الفتوح (كتاب)
| المؤلف | ابن أعثم الكوفي |
|---|---|
| المترجم | محمد بن أحمد المستوفي الهروي (الفارسية)، هنري ماسه (الفرنسية) |
| المحقق | علي شيري |
| اللغة | العربية |
| عدد الأجزاء | 8 و9 |
| الناشر | دار الأضواء، بيروت |
الفتوح كتاب تاريخيّ باللغة العربية ألّفه أحمد بن أعثم الكوفي (تُوفّي بعد سنة 320هـ). اختلف المؤرخون في مذهب ابن أعثم فرأى البعض أنه سني المذهب، في حين ذهب آخرون إلى القول بـتشيّعه نظرًا لاحتواء كتابه على روايات فيها طعن لبعض الصحابة.
يحتوي هذا الأثر على أخبار هامّة، وبعضها منقول عن مصادر أصيلة، حول حوادث القرون الثلاثة الأولى للهجرة. وتكمن أهميته في شموله لحوادث واقعة الطف؛ إذ خُصِّص المجلد الخامس من مجموع ثمانية مجلدات لذكر وقعة كربلاء، مع نقل روايات من مصادر أخرى، ولا سيّما مقتل أبي مخنف. وفي المجلد السادس تناول المؤلف الانتفاضات والآثار التي تلت واقعة كربلاء.
وقد استخدم ابن أعثم في تأليف هذا العمل منهج التاريخ التحليلي، ساعيًا إلى جمع روايات المصادر التاريخية المتعددة لصنع رواية موحّدة عن الوقائع المهمّة في القرون الثلاثة الأولى للهجرة. كما لم يقتصر على المصادر الشيعية، بل اعتمد على المصادر السنية أيضًا.
ولا يوجد اليوم من كتاب الفتوح إلا نسخة مخطوطة واحدة، وقد طُبع الكتاب عدة مرّات في لبنان وإيران، وتمت ترجمته إلى عدة لغات.
الأهمية والمكانة
يرى بعض الباحثين أنّ كتاب الفتوح من أهم الوثائق التاريخية في صدر الإسلام.[١] وما يجعله مهمًّا عند الشيعة هو تخصيص مجلدين لـواقعة كربلاء وما بعدها، مما يجعل الفتوح من المصادر الأصيلة في هذا الموضوع.[٢]
أما مكانة الكتاب ودرجة اعتباره لدى الشيعة والسنّة فموضع اختلاف؛ إذ يرى نعمت الله صالحي النجف آبادي، الباحث الشيعي، أنّ ابن أعثم مؤرخ سنيّ المذهب، يسعى –بحسب رأيه– إلى نشر معتقدات أهل السنة عبر «اختلاق الروايات».[٣] وعلى هذا الأساس قام بعض الباحثين بتناول رواياته حول قضية كربلاء من زاوية احتمال تحريف الوقائع.[٤]
في المقابل، يرى محمد نور ولي، وهو باحث سنّي، أنّ وجود الطعن في بعض الخلفاء ضمن روايات ابن أعثم يجعله «شيعيًّا»، وبالتالي يطعن في اعتبار كتابه.[٥] بينما يرى باحثون آخرون في التاريخ الإسلامي، أنّ ابن أعثم –بغض النظر عن مذهبه– قدّم رواية موضوعية لأحداث كربلاء.[٦]
مواصفات الكتاب
المؤلف
أحمد بن أعثم بن نذير الكوفي، المعروف بابن أعثم الكوفي، هو مؤلف كتاب الفتوح.[٧] لا تتوافر معلومات عن تاريخ مولده، ولا تفاصيل سيرته، ولا أساتذته ولا تلاميذه.[٨] وبحسب كتاب الذريعة فقد توفي سنة 314هـ.[٩] إلا أنّ تدوينه لأحداث عهد المقتدر العباسي (وفاة: 320هـ) يدلّ على أنه توفي بعد سنة 320هـ.[١٠] واختلف العلماء في مذهبه؛ إذ عدّه كل من آغا بزرگ الطهراني[١١] والسيد محسن الأمين[١٢] وياقوت الحموي من الشيعة، بينما عدّه العلامة المجلسي[١٣] القاضي نور الله الشوشتري من أهل السنة.[١٤]
اسم الكتاب
ورد اسم الكتاب بصيغ مختلفة: حيث أطلق عليه حاجي خليفة -المؤرخ الحنفي- اسم "فتوح الشام"،[١٥] وذكره العلامة المجلسي بعنوان "تاريخ الفتوح"،[١٦] وذكره ياقوت الحموي باسم "كتاب الفتوح".[١٧] كما ورد في بعض المصادر بعنوان "فتوح الإسلام". إلا أن الاسم الأشهر له هو الفتوح.[١٨]
