قطع الرحم

من ويكي شيعة
(بالتحويل من قطع رحم)
الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات


قَطعُ الرَّحِم وهو قطع الاتصال بالأقارب، ويُعتبر من الذنوب الكبيرة، ولا يجوز أيضاً في حق الأقارب الذين يقترفون الذنوب. ولقد نهت الآيات القرآنية والأحاديث عن قطع الرحم وأكدت على صلة الرحم. وبحسب الحديث القدسي إنَّ صلة الرحم من رحمة الله تعالى، فمن تركها حرمه الله تعالى من رحمته.

المفهوم

كلمة الرحم في «في قطع أو صلة الرحم» استعارة عن القرابة؛ لأنهم خارجين من رحم واحدة.[١] وقطع الرحم يقع في قبال صلة الرحم، وهو يعني: «قطع الاتصال بالأقارب، حتى لو كانوا مرتبطين مع الشخص عبر عدة وسائط». [٢]

تعتبر بعض أسماء الله تعالى وصفاته مثل الرحمن الرحيم، تشترك في جذورها من حيث الكلمات والمعنى مع «الرحم»، حيث جاء في الحديث القدسي: «قال الله تعالى أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من أسمائي، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته».[٣]

حدود الأقارب

الأقراب نوعان:

  • الأقارب بالنسب وهم الذين يرتبطون من خلال الرحم، مثل: الأب، والأم، والأبناء، والأخوة، والأخوات، والأعمام، والعمات، والخال، والخالة، والجد، والجدة، فكل هؤلاء يُطلق عليهم أقارب من النسب وأرحام، ولا يجوز قطع الرحم معهم.
  • الأقارب بالسبب وهو الذي يحصل نتيجة الزواج، مثل القرابة بين الزوج والزوجة والأقارب من الطرفين، ويوجد اختلاف في الرأي بين الفقهاء في شمول هؤلاء بحرمة قطع الرحم.

حكم قطع الرحم

عن الإمام الرضا(ع):


مَا نَعْلَمُ شَيْئاً يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا صِلَةَ الرَّحِمِ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ‌ يَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثَ سِنِينَ، فَيَكُونُ وَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَيَزِيدُ اللَّهُ فِي عُمُرِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً، فَيَجْعَلُهَا ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَ يَكُونُ أَجَلُهُ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، فَيَكُونُ قَاطِعاً لِلرَّحِمِ، فَيَنْقُصُهُ اللَّهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ يَجْعَلُ أَجَلَهُ إِلَى ثَلَاثِ سِنِينَ.



الكلينی،‌ أصول الكافي، ج 2، ص 152، ح 17.

لقد حرّم الإسلام قطع الرحم ونهى عنه بشكل قاطع، واعتبره من الذنوب الكبيرة.[٤] وجاء في الحديث أنَّه في حد الشرك بالله تعالى.[٥]

وقد لعن الله تعالى في القرآن قاطع الرحم وجعله أصم وأعمى عن درك الحقائق.[٦] وورد عن الإمام السجادعليه السلام أنه قال في وصيته لأبنه الإمام الباقرعليه السلام: وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله تعالى في ثلاثة مواضع: في الآية 22 و23 من سورة محمد،[٧] وفي الآية 25 من سورة الرعد،[٨] والآية 27 من سورة البقرة.[٩]

في روايات وسيرة حياة أهل البيتعليهم السلام إنَّ مساعدة الأقارب وإعانتهم ومحبتهم واضحة، ومنعوا من قطع الرحم عن الأقارب، وتم إظهاره على إنَّه من عوامل الابتعاد عن لطف ورحمة الله تعالى.[١٠]

توجد أهمية كبيرة عند الله تعالى لصلة الرحم، تصل إلى درجة إنَّ الفساق لو كان عندهم ارتباط وعلاقة جيدة بأقاربهم، فيمد الله تعالى في أعمارهم، ولكن من ناحية أخرى، إذا كان هناك من هم أهل الصلاة والصيام ويقطعون الرحم، بالإضافة إلى العذاب في الآخرة، فينقص الله تعالى من أعمارهم.[١١] ولقد حرم جميع مراجع التقليد قطع الرحم، على سبيل المثال:

  1. ذكر آية الله الخامنئي: «لا يجوز قطع الرحم مع من هم أقارب من النسب، ولا تقتصر صلة الرحم على التواصل والذهاب والإياب إليهم، بل تتحقق من خلال السؤال عن أحوالهم وإرسال السلام لهم، ولو عن طريق الاتصال بهم وإرسال الرسائل».[١٢]
  2. وذكر آية الله السيستاني: «تحرم قطيعة الرحم، حتى لو كان ذلك الرحم قاطعا للصلة تاركا للصلاة، أو شاربا للخمر، أو مستهينا ببعض أحكام الدين، كخلع الحجاب وغير؛ ذلك بحيث لا يجدي معه الوعظ والإرشاد والتنبيه، شرط أن لا تكون تلك الصلة موجبة لتأييده على فعل الحرام».[١٣]

يعتقد بعض الفقهاء أنَّه حتى لو تسبب التواصل مع بعض الأقارب والذهاب إلى منازلهم إزعاجهم وإهانتهم لنا، فإن وظيفة صلة الرحم لا تزول، وينبغي الحفاظ على التواصل من خلال طرق أخرى.[١٤]

