الفرق بين المراجعتين لصفحة: «المأمون العباسي»
imported>Ali110110 مراجعة وتصحيح |
imported>Odai78 ط تصحيح الهوامش والمصادر وتحقيقها |
||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
|حجم صورة = | |حجم صورة = | ||
|بدل = | |بدل = | ||
|عنوان صورة =صورة تمثالية عن | |عنوان صورة =صورة تمثالية عن المأمون | ||
|اسم ولادة = | |اسم ولادة = | ||
|تاريخ ولادة = <!-- {{تاريخ الميلاد والعمر|السنة|الشهر|اليوم}} --> 170 | |تاريخ ولادة = <!-- {{تاريخ الميلاد والعمر|السنة|الشهر|اليوم}} --> 170 هـ. | ||
|مكان ولادة = | |مكان ولادة = | ||
|تاريخ اختفاء = | |تاريخ اختفاء = | ||
|مكان اختفاء = | |مكان اختفاء = | ||
|حالة اختفاء = | |حالة اختفاء = | ||
|تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} --> | |تاريخ وفاة = <!-- {{تاريخ الوفاة والعمر|الوفاة|1|1|الميلاد|1|1|mf=yes}} --> 218هـ. | ||
|مكان وفاة = | |مكان وفاة = | ||
|سبب وفاة = | |سبب وفاة = | ||
سطر ٧٩: | سطر ٧٩: | ||
}} | }} | ||
{{الخلافة العباسية}} | {{الخلافة العباسية}} | ||
هو عبد الله أبو العباس (170- | هو عبد الله أبو العباس (170- 218هـ)<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 306.</ref> ابن [[هارون العباسي]] وسابع [[الخليفة|خلفاء]] [[بني العباس|الدولة العباسية]] تسنم الخلافة بعد قتل أخيه [[محمد الأمين العباسي |محمد الأمين]] سنة 198هـ، وكانت وفاته في سنة 218هـ.<ref>دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، 20083. نقلا عن ناظم الاطباء.</ref> | ||
==نسبه== | ==نسبه== | ||
عبد الله بن هارون، أبو العباس المأمون بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور.<ref>دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.</ref> وأمّه أمّ ولد- من بلاد فارس- يقال لها [[مراجل]] [[الباذغيسية]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 460.</ref> | |||
عبد الله بن هارون، أبو العباس المأمون بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور.<ref>دهخدا، | |||
==ولادته ووفاته== | ==ولادته ووفاته== | ||
ولد المأمون ليلة الجمعة منتصف شهر [[ربيع الأوّل]] سنة سبعين ومائة،<ref>السيوطي، | ولد المأمون ليلة الجمعة منتصف شهر [[ربيع الأوّل]] سنة سبعين ومائة،<ref>السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 306.</ref> وتوفي بالبذندون خارج [[طرسوس]] على طريق الروم في شهر [[رجب]] لإحدى عشرة ليلة خلت منه سنة ثمان عشرة ومائتين، وحمل إلى طرسوس، وصلّى عليه أخوه أبو إسحاق المعتصم، ودفن بطرسوس، وكان له يوم مات ثمان وأربعون سنة وثلاثة أشهر.<ref>دهخدا، علي اكبر، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.</ref> | ||
==خلافته== | ==خلافته== | ||
سطر ٩٥: | سطر ٩٤: | ||
كان [[إيران|الإيرانيون]] عامّة، والخراسانيون خاصة معروفين [[الشيعة العلوية|بتشيعهم للعلويين]]، كما أنهم قد ملّوا سياسة القمع والقهر التي يمارسها والي [[هارون الرشيد]] على خراسان [[علي بن عيسى]]، ومن هنا مالوا إلى دعم المأمون العباسي في حربه مع أخيه [[الأمين العباسي|الأمين]] الذي مال اليه العرب وسكان [[بغداد]]، ودعموا حكومته. | كان [[إيران|الإيرانيون]] عامّة، والخراسانيون خاصة معروفين [[الشيعة العلوية|بتشيعهم للعلويين]]، كما أنهم قد ملّوا سياسة القمع والقهر التي يمارسها والي [[هارون الرشيد]] على خراسان [[علي بن عيسى]]، ومن هنا مالوا إلى دعم المأمون العباسي في حربه مع أخيه [[الأمين العباسي|الأمين]] الذي مال اليه العرب وسكان [[بغداد]]، ودعموا حكومته. | ||
و هناك من يرى أنّه بعد أن فرغت يد المأمون من بني أبيه، والبرامكة، والعرب، و[[العلويين]]، اضطر أن يلتجئ إلى جهات أخرى لتمد له يد العون والمساعدة، وتكون سلّما لأغراضه، وأداة لتحقيق أهدافه ومآربه. ولم يبق أمامه غير خراسان، فاختارها، كما اختارها محمد بن علي العباسي من قبل. فأظهر لهم الميل الحب، وتقرب إليهم.<ref> | و هناك من يرى أنّه بعد أن فرغت يد المأمون من بني أبيه، والبرامكة، والعرب، و[[العلويين]]، اضطر أن يلتجئ إلى جهات أخرى لتمد له يد العون والمساعدة، وتكون سلّما لأغراضه، وأداة لتحقيق أهدافه ومآربه. ولم يبق أمامه غير خراسان، فاختارها، كما اختارها محمد بن علي العباسي من قبل. فأظهر لهم الميل الحب، وتقرب إليهم.<ref>جعفر العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، ص170</ref> | ||
وقد تمكن المأمون – سابع الخلفاء العباسيين - وبتخطيط من [[الفضل بن سهل]] وقيادة [[طاهر بن الحسين]] الملقب ب[[ذي اليمينين]] من الانتصار على قائد جيش الأمين علي بن طاهر سنة 195 هـ ق وسقوط [[بغداد]] على يد طاهر بن الحسين بعد معارك طاحنة جرت بين الطرفين، وتمكنوا من اعتقال الأمين ثم قتله، وبويع للمأمون بالخلافة التي أعلن عنها رسميا في مرو سنة 198 ق فنصب الفضل بن سهل وزيراً له.<ref>دهخدا، علي اكبر، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.</ref> | وقد تمكن المأمون – سابع الخلفاء العباسيين - وبتخطيط من [[الفضل بن سهل]] وقيادة [[طاهر بن الحسين]] الملقب ب[[ذي اليمينين]] من الانتصار على قائد جيش الأمين علي بن طاهر سنة 195 هـ ق وسقوط [[بغداد]] على يد طاهر بن الحسين بعد معارك طاحنة جرت بين الطرفين، وتمكنوا من اعتقال الأمين ثم قتله، وبويع للمأمون بالخلافة التي أعلن عنها رسميا في مرو سنة 198 ق فنصب الفضل بن سهل وزيراً له.<ref>دهخدا، علي اكبر، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.</ref> | ||
ويذكر أن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بويع في سنة 195ه، كما وبايعه عامّة أهل البلدان سنة 196ه، فلمّا كان في [[محرم|المحرم]] سنة 198ه، وقتل محمد الأمين، اجتمع عليه أهل البلدان، ولم يبق أحد إلا أعطى طاعته.<ref>اليعقوبي، ج 2، | ويذكر أن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بويع في سنة 195ه، كما وبايعه عامّة أهل البلدان سنة 196ه، فلمّا كان في [[محرم|المحرم]] سنة 198ه، وقتل محمد الأمين، اجتمع عليه أهل البلدان، ولم يبق أحد إلا أعطى طاعته.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 460.</ref> | ||
