الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشيخ الطوسي»
imported>Madani |
imported>Abo baker تصحيح أخطاء إملائية |
||
| سطر ٧٨: | سطر ٧٨: | ||
|عرض صندوق = | |عرض صندوق = | ||
}} | }} | ||
'''الشيخ الطوسي'''؛ هو محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (385 -460هـ) المعروف بشيخ الطائفة والشيخ الطوسي مؤلف كتابين من [[الكتب الأربعة]] ومن كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء [[الشيعة]]. قدم إلى [[العراق]] من [[خراسان]] في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على أعاظم العلماء هناك ك[[الشيخ المفيد]] و[[السيد المرتضي]]. أسند | '''الشيخ الطوسي'''؛ هو محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (385 -460هـ) المعروف بشيخ الطائفة والشيخ الطوسي مؤلف كتابين من [[الكتب الأربعة]] ومن كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء [[الشيعة]]. قدم إلى [[العراق]] من [[خراسان]] في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على أعاظم العلماء هناك ك[[الشيخ المفيد]] و[[السيد المرتضي]]. أسند إليه الخليفة العباسي كرسي كلام [[بغداد]]. وعندما احترقت [[مكتبة شابور]] أثر هجوم [[طغرل بيك]] اضطر إلى الهجرة إلى [[النجف]] فأسس [[الحوزة العلمية|الحوزة]] هناك. | ||
ثنيت له وسادة [[المرجعية]] وزعامة [[المذهب الجعفري]] بعد وفاة السيد المرتضي وقد خدم العالم | ثنيت له وسادة [[المرجعية]] وزعامة [[المذهب الجعفري]] بعد وفاة السيد المرتضي وقد خدم العالم الإسلامي لا سيما مذهب [[الإمامية]] خدمات جليلة من خلال تربية آلاف التلامذة وتأليف العشرات من الكتب العلمية الخالدة والتي لا تزال لها أثرها المشهود.<ref>كرجي، تاريخ فقه وفقها، ص 183</ref> ومن خدماته تأسيس طريقة [[الإجتهاد]] المطلق وتأليف الكتب الكاملة والقيمة في [[الفقه]] و[[الاصول]] وجعل [[اجتهاد]] الشيعة مستقلا في مقابل اجتهاد [[أهل السنة]] خصوصا مذاهبهم المهمة.<ref>المصدر نفسه، ص 181</ref> | ||
==الولادة والوفاة== | ==الولادة والوفاة== | ||
ولد محمد بن الحسن بن علي بن الحسن(385 -460هـ) المعروف بالشيخ الطوسي | ولد محمد بن الحسن بن علي بن الحسن(385 -460هـ) المعروف بالشيخ الطوسي والمكنَى بأبي جعفر في [[خراسان]]، شهر [[رمضان]] سنة 385هـ بعد أربع سنوات من وفاة [[الشيخ الصدوق]]، وفي نفس السنة التي توفي فيها [[هارون بن موسي التلعكبري]].<ref>المصدر نفسه، ص 181.</ref> عاش الشيخ الطوسي اثنتي عشرة سنة في [[النجف]] وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من [[المحرم]] سنة 460هـ وغسّله تلامذته [[الحسن بن مهدي السليقي]] و [[الحسن بن عبد الواحد العين زرابي]] و [[ابوالحسن اللؤلوي]] ودفنوه في بيته ثم تحوّل البيت إلى مسجد وهو من أشهر مساجد النجف اليوم ويقع قرب الباب الشمالي لصحن [[الامام علي عليه السلام|الامام علي]] (ع) والمعروف بباب الطوسي.<ref>المصدر نفسه، ص 162.</ref> | ||
==المكانة العلمية== | ==المكانة العلمية== | ||
[[ملف:المسجد الشيخ الطوسي.jpg|تصغير|يسار|جامع الشيخ الطوسي قرب حرم أمير المؤمنين {{عليه السلام}}]] | [[ملف:المسجد الشيخ الطوسي.jpg|تصغير|يسار|جامع الشيخ الطوسي قرب حرم أمير المؤمنين {{عليه السلام}}]] | ||
