كتمان الحق

كِتمَان الحقّ إخفاء ما يجعل الإنسان يصل إلى الحقيقة، وبحسب الباحثين هناك عشرون آية في القرآن الكريم ذكرت مسألة الكتمان. تُشير هذه الآيات إلى مصاديق كتمان الحق، ككتمان المعارف الدينية، وكتمان الشهادة، وكتمان الإيمان، وكتمان الأسرار، وكتمان نعم الله تعالى. وفسر حسن المصطفوي في كتاب تفسير روشن (التفسير المنير)، كتمان الحقيقة في المصطلح القرآني بأنه كتمان المعارف والمعتقدات الدينية. وقد بين القرآن مصاديق كتمان الحق في آية الكتمان، وفي آيات أخرى مثل الآية 146 من سورة البقرة، والآية 42 من سورة البقرة، والآية 71 من سورة آل عمران.

وبحسب تفاسير الشيعة، فإن الذين يكتمون الحقائق والمعارف الدينية هم علماء أهل الكتاب، الذين حط القرآن من مكانتهم وتعرضوا للتوبيخ والإدانة واللعن. كما يرى بعض المفسرين أنه في الحالات التي يكون فيها الناس بحاجة ماسة إلى معرفة الحقائق، فإنَّ السكوت عنها قد يكون من مصاديق كتمان الحق.

وتُشير الآية 106 من سورة المائدة، والآية 283 من سورة البقرة إلى كتمان الشهادة، والآية 28 من سورة غافر إلى كتمان الإيمان، وفي الآية 228 من سورة البقرة إلى كتمان ما في الأرحام، وفي الآية 37 من سورة النساء إلى كتمان نعم الله تعالى.

ويرى الباحثين إنَّ الكتمان في حد ذاته ليس له حكم شرعي أو أخلاقي، وله أحكام مختلفة بحسب مصاديقه. وعلى سبيل المثال فإنَّ كتمان أسرار وعيوب الناس، وكتمان الإيمان في موارد الضرر (التقية)، ممدوح من الناحية الأخلاقية، ومن الناحية الفقهية واجب أو مستحب، وكتمان الحقائق الدينية وأيضاً كتمان الشهادة مذموم من الناحية الأخلاقية، وحرام من الناحية الشرعية.