و قد كانت حياته حياة جد ونشاط، وتقشف، على العكس من أخيه الأمين، الذي نشأ في كنف زبيدة، فقد كانت حياته حياة نعمة وترف، يميل إلى اللعب والبطالة، أكثر منه إلى الجد والحزم، ويظهر ذلك لكل من راجع تاريخ حياة الأخوين، ولعل سرّ ذلك يعود إلى أن المأمون لم يكن كأخيه، يشعر بأصالة محتده، ولا كان مطمئنا إلى مستقبله، وإلى رضا العباسيين به، بل كان يقطع بعدم رضاهم به خليفة وحاكماً؛ ولهذا فقد وجد أنه ليس لديه أي رصيد يعتمد عليه غير نفسه، فشمرّ عن ساعد الجد، وبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأولى التي أدرك فيها واقعه، والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه. | و قد كانت حياته حياة جد ونشاط، وتقشف، على العكس من أخيه الأمين، الذي نشأ في كنف زبيدة، فقد كانت حياته حياة نعمة وترف، يميل إلى اللعب والبطالة، أكثر منه إلى الجد والحزم، ويظهر ذلك لكل من راجع تاريخ حياة الأخوين، ولعل سرّ ذلك يعود إلى أن المأمون لم يكن كأخيه، يشعر بأصالة محتده، ولا كان مطمئنا إلى مستقبله، وإلى رضا العباسيين به، بل كان يقطع بعدم رضاهم به خليفة وحاكماً؛ ولهذا فقد وجد أنه ليس لديه أي رصيد يعتمد عليه غير نفسه، فشمرّ عن ساعد الجد، وبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأولى التي أدرك فيها واقعه، والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه. | ||
وقد كان المأمون يستفيد من أخطاء أخيه الأمين، فإن: الفضل عندما رأى اشتغال الأمين باللهو واللعب، أشار على المأمون بإظهار الورع والدين، وحسن السيرة، فأظهر المأمون ذلك.. وكان كلما اعتمد الأمين حركة ناقصة اعتمد المأمون حركة شديدة.<ref>دهخدا، | وقد كان المأمون يستفيد من أخطاء أخيه الأمين، فإن: الفضل عندما رأى اشتغال الأمين باللهو واللعب، أشار على المأمون بإظهار الورع والدين، وحسن السيرة، فأظهر المأمون ذلك.. وكان كلما اعتمد الأمين حركة ناقصة اعتمد المأمون حركة شديدة.<ref>دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.</ref><ref>جعفر العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، ص150.</ref>. | ||
===الولاة والأمراء=== | ===الولاة والأمراء=== | ||
وجه المأمون [[المطلب بن عبد الله الخزاعي]] إلى [[مصر]] عاملاً عليها سنة 198ه، فأقام سبعة أشهر، ثم ولّى [[العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي]] مصر سنة 199ه، فوجه بابنه عبد الله بن العباس.<ref>اليعقوبي، ج 2، | وجه المأمون [[المطلب بن عبد الله الخزاعي]] إلى [[مصر]] عاملاً عليها سنة 198ه، فأقام سبعة أشهر، ثم ولّى [[العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي]] مصر سنة 199ه، فوجه بابنه عبد الله بن العباس.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 460.</ref> | ||
وفي سنة 198 هـ | وفي سنة 198 هـ وجه المأمون [[الحسن بن سهل]] إلى [[العراق]] عاملا عليها وعلى غيرها من البلاد.<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 461.</ref> | ||
===ولاية العهد=== | ===ولاية العهد=== | ||
قال المؤرخ [[اليعقوبي]]: «وأشخص المأمون [[الإمام الرضا|الرضا علي بن موسى بن جعفر]] من [[المدينة]] إلى [[خراسان]]، وكان رسوله إليه [[رجاء بن أبي الضحاك]]، فقدم [[بغداد]]، ثم أخذ به على طريق [[البصرة]] حتى صار إلى [[مرو]]، وبايع له المأمون بولاية العهد من بعده، وكان ذلك يوم الأثنين الـ 27 من شهر [[رمضان]] سنة 201 ه، وألبس الناس الأخضر مكان السواد، وكتب بذلك إلى الآفاق، وأخذت البيعة للرضى، ودعي له على المنابر، وضربت الدنانير والدراهم باسمه».