الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحرم المدني»
imported>Ya zainab |
imported>Ya zainab |
||
سطر ٣٥: | سطر ٣٥: | ||
من أهم الآداب والأحكام التي ذكرت للحرم المدني: | من أهم الآداب والأحكام التي ذكرت للحرم المدني: | ||
* يحرم قطع شجرها ونباتها ويستثنى من ذلك ما تدعو الحاجة إليه من قطع شجر أو حشيش كعلف للحيوانات. | * [[الحرام|يحرم]] قطع شجرها ونباتها ويستثنى من ذلك ما تدعو الحاجة إليه من قطع شجر أو حشيش كعلف للحيوانات. | ||
* يحرم الصيد فيها.<ref>ابن إدريس حلّي، ج 1، ص 651ـ652؛ الزركشي، 1410، ص 243ـ245، 261؛ االكلبايكاني، ص187، 210؛ الزحيلي، ج 3، ص 335ـ 336.</ref> | * يحرم الصيد فيها.<ref>ابن إدريس حلّي، ج 1، ص 651ـ652؛ الزركشي، 1410، ص 243ـ245، 261؛ االكلبايكاني، ص187، 210؛ الزحيلي، ج 3، ص 335ـ 336.</ref> | ||
* يستحب لمن أراد دخول المدينة أن [[الغسل|يغتسل]]، وكذلك إذا أراد دخول [[مسجد النبي (ص)]] (ص). | * [[المستحب|يستحب]] لمن أراد دخول المدينة أن [[الغسل|يغتسل]]، وكذلك إذا أراد دخول [[مسجد النبي (ص)]] (ص). | ||
* يستحب المجاورة ب[[المدينة]]. | * يستحب المجاورة ب[[المدينة]]. | ||
* قد أفتى بعض متقدمي فقهاء [[أهل السنة]] بترتب الجزاء على اقتراف بعض المحرمات في الحرم النبوي.<ref>احمد بن عبد اللّه الطبري، ص 675ـ676.</ref> | * قد أفتى بعض متقدمي [[الفقهاء|فقهاء]] [[أهل السنة]] بترتب الجزاء على اقتراف بعض المحرمات في الحرم النبوي.<ref>احمد بن عبد اللّه الطبري، ص 675ـ676.</ref> | ||
==الهوامش== | ==الهوامش== |
مراجعة ١٣:٤٤، ١١ مارس ٢٠١٧
الحرم المدني، أو حرم المدينة هو ثاني الأحرام المقدسة عند المسلمين بعد الحرم المكي، إضافة لـمسجد الكوفة والحائر الحسيني وغيرها من المساجد وحُرَم أهل البيت عليهم السلام. وبحسب الروايات فقد جعل الرسول الأكرم (ص) المدينة حرما له، كما أن مكة حرما لإبراهيم (ع)، وهناك روايات عديدة أثبتت حدودا وأحكاما للحرم المدني، ويعتبر المسجد النبوي أهم معالم حرم المدينة.
حدود الحرم المدني
ورد في بعض الأحاديث أنّ الحرم النبوي يمتد إلى بريد من جميع الجهات الأربعة.[١] وجاء التحديد في حديث آخر نقله الشيعة والسنة أن حَرَّمَ رسولُ اللَّه (ص) من المدينة ما بين لابَتَيْهَا، أي ما أَحاطتْ به الحِرَار يعني الحجارة السوداء من شرق المدينة وغربها.[٢] وذهب بعض الفقهاء الشيعة إلى ذكر تحديد آخر وهو أنّ الحرم النبوي ما بين ظلّ عائر إلى ظلّ وعير، وهما جبلان في المدينة.[٣] وذهب بعض فقهاء السنة إلى تحديدة ما بين ظل جبل عير إلى جبل ثور والتي تبلغ مسافتها ما يقرب من اثني عشر ميلا.[٤] ومنهم من ذهب إلى القول بوقوع الخطأ من الرواة حيث أبدلوا لفظة جبل أحد بجبل ثور الذي يقع في مكة، أو كان يسمى قبل تسميته أحدا باسم جبل ثور؛ وعليه تكون نهاية الحرم المدني إلى جبل أحد.[٥] واحتمل بعض الفقهاء أنّ النبي (ص) أراد قدر ما بين ثور وعير اللذين في مكة، ويحتمل أنّه (ص) أراد جبلين بالمدينة، وسماهما ثوراً وعيراً، تجاوزاً.[٦]
معالم الحرم المدني
بسبب عدم اتفاق المصادر على حدود الحرم المدني، يُصعب تعيين جميع معالم هذه البقعة، ولكن من أشهر الأماكن والتي اتفقت المصادر في كونها ضمن حدود الحرم هي:
