مقام رأس الحسين (عسقلان)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من مشهد الرأس)
مقام رأس الحسين (عسقلان)
مقام رأس الحسین (عسقلان)
مقام رأس الحسین (عسقلان)
الهوية
المؤسس:بدر الجمالي أو ابنه أفضل شاهنشاه، وزراء الدّولة الفاطميّة
التأسيس:484هـ
التوظيف:مسجد • مزار
المكان:مدينة عسقلان في فلسطين المحتلّة
الأسماء الأخرى:مشهد الرأس عسقلان، مسجد مشهد الحسين(ع)
الأحداث المرتبطة:واقعة کربلاء، الحروب الصلیبية
المشخصات
المعماري
إعادة البناء:1990م


مقام رأس الحسين، أو مسجد مشهد الحسين، أو مشهد الرّأس، هو أحد المزارات المنسوبة لرأس الإمام الحسينعليه السلام في عسقلان بفلسطين يعتقد بعض المسلمين أنّ عساكر يزيد بعد طوافهم برأس الإمام الحسينعليه السلام في مدن مختلفة من بلاد الشام،قاموا بدفن الرأس في ضاحية عسقلان، ثم نقل الرأس في عهد الحكام الفاطميين إلى مصر وبنوا هناك عليه مقاماً. ويرى عامة علماء الشّيعة، وبعض من السّنّة، وبعض الباحثين الغربيين، أنّ رأس الإمام الحسينعليه السلام لم يدفن في هذا المكان أبداً. مع ذلك، فطالما يحظى هذا المكان باحترام المسلمين في فلسطين وما حولها. وبحسب الوثائق التاريخية، فإن هذا المزار تم بناؤه في عام 484 هـ على يد وزراء الحكومة الفاطمية. بعد ذلك، وبالرغم من سقوط عسقلان في أيدي المسيحيين عدة مرات خلال الحروب الصليبية، إلا أنه لم يتم تدميره بالكامل حتى القرن العشرين. وقد دمّرت القوّات الإسرائيلية هذا المكان في عام 1950م وأعاد شيعة الهند بناءه في التسعينيات. ويستقبل هذا المكان الزوار من الهند وباكستان كل عام.

تعريف بالمزار

بحسب المؤرخين، فمنذ القرن الخامس للهجرة كان مقام رأس الحسين مكاناً مقدساً، وأحد معالم الزيارة عند الشيعة والسنة. وقد عدّ بعض الباحثين هذا المكان من أهم مزارات الشيعة في تاريخ فلسطين،[١] وأطلقوا عليه اسمي "مسجد مشهد الحسين" و"مشهد الرأس"[٢] وعلى الرغم من الشكوك حول وجود رأس الإمام الحسينعليه السلام أو دفنه في هذا المكان، إلا أن هذا المزار اعتُمِد مقصداً لزيارة المسلمين وتقديم نذورهم،[٣] ومقصداً أيضاً للزوّار من البلدان الأخرى.[٤]

هل دُفن رأس الإمام الحسينعليه السلام في عسقلان؟

مبنى مشهد الرأس في مطلع القرن 20، على تلال منطقة الجورة، في ضواحي عسقلان

يعتقد الباحثون الشيعة، باحتمالية وجود رأس مدفون في عسقلان؛ ولكن لا دليل على أنه رأس الإمام الحسينعليه السلام[٥] ويرى علماء الشيعة عموماً أن رأس الإمام الحسين عليه السلام لم يُدفن أبداً في عسقلان،[٦] بل بعد أن طافوا به في مدينتي الكوفة والشّام، أُعيد إلى كربلاء ودفن بجانب جسد الإمامعليه السلام.[٧] كما أنكر ابن تيميّة، وهو من علماء السّنّة، أن يكون هذا المكان منسوباً إلى الإمام الحسينعليه السلام، وادّعى أنه لا يوجد أي مصدر تاريخي مُعتبر لإثبات هذا الادّعاء.[٨] ووفقاً لبعض العلماء الغربيّين، تمّ بناء المزار على تلّ كان معروفاً قبل الإسلام بأنّه موقع استشهاد شهيدين مسيحيين قطع رأساهما. وقد احتملوا كون هذا المزار مثالاً على تحويل الأماكن المقدّسة المسيحيّة إلى مزارات إسلاميّة.[٩] في المقابل، وفقاً لقناعات بعض المسلمين، بعد أن طاف جنود جيش عمر بن سعد برأس الإمام الحسينعليه السلام في مدن مختلفة من بلاد الشام، دفنوه في نهاية المطاف في ضواحي عسقلان.[١٠] يعتقد البعض أنّ يزيد أمر عمداً بدفن رأس الإمام الحسينعليه السلام في هذه المنطقة بسبب قلّة الشّيعة هناك.[١١] وفقاً لرواية أخرى، طلب أهل عسقلان أنفسهم من يزيد دفن الرأس عندهم ثمّ بنوا مقاماً فوقه.[١٢]

بناء مزار رأس الحسين

جاء في إحدى الروايات، أن شخصاً في عهد المستنصر الفاطمي (420-487 هـ)، رأى حلماً بأنّ رأس الإمام الحسينعليه السلام في عسقلان.[١٣] وأمر بدر الدين الجمالي، وزير المستنصر المسيحي، المتوفّى 487هـ،[١٤] أو ابنه الأفضل شاهنشاه (459-515هـ)،[١٥] ببناء قبّة في ذلك المكان. ووفقاً لنقش المنبر الذي كان في هذا المسجد، ونقل لاحقاً إلى المسجد الجامع في مدينة الخليل في فلسطين، يعود تاريخ بناء ضريح رأس الحسين إلى 484هـ. بالإضافة إلى ذلك، هناك خمسة نقوش حجرية في مسجد الخليل شاهدة على هذا التاريخ.[١٦] وفي كتاب آثار البلاد، ذكر أبو عبد الله القزويني، أنّ في عسقلان مشهد رأس الإمام الحسينعليه السلام وهو مشهدٌ عظيمٌ.[١٧] وفي رحلة ابن بطوطة (703 -770هـ)، أُشير إلى هذا المزار أيضاً على أنّه مسجد كبير وجميل، به أعمدة رخاميّة (بما في ذلك عمود رخامي أحمر).[١٨] وجاء في أحاديث أخرى، يقال أنّه في مكان دفن رأس الإمام الحسين، بنوا عموداً مجلّلاً بقطعة قماش حمراء ووضعوا عليه عمامة خضراء.[١٩]

مزار عسقلان بعد نقل الرأس

لا يوجد لدى الباحثين شكّ بأنّه كان هناك رأس في عسقلان، وتمّ نقله إلى القاهرة.[٢٠] في 545هـ، خلال الحروب الصّليبيّة، استولى المسيحيّون على عسقلان.[٢١] في عام 548هـ، حصل طلائع بن رزيك، الحاكم الجديد لمصر، على موافقة الصليبيّين بمبلغ كبير من المال،[٢٢] وأخذ الرأس المنسوب إلى الإمام الحسينعليه السلام من عسقلان إلى القاهرة.[٢٣] بعد هذا التّاريخ، تقلبت مدينة عسقلان عدة مرات بين المسلمين والمسيحيين، حتى سقطت آخر المطاف في أيدي المسلمين في 645هـ.[٢٤] وبالرغم من تدمير الصليبيين لمدينة عسقلان وتحصيناتها، إلا أن بناء رأس الحسين بقي سالماً.[٢٥] تظهر المصادر التاريخية أنه في جميع القرون اللاحقة، كان هذا البناء محط احترام من قبل المسلمين في تلك المنطقة.[٢٦]

على اليمين خريطة لمنطقة عسقلان ومقام رأس الحسين عام 1870. على اليسار: موقع رأس الحسين في القرن 21، والذي وقع في أرض مستشفى برزيلاي في عسقلان

تدمير وإعمار المقام في القرن العشرين

وفقاً للمؤرّخين، في أواخر القرن التّاسع عشر، أعاد سكان عسقلان بناء مقام رأس الحسين، ولكن في عام 1950، هدم الجيش الإسرائيلي المزار بناء على أوامر موشه دايان (1915-1981م).[٢٧] وفقاً لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، في تسعينيّات القرن العشرين، قام شيعة الهند ببناء مزار صغير له، والذي یقع حالياً في أرض مستشفى في عسقلان.[٢٨] ويقال إنّ ذلك تمّ بناء على طلب الداعي محمد برهان الدين (1915-2014م)، الإمام الثاني والخمسين للطائفة الإسماعيليّة.[٢٩] وفقاً للتقارير، يستقبل المكان الكثير من الزوار من الهند وباكستان كل عام.[٣٠]

