أخلاق ناصري (كتاب)

من ويكي شيعة
(بالتحويل من أخلاق ناصري)
أخلاق ناصري (كتاب)
المؤلفالخواجه نصير الدين الطوسي
اللغةالفارسية من كتاب تهذيب الأخلاق لمسكويه
الموضوعالأخلاق
عدد الأجزاءواحد


أخلاقُ ناصرِيّ كتاب باللغة الفارسية في الحكمة العملية والأخلاق العقلية، تأليف الخواجة نصير الدين الطوسي، ومن أهم الآثار في الحكمة العملية في العصر الإسلامي. ويتكون الكتاب من ثلاثة أقسام هي: الأخلاق وتدبير المنزل وسياسة المدن ويتطابق مع الأقسام الثلاثة للحكمة العملية في الفلسفة الأرسطية والقديمة التي ثبتها فلاسفة العصر الإسلامي في نهاية القرن الرابع الهجري في تقسيم الحكمة العملية. كتب الخواجة نصير الدين هذا الأثر إلى ناصر الدين عبد الرحيم الإسماعيلي، وبعد سقوط حكومة الإسماعيليين غيّر الخواجة نصير الدين ديباجة الكتاب، وبيّن أنّ الديباجة الأولى كانت خلافاً لرغبته وأنّ دوافعه كانت لإنقاذ النفس والعرض، تفادياً من بطش الإسماعيليين.

أسباب تأليف الكتاب

كتب الخواجة نصير الدين الطوسي (متوفى 672 هـ/ 1273 م) هذا الكتاب عندما كان في قُهستان في خدمة حاكمها ناصر الدين عبد الرحيم الوجيه الإسماعيلي الذي كان قد دعا الخواجة لينضمّ إلى حاشيته، وطلب إليه أن يترجم تهذيب الأخلاق (طهارة الأعراق) لأبي مسكويه إلى الفارسية.[١]

ومع الأخذ بنظر الإعتبار تاريخ الانتهاء من تأليفه الوارد في خاتمة إحدى مخطوطات أخلاق ناصري (633هـ/1236م)، يمكن القول إنّ هذا الأثر هو أقدم مؤلفات الخواجة الذي وصل بين أيدينا، ويُعد من آثاره الأولى في بدايات فترة نضجه العلمي.[٢]

التحق الخواجة بخدمة خان المغول قبل سقوط ألموت إثر الاجتياح المغولي بقليل وفي الفترة التي كان فيها جيش هولاكو على مقربة من قلاع الإسماعيلية (654 هـ/ 1256 م)، فكتب ديباجة جديدة لأخلاق ناصري، وقدّمه لهولاكو.

وأوضح الخواجة نصير الدين في مقدمته الجديدة أنّه كتب الديباجة القديمة لهذا الكتاب خلافاً لرغبته؛ وذلك لإنقاذ النفس والعرض بحيث أنه كتب بشكل ينسجم وطباع تلك الجماعة (الإسماعيلية) في الثناء والإطراء على سادتهم وكبرائهم ..، لكنه غيّر ديباجة الكتاب التي كانت بأسلوب غير مرضٍ بعد تحرره من وضعه الغير مناسب في قُهستان.[٣]

أقسامه

يتكون أخلاق ناصري من ثلاثة أقسام هي: الأخلاق وتدبير المنزل وسياسة المدن، بحيث يتطابق مع الأقسام الثلاثة للحمكة العملية في الفلسفة القديمة بالشكل الذي كان فلاسفة العصر الإسلامية قد رتبوه اتباعاً للتقليد الأرسطي في تقسيم العلوم.

وقد أوضح الخواجه في مقدمة أخلاق ناصري أنّ ناصر الدين وجيه قُهستان كان قد طلب إليه أولاً أن يترجم إلى الفارسية تهذيب الأخلاق لأبي مسكويه الذي كان قد اكتفى بشرح الأخلاق العقلية اليونانية، وبحسب رأي الخواجه أنّ الفنّان الآخران من فنون الفلسفة العملية، أي الحكمة المنزلية والحكمة المدنية، قد اندرست بمرور الزمان، ولم يكن أبو علي مسكويه قد تناول هذين القسمين في تهذيب الأخلاق، فقد أتمّ الخواجه علم الحكمة العملية بإضافة كليات هاتين الفلسفتين من أقوال الحكماء المتقدمين، كـ أبي نصر الفارابي إلى الحكمة الخُلقية لتهذيب الأخلاق.[٤]

محتواه

وقد استقى الخواجة نصير الدين الجزء الأكبر والأول من أخلاق ناصري في الحكمة الخُلقية من كتاب تهذيب الأخلاق لأبو علي مسكويه وهو أهم كتب الأخلاق العقلية في العصر الإسلامي، وقد أعدّه مسكويه على أساس الترجمة العربية لإسحاق بن حنين لكتاب أخلاق نيقوماخيا لأرسطو وتفسير فورفوريوس لهذا الكتاب،[٥] وعلى هذا فإنّ القسم الرئيس من الحكمة الخلقية في أخلاق ناصري هو أرسطي وأفلاطوني حديث.