- البَقيعْ'، هي مقبرة بجوار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الجنوب الشرقي مقابل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وتضم أربعة من أئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله (ص) وهم: الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. إضافة لقبر العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص) وقبر عدد من عمات النبي (ص) وزوجاته وبعض أصحابه وعدد من شهداء صدر الإسلام والعديد من الأولياء وكبار شخصيات المسلمين.[٩]
- مسجد قباء؛ هو أول مسجد بني في الإسلام، وقد تم تشيّده على يد النبي الأكرم (ص) والذي فيه نزلت الآيات (107- 110) من سورة التوبة.[١٠]
- هي مجموعة من المساجد تقع في القرب من المكان الذي كانت فيه غزوة الخندق أو الأحزاب في متسع من جبل سلع، والمساجد الموجودة هي ستة مساجد، ويقال بأنّ مسجد الراية هو السابع وأهم المساجد الموجودة هو مسجد الفتح أو المسجد الأعلى ومن تلك المساجد: مسجد الإمام علي بن أبي طالب (ع) ومسجد السيدة فاطمة الزهراء (ع) ومسجد سلمان الفارسي. وتسمى هذه المساجد بمساجد الفتح أيضا.[١٣]
مكانة الحرم المدني
الحرم المدني هو المكان المقدس الثاني عند المسلمين والذي دلت الروايات والأحاديث الكثيرة على مكانته وحددت الكثير من الآداب والسنن المتعلقة به. حتى ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي ضمن الشفاعة يوم القيامة لأهل المدينة.[١٤]
وذكر البعض بأنّ لا حرم للمدينة واستدل بحوادث فيها صيد وقطع للشجر وغيرها مما حصل في حياة رسول الله (ص)، كما ورد عليه جماعة أخرى واستدلوا بحوادث تاريخية أخرى.[١٥]
رغم عدم ثبوت أحكام خاصة للحرم المدني من الناحية الفقهية[١٦] ولكن تطرق بعض فقهاء الشيعة لثبوت الحرم المدني، وأوّلوا الحديث الشريف بأنّ مكة حرم إبراهيم (ع) والمدينة حرم محمد (ص).[١٧] بمعنى لزوم احترامها ورعاية حرمتها أو حرمة خصوص المرقد الشريف للنبي الأكرم (ص). وذهبوا إلى القول بتسرية بعض ممنوعات الحرم المكي إلى الحرم المدني احتياطا. [١٨] وقال بعض المالكية والشافعية إن المدينة أفضل من الحرم المكي، وذلك بناء على روايات بعض الصحابة، ولأنها مستقر الصحابة.[١٩] إلا أن أكثر الفقهاء يذهبون إلى القول بأفضلية الحرم المكي إلا قبر النبي (ص) فإنّه يعتبر أفضل البقاع.[٢٠]
آداب وأحكام الحرم المدني
من أهم الآداب والأحكام التي ذكرت للحرم المدني:
- يحرم قطع شجرها ونباتها ويستثنى من ذلك ما تدعو الحاجة إليه من قطع شجر أو حشيش كعلف للحيوانات.
- يحرم الصيد فيها.[٢١]
- يستحب لمن أراد دخول المدينة أن يغتسل، وكذلك إذا أراد دخول مسجد النبي (ص) (ص).
- يستحب المجاورة بالمدينة.
- قد أفتى بعض متقدمي فقهاء أهل السنة بترتب الجزاء على اقتراف بعض المحرمات في الحرم النبوي.[٢٢]
الهوامش
المصادر والمراجع
- رفعت باشا، إبراهيم، مرآة الحرمين، ج1، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1925.
- ابن إدريس الحلّي، كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى، قم 1410ـ1411.
- ابن حنبل، مسند احمد بن حنبل، اسطنبول 1402/1982.
- ابن عابدين، ردّ المحتار على الدرّ المختار، طبعة حجرية بمصر 1271ـ1272، طبعة أوفسيت بيروت 1407/1987.
- ابن قدامه، المغني، بيروت: دار الكتاب العربي، بلا تا.
- يوسف بن احمد البحراني، الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، قم 1363ـ1367هـ ش.
- محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، (طبعة محمد الذهني الأفندي)، اسطنبول 1401/1981.