<ref>اليعقوبي، ج 2، | قال المؤرخ [[اليعقوبي]]: «وأشخص المأمون [[الإمام الرضا|الرضا علي بن موسى بن جعفر]] من [[المدينة]] إلى [[خراسان]]، وكان رسوله إليه [[رجاء بن أبي الضحاك]]، فقدم [[بغداد]]، ثم أخذ به على طريق [[البصرة]] حتى صار إلى [[مرو]]، وبايع له المأمون بولاية العهد من بعده، وكان ذلك يوم الأثنين الـ 27 من شهر [[رمضان]] سنة 201 ه، وألبس الناس الأخضر مكان السواد، وكتب بذلك إلى الآفاق، وأخذت البيعة للرضى، ودعي له على المنابر، وضربت الدنانير والدراهم باسمه».<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 465.</ref> | ||
== الهوامش == | == الهوامش == | ||
{{مراجع|2}} | {{مراجع|2}} | ||
==المصادر== | ==المصادر والمراجع== | ||
*اليعقوبي، أحمد بن ابي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، ترجمة: محمد ابراهيم آيتي، طهران، 1378 هـ. | |||
* اليعقوبي، أحمد بن ابي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، | *السيوطي، جلال الدين، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، د.ت، د.م. | ||
*دهخدا، علي اكبر، لغتنامه دهخدا، طهران، جامعة طهران، الطبعة الثانية (من الدورة الجديدة)، 1377 هـ ش. | |||
* السيوطي، جلال الدين، تاريخ الخلفاء، | *العاملي، جعفر، الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، قم، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، الطبعة الثانية، 1403 هـ. | ||
==وصلات خارجية== | ==وصلات خارجية== | ||
{{Div col|2}} | {{Div col|2}} | ||
*[http://al-shia.org/html/ara/others/index.php?mod=monazerat&id=117 مناظرته مع الإمام الرضا (ع)] | *[http://al-shia.org/html/ara/others/index.php?mod=monazerat&id=117 مناظرته مع الإمام الرضا (ع)] | ||
*[http://haydarya.com/maktaba_moktasah/03/book_75/01.html مناظرة له في فضل علي (ع)] | *[http://haydarya.com/maktaba_moktasah/03/book_75/01.html مناظرة له في فضل علي (ع)] |
مراجعة ١٢:٠٤، ٢٣ أبريل ٢٠١٧
تاريخ ولادة | 170 هـ. |
---|---|
تاريخ وفاة | 218هـ. |
دفن | الطرسوس (منطقة الرقة) |
دين | الإسلام |
أعمال بارزة | سابع خلفاء بني العباس |
هو عبد الله أبو العباس (170- 218هـ)[١] ابن هارون العباسي وسابع خلفاء الدولة العباسية تسنم الخلافة بعد قتل أخيه محمد الأمين سنة 198هـ، وكانت وفاته في سنة 218هـ.[٢]
نسبه
عبد الله بن هارون، أبو العباس المأمون بالله بن الرشيد بن المهدي بن المنصور.[٣] وأمّه أمّ ولد- من بلاد فارس- يقال لها مراجل الباذغيسية.[٤]
ولادته ووفاته
ولد المأمون ليلة الجمعة منتصف شهر ربيع الأوّل سنة سبعين ومائة،[٥] وتوفي بالبذندون خارج طرسوس على طريق الروم في شهر رجب لإحدى عشرة ليلة خلت منه سنة ثمان عشرة ومائتين، وحمل إلى طرسوس، وصلّى عليه أخوه أبو إسحاق المعتصم، ودفن بطرسوس، وكان له يوم مات ثمان وأربعون سنة وثلاثة أشهر.[٦]
خلافته
كان الإيرانيون عامّة، والخراسانيون خاصة معروفين بتشيعهم للعلويين، كما أنهم قد ملّوا سياسة القمع والقهر التي يمارسها والي هارون الرشيد على خراسان علي بن عيسى، ومن هنا مالوا إلى دعم المأمون العباسي في حربه مع أخيه الأمين الذي مال اليه العرب وسكان بغداد، ودعموا حكومته.
