيات ليدل على استشهاد الإمام الحسين، كما أن الرسامين الشيعة رسموا صوراً ورسوماً على القماش والزجاج لذو الجناح بشكل محزن وفجيع. وقد رسم محمود فرشجيان لوحة لذو الجناح عندما عاد إلى المخيم حيث تجمع حوله أهل بيت الإمام الحسين. والنسخة الأصلية من هذه اللوحة محفوظة في متحف العتبة الرضوية المقدسة وقد طبعت بملايين النسخ والأحجام ووزعت في جميع أنحاء المراكز الشيعية، ومن خلال نشر هذه الصورة كأحد رموز عاشوراء، برز ذو الجناح في الثقافة التصويرية لعاشوراء وعزاء الشيعة.

ذو الجناح في مراسم العزاء

في مراسم العزاء في المناطق الشيعية المختلف، عادة ما يكون هناك حصان رمزي وخالي من السرج كإشارة لذو الجناح، والذي يتقدم أمام مواكب العزاء، ويتم تزيينه باللون الأحمر (على أنه دم) وبالسهام الخشبية. يحتل ذو الجناح مكانة خاصة عند الشيعة في جنوب وشرق آسيا (الهند وباكستان وكشمير وإندونيسيا) وهو جزء أساسي من مراسم العزاء في عاشوراء. في هذه المناطق في شهر محرم من كل سنة خصوصاً في يوم تاسوعاء وعاشوراء يقوم عامة الشيعة بتزيين حصان بعنوان ذو الجناح ويجعلونه في مقدمة المواكب. كما أنهم يتبركون بذو الجناح وفي بعض الأحيان يطلقون اسم (جناح) على أطفالهم.

ذات صلة

• البراق
• دلدل