- منصور بن يونس البهوتي الحنبلي، كشّاف القناع عن متن الإقناع، طبعة محمد حسن الشافعي، بيروت 1418/1997.
- محسن الحكيم، دليل الناسك، طبعة محمد القاضي الطباطبائي، د.م: مؤسسة المنار، د.ت.
- محسن الحكيم، مستمسك العروة الوثقي، طبعة أفسيت قم 1404.
- محمد بن احمد الخطيب الشربيني، مغني المحتاج الي معرفة معاني الفاظ المنهاج، مع تعليقات الجوبلي بن إبراهيم الشافعي، بيروت: دار الفكر، بلا تا.
- رضا الخلخالي، معتمد العروة الوثقي، محاضرات آية اللّه العضمى الخوئي، قم 1405ـ1410.
- وهبه مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي و أدلّته، دمشق 1404/ 1984.
- احمد بن عبد اللّه الطبري، القري لقاصد ام القرى، طبعة مصطفى سقا، بيروت، بلا تا.
- محمد بن حسن الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، طبعة احمد حبيب قصير العاملي، بيروت، بلا تا.
- محمد بن الحسن الطوسي، تهذيب الأحكام، طبعة علي أكبر الغفاري، طهران 1376هـ ش.
- محمد بن حسن الطوسي، كتاب الخلاف، قم 1407ـ1417.
- حسن بن يوسف العلامة الحلّي، تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، طبعة ابراهيم بهادري، قم 1420ـ1422.
- حسن بن يوسف العلامه الحلّي، تذكرة الفقهاء، قم 1414.
- مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، اسطنبول 1401/ 1981.
- صباغ: خالد علي، الإصابة في معرفة مساجد طابة، مطابع الرشيد، المدنية المنورة، 1421هـ.
- عبد الغني، الياس، المساجد الأثرية في المدينة المنورة، مطابع الرشيد، المدينة المنورة، 1999.
- الحموي البغدادي،یاقوت،معجم البلدان،دارصادر،بیروت - لبنان،1995م.
- ↑ الطوسي، تهذيب، ج 6، ص 13؛ النووي، ج 7، ص 489؛ الهيثمي، 1404، ج 2، ص 54.
- ↑ الكليني، ج 4، ص 564؛ النووي، ج 7، ص 487؛ احمد بن عبد اللّه الطبري، ص670ـ671.
- ↑ الحلّي، ج 1، ص 651؛ البحراني، ج 11، ص 302؛ النجفي، ج20، ص 75ـ76؛ الخلخالي، ج 5، ص 512.
- ↑ ابن قدامة، ج 3، ص 376؛ الخطيب الشربيني، ج 1، ص 529؛ البهوتي الحنبلي، ج 2، ص 551.
- ↑ النووي، ج 7، ص 486.
- ↑ ابن قدامة، ج 3، ص 370.
- ↑ رفعت باشا، مرآة الحرمين، ص 448.
- ↑ عبد الغني، الياس، المساجد الأثرية في المدينة المنورة، ص17
- ↑ رفعت باشا، مرآة الحرمين، ص425 و426.
- ↑ عبد الغني، المساجد الأثرية، ص 25.
- ↑ معجم البلدان:ج1ص144-145.
- ↑ رفعت باشا، مرآة الحرمين، ص 385ـ389
- ↑ صباغ: الإصابة في معرفة مساجد طابة، ص157
- ↑ ابن حنبل، ج 6، ص370؛ مسلم بن الحجاج، ج 4، ص 113.
- ↑ رفعت باشا، إبراهيم، مرآة الحرمين، ج1، ص 447.
- ↑ ابن عابدين، ج 2، ص 256؛ رفعت باشا، ج 1، ص 447.
- ↑ البخاري، ج 5، ص40؛ مسلم بن الحجاج، ج 4، ص 113.
- ↑ الحكيم، دليل الناسك، ص 493؛ الخلخالي، ج 5، ص 513.
- ↑ ابن عابدين، ج 2، ص 688.
- ↑ الطوسي، الخلاف، ج 2، ص 451ـ 452؛ ابن عابدين، ج 2، ص 256؛ الزحيلي، ج 3، ص 323.
- ↑ ابن إدريس حلّي، ج 1، ص 651ـ652؛ الزركشي، 1410، ص 243ـ245، 261؛ االكلبايكاني، ص187، 210؛ الزحيلي، ج 3، ص 335ـ 336.
- ↑ احمد بن عبد اللّه الطبري، ص 675ـ676.