و هناك من يرى أنّه بعد أن فرغت يد المأمون من بني أبيه، والبرامكة، والعرب، والعلويين، اضطر أن يلتجئ إلى جهات أخرى لتمد له يد العون والمساعدة، وتكون سلّما لأغراضه، وأداة لتحقيق أهدافه ومآربه. ولم يبق أمامه غير خراسان، فاختارها، كما اختارها محمد بن علي العباسي من قبل. فأظهر لهم الميل الحب، وتقرب إليهم.[٧]
وقد تمكن المأمون – سابع الخلفاء العباسيين - وبتخطيط من الفضل بن سهل وقيادة طاهر بن الحسين الملقب بذي اليمينين من الانتصار على قائد جيش الأمين علي بن طاهر سنة 195 هـ ق وسقوط بغداد على يد طاهر بن الحسين بعد معارك طاحنة جرت بين الطرفين، وتمكنوا من اعتقال الأمين ثم قتله، وبويع للمأمون بالخلافة التي أعلن عنها رسميا في مرو سنة 198 ق فنصب الفضل بن سهل وزيراً له.[٨]
ويذكر أن عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بويع في سنة 195ه، كما وبايعه عامّة أهل البلدان سنة 196ه، فلمّا كان في المحرم سنة 198ه، وقتل محمد الأمين، اجتمع عليه أهل البلدان، ولم يبق أحد إلا أعطى طاعته.[٩]
و قد كانت حياته حياة جد ونشاط، وتقشف، على العكس من أخيه الأمين، الذي نشأ في كنف زبيدة، فقد كانت حياته حياة نعمة وترف، يميل إلى اللعب والبطالة، أكثر منه إلى الجد والحزم، ويظهر ذلك لكل من راجع تاريخ حياة الأخوين، ولعل سرّ ذلك يعود إلى أن المأمون لم يكن كأخيه، يشعر بأصالة محتده، ولا كان مطمئنا إلى مستقبله، وإلى رضا العباسيين به، بل كان يقطع بعدم رضاهم به خليفة وحاكماً؛ ولهذا فقد وجد أنه ليس لديه أي رصيد يعتمد عليه غير نفسه، فشمرّ عن ساعد الجد، وبدأ يخطط لمستقبله منذ اللحظة الأولى التي أدرك فيها واقعه، والمميزات التي كان يتمتع بها أخوه الأمين عليه.
وقد كان المأمون يستفيد من أخطاء أخيه الأمين، فإن: الفضل عندما رأى اشتغال الأمين باللهو واللعب، أشار على المأمون بإظهار الورع والدين، وحسن السيرة، فأظهر المأمون ذلك.. وكان كلما اعتمد الأمين حركة ناقصة اعتمد المأمون حركة شديدة.[١٠][١١].
الولاة والأمراء
وجه المأمون المطلب بن عبد الله الخزاعي إلى مصر عاملاً عليها سنة 198ه، فأقام سبعة أشهر، ثم ولّى العباس بن موسى بن عيسى الهاشمي مصر سنة 199ه، فوجه بابنه عبد الله بن العباس.[١٢]
وفي سنة 198 هـ وجه المأمون الحسن بن سهل إلى العراق عاملا عليها وعلى غيرها من البلاد.[١٣]
ولاية العهد
قال المؤرخ اليعقوبي: «وأشخص المأمون الرضا علي بن موسى بن جعفر من المدينة إلى خراسان، وكان رسوله إليه رجاء بن أبي الضحاك، فقدم بغداد، ثم أخذ به على طريق البصرة حتى صار إلى مرو، وبايع له المأمون بولاية العهد من بعده، وكان ذلك يوم الأثنين الـ 27 من شهر رمضان سنة 201 ه، وألبس الناس الأخضر مكان السواد، وكتب بذلك إلى الآفاق، وأخذت البيعة للرضى، ودعي له على المنابر، وضربت الدنانير والدراهم باسمه».[١٤]
الهوامش
- ↑ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 306.
- ↑ دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، 20083. نقلا عن ناظم الاطباء.
- ↑ دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 460.
- ↑ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 306.
- ↑ دهخدا، علي اكبر، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.
- ↑ جعفر العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، ص170
- ↑ دهخدا، علي اكبر، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 460.
- ↑ دهخدا، لغت نامه دهخدا، ج 13، مدخل الـ مأمون، ص 20083.
- ↑ جعفر العاملي، الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، ص150.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 460.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 461.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 465.
المصادر والمراجع
- اليعقوبي، أحمد بن ابي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، ترجمة: محمد ابراهيم آيتي، طهران، 1378 هـ.
- السيوطي، جلال الدين، تاريخ الخلفاء، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، د.ت، د.م.
- دهخدا، علي اكبر، لغتنامه دهخدا، طهران، جامعة طهران، الطبعة الثانية (من الدورة الجديدة)، 1377 هـ ش.
- العاملي، جعفر، الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام، قم، الناشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، الطبعة الثانية، 1403 هـ.
وصلات خارجية