آل طباطبا

من ويكي شيعة
(بالتحويل من آل طبطبا)

آل طباطبا أسرة شيعية من السادة الحَسنيين عاشت خلال 13 قرناً (2-14 هـ/8-20 م) في الحجاز والعراق واليمن والهند ومصر والشام وإيران، حيث يتوزّع قسم منهم اليوم في العالم الإسلامي أيضاً.

نشأة الإسرة

يعتبر الإمام الحسن بن علي عليه السلام (3 ـــ 50هـ) جد آل طباطبا الأكبر، ولهذا فقد اشتهروا بـ"السادة الحسنية"؛ وكان مؤسس هذه السلالة إبراهيم بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليه السلام وإبراهيم هو من اشتهر بـ"طباطبا"، وقد عزا البعض سبب اشتهاره بهذا اللقب إلى أنّه كان يلفظ "القاف" طاءً، وعرف أولاده وأحفاده بابن طباطبا.[١]
وقيل أنّه تعني باللغة النبطية سيد السادات، وذلك عندما أطلق المنصور الدوانيقي سراحه.[٢]

الدول والحكومات

دولة بني طباطبا في الكوفة:

أسسها أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن اسماعيل المعروف بابن طباطبا عام 815 م، ودامت سنتين.[٣]

دولة بني طباطبا الرسية في اليمن:

وقد مهّد لتأسيس هذه الدولة الهادي يحيى فكرياً، وسياسياً العالمان قاسم الرسي وابنه الحسين، منذ البداية وحتى التطورات الجديدة للأوضاع السياسية الاجتماعية في اليمن حكمها 66 إماماً كان 59 منهم من نسل الهادي بن حسين بن قاسم بن إبراهيم طباطبا، و5 منهم من ذريّة أحد أحفاد الإمام الحسنعليه السلام، واثنان من أحفاد علي بن محمدعليهما السلام إمام الشيعة العاشر.[٤]

الحكام والعلماء

برز من هذه الأسرة عدد كثير من الحكام والفقهاء في البلاد الإسلامية منهم:

في اليمن

في مصر

هاجر عدد من أولاد وأحفاد قاسم الرسيّ وبعض إخوته أي الحسن بن إبراهيم وأحمد بن إبراهيم وأولاد عبدالله بن إبراهيم إلى مصر وأقاموا فيها.[٨]

  • أحمد بن عبدالله بن إبراهيم الطباطبائي عالم وثائر يسميه ابن الأثير أحمد بن عبدالله بن إبراهيم، ويذكر أنّه ثار في 255 كما يذكر ابن عنبة أنّه ثار عام 270 في منطقة بين برقة والإسكندرية بمصر مطالباً بالخلافة، وانتهى بمقتله.[٩]
  • أبو البركات هادي بن الحسين بن محمد العلوي الرسي عالم ومحدث.[١٠]

في العراق

كان العراق منذ حوالي سنة 36 مركزاً للشيعة والعلويين، حيث نقل الإمام علي مقرّ حكومته من المدينة إلى الكوفة، وبعد أن ثار محمد بن إبراهيم في الكوفة وأسس دولة هناك، ازداد عدد السادة والشيعة فيها، ورغم تدهور أوضاع العلويين السياسية والاجتماعية، فقد سكن هؤلاء الكوفة والبصرة وبغداد فيما بعد عدة قرون أيضاً، وظهر من بينهم كثير من العلماء والفقهاء والمؤلفين والأدباء، وقد أقام محمد بن إبراهيم بن سليمان بن قاسم الرسيّ الملقب بـ"طوزون" في البصرة واشتهر أولاده بـ" بني طوزون".[١١]

في إيران

لجأ بعض علويي الحجاز والعراق إلى إيران منذ أواخر القرن الثاني للهجرة؛ وذلك لسوء الأوضاع السياسية في بلاد الخلافة العباسية، وجور أمرائهم الأتراك، فلم تكن إيران آنذاك خاضعة للعباسين، فتابعوا نضالهم السياسي ضد الخلافة العباسية، أو نزعوا إلى الحياة الهادئة الوادعة. وكان من الذين رحلوا من الكوفة إلى إيران في منتصف القرن الثالث أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طبابطبا الذي سكن أصفهان ولا يعلم تاريخ دخوله لها بدقة، وقد عاد بعضهم إلى العراق وسكنوا العتبات المقدسة، مثل آل بحر العلوم والحكيم.[١٥]

  • الحسين بن محمد بن أبي طالب بن القاسم بن محمد نسابة ومن العلماء الطباطبائية في إيران.[١٦]
  • محمد بن محمد بن الحسن بن أبي البركات، لا تتوفّر وافية عنه، وكما يذكر ابن عنبة فهو من علماء هذا البيت ومن أحفاد الشاعر ابن طباطبا الأصفهاني.[١٧]
  • السيد صادق بن السيد مهدي الطباطبائي(1812 ـ 1883م) فقيه ومرجع للتقليد في طهران. ولد في أصفهان، ورحل أبوه ـ الذي كان من العلماء المتنفذين ـ من أصفهان إلى همدان، وأقام هناك، ولذلك يعرف أحياناً بالهمداني. وبعد إكمال دراسته سافر إلى طهران، وبقي فيها فعرف بالطهراني أيضاً. توفي في طهران، ودفن في الري وشيّد الميرزا يوسف الآشتياني (ت 1886م) على قبره ضريحاً عظيماً.[١٨]

معلومات أخرى

فضلاً عن العلماء والأمراء المذكورين، هناك أشخاص كثيرون نالوا خلال 12 قرناً مكانة علمية وسياسية واجتماعية.

يقول محيط الطباطبائي: برز منذ عصر الصفويين إلى الآن في إيران والعراق والهند أكثر من ألف شاعر وأديب وفقيه ومحدث وعالم دين وسياسي وحاكم ومتخصص من هذه السلالة،[١٩] وكان في إيران فقهاء وعلماء بارزون من السادات الطباطبائية مثل السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي(وفاة: 1918) والسيد محمد المجاهد (1841ـ 1921) والسيد حسن مدرّس (1870ـ 1938) وآية الله السيد حسين الطباطبائي البروجردي (1875ـ 1961) وآية الله السيد محسن الطباطبائي الحكيم (1889ـ 1970) والعلامة السيد محمد حسن الطباطبائي التبريزي (وفاة: 1362هـ ش) وآية الله الحاج آغا حسين الطباطبائي القمي (1865ـ1947).

الهوامش

  1. الفيروز آبادي، القاموس المحيط، ج 1، ص 97.
  2. ابن عنبة، عمدة الطالب، ص 172.
  3. دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، آل طباطبا، 1/563.
  4. دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، آل طباطبا، 1/564.
  5. الزركلي، 9/170.
  6. الصفدي، 5/185.
  7. شرف الدين، 4/256.
  8. عمدة الطالب، 172ـ176.
  9. الكامل، 7/217؛ عمدة الطالب، 172.
  10. ابن ماكولا، 4/205 الهامش.
  11. ابن عنبة، عمدة الطالب، 176.
  12. معجم الأدباء، 20/32،33؛ ابن تغري بردي 5/123؛ البغدادي، الإيضاح، 2/410؛ ابن الجوزي، 9/25/26؛ الزركلي، 9/207.
  13. دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، آل طباطبا، 1/570.
  14. سركيس، 2/1226.
  15. دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، المصدر نفسه.
  16. ابن عنبة، عمدة الطالب، 173، 174.
  17. المصدر السابق
  18. مهدي، بامداد، 6/121ـ 122.
  19. المصدر السابق، 42.

المصادر والمراجع

  • الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1412 هـ.
  • ابن عنبة، أحمد بن علي، عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب، قم، منشورات الشريف الرضي، ط 2، 1380 هـ/ 1961 م.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، ط 8، 1989 م.
  • ابن الأثير، عز الدين، الكامل، بيروت، 1965م.
  • ابن تغري بردي، يوسف، النجوم الزاهرة، مصر، 1971م.
  • ابن الجوزي، عبدالرحمن، المنتظم، حيدر آباد، 1359هـ.
  • ابن ماكولا، علي بن هبة الله، الإكمال، تحقيق: عبدالرحمن بن يحيى، حيدر آباد، 1965م.
  • البغدادي، إسماعيل باشا، إيضاح المكنون، اسطنبول، 1947م.
  • دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، إشراف: كاظم الموسوي البجنوردي، طهران، الطبعة الأولى، 1991م.
  • سركيس، إليان، معجم المطبوعات العربية، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1410هـ.
  • شرف الدين، أحمد حسين، تاريخ اليمن الثقافي، القاهرة، 1967م.
  • الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، تحقيق: ديدر ينغ ومحمد يوسف نجمن بيروت، 1970-1971م.
  • مهدي، بامداد، تاريخ رجال إيران، طهران، 1347-1353هـ ش.
  • ياقوت الحموي، أبو عبدالله، معجم الأدباء، بيروت، 1980م.

وصلات خارجية