قدم الطوسي [[العراق]] سنة 408 هـ في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على [[الشيخ المفيد]] (المتوفي 413هـ)خمس سنوات وعلى | قدم الطوسي [[العراق]] سنة 408 هـ في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على يد [[الشيخ المفيد]] (المتوفي 413هـ) مدّة خمس سنوات وعلى يد [[ابن الغضائري]] (المتوفي 411هـ)ثلاث سنوات وعند [[ابن الحاشر البزاز]] و [[ابن أبي جيد]] و [[ابن الصلت]] والذي توفي بعد سنة 408هـ. وشارك [[النجاشي]] (372-450هـ)في بعض مشايخه.أدرك [[السيد المرتضي]] (المتوفي 436هـ) ولم يدرك [[الشريف الرضي]].<ref>المصدر نفسه، ص 161.</ref> أسند إليه [[الخلافة العباسية|الخليفة العباسي]] [[القائم بأمرالله عبدالله بن القادر بالله أحمد]] كرسي علم كلام بغداد وبذلك اجتمع حوله العلماء وتوجه إليه الطلاب وكان من بين تلامذته 300 من العلماء وظلّ محتفظا بمنصبه إلى أن سقطت بغداد بيد الأتراك السلاجقة. | ||
وفي سنة 447 دخل طغرل بيك بغداد فحرق مكتبة شابور والتي لم يكن في الدنيا | وفي سنة 447 دخل طغرل بيك بغداد فحرق مكتبة شابور والتي لم يكن في الدنيا أحسن منها كما يذكر [[ياقوت الحموي]] في [[''معجم البلدان'']] في مادة «بين السورين». وكانت مدة سلطنة طغرل بيك من سنة= 429 إلى سنة 455هـ. وفي سنة448 حدثت الفتنة بين [[الشيعة]] و[[السنة]]. | ||
يقول [[ | يقول [[ابن الجوزي]] في حوادث تلك السنة: وفرّ أبوجعفر الطوسي وأغاروا على داره. وقال في حوادث سنة 449هـ: في شهر [[صفر]] من هذه السنة هدموا دار أبي جعفر الطوسي المتكلم الشيعي في [[الكرخ]] مع سقفه وساووه بالتراب. وأمّا الكتب والدفاتر التي وجدت فيها والمنبر الذي كان يجلس عليه أثناء تدريسه أحرقوها في مكان في ناحية الكرخ. فهاجر الشيخ على أثر ذلك إلى النجف الأشرف وأقام دعائم وأركان الحوزة فيها وقال بعضهم:بل كانت الحوزة في النجف موجودة قبله.<ref>المصدر نفسه، ص 161-162.</ref> وهو قدوة فقهاء الشيعة،أسس طريق الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله. وعندما تطلق كلمة الشيخ مجردة لدى العلماء فهو المقصود بها وهو صاحب كتابين من الكتب الحديثية الأربعة هما «[[الاستبصار]]» و«التهذيب»<ref>المصدر نفسه، ص 162.</ref> ولم يجرء أحد بعده أن يخالف نظرياته إلى أن ظهر [[ابن ادريس الحلي]] فأخذ بنقدها. وكان كتابه «[[''النهاية'']]» مادة للتدريس إلى أن ألّف المحقق الحلي كتاب «''[[شرائع الاسلام]]''» فكان هذا الكتاب يُدّرس قبل دراسة كتب الشيخ الطوسي. وقد ألّف في جميع الأبواب وأصبحت كتبه مرجعا وحيدا للمتأخرين وقد أمست الكثير من كتبه طعمة للحريق في [[مكتبة شابور]].<ref>المصدر نفسه.</ref> | ||
== | ==الأساتذة== | ||
[[ملف:الشيخ الطوسي02.gif|تصغير|يسار|مرقد الشيخ في النجف الأشرف]] | [[ملف:الشيخ الطوسي02.gif|تصغير|يسار|مرقد الشيخ في النجف الأشرف]] | ||
إن مشايخ الشيخ الطوسي وتلامذته كثيرون وقد ذكر [[الميرزا حسين النوري]] في [[مستدرك وسائل الشيعة]] (ج3،ص509) 37 شخصا | إن مشايخ الشيخ الطوسي وتلامذته كثيرون وقد ذكر [[الميرزا حسين النوري]] في [[مستدرك وسائل الشيعة]] (ج3،ص509) 37 شخصا وأمّا الذين يروي عنهم غالبا فهم خمسة <ref>المصدر نفسه.</ref> وهم: | ||
1.الشيخ | 1.الشيخ أبوعبدالله أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزاز، المعروف ب[[إبن الحاشر|ابن الحاشر]] و [[ابن عبدون]] (المتوفي 423هـ). | ||
2. الشيخ | 2. الشيخ أحمد بن محمد بن موسى المعروف ب[[ابن الصلت الأهوازي|ابن الصلت الأهوازي]](المتوفي 408هـ). | ||
3. الشيخ | 3. الشيخ أبوعبدالله [[الحسين بن عبيدالله ابن الغضائري]] (المتوفي في سنة 411هـ). | ||
4. الشيخ | 4. الشيخ أبوالحسين [[علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد]] (المتوفي بعد سنة 408هـ). | ||
5. | 5. أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المشهور ب[[الشيخ المفيد]](المتوفي سنة 413هـ). | ||
==التلامذة== | ==التلامذة== | ||
تجاوز عدد طلبة الشيخ الطوسي الذين بلغوا مرتبة [[ | تجاوز عدد طلبة الشيخ الطوسي الذين بلغوا مرتبة [[الاجتهاد]] ثلاثمائة مجتهد من [[الشيعة]] وأمّا من [[أهل السنة]] فلاحصر لهم ونشير إلى أبرزهم.<ref>المصدر نفسه، ص 36-39.</ref> | ||
<div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" > | <div class="reflist4" style="height: 220px; overflow: auto; padding: 3px" > | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
# آدم بن يونس بن | # آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسيفي | ||
# | #أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيشابوري | ||
# | #أبو طالب اسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي | ||
# | #أبو ابراهيم اسماعيل أخو اسحاق السالف الذكر | ||
# | #أبو الخير بركة بن محمد بن بركة السدي | ||
#أبو الصلاح تقي بن نجم الين الحلبي | #أبو الصلاح تقي بن نجم الين الحلبي | ||
# | #أبو ابراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني | ||
#شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف بحسكا | #شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف بحسكا | ||
# | #أبو محمد الحسن بن عبد العزيز بن حسن الجبهاني | ||
#أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي | #أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي | ||
#موفق الدين الحسين بن فتح الواعظ الجرجاني | #موفق الدين الحسين بن فتح الواعظ الجرجاني | ||
#محيي الدين | #محيي الدين أبوعبد الله الحسين بن مظفر بن علي بن الحسين الحمداني | ||
# | #أبو الصمصام و أبو الوضاح ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي | ||
#زين بن علي بن الحسين الحسيني | #زين بن علي بن الحسين الحسيني | ||
#زين بن داعي الحسيني | #زين بن داعي الحسيني | ||
#سعد الدين بن البراج | #سعد الدين بن البراج | ||
# | #أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي | ||
#شهر آشوب السروي المازندراني، جد الشيخ محمد بن علي مؤلف «''معالم العلماء والمناقب''» | #شهر آشوب السروي المازندراني، جد الشيخ محمد بن علي مؤلف «''معالم العلماء والمناقب''» | ||
#صاعد بن ربيعة بن ابي غانم | #صاعد بن ربيعة بن ابي غانم | ||
#عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري الرازي المعروف بالمفيد | #عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري الرازي المعروف بالمفيد | ||
# | #أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد الحسيني الخزاعي النيشابوري المعروف بالمفيد | ||
#موفق الدين ابو القاسم عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه | #موفق الدين ابو القاسم عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه | ||
#علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري | #علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري | ||
| سطر ١٤١: | سطر ١٤١: | ||
#كردي بن عكبر بن كردي الفارسي | #كردي بن عكبر بن كردي الفارسي | ||
#جمال الدين محمد بن ابي القاسم الطبري الآملي | #جمال الدين محمد بن ابي القاسم الطبري الآملي | ||
# | #أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن الغروي | ||
#محمد ابن الحسن بن علي الفتال صاحب «''[[روضة الواعظين]]''» | #محمد ابن الحسن بن علي الفتال صاحب «''[[روضة الواعظين]]''» | ||
# | #أبو الصلت محمد بن عبد القادر بن محمد | ||
#[[أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي| | #[[أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي|أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي]] | ||
#ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي | #ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي | ||
# | #أبو عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي | ||
#السيد المرتضي | #السيد المرتضي أبوالحسن المطهر بن أبي القاسم علي بن أبي الفضل محمد الحسيني الديباجي | ||
#منتهي بن | #منتهي بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني | ||
# | #أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي | ||
# | #أبو ابراهيم ناصر بن رضا بن محمد بن عبد الله العلوي الحسيني | ||
{{Div col end}} | {{Div col end}} | ||
</div> | </div> | ||
مراجعة ٢١:٠٦، ٤ نوفمبر ٢٠١٥
| شيخ الطائفة | |
| من كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء الشيعة | |
![]() | |
| تاريخ ولادة | شهر رمضان سنة 385هـ |
|---|---|
| تاريخ وفاة | 22 المحرم سنة 460هـ |
| مكان وفاة | النجف الأشرف |
| دفن | النجف الأشرف |
| سبب شهرة | مؤلف كتابين من الكتب الأربعة |
| تأثر | الشيخ المفيد والشريف المرتضى |
| تأثير | ابن البراج |
| أعمال بارزة | مؤسس الحوزة العلمية النجف |
الشيخ الطوسي؛ هو محمد بن الحسن بن علي بن الحسن (385 -460هـ) المعروف بشيخ الطائفة والشيخ الطوسي مؤلف كتابين من الكتب الأربعة ومن كبار المتكلمين والمحدثين والمفسرين والفقهاء الشيعة. قدم إلى العراق من خراسان في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على أعاظم العلماء هناك كالشيخ المفيد والسيد المرتضي. أسند إليه الخليفة العباسي كرسي كلام بغداد. وعندما احترقت مكتبة شابور أثر هجوم طغرل بيك اضطر إلى الهجرة إلى النجف فأسس الحوزة هناك.
ثنيت له وسادة المرجعية وزعامة المذهب الجعفري بعد وفاة السيد المرتضي وقد خدم العالم الإسلامي لا سيما مذهب الإمامية خدمات جليلة من خلال تربية آلاف التلامذة وتأليف العشرات من الكتب العلمية الخالدة والتي لا تزال لها أثرها المشهود.[١] ومن خدماته تأسيس طريقة الإجتهاد المطلق وتأليف الكتب الكاملة والقيمة في الفقه والاصول وجعل اجتهاد الشيعة مستقلا في مقابل اجتهاد أهل السنة خصوصا مذاهبهم المهمة.[٢]
الولادة والوفاة
ولد محمد بن الحسن بن علي بن الحسن(385 -460هـ) المعروف بالشيخ الطوسي والمكنَى بأبي جعفر في خراسان، شهر رمضان سنة 385هـ بعد أربع سنوات من وفاة الشيخ الصدوق، وفي نفس السنة التي توفي فيها هارون بن موسي التلعكبري.[٣] عاش الشيخ الطوسي اثنتي عشرة سنة في النجف وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة 460هـ وغسّله تلامذته الحسن بن مهدي السليقي و الحسن بن عبد الواحد العين زرابي و ابوالحسن اللؤلوي ودفنوه في بيته ثم تحوّل البيت إلى مسجد وهو من أشهر مساجد النجف اليوم ويقع قرب الباب الشمالي لصحن الامام علي (ع) والمعروف بباب الطوسي.[٤]
المكانة العلمية


قدم الطوسي العراق سنة 408 هـ في سن الثالثة والعشرين وتتلمذ على يد الشيخ المفيد (المتوفي 413هـ) مدّة خمس سنوات وعلى يد ابن الغضائري (المتوفي 411هـ)ثلاث سنوات وعند ابن الحاشر البزاز و ابن أبي جيد و ابن الصلت والذي توفي بعد سنة 408هـ. وشارك النجاشي (372-450هـ)في بعض مشايخه.أدرك السيد المرتضي (المتوفي 436هـ) ولم يدرك الشريف الرضي.[٥] أسند إليه الخليفة العباسي القائم بأمرالله عبدالله بن القادر بالله أحمد كرسي علم كلام بغداد وبذلك اجتمع حوله العلماء وتوجه إليه الطلاب وكان من بين تلامذته 300 من العلماء وظلّ محتفظا بمنصبه إلى أن سقطت بغداد بيد الأتراك السلاجقة.