المحتوى
بعد افتتاح المؤلف بالحمد والصلاة على النبي
، يعرّف بنفسه ثم يروي قصة السقيفة، وبعد ذلك يتناول حروب الردة وفتح العرب لبلاد فارس.[١٩] وفي النسخة التي حققها علي شيري، فإنّ ترتيب مجلدات الفتوح كالتالي:[٢٠]
- المجلد الأول: يبدأ بأحداث خلافة أبي بكر وينتهي بأحداث خلافة عمر بن الخطاب.[٢١]
- المجلد الثاني: يعالج خلافة عمر، ثم عثمان، ثم الإمام علي
.[٢٢] - المجلد الثالث: تناول المصنّف فيه حرب صفّين.[٢٣]
- المجلد الرابع: يشمل قضية التحكيم وأحداث خلافة الإمام الحسن
.[٢٤] - المجلد الخامس: خاص بـواقعة كربلاء.[٢٥]
- المجلد السادس: يتناول أحداث ما بعد كربلاء، ومنه ثورة المختار الثقفي.[٢٦]
- المجلدان السابع والثامن: يتناولان أحداث خلافة عبد الملك بن مروان إلى خلافة المستعين.[٢٧]
ميزات الكتاب
أولى ابن أعثم في هذا الأثر اهتمامًا واسعًا بـواقعة عاشوراء.[٢٨] وكان منهج ابن أعثم في تأليف هذا الكتاب قائمًا على الجمع بين الرواية والتحليل للأحداث التاريخية. ويقوم المؤلف في الفتوح بعرض الروايات بصورة انتقائية. وقد صرّح هو نفسه بهذا المنهج، وذكر أنّ هدفه من ذلك هو بناء روايةٍ واحدة تُلائم بين الأخبار المختلفة والمتعارضة.[٢٩]
وفي سرد ابن أعثم لوقائع كربلاء، لم يقتصر على المصادر السنية، بل أورد أيضًا روايات المصادر الشيعية في هذا الشأن. ويرى بعض الباحثين أن هذا الأمر هو ما ميّز كتابه عن بقيّة مقاتل أهل السنة مثل ابن سعد وابن عساكر.[٣٠]
لم يذكر المؤلف مصادره التي اعتمد عليها في إعداد هذا العمل بصورة واضحة، ولا يمكن الاطلاع عليها إلا بمقابلة كتابه مع بقية الآثار في موضوع التاريخ.[٣١] وقد استفاد ابن أعثم في تأليف كتابه، وخصوصًا في الموضوعات المتعلقة بواقعة كربلاء، من مقتل أبي مخنف.[٣٢] كما ذكر المؤلف عددًا من المؤرخين والمحدّثين البارزين كمصادر له، مثل المدائني، والواقدي، والزهري، وأبي مخنف، وابن الكلبي، وعدد من الرواة الآخرين.[٣٣]
دراسة النُّسخ
لم يُعرف من الفتوح إلا نسخةٌ خطية واحدة، وقد صدرت في السنوات الأخيرة طبعاتٌ متعددة لهذا الكتاب.[٣٤] وقد ترجم محمد بن أحمد المستوفي الهروي، المترجِم الإيراني، هذا الكتاب إلى الفارسية في سنة 596هـ.[٣٥] وقد خضعت الترجمة الفارسية لهذه الدِّراسة لكثير من النقد والتمحيص من ناحية الموثوقية.[٣٦] كما نُشِر هذا العمل باللغة الفرنسية على يد هنري ماسه. أما أول طبعة لكتاب الفتوح فقد صدرت سنة 1968م عن وزارة المعارف في الهند.[٣٧] ثم أُعيد طبع هذه النسخة في بيروت لاحقًا. وصدر هذا الكتاب سنة 1406هـ عن دار الكتب العلمية، ثم سنة 1411هـ بتحقيق علي شيري في دار الأضواء.[٣٨]
النسخة المتداولة من هذا الكتاب تُظهر نواقصَ مقارنةً بنسخته الأصلية؛ والدليل على ذلك الاختلافاتُ الموجودة بين هذه النسخة وبين نسخة الخوارزمي من مقتل الحسين
.[٣٩] فالخوارزمي يروي حوادث ما قبل واقعة الطف عن ابن أعثم، بينما لا توجد كثيرٌ من هذه الروايات في النسخة الحالية من الفتوح. والقرينة الأخرى هي ما يظهر من مقابلة النسخة الحالية من الفتوح مع روايات السيد ابن طاووس.[٤٠]
الهوامش
- ↑ رفيعي، «ابن أعثم الكوفي»، ج3.
