سورة الانشقاق، هي السورة الرابعة والثمانون ضمن الجزء الثلاثين من القرآن الكريم وهي من السور المكية، وأسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن علامات القيامة وما سيحدث من أحداث مروعة في نهاية العالم، وعن ما ستؤول إليه عاقبة كل من الصالحين والمجرمين، كما أنها توضح ماهية الأعمال والعقائد التي تجرّ الإنسان إلى سخط الله وخلوده بالعذاب مهاناً، وتتعرض لمراحل سير الإنسان في حياتيه (الدنيا والأخرة).
سورة الانشقاق | |
---|---|
رقم السورة | 84 |
الجزء | 30 |
النزول | |
ترتیب النزول | 83 |
مكية/مدنية | مكية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 25 |
عدد الكلمات | 108 |
عدد الحروف | 436 |
من آياتها المشهورة قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾. ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن النبي (ص): من قرأ سورة انشقت أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.
تسميتها وآياتها
سميت هذه السورة بــ(الانشقاق)؛ لمطلعها المبارك في الآية الأولى من قوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾،[١] وتسمى أيضاً سورة (انشقت). [٢] وآياتها (25) تتألف من (108) كلمة في (436) حرف.[٣] وتعتبر هذه السورة من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة.[٤]
ترتيب نزولها
سورة الانشقاق، من السور المكية، [٥] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي بالتسلسل (83)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (30) بالتسلسل (84) من سور القرآن.[٦]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (انْشَقَّتْ): الانشقاق: افتراق عن التئام.
- (أَذِنَتْ): استمعت ونفَّذت.
- (يَحُورَ): يرجع.
- (وَسَقَ): جمع ومنه الوسق: وهو الطعام المجتمع الذي يُكال أو يوزن.[٧]
محتواها
يتلخص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: تبدأ بوصف علامات القيامة وما سيحدث من أحداث مروعة في نهاية العالم.
- الثاني: تتحدث عن ما ستؤول إليه عاقبة كل من الصالحين والمجرمين.
- الثالث: توضيح ماهية الأعمال والعقائد التي تجر الإنسان إلى سخط الله وخلوده بالعذاب مهاناً.
- الرابع: تتعرض لمراحل سير الإنسان في حياتيه (الدنيا والأخرة).
- الخامس: تتحدث عن جزاء الأعمال الحسنة والسيئة.[٨]
آياتها المشهورة
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾،[٩] قال المفسرون: الكدح: بمعنى جهد النفس في العمل والكد فيه، والآية تُشير إلى أصل أساسي في الحياة البشرية،وهو أنّ الحياة دوماً ممزوجة بالتعب والعناء، وقد جبلت على المشقة والتعب، وما ذُكر في «لقاء اللّه» في الآية إلّا لتبيان أنّ حالة التعب والعناء والكدح حالة مستمرة إلى اليوم الموعود، ولا يتوقف إلّا بانتهاء عجلة حياة الدنيا.[١٠]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): من قرأ سورة انشقت أعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.[١١]
- عن الإمام الصادق : من قرأ هاتين السورتين (الانفطار والانشقاق) وجعلهما نصب عينيه في صلاة فريضة أو النافلة ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ﴾ و﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ﴾ لم يحجبه الله من حاجة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرغ من حساب الناس.[١٢]
وردت خواص كثيرة، منها:
- عن الإمام الصادق : إن كُتبت ووُضعت على المُتعسّرة ولدت عاجلاً سريعاً، وإن قُرِئت عليها كانت سريعة الولادة.[١٣]
قبلها سورة المطففين |
سورة الانشقاق |
بعدها سورة البروج |
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 168.
- ↑ الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 401.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1262.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 11، ص 558؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 31، ص 94.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 17، ص 169ـ 177.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 33.
- ↑ سورة الانشقاق: 6.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 20، ص 36.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1767.
- ↑ الحويزي، تفسير نور الثقلين، ج 8، ص 149.
- ↑ البحراني، تفسير البرهان، ج 10، ص 130.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية