الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحجر الأسود»
imported>Alkazale |
imported>Alkazale لا ملخص تعديل |
||
سطر ١: | سطر ١: | ||
'''الحجر الأسود'''، هو أحد اجزاء [[الكعبة المشرفة]]، حيث يقع في الجهة الشرقيّة من [[الركن اليماني]]، وهو مكون من ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة، والحجر الأسود هو مبدأ [[الطواف]] ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض متر ونصف تقريباً، وهو مُحاط الآن بإطار من الفضة الخالصة لصيانته. وجاءَ في [[الروايات]] في فضل المسح والتقبيل للحجر الأسود. وورد أيضاً أنّه أُنزل من [[الجنة|الجنّة]]، فقام [[جبرئيل]]{{ع}} بوضعه أثناء تشييد [[البيت الحرام]] من قبل النبي [[النبي إبراهيم|إبراهيم]]{{ع}} ، وأنّه كان أبيضاً في أوّل وضعه، ولكنه قد اسودّ من خطايا بني [[النبي آدم|آدم]]. | '''الحجر الأسود'''، هو أحد اجزاء [[الكعبة المشرفة]]، حيث يقع في الجهة الشرقيّة من [[الركن اليماني]]، وهو مكون من ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة، والحجر الأسود هو مبدأ [[الطواف]] ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض متر ونصف تقريباً، وهو مُحاط الآن بإطار من الفضة الخالصة لصيانته. وجاءَ في [[الروايات]] في فضل المسح والتقبيل للحجر الأسود. وورد أيضاً أنّه أُنزل من [[الجنة|الجنّة]]، فقام [[جبرئيل]]{{ع}} بوضعه أثناء تشييد [[البيت الحرام]] من قبل النبي [[النبي إبراهيم|إبراهيم]]{{ع}}، وأنّه كان أبيضاً في أوّل وضعه، ولكنه قد اسودّ من خطايا بني [[النبي آدم|آدم]]. | ||
[[ملف:الحجر الاسود.jpg|300px|تصغير|الحجر الاسود.]] | [[ملف:الحجر الاسود.jpg|300px|تصغير|الحجر الاسود.]] | ||
==وصفه== | ==وصفه== | ||
* كان الحجرُ الأسود أشدَّ بياضاً من اللبن وأضوأ من الشَمس، وإنّما اسودّ لأن [[المشركين]] قد تمسّحُوا به، فلولا مسَّه من أرجاس [[الجاهلية]] ما مسَّه ذو عاهةٍ إلا بَرَأ.<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ج2، ص، 427</ref> <ref>الكليني، الكافي، ج4 ، ص، 190</ref> وجاءَ أيضاً أنّ الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسودّ من خطايا بني آدم.<ref>العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص، 58</ref> | * كان الحجرُ الأسود أشدَّ بياضاً من اللبن وأضوأ من الشَمس، وإنّما اسودّ لأن [[المشركين]] قد تمسّحُوا به، فلولا مسَّه من أرجاس [[الجاهلية]] ما مسَّه ذو عاهةٍ إلا بَرَأ.<ref>ابن بابويه، علل الشرائع، ج2، ص، 427</ref> <ref>الكليني، الكافي، ج4 ، ص، 190</ref> وجاءَ أيضاً أنّ الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسودّ من خطايا بني آدم.<ref>العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص، 58</ref> |
مراجعة ١٤:١٦، ٢١ أغسطس ٢٠١٧
الحجر الأسود، هو أحد اجزاء الكعبة المشرفة، حيث يقع في الجهة الشرقيّة من الركن اليماني، وهو مكون من ثماني قطع صغيرة مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة الواحدة، والحجر الأسود هو مبدأ الطواف ومنتهاه، ويرتفع عن الأرض متر ونصف تقريباً، وهو مُحاط الآن بإطار من الفضة الخالصة لصيانته. وجاءَ في الروايات في فضل المسح والتقبيل للحجر الأسود. وورد أيضاً أنّه أُنزل من الجنّة، فقام جبرئيل بوضعه أثناء تشييد البيت الحرام من قبل النبي إبراهيم
، وأنّه كان أبيضاً في أوّل وضعه، ولكنه قد اسودّ من خطايا بني آدم.