أمّا القسم الثاني في الحكمة المنزلية فقد استقاه المؤلّف من رسالة تدبير المنزل لكاتب مجهول فيثاغوري حديث يدعى بروسن والتي كانت مترجمة إلى العربية.[٦]

كما أنّ القسم الثالث من الكتاب مستقى بشكل رئيس من رسالتي فصول المدني وآراء اهل المدينة الفاضلة للفارابي، ورسالة السياسة لابن سينا.[٧] ويختتم هذا القسم بفصل من وصايا أفلاطون.

وعلى هذا، فإنّ كتاب أخلاق ناصري تركيب وتأليف من بعض الرسائل في العصر الإسلامي، جمعها الخواجه وترجمها إلى الفارسية.

أهميته

وقد سنّ الخواجة نصير الدين بتأليفه أخلاق ناصري أول أثر مهم في الحكمة العملية، سنة لم يسبقه إليها أحد في العهد اليوناني ولا في العصر الإسلامي. فإنّ فلاسفة العصر الإسلامي من قبله قد ألّفوا في كليات الحكمة النظرية آثاراً مهمة مثل دانشنامه علائي بالفارسية والشفاء بالعربية، إلاّ أنّ هذا الكتاب يعتبر أوّل أثر في الحكمة العملية، ولهذا السبب أيضاً اتخذه الفلاسفة الذين تلو الخواجة، نموذجاً يحتذى في تدوين كليات الحكمة العملية.

ويعتبر أخلاق ناصري من أهم النصوص الفارسية في القرن السابع، الذي لم يتأثر بالأسلوب المغولي الشائع آنذاك، ويعكس مدى الإبداع والإبتكار الذي أظهره الكاتب في هذا الأثر.

تأثيره على المؤلفات اللاحقة

وقد خصص قطب الدين الشيرازي (متوفى 710هـ/1310م) تلميذ الخواجه في كتابه الموسوعي درّة التاج الذي كان يشتمل على جميع علوم عصره قسماً وافياً للحكمة العملية، ألّف في كثير من جوانبه على أساس أخلاق ناصري، رغم أنّه لم يشر إلى الخواجه بسبب الحقد الذي كان يكنّه له على ما يبدو.[٨]

كما أنّ جلال الدين الدواني (متوفى 908هـ/1502م) الحكيم الإشراقي كتب تحريراً جديداً لأخلاق ناصري تحت عنوان أخلاق جلالي، أضاف فيه إلى الموضوعات التي اقتبست من أخلاق ناصري بلغة سلسة فوائد أخرى من الكتاب والسنة ومؤلفات أهل الشريعة مثل أبي الحسن الماوردي ومحمد الغزالي وفخر الدين الرازي؛ وحذف مقابل ذلك البحث الخاص بـ آداب شرب الخمر.[٩]

نسخه

توجد مخطوطات عديدة لأخلاق ناصري في شتى مكتبات إيران والعالم.[١٠] وكانت إحدى أقدم مخطوطات هذا الكتاب، المخطوطة المدوّنة في 676هـ التي كان آقا بزرك قد رآها في النجف بمكتبة محمد علي الخوانساري.[١١] وفي هذه المخطوطة وردت في خاتمة الكتاب مقدمة الخواجه للتحرير الأول فضلاً عن المقدمة الثانية له.

النسخ والطبعات

تتوفر العديد من النسخ الخطية لكتاب أخلاق ناصري في مكتبات مختلفة من إيران وأماكن أخرى، وأقدم تلك المخطوطات هي المكتوبة سنة 676 هـ، والمحفوظة في المكتبة الشخصية لمحمد على الخوانساري في النجف الأشرف، ونسخ أخرى محفوظة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي، والمكتبة الوطنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

طُبع كتاب أخلاق ناصري عدّة مرات في إيران والهند، من جملتها الطبعات المتعددة من سنة 1269 هـ في المدن الهندية مثل لكهنؤ، ومومباي، ولاهور. بالإضافة إلى ذلك، تم نشر طبعة سنة 1320 ش، مع تصحيح لجلال همايي، وأيضاً في تبريز مع كتاب أوصاف الأشراف. والطبعة الأخرى التي حققها مجتبى مينوي وعلي رضا حيدري سنة 1356 ش والتي طُبعت في طهران، وطبعة مع مقدمة بزرك علوي سنة 1360 ش.