وفي سنة 447 دخل طغرل بيك بغداد فحرق مكتبة شابور والتي لم يكن في الدنيا أحسن منها كما يذكر ياقوت الحموي في ''معجم البلدان'' في مادة «بين السورين». وكانت مدة سلطنة طغرل بيك من سنة= 429 إلى سنة 455هـ. وفي سنة448 حدثت الفتنة بين الشيعة والسنة.
يقول ابن الجوزي في حوادث تلك السنة: وفرّ أبوجعفر الطوسي وأغاروا على داره. وقال في حوادث سنة 449هـ: في شهر صفر من هذه السنة هدموا دار أبي جعفر الطوسي المتكلم الشيعي في الكرخ مع سقفه وساووه بالتراب. وأمّا الكتب والدفاتر التي وجدت فيها والمنبر الذي كان يجلس عليه أثناء تدريسه أحرقوها في مكان في ناحية الكرخ. فهاجر الشيخ على أثر ذلك إلى النجف الأشرف وأقام دعائم وأركان الحوزة فيها وقال بعضهم:بل كانت الحوزة في النجف موجودة قبله.[٦] وهو قدوة فقهاء الشيعة،أسس طريق الاجتهاد المطلق في الفقه وأصوله. وعندما تطلق كلمة الشيخ مجردة لدى العلماء فهو المقصود بها وهو صاحب كتابين من الكتب الحديثية الأربعة هما «الاستبصار» و«التهذيب»[٧] ولم يجرء أحد بعده أن يخالف نظرياته إلى أن ظهر ابن ادريس الحلي فأخذ بنقدها. وكان كتابه «''النهاية''» مادة للتدريس إلى أن ألّف المحقق الحلي كتاب «شرائع الاسلام» فكان هذا الكتاب يُدّرس قبل دراسة كتب الشيخ الطوسي. وقد ألّف في جميع الأبواب وأصبحت كتبه مرجعا وحيدا للمتأخرين وقد أمست الكثير من كتبه طعمة للحريق في مكتبة شابور.[٨]
الأساتذة

إن مشايخ الشيخ الطوسي وتلامذته كثيرون وقد ذكر الميرزا حسين النوري في مستدرك وسائل الشيعة (ج3،ص509) 37 شخصا وأمّا الذين يروي عنهم غالبا فهم خمسة [٩] وهم:
1.الشيخ أبوعبدالله أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزاز، المعروف بابن الحاشر و ابن عبدون (المتوفي 423هـ).
2. الشيخ أحمد بن محمد بن موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي(المتوفي 408هـ).
3. الشيخ أبوعبدالله الحسين بن عبيدالله ابن الغضائري (المتوفي في سنة 411هـ).
4. الشيخ أبوالحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد (المتوفي بعد سنة 408هـ).
5. أبوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المشهور بالشيخ المفيد(المتوفي سنة 413هـ).