وصفه
- كان الحجرُ الأسود أشدَّ بياضاً من اللبن وأضوأ من الشَمس، وإنّما اسودّ لأن المشركين قد تمسّحُوا به، فلولا مسَّه من أرجاس الجاهلية ما مسَّه ذو عاهةٍ إلا بَرَأ.[١] [٢] وجاءَ أيضاً أنّ الله استودع إبراهيم الحجر الأبيض، وكان أشدّ بياضاً من القراطيس، فاسودّ من خطايا بني آدم.[٣]

- يتكون الحجر الأسود من عدة أجزاء رُبطت معاً عن طريق إطار من الفضة، وقد عززت بعض الأجزاء الصغيرة معاً من خلال لصق سبعة أو ثمانية أجزاء مع بعضهما. الحجم الأصلي للحجر هو حوالي 20 سنتيمتر (7.9 بوصة) في 16 سنتيمتر (6.3 بوصة). حجمه الأصلي غير واضح نتيجة لتغير أبعاده على مرّ الزمان، كما تم إعادة تشكيل الحجر في عدة مناسبات.[٤]
ما يتعلق في وضعه
حسب الآثار الإسلامية، فإن الحجر أتى به جبرئيل من السماء، حينما بنى إبراهيم بيت الله الحرام، فقد روي أنّ الله تعالى أمر نبيه إبراهيم أن يبني الكعبة المشرفة، كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[٥]. فبناه إبراهيم وبقي حجر، فقال إبراهيم لإبنه اسماعيل: ابغني حجراً، فانطلق النبي اسماعيل يلتمس له حجراً، فلما أتاه وجده قد ركّب الحجر الأسود في مكانه، فقال: يا أبت، من أتاك بهذا الحجر؟ قال: أتاني به من لم يتكل على بنائك، جاء به جبرئيل من السماء.[٦]
العلة من وضعه
- إنّ علة وضع الحجر في الركن اليماني دون غيره، وعلة اخراجه من الجنة، وعلة جعل الميثاق والعهد فيه للعباد، قد بيّنه الإمام الصادق
حينما سُئل عن ذلك فقال: إِنّ اللهَ تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهو جوهرةٌ أُخرِجَت من الجنّة إلى آدم، فوُضِعَت في ذلك الركن لعلَّةِ المِيثَاق، وذلك أنّهُ لمّا أخذ من بني آدم من ظُهورِهم ذُريتهُم حين أخذ اللهُ عليهم الميثاق في ذلك المكان، وفي ذلك المكان تراءى لهم رَبُّهُم، ومن ذلك الركن يَهبِطُ الطَّيرُ على القائم، فأوّلُ من يُبايعه ذلك الطَّيرُ وهو واللهِ جبرئيلُ
.[٧]
- جاءَ في كتاب الكافي، في كل سنةٍ يأتوه ويؤدّوا إليه ذلك العهد والأمانة اللذين أُخِذا عليهم، فيقولون: أمانتي أدّيتُها وميثاقي تعاهدتهُ، فيجيء يوم القيامة ولهُ لسانٌ ناطقٌ وعينانِ في صُورته الأولى يعرفه الخلق ولا يُنكرُه، يشهدُ لمن وافاهُ وجدّدَ العهد والمِيثاق عِندهُ بِحِفظِ العهدِ والمِيثَاقِ وأداءِ الأمانةِ ويشهدُ على كُلِّ من أنكر وجحد ونسيَ الميثاقَ بِالكفرِ والإنكار. وأمّا عِلَّةُ ما أخرجهُ اللهُ من الجنّةِ، إنّه ملكاً من عُظماءِ الملائِكَة عند الله، فلمّا أخذَ الله من الملائكة الميثاق كان أوّل من آمن به، وأقرَّ ذلك الملك، فاتَّخذه اللهُ أميناً على جميعِ خلقهِ.[٨]
اعادة وضعه من النبي

إنّ قُرَيشاً في الجاهليّةِ هَدَمُوا البيت، فلمّا أرادوا بناءَهُ حِيلَ بينهم وبينَهُ، وأُلقيَ في رُوعِهِم الرُّعبُ، حتى قال قائلٌ منهم: ليأتي كلّ رجلٍ منكم بأطيب مالهِ، ولا تأتوا بمالٍ اكتسَبتُمُوه من قطيعةِ رحمٍ، أو حرامٍ، ففعلوا فخُلّيَ بينهم وبين بنائهِ، فبنوهُ حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود، فتشاجروا فيه أيّهُم يضع الحجر الأسود في موضعه حتى كاد أن يكون بينهُم شرٌّ، فحكّمُوا أوّل من يدخل من باب المسجد، فدخل رسولُ اللَّهِ فلمّا أتاهُم أمر بثوبٍ فبسط ثمّ وضع الحجر في وسطهِ ثمّ أخذت القبائل بجوانب الثّوبِ، فرفعُوه ثمّ تناولهُ
فوضعه في موضعه فخصّهُ اللهُ بهِ.[٩]
نهبه واعادته
اتفقت كتب التاريخ أن القرامطة ردّوا الحجر الأسود في سنة تسع وثلاثين، بعد أن اغتصبوه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة.[١٠] والقرامطة طائفة يقولون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ظاهراً وبالإلحاد وإبطال الشريعة باطناً، لأنّهم يحللون أكثر المحرمات ويعدون الصلاة.[١١]
احكامه
وفقاً للعقيدة الإسلامية يُسنّ لمن يطوف أن يبتدأ طوافه منه، ويستلم الحجر الأسود (أي يلمسه بيده) ويقبّله عند مروره به، فإن لم يستطع استلمه بيده وقبلها، فإن لم يستطع أشار إليه بيده وسمّى وكبّر، كما جاءَ ذلك في كتاب من لا يحضره الفقيه: ثمَ استلِم الحجر الأسود وقبّلهُ في كل شوطٍ، فإِن لم تقدِر عليه فافتح بهِ واختِم بهِ، فإِن لم تقدِر عليه فامسحهُ بيدِك اليُمنى وقبّلها، فإِن لم تقدِر عليه فأشِر إليهِ بيدكَ وقبّلها وقُل- أمانتي أدّيْتُها وميثاقي تعاهدتهُ لتشهد لي بالمُوافاةِ آمنتُ باللهِ وكفرتُ بالجبت والطّاغُوت واللَّاتِ والعُزّى وعبادةِ الشّيطانِ وعبادة الأوثانِ وعبادةِ كلّ ندٍّ يُدعَى من دونِ اللهِ عزَّ وجلَّ.[١٢]
فضائله
- ورد في استقباله استحباب الدعاء، فعن الإمام الصادق
قال: «إذا دخلت المسجدَ الحرام، فامشِ حتى تدنو من الحجرِ الأسودِ، فتستقبلَهُ، وتقول: الحمد للّهِ الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتديَ لو لا أن هدانا الله، سبحانَ اللهِ، والحمد للَّهِ، ولا إله إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبر، أكبرُ من خَلقِه، وأَكبرُ ممّن أخشى وأحذر، ولا إله إلَّا اللَّه وحده لاشريك لهُ، له الملكُ، ولهُ الحمد، يُحيي ويُميت، ويُميتُ ويُحيي، بيدِه الخير، وهو على كُلِّ شيءٍ قدير.[١٣]
- شهادته لمن وافاه، فعن الإمام الصادق
قال: مرَّ عمر بن الخطاب على الحجرِ الأسود، فقال: واللَّه يا حجرُ إنّا لنعلَمُ أنّك حجرٌ لا تضُرُّ ولا تنفعُ إلَّا أنّا رأينا رسول اللَّهِ
يحبُك فنحنُ نُحبك، فقال لهُ أميرُ المؤمنين
: كيف يا ابن الخطاب فوَ اللَّهِ ليبعثنَّهُ اللَّهُ يوم القيامة ولهُ لسانٌ وشفتان، فيشهدُ لمن وافاهُ وهو يمينُ اللَّهِ في أَرضهِ يُبايع بها خلقهُ، فقال عمر : لا أبقانا اللَّهُ في بلدٍ لا يكون فيه علِيُّ بنُ أبي طالب.[١٤]
- ومن آثاره ورد عن الإمام الباقر
أنّ القائمَ يَهبِطُ من ثنيّةِ ذِي طُوىً في عدّةِ أهلِ بَدرٍ ثلاثمائةٍ وثلاثةَ عَشَرَ رجلاً حتى يُسنِدَ ظهرهُ إلى الحجرِ الأسود ويهُزُّ الرَّايةَ الغالِبَة.[١٥]
- من آثاره أنّه ورد: من عانق حاجّاً بِغُباره كان كأنّما استلم الحجر الأسود.[١٦]
وصلات خارجية
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن بابويه، محمد، علل الشرائع، كتاب فروشى داورى، قم-ايران، ط1، 1385ش.
- الكليني، محمد، الكافي، دار الكتب الإسلامية، طهران-ايران، ط4، 1407ق.
- العياشي، محمد، تفسير العياشي، المطبعة العلمية، طهران-ايران، ط1، 1380ق.
- الراوندي، سعيد، الخرائج والجرائح، مؤسسة الإمام المهدي، قم-ايران، ط1، 1409ق.
- المجلسي، محمد، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، دار الكتب الإسلامية، طهران-ايران، ط2، 1404ق.
- ابن بابويه، محمد، من لا يحضره الفقيه، دفتر انتشارات اسلامى به جامعه مدرسين حوزه علميه قم، قم-ايران، ط2، 1413ق.
- ابن ابي زينب، محمد، الغيبة للنعماني، مؤسسة الصدوق، طهران-ايران، ط1، 1397ق.
- ↑ ابن بابويه، علل الشرائع، ج2، ص، 427
- ↑ الكليني، الكافي، ج4 ، ص، 190
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص، 58
- ↑ http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm موقع بوابة الحرمين الشريفين
- ↑ البقرة: 127
- ↑ ref>http://www.alharamain.gov.sa/index.cfm موقع بوابة الحرمين الشريفين
- ↑ ابن بابويه، علل الشرائع، ج2، ص، 429
- ↑ الكليني، الكافي، ج4، ص، 184
- ↑ الكليني، الكافي، ج4، ص، 215
- ↑ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص، 455
- ↑ المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج6، ص، 184
- ↑ ابن بابويه، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص، 531
- ↑ الكليني، الكافي، ج8، ص، 560
- ↑ ابن بابويه، علل الشرائع، ج2، ص، 423
- ↑ ابن ابي زينب، الغيبة للنعماني، النص، 315 ، باب، 20
- ↑ ابن بابويه، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص، 299