الشروح والملخصات

لأخلاق ناصري شروح وملخصات متنوعة، من جملتها أوصاف الأشرف، وهي عبارة عن خلاصة كتبها الخواجة على كتابه، وبعض هذه الشروح والملخصات عبارة عن:

الترجمة الإنجليزية

ترجم أخلاق ناصري إلى الإنجليزية بواسطة ويكنز وطبع بلندن في 1964 م ضمن مجموعة التراث الإيراني. وقد استفاد بزرك علوي من هذه الترجمة عند طبعه للكتاب، واستناداً إلى ذلك فقد أضاف بزرك علوي إلى الكتاب معجماً بالمفردات الفارسية والإنجليزية وبالعكس.

الهوامش

  1. الخواجة نصير الدين الطوسي، أخلاق ناصري، ص 34 - 36.
  2. الخواجة نصير الدين الطوسي، أخلاق ناصري ص 15 - 16
  3. الخواجة نصير الدين الطوسي، أخلاق ناصري ص 34 - 53
  4. ابن مسكويه، تهذيب الأخلاق، ص 63.
  5. بدوي، مقدمة الأخلاق لأرسطو ص 27 - 31.
  6. الشيرازي، درة التاج، ص 43-44 وص 71.
  7. دواني، أخلاق جلالي، مواضع مختلفةوأيضاً فهرس النسخ الخطية لمكتبة كلية الآداب، ص 20.
  8. الشيرازي، درّة التاج، ص 43 - 44، ص 71.
  9. أنظر: أخلاق جلالي، مواضع متعددة منه؛ وأيضاً فهرس مخطوطات مكتبة الآداب، صéà
  10. للإطلاع على بعض هذه المخطوطات أنظر: منزوي، المخطوطات 2/1534-1538، المخطوطات المشتركة، 4/2228-2234
  11. الذريعة ج1 ص813
  12. مخطوطات (منزوي) ج4 ص2234
  13. فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه دانشكده ادبيات (فهرس مخطوطات مكتبة الآداب)، ص20
  14. مخطوطات (منزوي) ج4 ص2234

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك طهراني، الذريعة.
  • ابن سينا، أقسام العلوم العقلية، مع تسع رسائل، بومباي، 1381هـ.
  • ابن سينا، دانشنامه علائي (دائرة المعارف علائي)، تحقيق أحمد خراساني، طهران، 1360هـ ش.
  • أبو علي مسكويه، أحمد، ترتيب السعادات، مع المبدأ والمعاد لصدر الدين الشيرازي، طهران، 1314هـ ش.
  • بدوي، عبد الرحمن، مقدمة الأخلاق لأرسطو، الكويت، 1979م.
  • دانش بجوه، محمد تقي، فهرس مخطوطات مكتبة الآداب، طهران، 1339هـ ش.
  • دواني، محمد، أخلاق جلالي، لكناو، 1318هـ ش.
  • شورى، المخطوطات.
  • المركزية، المخطوطات.
  • مشار، خانبابا، فهرست‌ کتابهای‌ چاپی‌ فارسی (فهرس الكتب المطبوعة باللغة الفارسية)، طهران، 1352هت ش.
  • الشيرازي، قطب الدين، درة التاج لغرة الدباج، تحقيق: محمد مشكوة، طهران، د.ن، 1365 هـ ش.
  • منزوي، فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه كنج بخش (فهرس مخطوطات مكتبة كنج بخش)، لاهور، 1357هـ ش.
  • منزوي، المخطوطات.
  • منزوي، المخطوطات المشتركة.
  • مينوي، مجتبى، مقدمة وتعليقات على أخلاق ناصري.
  • الخواجة نصير الدين الطوسي، محمد بن محمد، أخلاق ناصري، تحقيق: مجتبى مينوي وعلي رضا حيدري، طهران، د.ن، 1363 هـ ش.
  • ابن مسكويه، أحمد بن محمد بن يعقوب، تهذيب الأخلاق، تحقيق: عماد الهلالي، بيروت، منشورات الجمل، ط 1، 2011 م.

الوصلات الخارجية

مصادر المقال: