الفرق بين المراجعتين لصفحة: «التواضع»
imported>Bassam |
imported>Bassam |
||
سطر ٣٢: | سطر ٣٢: | ||
=== التواضع في القرآن === | === التواضع في القرآن === | ||
رغم عدم ورود لفظة [[التواضع]] في [[القرآن الكريم]]، إلا أنّ [[الله|المولى تعالى]] قد تطرّق لقيمة [[التواضع]] وبَيَّنَ أهميتها من خلال ذمّ ما يقابل التواضع وهو [[التكبر|التكبّر]]، كما أيضاً عبّر عن قيمة التواضع من خلال الوصف والكناية. | رغم عدم ورود لفظة [[التواضع]] في [[القرآن الكريم]]، إلا أنّ [[الله|المولى تعالى]] قد تطرّق لقيمة [[التواضع]] وبَيَّنَ أهميتها من خلال ذمّ ما يقابل التواضع وهو [[التكبر|التكبّر]]، كما أيضاً عبّر عن قيمة التواضع من خلال الوصف والكناية.<ref>مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 58.</ref> | ||
*قال تعالى: {{قرآن|وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}}»،<ref>الفرقان: 63</ref> فالهون هو التذلل والتواضع،<ref>تفسير الميزان، ج 15، ص 238.</ref><ref>تفسير الميزان، ج 15، ص7.</ref> وكذلك معنى الهون في [[سورة الفرقان]]. | *قال تعالى: {{قرآن|وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا}}»،<ref>الفرقان: 63</ref> فالهون هو التذلل والتواضع،<ref>تفسير الميزان، ج 15، ص 238.</ref><ref>تفسير الميزان، ج 15، ص7.</ref> وكذلك معنى الهون في [[سورة الفرقان]]. | ||
*قال تعالى: {{قرآن|وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }} »<ref>سورة الشعراء : 215.</ref> | *قال تعالى: {{قرآن|وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }} »<ref>سورة الشعراء : 215.</ref> |
مراجعة ٢٠:١٧، ١٣ أكتوبر ٢٠١٨
الأخلاق | |
---|---|
الآيات الأخلاقية | |
آيات الإفك • آية الأخوة • آية الاسترجاع • آية الإطعام • آية النبأ • آية النجوى• آية الأذن | |
الأحاديث الأخلاقية | |
حديث التقرب بالنوافل • حديث مكارم الأخلاق • حديث المعراج • حديث جنود العقل وجنود الجهل | |
الفضائل الأخلاقية | |
التواضع • القناعة • السخاء • كظم الغيظ • الإخلاص • الحلم • الزهد • الشكر | |
الرذائل الأخلاقية | |
التكبر • الحرص • الحسد • الكذب • الغيبة • التبذير • الافتراء • البخل • عقوق الوالدين • حديث النفس • العجب • السمعة • قطيعة الرحم | |
المصطلحات الأخلاقية | |
جهاد النفس • الجهاد الأكبر • النفس اللوامة • النفس الأمارة • النفس المطمئنة • الذنب • المحاسبة • المراقبة • المشارطة | |
علماء الأخلاق | |
محمد مهدي النراقي • أحمد النراقي • السيد علي القاضي • السيد رضا بهاء الديني • السيد عبد الحسين دستغيب • الشيخ محمد تقي بهجت | |
المصادر الأخلاقية | |
القرآن الكريم • نهج البلاغة • مصباح الشريعة • مكارم الأخلاق • المحجة البيضاء • مجموعه ورام • جامع السعادات • معراج السعادة • المراقبات |
التواضع، هو انكسارٌ للنفس يمنعها من أن ترى لِذَاتها الفضل على الغير، وهو خُلُقٌ إسلامي وردت فيه آيات قرآنية تدعوا إلى التحلي به، وكذلك روايات عن طريق أهل البيت في فضله وآثاره, وله علامات يعرف بها صاحبه.
- قال الإمام جعفر الصادق(ع):
« ثَلاثٌ تـُورِثُ المَحَبَّه: الـدَيـنُ وَ التَّـواضُعُ وَ البَذلُ»
تحف العقول ص230
معناه
لغة، التواضع: مصدره وَضُعَ يقال وَضُعَ الرجل (يَوْضُعُ) ضِعَةً ووضاعة: صار وَضِيعا، أي دنيئاً، وتواضع فلان: تذلّل وتخاشع، وتواضعت الأرض: انخفضت عمّا يليها،[١] والتواضع هو التذلّل.[٢]
اصطلاحاً، انكسار للنفس يمنعها من أن يرى [ صاحبها ] لِذَاتها جميلٌ على الغير, وتلزمه أفعال وأقوال موجبة لاستعظام الغير وإكرامه،[٣] أوهو احترام الناس حسب أقدارهم، وعدم الترفع عليهم.[٤]
التواضع في الإسلام
أولى الإسلام أهمية بالغة لصفة التواضع بلحاظ كونها قيمة كمالية، يَتَحَتَّمُ على العبد أن يبذل جهدا في كسبها والتَّحلّي بها، وفي مقابل ذلك ذمّ التكبر الذي يقابله، وحذّر الإنسان من الوقوع في مستنقعاته.[٥]
التواضع في القرآن
رغم عدم ورود لفظة التواضع في القرآن الكريم، إلا أنّ المولى تعالى قد تطرّق لقيمة التواضع وبَيَّنَ أهميتها من خلال ذمّ ما يقابل التواضع وهو التكبّر، كما أيضاً عبّر عن قيمة التواضع من خلال الوصف والكناية.[٦]
- قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا﴾»،[٧] فالهون هو التذلل والتواضع،[٨][٩] وكذلك معنى الهون في سورة الفرقان.
- قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ »[١٠]
- قال تعالى: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ »[١١] حيث ذكر تعالى ما يناقض التواضع وهو التكبر ليؤكد على أهمية التواضع.
التواضع في الروايات
- قال رسول الله (ص): «إنّ التَّواضُعَ يَزيدُ صاحِبَهُ رِفعَةً، فتَواضَعُوا يَرفَعْكُمُ اللّهُ».[١٢]
- قال الإمام علي (ع): «تواضعوا لمن تتعلّموا منه العلم ولمن تعلّمونه, ولاتكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم».[١٣]
- ورد في الكافي حديث حسن[١٤] «عن معاوية بن عمار،عن أبي عبدالله(ع)قال: سمعته يقول إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه، ومن تكبر وضعاه».[١٥]
مواضعه
- ورد حديث عن الإمام الكاظم فيما وعظ به لقمان ابنه، فقال: «تواضع للحق تكن أعقل الناس».[١٦]
والمراد من لفظة الحق في الرواية أحد معنيان:
- الأول : هو المولى تعالى فالحقّ اسم من أسماء الله الحسنى.
- الثاني : الحق الذي يقابل الباطل، حيث أنّ الحق مخالف للهوى، فيجب عندها تقديم الحقّ والتواضع أمامه.
- التواضع أمام العلماء ومن يؤخذ منهم العلم.
- التواضع المعلم أمام طالبه الذي يُلقنه العلم.
آثاره
لكل فضيلة يزكي بها العبد نفسه آثارها التي تظهر عليه حين تكون التزكية خالصة لله سبحانه وتعالى،وكذلك التواضع له آثاره منها:
- الحكمة:قال الإمامُ الكاظمُ (ع) :«إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولايَنبُتُ في الصَّفا؛ فكذلكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ، ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنّ اللّهَ جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ، وجَعَلَ التَّكبُّرَ مِن آلَهِ الجَهلِ».[١٧]
- المحبة:قال أمير المؤمنين عليٌّ (ع) :«ثَمَرَةُ التَّواضُعِ الَمحَبّةُ».[١٨]
- الرفعة:قال الرسول الأكرم (ص):«مَن تَواضَعَ للّهِ رَفَعَهُ اللّهُ، فهُو في نَفسِهِ ضَعيفٌ وفي أعيُنِ النّاسِ عَظيمٌ، ومَن تَكبَّرَ وَضَعَهُ اللّهُ، فهُو في أعيُنِ النّاسِ صَغيرٌ وفي نَفسِهِ كَبيرٌ ؛ حتّى لَهُو أهوَنُ علَيهِم مِن كَلبٍ أو خِنْزيرٍ».[١٩]
- كمال العقل:قال أمير المؤمنين:«كمال العقل في ثلاثة:التواضع لله,وحسن اليقين،والصمت إلا من خير».[٢٠]
علاماته
للتواضع علامات يُعرف بها المتواضعون، منها :
فعن الإمام علي (ع): « ثلاث هنَّ رأس التواضع,أن يبدأ بالسلام من لقيه،ويرضى بالدون من شرف المجلس,ويكره الرياء والسمعة».[٢٣]
التواضع وكرامة الإنسان
البعض يعتقد أنّه كلّما قلّل المرء من قيمة نفسه كلّما كان متواضعاَ, ولكن لايجدر بالمؤمن أن يقلل من قيمة نفسه لدرجة التذلل، الأفضل دائماً هو حالة الوسطية في الأمور.[٢٤]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ المعجم المحيط ص 1039-1040.
- ↑ كتاب العين،للفراهيدي ج 3، ص 1961.
- ↑ جامع السعادات ج 1، ص 341.
- ↑ أخلاق أهل البيت, محمد مهدي الصدر، ص 36.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 57.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 58.
- ↑ الفرقان: 63
- ↑ تفسير الميزان، ج 15، ص 238.
- ↑ تفسير الميزان، ج 15، ص7.
- ↑ سورة الشعراء : 215.
- ↑ سورة لقمان : آية 18
- ↑ الكافي، ج 2، ص150، ح ر 1856.
- ↑ غرر الحكم، ص 249، ح 5145.
- ↑ مرآة العقول، ج 3، ص 379.
- ↑ الكافي، ج 2، ص 151.
- ↑ بحار الأنوار، ج 78، ص 300.
- ↑ بحار الآنوار، ج 78، ص 312.
- ↑ غرر الحكم، ص 249، ح 5179.
- ↑ كنز العمّال، ج 6، ص 113، ح 5737.
- ↑ ميزان الحكمة, ج 7، ص 2716، ح 13526.
- ↑ تحف العقول، ص 361 باب ماورد عن الإمام العسكري.
- ↑ جامع السعادات، ج 1، ص 344.
- ↑ كنز العمّال، ح 8506.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 63.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم ودرر الكلم, قم، دفتر تبليغات إسلامي، ط 2، (1430هـ).
- الريشهري، محمد، ميزان الحكمة, قم، دار الحديث، ط 1، (1422هـ).
- الصدر، محمد مهدي، أخلاق أهل البيت، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 4، (1429 هـ - 2008 م).
- الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ترتيب كتاب العين، طهران، انتشارات أسوة، ط 3، (1432هـ).
- المجلسي، محمد باقر، نور وحي، قم، منشورات، د.ت، د.م.
- النراقي، محمد، جامع السعادات, قم، اسماعيليان، ط 7، ( 1428هـ).
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأخلاق في القرآن، قم - إيران، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ط 2، 1426 هـ.