انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المتوكل العباسي»

ط
سطر ٨٢: سطر ٨٢:
ويعتبر '''محمد سهيل طقوش''' مؤلف كتاب [[تاريخ الدولة العباسية]] أنّ المتوكل هدف من خلال هذا الإجراء إلى تضعيف قدرة ونفوذ الأتراك في الدولة، والذين كانت أجزاء واسعة من الدولة تدخل ضمن نطاق نفوذهم وسيطرتهم في زمان كل من المعتصم والواثق العباسيين.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.</ref> كما يرى طقوش أن الأتراك علموا بعزم المتوكل على الحد من نفوذهم فكادوا له المكائد، وبغية الابتعاد عن حبائلهم ومكائدهم قرر المتوكل نقل عاصمة الدولة.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.</ref> وفي العام 244هـ ذهب المتوكل إلى [[دمشق]] عازماً نقل عاصمة الدولة إليها، غير أنّه لم ير توفّر الشروط المناسبة فيها، فتركها بعد شهرين وعاد إلى [[سامراء]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9،‌ ص210.</ref>  وبعد عودته وصلت العداوة بين الخليفة والأتراك إلى مرحلة لا يمكن العودة فيها إلى الوراء حسب ما يرى طقوش، وبدأ كل منهما يسعى للقضاء على الآخر.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.</ref>
ويعتبر '''محمد سهيل طقوش''' مؤلف كتاب [[تاريخ الدولة العباسية]] أنّ المتوكل هدف من خلال هذا الإجراء إلى تضعيف قدرة ونفوذ الأتراك في الدولة، والذين كانت أجزاء واسعة من الدولة تدخل ضمن نطاق نفوذهم وسيطرتهم في زمان كل من المعتصم والواثق العباسيين.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.</ref> كما يرى طقوش أن الأتراك علموا بعزم المتوكل على الحد من نفوذهم فكادوا له المكائد، وبغية الابتعاد عن حبائلهم ومكائدهم قرر المتوكل نقل عاصمة الدولة.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.</ref> وفي العام 244هـ ذهب المتوكل إلى [[دمشق]] عازماً نقل عاصمة الدولة إليها، غير أنّه لم ير توفّر الشروط المناسبة فيها، فتركها بعد شهرين وعاد إلى [[سامراء]].<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9،‌ ص210.</ref>  وبعد عودته وصلت العداوة بين الخليفة والأتراك إلى مرحلة لا يمكن العودة فيها إلى الوراء حسب ما يرى طقوش، وبدأ كل منهما يسعى للقضاء على الآخر.<ref>طقوش، تاريخ الدولة العباسية، 1430هـ، ص163.</ref>


== موته ==
==موته==
في العام 247هـ وبعد خلافة استمرت 14 عاماً وعشرة أشهر وفي الأربعين من عمره؛ قُتل المتوكل على يد ولده [[المنتصر]]<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص356-357.</ref> ودُفن في قصره في [[الماحوزة]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص492.</ref> ورغم أنّ المتوكل جعل ابنه المنتصر وليّ عهده غير أنّ العلاقة بينهما لم تكن طيبة، وكان في كثير من الأحيان يسخر منه، بل كان يسبّه ويهدده بالقتل أحياناً.<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص356.</ref> وفي خبر آخر نقله [[الطبري]] المؤرخ المعروف في القرن الرابع الهجري؛ فإنّ المتوكل كان قد عزم على تصفية ابنه المنتصر وعدد من قادة الترك،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص225.</ref> كما يعتقد [[ابن خلدون]] المؤرخ في القرن الثامن الهجري أن ما جرى هو أنّ المتوكل كان قد عزل ابنه المنتصر على إثر موقف أهان فيه المتوكل [[علي بن أبي طالب]] {{اختصار/ع}} فوقف المنتصر في وجه أبيه ونهاه عن ذلك، فعزله أبوه وهدده بالقتل.<ref>ابن‌ خلدون، تاريخ ابن‌ خلدون، 1408هـ، ج3، ص349.</ref>  فقام المنتصر الذي كان غاضباً من تصرفات أبيه بقتله بمساعدة الترك وهو في حالة من السكر.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص225.</ref>  
في العام [[247هـ]] وبعد خلافة استمرت 14 عاماً وعشرة أشهر وفي الأربعين من عمره؛ قُتل المتوكل على يد ولده [[المنتصر]]<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص356-357.</ref> ودُفن في قصره في [[الماحوزة]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، دار صادر، ج2، ص492.</ref> ورغم أنّ المتوكل جعل ابنه المنتصر وليّ عهده غير أنّ العلاقة بينهما لم تكن طيبة، وكان في كثير من الأحيان يسخر منه، بل كان يسبّه ويهدده بالقتل أحياناً.<ref>ابن‌ الجوزي، المنتظم، 1412هـ، ج11، ص356.</ref> وفي خبر آخر نقله [[الطبري]] المؤرخ المعروف في القرن الرابع الهجري؛ فإنّ المتوكل كان قد عزم على تصفية ابنه المنتصر وعدد من قادة الترك،<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص225.</ref> كما يعتقد [[ابن خلدون]] المؤرخ في القرن الثامن الهجري أن ما جرى هو أنّ المتوكل كان قد عزل ابنه المنتصر على إثر موقف أهان فيه المتوكل [[علي بن أبي طالب]]{{اختصار/ع}} فوقف المنتصر في وجه أبيه ونهاه عن ذلك، فعزله أبوه وهدده بالقتل.<ref>ابن‌ خلدون، تاريخ ابن‌ خلدون، 1408هـ، ج3، ص349.</ref>  فقام المنتصر الذي كان غاضباً من تصرفات أبيه بقتله بمساعدة الترك وهو في حالة من السكر.<ref>الطبري، تاريخ الطبري، 1387هـ، ج9، ص225.</ref>  
وجاء في بعض الأخبار أنّ هذه الواقعة كانت على إثر إهانة المتوكل [[الزهراء|للزهراء]] {{اختصار/عليها}} .<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref> وبحسب [[محمد جواد مغنية]] مؤلف كتاب [[الشيعة والحاكمون]] فإنّ المنتصر سمع أباه ذات يوم يسب السيدة فاطمة الزهراء، فاستفتى أحد الفقهاء في عمل أبيه،<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref> فأفتى الفقيه بأنّ أباه مهدور الدم، غير أنّه حذّره من قتل أبيه لما يُقال من أنّ من قتل أباه قصُر عمره،<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref> ومع ذلك قام المنتصر بقتل أبيه، وقُتل هو كذلك بعد سبعة أشهر.<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref>
وجاء في بعض الأخبار أنّ هذه الواقعة كانت على إثر إهانة المتوكل [[الزهراء|للزهراء]]{{اختصار/عليها}}.<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref> وبحسب [[محمد جواد مغنية]] مؤلف كتاب [[الشيعة والحاكمون]] فإنّ المنتصر سمع أباه ذات يوم يسب السيدة فاطمة الزهراء، فاستفتى أحد الفقهاء في عمل أبيه،<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref> فأفتى الفقيه بأنّ أباه مهدور الدم، غير أنّه حذّره من قتل أبيه لما يُقال من أنّ من قتل أباه قصُر عمره،<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref> ومع ذلك قام المنتصر بقتل أبيه، وقُتل هو كذلك بعد سبعة أشهر.<ref>مغنية، الشيعة و الحاکمون، 1421هـ، ص171.</ref>
ومع قتل المتوكل استطال نفوذ الترك في الدولة أكثر فأكثر،<ref>الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص112.</ref> وبدأت هيبة خلفاء بني العباس بالأفول شيئاً فشيئاً، إلى درجة أنّه وصل إلى الحكم في قرن واحد أحد عشر خليفة بعد المتوكل، وكلهم من صنيعة الأتراك، وجميعهم إما تمّت تصفيتهم أو تمّ عزلهم.<ref>الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص112.</ref>
ومع قتل المتوكل استطال نفوذ الترك في الدولة أكثر فأكثر،<ref>الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص112.</ref> وبدأت هيبة خلفاء [[بني العباس]] بالأفول شيئاً فشيئاً، إلى درجة أنّه وصل إلى الحكم في قرن واحد أحد عشر خليفة بعد المتوكل، وكلهم من صنيعة الأتراك، وجميعهم إما تمّت تصفيتهم أو تمّ عزلهم.<ref>الخضري، تاريخ خلافت عباسی، 1384ش، ص112.</ref>


==الهوامش==
==الهوامش==
confirmed، movedable، templateeditor
٨٬٨٧٦

تعديل