- ↑ رحمان ستایش ورفعت، «روايات عاشورايي الفتوح ابن أعثم كوفي»، ص80 و 83.
- ↑ صالحي النجفآبادي، الشهيد الخالد، ص349.
- ↑ رحمان ستایش ورفعت، «روايات عاشورايي الفتوح ابن أعثم كوفي»، ص87-88.
- ↑ نورولي، أثر التشيع في الروايات التاريخية، ص265.
- ↑ رحمان ستایش ورفعت، «روايات عاشورايي الفتوح ابن أعثم كوفي»، ص87-88.
- ↑ حاجي خليفة، كشف الظنون، ج2، ص227.
- ↑ نورولي، أثر التشيع في الروايات التاريخية، ص263.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج3، ص222.
- ↑ نورولي، أثر التشيع في الروايات التاريخية، ص263.
- ↑ آقا بزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج3، ص221.
- ↑ الأمين العاملي، أعيان الشيعة، ج2، ص481.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص235–237.
- ↑ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج1، ص278.
- ↑ حاجي خليفة، كشف الظنون، ج2، ص1237.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج1، ص25.
- ↑ البغوي، المختصر، ج2، ص404.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص238.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص239.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج9، ص5.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص240.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص240.
- ↑ صحتي سردرودي، عاشوراپژوهي، ص33.
- ↑ رحمان ستایش ورفعت، «روايات عاشورايي الفتوح ابن أعثم كوفي»، ص86.
- ↑ رحمان ستایش ورفعت، «روايات عاشورايي الفتوح ابن أعثم كوفي»، ص86.
- ↑ Shaban، «Ibn Aʿt̲h̲am al-Kūfī». Encyclopaedia of Islam. 3:723.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص237-238.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج1، ص32؛ Shaban، «Ibn Aʿt̲h̲am al-Kūfī». Encyclopaedia of Islam. 3:723.
- ↑ Shaban، «Ibn Aʿt̲h̲am al-Kūfī». Encyclopaedia of Islam. 3:723.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص237-238.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص237-238.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص242.
- ↑ عرفان، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، ص242.
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، قم، مؤسسة إسماعيليان، 1408هـ.
- ابن أعثم الكوفي، أحمد بن علي، الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، 1411هـ.
- ابن أعثم الكوفي، أحمد بن علي، الفتوح، ترجمة: محمد المستوفي الهروي، طهران، سازمان انتشارات وآموزان انقلاب إسلامي، 1372ش.
- الأمين العاملي، السيد محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1419هـ.
- البغوي، عبد الله بن محمد، المختصر من كتاب المعجم الكبير، الكويت، مبرة الآل والأصحاب، 1432هـ.
- الشوشتري، نور الله، مجالس المؤمنين، طهران، كتابفروشي إسلامية، 1365ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403هـ.
- حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بيروت، دار الفكر، 1419هـ.
- رحمان ستايش، محمد كاظم، ومحسن رفعت، «روايات عاشورايي الفتوح ابن أعثم كوفي در ميزان نقد وبررسي»، مجلة حديث پژوهي، العدد 3، 1389ش.
- رفيعي، علي، «ابن أعثم الكوفي»، في: دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، طهران، مركز دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، 1367ش.
- صالحي النجف آبادي، نعمت الله، الشهيد الخالد، ترجمة: سعد رستم، بيروت، دار الانتشار العربي، الطبعة الأولى، 2013م.
- صحتي السردرودي، محمد، عاشوراپژوهي با رويكردي به تحريفشناسي تاریخ إمام حسين عليه السلام (ع)، قم، خادم الرضا، 1385ش.
- عرفان، أمير محسن، «بازشناسي ابن أعثم كوفي وكتاب الفتوح وي»، مجلة سخن تاريخ (فصلية)، 1389ش.
- نور ولي، محمد، أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري، د.م، د.ن، 1415هـ.
- Shaban، M.A.. «Ibn Aʿt̲h̲am al-Kūfī». Encyclopaedia of Islam. 2rd. Leiden: E. J. Brill، 1986.