مقالات ذات صلة

الهوامش

  1. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p108-110.
  2. «مقام رأس‌الحسین في الأراضي المحتلة»، موقع نور نیوز.
  3. القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد، 1998م، ص222.
  4. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p109.
  5. مجموعة مؤلفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص553،كتاب مجلة لغة العرب العراقية [أنستاس الكرملي]ص557-558 .
  6. بيضون، موسوعة کربلاء، مؤسّسة الأعلمي، ج2، ص542؛ مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص553.
  7. مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص546؛ مجموعة مؤلّفين، تاريخ قيام ومقتل جامع سیّدالشّهداء، 1395ش، ج2، ص574 و587؛ الفتّال النّيشابوري، روضة الواعظين، منشورات الرّضي، ص192؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج 45، ص145.
  8. ابن‌ تيميّة، رأس الحسين، 1368هـ، ص8.
  9. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p109.
  10. خامه‌یار «رأس‌الحسين»، ص۱۸۸؛ مجموعة كًتّاب، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص526.
  11. مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص518.
  12. مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص584.
  13. مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص516.
  14. خامه يار، «رأس‌ الحسين»، ص188.
  15. مجموعة مؤلّفين، أهل البیت في مصر، 1427هـ، ص77.
  16. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p109.
  17. القزويني، آثار البلاد وأخبار العباد، 1998م، ص222.
  18. ابن بطّوطة، رحلة ابن بطوطة، 1417م، ج1، ص252.
  19. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p110.
  20. مجموعة مؤلفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص553.
  21. ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة 1392هـ، ج5، ص299.
  22. مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ج5، ص562.
  23. مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسين، 1378-1390ش، ص516.
  24. أبو الفداء، تاريخ أبي الفداء، 1417هـ، ج2، ص282.
  25. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p109.
  26. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p110.
  27. Petersen, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, p110؛ Rapoport, «History Erased», Haaretz.
  28. SobelmaN, «Sacred surprise behind Israeli hospital», los angeles time.
  29. «مقام رأس‌ الحسين في الأراضي المحتلة»، موقع نورنیوز.
  30. SobelmaN, «Sacred surprise behind Israeli hospital», los angeles time؛ Rapoport, «History Erased», Haaretz.

المصادر والمراجع

  • ابن بطّوطة، محمّد بن عبد الله، رحلة ابن بطوطة، مراكش، أكاديمية المملكة المغربيّة، 1417م.
  • ابن بطّوطة، رحلة ابن بطّوطة، ترجمة محمّد علي موحّد، مؤسّسة انتشارات آگاه، 1370ش.
  • ابن تغري بردي، يوسف، النّجوم الزاّهرة في ملوك مصر والقاهرة، القاهرة، وزارة الثّقافة والإرشاد القومي. المؤسّسة المصريّة العامّة، 1392هـ / 1972م.
  • ابن تيميّة، أحمد بن عبد الحليم، رأس الحسين، مطبعة السنّة المحمديّة، 1368هـ / 1949م.
  • أبو الفداء، اسماعيل بن علي، تاريخ أبي الفداء (المختصر في أخبار البشر)، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1417هـ/ 1997م.
  • ابن‌ شهر آشوب، محمّد بن علي، المناقب، تحقيق محمّد حسين آشتياني، قم، علامة، (د.ت).
  • بيضون، لبيب، موسوعة كربلاء، بيروت، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، 1427هـ / 2006م.
  • خامه‌ يار، أحمد، «رأس‌ الحسين»، موسوعة العالم الإسلامي، طهران، بنياد دائرة المعارف الإسلاميّة، ۱۳۹۳ش.
  • الفتّال النّيشابوري، محمّد بن أحمد، روضة الواعظين، قم، منشورات الرّضي، (د.ت).
  • القزويني، زكريّا بن محمّد، آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت، دار صادر، 1998م.
  • مجموعة مؤلّفين، أهل البيت في مصر، طهران، مجمّع تقريب المذاهب الإسلاميّة، 1427هـ.
  • مجموعة مؤلّفين، تاريخ الإمام الحسينعليه السلام، طهران، منظمة البحوث والتخطيط التربوي.منشورات مكتب المساعدات التعليميّة، 1378-1390ش.
  • مجموعة مؤلّفين، تاريخ قيام ومقتل جامع سيد الشهدا، قم، منشورات مؤسّسة التعليم والبحث للإمام الخميني، ۱۳۹۵ش.
  • المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التّراث العربي، 1403هـ.
  • الكرملي، أنستاس، كتاب مجلة لغة العرب العراقية، ص557-558
  • «مقام رأس‌الحسين في الأراضي المحتلّة»،موقع نور نيوز، تاريخ إدراج المطلب: 21 مارس 2008م تاريخ المشاهدة: 4 يناير 2024م.
  • Petersen, Andrew, Bones of Contention: Muslim Shrines in Palestine, Springer, Singapore, 2017.
  • Sobelman, Batsheva, «Sacred surprise behind Israeli hospital», los angeles time. تاريخ إدراج المطلب: 21 مارس 2008م، تاريخ المشاهدة: 4 يناير 2024م.
  • «History Erased», Haaretz. تاريخ إدراج المطلب: 5 جولاي 2007م، تاريخ المشاهدة: 5 يناير 2024م.