التلامذة
تجاوز عدد طلبة الشيخ الطوسي الذين بلغوا مرتبة الاجتهاد ثلاثمائة مجتهد من الشيعة وأمّا من أهل السنة فلاحصر لهم ونشير إلى أبرزهم.[١٠]
- آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسيفي
- أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيشابوري
- أبو طالب اسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
- أبو ابراهيم اسماعيل أخو اسحاق السالف الذكر
- أبو الخير بركة بن محمد بن بركة السدي
- أبو الصلاح تقي بن نجم الين الحلبي
- أبو ابراهيم جعفر بن علي بن جعفر الحسيني
- شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي، المعروف بحسكا
- أبو محمد الحسن بن عبد العزيز بن حسن الجبهاني
- أبو علي الحسن بن شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي
- موفق الدين الحسين بن فتح الواعظ الجرجاني
- محيي الدين أبوعبد الله الحسين بن مظفر بن علي بن الحسين الحمداني
- أبو الصمصام و أبو الوضاح ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسيني المروزي
- زين بن علي بن الحسين الحسيني
- زين بن داعي الحسيني
- سعد الدين بن البراج
- أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سلمان الصهرشتي
- شهر آشوب السروي المازندراني، جد الشيخ محمد بن علي مؤلف «معالم العلماء والمناقب»
- صاعد بن ربيعة بن ابي غانم
- عبد الجبار بن عبد الله بن علي المقري الرازي المعروف بالمفيد
- أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد الحسيني الخزاعي النيشابوري المعروف بالمفيد
- موفق الدين ابو القاسم عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه
- علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري
- غازي بن احمد بن ابي منصور الساماني
- كردي بن عكبر بن كردي الفارسي
- جمال الدين محمد بن ابي القاسم الطبري الآملي
- أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن الغروي
- محمد ابن الحسن بن علي الفتال صاحب «روضة الواعظين»
- أبو الصلت محمد بن عبد القادر بن محمد
- أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي
- ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي
- أبو عبد الله محمد بن هبة الله الطرابلسي
- السيد المرتضي أبوالحسن المطهر بن أبي القاسم علي بن أبي الفضل محمد الحسيني الديباجي
- منتهي بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني الجرجاني
- أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي
- أبو ابراهيم ناصر بن رضا بن محمد بن عبد الله العلوي الحسيني
المؤلفات
يذكر آغا بزرك الطهراني في مقدمته علي كتاب النهاية للشيخ الطوسي مؤلفات الشيخ بالترتيب ويقول: «هذا ماوصل الينا من أسماء مؤلفات شيخ الطائفة ومنه ما هو موجود وما هو مفقود ولعل هناك ما لم نوفق للعثور عليه».[١١] وهي كالتالي:
- الأبواب ويسمي رجال شيخ الطائفة.
- وهو كتاب رجال الكشي وقد هذبه الشيخ الطوسي وصححه لكثرة الأخطاء فيه والنسخة المطردة المعروفة برجال الكشي هي عين إختيار شيخ الطائفة واما الأصل فلم نجد له أثرا.
- إختيار الرجال:
- الاستبصار فيما اختلف من الأخبار: هو أحد الكتب الاربعة والمجاميع الحديثية التي عليها مدار استنباط الاحكام الشرعية عند الفقهاء الاثني عشرية منذ عصر المؤلف حتي اليوم.
- اصول العقائد.
- الإقتصاد الهادي إلى طريق الرشاد: وهو فيما يجب على العباد من اصول العقائد والعبادات الشرعية علي وجه الإختصار.
- الامالي: في الحديث و يقال له المجالس لأنه أملاه مرتبا في عدة مجالس.
- انس الوحيد.
- الايجاز: في الفرائض.
- التبيان في تفسير القرآن: وهو أول تفسير جمع فيه مؤلفه أنواع علوم القرآن.
- تلخيص الشافي: في الإمامة، أصله للسيد المرتضي وقد لخصه الشيخ الطوسي
- تمهيد الأصول: شرح لكتاب جمل العلم والعمل لاستاذه المرتضي.
- تهذيب الأحكام: أحد الكتب الأربعة والمجاميع القديمة المعول عليها عند الأصحاب، إستخرجه الشيخ من الأصول المعتمدة للقدماء، وكانت تحت يده من وروده إلى بغداد سنة 408هـ، وإلى النجف سنة 448هـ، وقد خرج من قلمه تمام كتاب الطهارة إلى كتاب الصلاة بعنوان «الشرح علي المقنعة» تأليف استاذه الشيخ المفيد الذي توفي عام 413هـ وذلك في حياة استاذه، وكان عمره يومذاك خمسا وعشرين سنة، ثم تممه بعد وفاته.