عواقب قطع الرحم

بعض عواقب قطع العلاقات مع الأقارب هي عبارة عن:

  • لعنة الله[١٥]
  • العقاب العاجل في الدنيا[١٦]
  • الابتعاد عن الجنة[١٧]
  • لم ينفعه معها عمل[١٨]
  • ولا تساعدهم ملائكة الرحمة[١٩]
  • ذهاب ثروة المجتمع إلى أيدي الأشرار[٢٠]
  • حرمان الفرد ومن حوله من الرحمة الإلهية.[٢١]

المراتب

وصية الإمام عليعليه السلام في اللحظات الأخيرة من عمره:


وَعَلَیْکُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَالتَّبَاذُلِ، وَإِیَّاکُمْ وَالتَّدَابُرَ وَالتَّقَاطُعَ...



نهج البلاغة، الرسالة رقم 47، ص 422.

لقطع الرحم مراتب ودرجات، وملاك تحققها هو فهم العرف،[٢٢] [٢٣] [٢٤] لكن أهم المراتب عبارة عن:

  1. قطع الرحم اللساني
  2. قطع الرحم القلبي
  3. قطع الرحم المالي
  4. قطع الرحم العلمي[٢٥]

قطع الرحم مع المذنب

إذا كان أحد أقارب الأشخاص من أصحاب الذنوب، ومهملا للمسائل الدينية، فلا يُمكن قطع الصلة معه؛ إلا إذا كان قطع الصلة معه تكون سبباً في ابتعاده عن ارتكاب الذنوب.[٢٦] في سورة التوبة طلب نبي الله إبراهيم لعمه المغفرة، وقام بأداء أحد موارد صلة الرحم، ولكن بعدما تبين له إنَّه عدو الله تعالى، تبرأ منه وقطع رحمه.[٢٧]

الهوامش

  1. النمازي، مستدرك سفينة البحار، ج 4، ص 112؛ طاهري الخرم آبادي، صلة الرحم وقطيعتها، ص 12.
  2. طاهري الخرم آبادي، صلة الرحم وقطيعتها، ص 12.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 47، ص 187.
  4. طاهري الخرم آبادي، صلة الرحم وقطيعتها، ص 29.
  5. سأل رجل رسول الله: فَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللَّهِ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ، قَالَ ثُمَّ مَا ذَا قَالَ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ...، الكليني، الكافي، ج 5، ص 58.
  6. سورة محمد: الآية 23.
  7. فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ‌ * أُولئِكَ الَّذِينَ‌ لَعَنَهُمُ اللَّهُ‌ فَأَصَمَّهُمْ‌ وَأَعْمى‌ أَبْصارَهُمْ‌.
  8. الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ‌ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ‌ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‌ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ‌ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ.
  9. الكليني، الكافي، ج 2، ص 641.
  10. ورد عن رسول الله (ص) إنه قال: لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع الرحم. النوري، مستدرك الوسائل، ج 15، ص 184.
  11. المجلسي، بحار الأنوار، ج 71، ص 135 و138.
  12. الخامنئي، الاستفتائات، ص 143.
  13. السيستاني، توضيح المسائل، مسألة 256.
  14. طاهري الخرم آبادي، صلة الرحم وقطيعتها، ص 92 ـ 118.
  15. الكليني، الكافي، ج 2، ص 641.
  16. پاینده، نهج الفصاحة، ص 661.
  17. المجلسي، بحار الأنوار، ج 8، ص 193.
  18. المجلسي، بحار الأنوار، ج 71، ص 118.
  19. السبزواري، جامع الأخبار، ص 378.
  20. الكليني، الكافي، ج 2، ص 348.
  21. النوري، مستدرك الوسائل، ج 15، ص 184.
  22. منظور از صله یا قطع رحم چیست؟، سایت پاسخگو.
  23. رحم در صله رحم به چه طبقه گفته می‌شود وحد آن را بیان کنید ؟، پورتال انهار.
  24. رابطه با خویشاوندان، سایت انهار.
  25. قطع رحم، مجمع جهانی صادقین.
  26. رسالة توضيح المسائل، (مراجع)، ج 2، ص 772، س 1058.
  27. سورة التوبة: الآية 114 «وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ»؛ سورة الممتحنة: الآية 4 «قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ».

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الخامنئي، علي، أجوبة الاستفتائات، طهران، انتشارات انقلاب إسلامي، 1389ش.
  • السبزواري، محمد بن محمد، جامع الأخبار، قم، مؤسسة آل البيتعليهم السلام لإحياء التراث، د.ت.
  • السيستاني، علي، توضيح المسائل، قم، نور المبين، 1395ش.
  • طاهري الخرم آبادي، صلة الرحم وقطيعتها، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1407هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تصحيح: علي أكبر الغفاري ومحمد الآخوندي، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403هـ/ 1983م.
  • النمازي، علي، مستدرك سفينة البحار، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1418هـ.
  • النوري، حسين بن محمد، مستدرك الوسائل، قم، مؤسسة آل البيتعليهم السلام لإحياء التراث، 1407هـ.
  • پاینده، أبو القاسم، نهج الفصاحة، د.م، د.ن، د.ت.