الآية 142 من سورة الأعراف

من ويكي شيعة
(بالتحويل من آية 142 سورة الأعراف)
الآية 142 من سورة الأعراف
عنوان الآيةوواعدنا
رقم الآية142
في سورةالأعراف
في جزء8
رقم الصفحة167
مكان النزولمكة
الموضوعتاريخي
آيات ذات صلةالآية 51 من سورة البقرة


الآيَة 142 مِن سُورَةِ الأَعرَاف تُبين هذه الآية قصة الأربعين يوماً التي قضاها النبي موسىعليه السلام في ميقاته مع الله تعالى، والتي اختار فيها هارونعليه السلام ليكون خليفته والإمام لبني إسرائيل. وقد تم طرح جملة من الأبحاث تتعلق بعقائد الشيعة في ذيل هذه الآية، كخلافة الإمام عليعليه السلام، وعصمة الأنبياء، وأفضلية مقام الإمامة على النبوة، ومسألة البداء. ومن المناسك التي لها صلة بهذه الآية الأربعينيّة الموسويّة، وصلاة العشرة الأول من ذي الحجة. وقد تعددت التفسيرات العرفانية لهذه الآية في مصادر العرفاء، وقد أصبحت خلوة موسى(ع) الأربعين يوماً عامل مساعد على الخلوة عند الصوفية.

نص الآية

﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ



سورة الأعراف، الآية 142

قصة الآية

بحسب التفاسير فإنَّ موسىعليه السلام ذهب إلى ميقات ربه مع مجموعة من كبار بني إسرائيل ولمدة ثلاثين يوماً، واختار هارونعليه السلام ليكون خليفته والإمام لبني إسرائيل، ولكن مددت هذه المدة من قبل الرب عشرة أيام أخرى، وهذه الأيام العشرة بحسب المفسرين كانت في العشرة الأول من شهر ذي الحجة وكانت بداية الميقات هي بداية شهر ذي القعدة.[١]

فوائد عقائدية

تم طرح جملة من الأبحاث والتي تتعلق بعقائد الشيعة في ذيل هذه الآية، كحديث المنزلة،[٢] وعصمة الأنبياء،[٣] وأفضلية مقام الإمامة على النبوة،[٤] ومسألة البداء،[٥] وفي رواية بالمصادر الشيعية أن الخلافة لآدم(ع) بحسب الآية 30 من سورة البقرة، وداوود(ع)، بحسب الآية 26 من سورة ص، وهارون(ع) بحسب هذه الآية، والإمام عليعليه السلام بحسب الآية 3 من سورة التوبة وبعنوان الخليفة الرابعة.[٦]

خلافة الإمام علي(ع)

استدل الشيعة لإثبات خلافة الإمام عليعليه السلام بعد رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم، وأنَّه له الأفضلية على بقية الصحابة، بحديث المنزلة الذي بين فيه رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم مكانة ومنزلة الإمام عليعليه السلام بالنسبة إلى نفسه، التي هي بمنزلة هارون(ع) من موسى(ع).[٧] أغلب المباحث حول حديث المنزلة كانت مبنية على آية وواعدنا، وحتى المأمون العباسي احتج بهذه الآية وحديث المنزلة لإثبات خلافة الإمام عليعليه السلام.[٨]

لكن بعض أهل السنة يرى لو أنَّ موسى بدلاً من أن يعهد بقومه إلى هارون، لفعل مثل أمه ويوكل العمل إلى الله تعالى، لما أصابت قومه مثل هذه الفتنة.[٩] وعلى عقيدة أهل السنة إنَّ الرسول الكريمصلی الله عليه وآله وسلم لم يرتكب مثل هذا الخطأ، وفي جواب لأحد الصحابة أنَّه استودع قومه الله تعالى.[١٠] هذا مع أن خلافة الإمام عليعليه السلام ثابتة بالوثائق الدامغة والأدلة القطعية من المصادر الثلاثة القرآن، والسنة، والتاريخ.[١١]