- الجمل والعقود: في العبادات، ألفه بطلب من خليفته وهو القاضي عبدالعزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج قاضي طرابلس المتوفي سنة 481هـ.
- الخلاف في الأحكام: ويقال له مسائل الخلاف أيضا، وهومرتب علي ترتيب كتب الفقه وقد صرح بأنه ألفه قبل كتابيه التهذيب والاستبصار وناظر فيه المخالفين (اهل السنة ) جميعا، وذكر مذهب كل من خالف علي التعيين وبيان الصحيح منه.
- رياضة العقول: شرح فيه كتابه الاخر الذي سماه مقدمة في المدخل إلي علم الكلام.
- شرح الشرح: في الاصول.
- العدة: في الأصول، ألفه في حياة استاذه السيد المرتضي، وقسمه قسمين الاول في أصول الدين والثاني في أصول الفقه، وهو أبسط ما ألف في هذا الفن عند القدماء وأفاض فيه القول في تنقيح مباني الفقه بما لا مزيد عليه في ذلك العصر.
- الغيبة: في غيبة الإمام الحجة المهدي المنتظر(ع).
- الفهرست: ذكر فيه أصحاب الكتب والاصول، وأنهي اليهم واليها اسانيده عن مشايخه.
- ما لا يسع المكلف الاخلال به: في علم الكلام.
- ما يعلل و ما لايعلل: في علم الكلام.
- المبسوط: في الفقه من أجل كتب هذا الفن، يشتمل علي جميع أبوابه.
- مختصر أخبار المختار بن أبي عبيدالثقفي: ويعبر عنه ب(أخبارالمختار) أيضا.
- مختصر المصباح: في الأدعية والعبادات، إختصر فه كتابه الكبير مصباح المتهجد ويقال له ''المصباح الصغير'' أيضا في قبال أصله المصباح الكبير.
- مختصر في عمل يوم وليلة: في العبادات وقد سماه بعضهم « يوم و ليلة».
- مسألة في الاحوال.
- مسالة في العمل بخبر الواحد وبيان حجيته.
- مسألة في تحريم الفقاع.
- مسألة في وجوب الجزية علي اليهود والمنتمين الي الجبابرة.
- مسائل ابن البراج.
- الفرق بين النبي والإمام: في علم الكلام.
- المسائل الإلياسية: هي مائة مسألة في فنون مختلفة.
- المسائل الجنبلانية: في الفقه.
- المسائل الحائرية: في الفقه، و ينقل عنه إبن ادريس في السرائر بعنوان الحائريات.
- المسائل الحلبية: في الفقه.
- المسائل الدمشقية: وهي اثنتا عشرة مسألة في تفسير القرآن.
- المسائل الرازية: في الوعيد، وهي خمسة عشرة مسألة وردت من الري إلي استاذه السيد المرتضي فاجاب عنها، واجاب عنها الشيخ الطوسي أيضا.
- المسائل الرجبية: في تفسير آيات من القرآن.
- المسائل القمية: في الفقه.
- مصباح المتهجد: في أعمال السنة كتاب كبير، وهو من أجل الكتب في الأعمال والأدعية ومنه إقتبس كثير من كتب الباب.
- المفصح: في الإمامة، وهو من الآثار الهامة.
- مقتل الحسين (ع).
- مقدمة في المدخل الي علم الكلام.
- مناسك الحج في مجرد العمل.
- النقض علي ابن شاذان في مسألةالغار.
- النهاية في مجرد الفقه والفتاوي: من أعظم آثاره وأجل كتب الفقه ومتون الأخبار.
- هداية المسترشد و بصيرة المتعبد: في الأدعية والعبادات.
الهوامش
المصادر
- الطهراني، آغا بزرك، طبقات اعلام الشيعة، ج2، قم، اسماعيليان، بلا تا.
- الطوسي، النهاية في مجرد الفقه الفتاوي، بيروت، دار الاندلس، قم: قدس، بلا تا.
- كرجي، ابوالقاسم، تاريخ فقه و فقها، طهران، سمت، 1385هـ ش.