انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الدولة العباسية»

imported>Maytham
imported>Maytham
سطر ٥٤: سطر ٥٤:
وكان [[المسلم|المسلمون]] متجهون بعقولهم وقلوبهم إلى أبناء [[علي]] {{ع}} دون غيرهم، حيث أنّ الثورة على الأمويين قامت باسم الدين، والخوف على شريعة [[سيد المرسلين]]، فكانوا يعتقدون بأن أبناءه هم الأمناء على شريعته، والمحافظون على سنته، وهم أول من ثار على الأمويين واستبدادهم.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref>
وكان [[المسلم|المسلمون]] متجهون بعقولهم وقلوبهم إلى أبناء [[علي]] {{ع}} دون غيرهم، حيث أنّ الثورة على الأمويين قامت باسم الدين، والخوف على شريعة [[سيد المرسلين]]، فكانوا يعتقدون بأن أبناءه هم الأمناء على شريعته، والمحافظون على سنته، وهم أول من ثار على الأمويين واستبدادهم.<ref>مغنية، الشيعة والحاكمون، ص 133.</ref>


ولقد استغل بنو العباس سخط الرعية على بني أمية، وتعلق الناس [[العلويون|بالعلويين]]، وأظهروا أن غايتهم الأولى إسقاط الأمويين والثأر لشهداء أبناء [[فاطمة]] {{ع}}، وأعلنوا أن بعد ذلك سيختارون من تتفق عليه الكلمة من [[أهل البيت|آل بيت الرسول]] {{عليهم السلام}}، فارتفع العباسيون باسم العلويين، وعلى أكتاف [[الشيعة|شيعتهم]]، ثم تنكروا لهم.<ref>فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص 489ــ490.</ref> وكان على رأسهم آنذاك ثلاثة أخوة أحدهم [[إبراهيم الإمام]]، والآخر [[أبو العباس السفاح]]، والثالث [[أبو جعفر المنصور]]، وهم أبناء عبد الله بن علي بن عبد الله بن [[العباس بن عبدالمطلب|العباس]]، عم [[النبي الأكرم|النبي]] {{صل}}.<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 99.</ref> والعباس هو بن عبد المطلب [[بن هاشم]]<ref>البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 66.</ref> وكان من رؤساء [[قريش]] الذين تولّوا في [[الجاهلية]] سقاية الحاجّ وعمارة [[المسجدالحرام]].<ref> البلاذري، أنساب الأشراف، ج 4، ص85. ابن عبد البر، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، ج 2، ص 811.</ref>  
ولقد استغل بنو العباس سخط الرعية على بني أمية، وتعلق الناس [[العلويون|بالعلويين]]، وأظهروا أن غايتهم الأولى إسقاط الأمويين والثأر لشهداء أبناء [[فاطمة]] {{ع}}، وأعلنوا أن بعد ذلك سيختارون من تتفق عليه الكلمة من [[أهل البيت|آل بيت الرسول]] {{عليهم السلام}}، فارتفع العباسيون باسم العلويين، وعلى أكتاف [[الشيعة|شيعتهم]]، ثم تنكروا لهم.<ref>فلهوزن، تاريخ الدولة العربية، ص 489ــ490.</ref> وكان على رأسهم آنذاك ثلاثة أخوة أحدهم [[إبراهيم الإمام]]، والآخر [[أبو العباس السفاح]]، والثالث [[أبو جعفر المنصور]]، وهم أبناء عبد الله بن علي بن عبد الله بن [[العباس بن عبدالمطلب|العباس]]، عم [[النبي الأكرم|النبي]] {{صل}}.<ref>المطهري، من حياة الأئمة الأطهار، ص 99.</ref>


فأرسل إبراهيم الإمام [[أبا مسلم الخراساني]] إلى [[مرو]] ليعلن عن الثورة ضد الأموييين سنة 129 هـ،<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 64.</ref> وتمكن من فتح مرو وطوس ونيشابور وجرجان وغيرها من المدن.<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 79_82.</ref>  ولكن إبراهيم لم يجن ثمار الثورة وقُتل قبل تحقيق الانتصار،<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 64.</ref> ولما توقع نهايته أوصى أخاه أبا العباس بالقيام بالدولة.<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 91.</ref> وتمكّن العباسيون من أخذ [[البيعة]] لأبي العباس السفاح في [[الكوفة]]، لكونه من أحفاد [[العباس بن عبدالمطلب|العباس]] عم الرسول وبالتالي من [[أهل البيت]] - بحسب زعمهم - وهكذا بدأت حقبة جديدة في التاريخ الإسلامي.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 161-162.</ref>
فأرسل إبراهيم الإمام [[أبا مسلم الخراساني]] إلى [[مرو]] ليعلن عن الثورة ضد الأموييين سنة 129 هـ،<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 64.</ref> وتمكن من فتح مرو وطوس ونيشابور وجرجان وغيرها من المدن.<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 79_82.</ref>  ولكن إبراهيم لم يجن ثمار الثورة وقُتل قبل تحقيق الانتصار،<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 64.</ref> ولما توقع نهايته أوصى أخاه أبا العباس بالقيام بالدولة.<ref>محمد، تاريخ الدولة العباسية، ص 91.</ref> وتمكّن العباسيون من أخذ [[البيعة]] لأبي العباس السفاح في [[الكوفة]]، لكونه من أحفاد [[العباس بن عبدالمطلب|العباس]] عم الرسول وبالتالي من [[أهل البيت]] - بحسب زعمهم - وهكذا بدأت حقبة جديدة في التاريخ الإسلامي.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 161-162.</ref>
مستخدم مجهول