هل نهي هارون دليل على عدم عصمته؟

مفسرو الشيعة وردا على السؤال الذي يقول هل نهي موسى(ع) لهارون(ع) في عدم اتباع طريق المفسدين يمكن أن يكون دليلا على عدم عصمته أم لا؟ وقد قيل إن الأمر والنهي لا يدل على قصد المخاطب بالقيام بالعمل أو تركه،[١٢] بل هنا نوع من التوكيد لإلفات نظر أخيه‌ إلى أهمية مكانته في بني إسرائيل.[١٣] وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ نهي هارون(ع) هنا يُمكن أن يكون له جانب تعليمي لبني إسرائيل.[١٤] أو بحسب تعبير السيد محمد حسين الطهراني أحد علماء الشيعة، إنَّ هذا النهي يدل على أنَّه في إدارة قومه عليه أن لا يستشير ويعمل بما يستصوبه الفاسدين الذين يطلبون الفتنة في أيام غيبة موسى(ع).[١٥]

الامتحان والبداء في تغيير ميقات موسى(ع)

إنَّ تغيير مدة ميقات موسىعليه السلام من ثلاثين ليلة إلى أربعين ليلة، في حين أنَّ هذه الأربعين ليلة تم ذكرها في لفظ واحد في الآية 51 من سورة البقرة، قد أثار العديد من التفسيرات، ولكن بحسب مكارم الشيرازي أحد مفسري الشيعة، أن أقرب شيء إلى النظر وأكثر انسجاما مع أحاديث أهل البيتعليهم السلام هو أنّه وإن كان الواقع هو أربعين يوماً، إلّا أنّه في الحقيقة وعد اللّه تعالى موسى(ع) في البداية ثلاثين يوما ثمّ مدّده عشرة أيّام أخرى، اختبارا لبني إسرائيل، لكي يعرف المنافقون الذين في صفوفهم.[١٦]

وقد ورد عن الإمام الباقرعليه السلام إنَّ عبادة بني إسرائيل للعجل في غيبة موسى(ع) كانت بعد عدم تحقق وعده بالرجوع خلال ثلاثين يوماً،[١٧] وفي مكان آخر كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة، ثم بدا لله تعالى فزاد عشرا.[١٨]

أفضلية مقام الإمامة على النبوة

يرى بعض مفسرين الشيعة أن آية ووعدنا تشير إلى أفضلية مقام الإمامة على النبوة؛ لأنَّه قبل أن يُعين موسى(ع) هارون(ع) لخلافة وإمامة بني إسرائيل، كان لديه مقام النبوة، وهذا يدل على أن مقام الإمامة يختلف عن مقام النبوة وأفضل منه.[١٩]

مناسك ذات صلة

الأربعينيّة الموسويّة

يُطلق على الأربعين يوماً من الخلوة والعبادة، والتي تبدأ من أول ذي القعدة إلى العاشر من ذي الحجة (الأربعينية الموسوية)، والتي لها أعمال وآداب خاصة.[٢٠] وبحسب عبد الله جوادي الآملي، لم يكن لدى موسىعليه السلام في هذه الأربعين طعام أو نوم وكان مشغولاً بالمناجاة إلى الله تعالى في جبل الطور.[٢١] ويعتقد أنَّ التوراة والوحي نزلا على النبي موسىعليه السلام نتيجة الأربعينية الموسوية.[٢٢]

صلاة العشرة الأول من ذي الحجة

بحسب الروايات الشيعية توجد صلاة تُقام في العشرة الأولى من ذي الحجة وعي عبارة عن ركعتان بين صلاة المغرب والعشاء، ويُطلق عليها صلاة العشرة الأولى من ذي الحجة، وتوجد رواية عن الإمام الصادقعليه السلام ذكر فيها كيفية هذه الصلاة، وهي عبارة عن قراءة سورة الحمد والتوحيد وآية وواعدنا في كل ركعة.[٢٣]

فوائد عرفانية

لقد تعددت التفسيرات العرفانية لآية وواعدنا، فعلى سبيل المثال، اعتبر الميبدي مؤلف تفسير كشف الأسرار أن سر الوعد هو الحضور في أركان مذهب العشق، وحتى خلف وعد الله في هذا المذهب هو عين الوفاء.[٢٤] ويذكر أنه على الرغم من أن موسى(ع) كان جائعاً نصف يوم بحثاً عن الخضر، إلا أنه لم يتذكر أي طعام أو شراب خلال هذه الرحلة التي استغرقت أربعين يوماً.[٢٥] ومن ناحية أخرى، عندما خرج موسى(ع) إلى فرعون طلب من الله تعالى أن يرافقه هارون(ع)، ولكنه عندما خرج لمناجاة الحق تعالى، ترك هارون مع القوم وذهب وحده.[٢٦] ويرى الميبدي أن موسى(ع) قام برحلتين، إحداهما إلى جانب الطور ليلة النار، والأخرى إلى الميقات.[٢٧]

وبحسب العرفاء فإنَّه بموجب هذه الآية من أعرض عن الخلق أربعين يوماً وخلص نيته من كل الشوائب غير الإلهية، فتح الله تعالى على قلبه أبواب المعرفة.[٢٨] وقد أصبحت خلوة موسى أربعين يوم وليلة في جبل الطور،[٢٩] والحديث المشهور «من أخلص لله أربعين صباحاً...» عامل مساعد على الخلوة عند الصوفية.[٣٠]

يعتبر عبد الله جوادي الآملي، مفسر القرآن، أن الأبعينية الكليمية هي أحد الأوامر والابتكارات للدين الإسلامي.[٣١] وقد أوصى بها حسن حسن زاده الآملي، والسيد محمد حسين الحسيني الطهراني بعض الافراد في السير والسلوك.[٣٢]

الهوامش

  1. القمي، تفسير القمي، 1404هـ، ج1، ص239؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص193؛ الفخر الرازي، مفاتيح الغيب، 1420هـ، ج14، ص352.
  2. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص197.
  3. العلامة الطباطبائي، الميزان، 1417هـ، ج8، ص236؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص195.
  4. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص195.
  5. الحسون، التوحيد عن مذهب أهل البيت، ص301.
  6. الصدوق، عيون أخبار الرضا، 1378هـ، ج2، ص9؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج36، ص417.
  7. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص197 ـ 205؛ الهندي، عبقات الأنوار، 1366ش، ج11، ص181 و369.
  8. الطهراني، معرفة الإمام، 1418 هـ، ج9، ص113 ـ 114.
  9. البخاري، شرح التعرف لمذهب التصوف، ج4، ص1517.
  10. الميبدي، كشف الأسرار، ج3، ص139.
  11. الأميني، تكملة الغدير، 1429هـ، ج1، ص48.
  12. النجفي، تفسير آسان، 1398ش، ج5، ص337.
  13. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص195 ـ 196.
  14. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص196.
  15. الطهراني، معرفة الإمام، 1418 هـ، ج10، ص167.
  16. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص194.
  17. البحراني، البرهان، 1416هـ، ج2، ص33؛ الحويزي، تفسير نور الثقلين، 1415 هـ، ج6، ص341.
  18. العياشي، تفسير العياشي، ج1، ص44، ح46.
  19. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج5، ص195.
  20. منصوري لا ريجاني، در محضر حافظ، 1390ش، ج2، ص233؛ «اربعین موسوی»، سایت عرفان و حکمت.
  21. «آیت الله جوادی آملی: اربعین‌گیری از بهترین راه‌های دریافت فیوضات است/ هیچ دشمنی بدتر از هوس وجود ندارد»، پایگاه اطلاع‌رسانی حوزه.
  22. «آیت‌الله جوادی آملی: اربعین‌گیری از بهترین راه‌های دریافت فیوضات است/ هیچ دشمنی بدتر از هوس وجود ندارد»، پایگاه اطلاع‌رسانی حوزه.
  23. ابن طاووس، إقبال الاعمال، 1409هـ، ج 1، ص 317؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 1409هـ، ج 8، ص 183.
  24. الميبدي، كشف الأسرار، 1371ش، ج3، ص731.
  25. الميبدي، كشف الأسرار، 1371ش، ج3، ص731.
  26. الميبدي، كشف الأسرار، 1371ش، ج3، ص732.
  27. الميبدي، كشف الأسرار، 1371ش، ج3، ص732.
  28. السهروردي، عوارف المعارف، ص100.
  29. سورة البقرة، الآية 51؛ سورة الأعراف، الآية 142.
  30. با‌خرزی، اوراد الأحباب، 1358ش، ج2، ص291 ـ 295.
  31. «آیت الله جوادی آملی: اربعین‌گیری از بهترین راه‌های دریافت فیوضات است/ هیچ دشمنی بدتر از هوس وجود ندارد»، پایگاه اطلاع‌رسانی حوزه.
  32. «اربعین موسوی»، سایت عرفان و حکمت.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط2، 1409 هـ.
  • «اربعین موسوی»، سایت عرفان و حکمت، تاريخ الإدراج 04\08\2016 م، تاريخ المشاهدة 08\11\2023 م.
  • «آیت الله جوادی آملی: اربعین‌گیری از بهترین راه‌های دریافت فیوضات است/ هیچ دشمنی بدتر از هوس وجود ندارد»، پایگاه اطلاع‌رسانی حوزه، تاريخ الإدراج 10\08\2011 م، تاريخ المشاهدة 08\11\2023 م.
  • الأميني، عبد الحسين، تكملة الغدير: ثمرات الأسفار إلى الاقطار، تحقيق: مركز الأمير لإحياء التراث الإسلامي، بيروت، مركز الأمير لإحياء التراث الإسلامي، 1429 هـ/ 2008 م.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة البعثة، ط1، 1416 هـ.
  • البخاري، إسماعيل بن محمد مستملي، شرح التعرف لمذهب التصوف، تحقيق: محمد روشن، طهران، انتشارات اساطير، 1363 ش.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيتعليهم السلام لإحياء التراث، ط1، 1409 هـ.
  • الحسون، علاء، التوحيد عند مذهب أهل البيت، قم، دار مشعر، 1433 هـ.
  • الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، قم، إسماعيليان، ط4، 1415 هـ.
  • السهروردي، شهاب الدين، عوارف المعارف، طهران، انتشارات علمی و فرهنگی، ط2، 1375 ش.
  • الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، طهران، نشر جهان، ط1، 1378 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1417 هـ/ 1997 م.
  • الطهراني، محمد حسين، معرفة الإمام، مشهد، نشر علامة طباطبائي، 1418 هـ.
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، تحقيق: هشام رسولي، طهران، المكتبة العلمية الإسلامية، ط1، 1380 هـ.
  • الفخر الرازي، محمد بن عمر، مفاتيح الغيب، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1420 هـ.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، تصحيح: طيب موسوي جزائري، قم، دار الكتاب، 1404 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الميبدي، رشيد الدين، كشف الأسرار وعدة الأبرار، على أساس تفسير الخواجة عبد الله الأنصاري، طهران، نشر أمير كبير، 1371 ش.
  • النجفي، محمد جواد، تفسير آسان، طهران، انتشارات اسلامية، 1398 هـ.
  • الهندي، حامد حسين، عبقات الأنوار في إثبات إمامة الأئمة الأطهار، أصفهان، كتابخانه أمير المؤمنين(ع)، ط2، 1366 ش.
  • باخرزي، يحيى بن أحمد، اوراد الأحباب وفصوص الآداب، طهران، ايرج افشار، 1358ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام عليعليه السلام، ط1، 1426 هـ.