آل حيان التغلبي
آل حيان التغلبي، أسرة شيعية وفيهم من كبار المحدّثين ومشاهيرهم، عاش أفرادها في الكوفة في الفترة بين القرنين الثّاني الى الرّابع الهجريّين.
أصل هذه الأسرة
وتنسب إلى قبيلة بني تغلب في الكوفة. ولاتتوفر معلومات دقيقة عن حياة وشخصية حيان التغلبي الذي تنتسب إليه هذه الأسرة، إلا ما قيل إنّه كان صيرفيا بالكوفة، فعرف جميع أفراد أسرته بـ "الصيرفي". وذهب بعضهم إلى أنّ هذه المهنة كان يتوارثها أبناء وأحفاد حيّان التغلبي فاشتهروا بهذا اللقب. ويؤيّد هذا الرأي الحديث المرويّ عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام والذي يطلب فيه الإمام من إسحاق بن عمار بن حيان أن يمنع ابنه عن الصيرفة.
أعلام الأسرة
أشهر أفراد آل حيان هم:
- من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام المشهورين. ونقل عنه عليه السلام روايات كثيرة في العقائد والأخلاق. واعتبره بعض علماء الرجال خطأ عمار الساباطي من أولاد موسى الساباطي. ومن أسباب شهرة عمار كون جميع أولاده من المحدّثين والمتكلمين ومن أصحاب الإمامين الصادق عليه السلام وموسى الكاظم عليه السلام المشهورين، وتعود شهرة آل حيان واستمرارها الى أبناء عمّار وأحفاده.
- كان أشهر وأوثق (اسماعيل، يونس، يوسف، قيس واسحق) رغم تأييد الإمام الصادق عليه السلام لهم جميعا استنادا الى الروايات الموثقة لدى علماء الرجال، والأحاديث الكثيرة التي نقلها الرواة عنهم، وله روايات كثيرة في الفقه والأخلاق والكلام، رواها الذين جاؤوا من بعده لثقتهم بنقله. ويقال كان له مؤلف يسمى كتاب النوادر. وقد خلط بعض علماء الرجال بين إسحاق بن عمار بن حيّان التغلبي وترجمته وبين إسحق بن عمار بن موسى الساباطي الفطحي المذهب، فاعتبروه "فطحيا" وحطّوا من شأنه. ويبدو أن مصدر هذا الخطأ يعود الى تشابه اسم الراويين واسم والديهما رغم اختلافهما في اسم الجد واللقب والكنية والمذهب. وبالإضافة إلى ذلك، فان جميع كتب الرجال ذكرت أسماء إخوة إسحاق بن عمار التغلبي الى جانب اسمه، وهذا ما يميزه عن إسحاق بن عمار الساباطي. ويرى البعض الآخر أنه لا وجود لإسحاق بن عمار الساباطي، وما ورد في كتب الرجال هو حول اسحاق بن عمّار الصيرفي الكوفي الإمامي الذي يعتمد عليه الإمامية ويثقون به.
والجدير بالذكر أن علماء الرجال الذين قالوا بوجود إسحاق بن عمار الساباط الفطحي المذهب اعتبروه ثقة يعتمد عليه.
- من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام المخلصين وثقاتهم، نقل عنه عليه السلام أحاديث مختلفة. واعتبره البعض من أصحاب الإمام موسى الكاظم عليه السلام أيضا. ورغم أن ابن شهر آشوب اعتبره فطحي المذهب إلا أن جميع علماء الرجال عدّوه إماميا ومن الثقاة.
- من شخصيات آل حيّان الشهيرة. ويعتبر من الرواة الثقاة لأسباب متعددة، سيّما الحديث الذي نقله إسحاق بن عمار حيث يقول: "دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته أنه ولد لي غلام ، فقال ألا سمّيته محمداّ؟ قال: قلت: قد فعلت. قال فلا تضربنّ محمدا ولا تشمته جعله الله قرة علين لك في حياتك وخلف صدق من بعدك. قلت: في أي الأعمال؟ قال: لا تسلمه صيرفيا، فإن الصيرفي لا يسلم من الربا". وصار هذا الحديث المشهور وأحاديث أخرى السبب في اعتبار الشيعة الصيرفة من الأعمال المكروهة.
- كان من أصحاب الإمامين جعفر الصادق عليه السلام وموسى الكاظم عليه السلام ونقل عنهما روايات متعددة. وأكثر رواياته في العقائد والكلام.
- علي بن محمد الكسائي الكوفي العجلي (تـ 332)
- عاش في القرن 4، لا تتوفر معلومات عن تاريخ ولادته وحياته إلا ما ذكر أنه كان من رواة الشيعة الثقاة أيام الغيبة الصغرى لـلإمام الثاني عشر عليه السلام. ونقل أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولوية القمي (تـ 368) في كامل الزيارات روايات عنه. واعتبره الطوسي من الرجال الذين لم يرووا شيئا عن الأئمة عليهم السلام (ص 481).
كما اشتهر من هذه الأسرة أيضا:
ويعد أكثرهم من الرواة الثقاة والمعروفين لدي الشيعة.
أما بقية أفراد آل حيان فجميعهم من رجال الحديث المعتمدين أيضا ومن رواة الشيعة الثقاة، حيث نقل أكثرهم روايات عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام ونقل بعضهم روايات عن الإمامين موسى الكاظم والرضا عليهما السلام.
المصادر والهوامش
- آغا بزرك، طبقات أعلام الشيعة في القرن الرابع، بيروت، دار الكتاب العربي، 1390هـ، ص 208
- ابن بابويه القمي، حسن، من لا يحضره الفقيه، بيروت، 1401هـ، ج4، ص 5
- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، لسان الميزان، حيدر آباد الدكن، 1330هـ، ج1، ص 367
- الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، 1403هـ، ج2، ص 92ـ93
- بحر العلوم، محمد مهدي، رجال، مكتبة الصادق، 1363ش، ج1، ص 290ـ322
- الحلي، علي بن داود، كتاب الرجال، دانشكاه تهران، 1342ش، ص 52، 297
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، بيروت، 1403هـ، ج11، ص 275ـ276، ج12، 166، ص 251ـ252، ج14، ص 97، ج15، ص 69، 73، ج20، ص 173ـ174، ص 225ـ226
- الشوشتري، نور الله، مجالس المؤمنين، تهران، 1375هـ، ج1، ص 380ـ381
- الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال، تقـ ميرداماد استرابادي، مؤسسة آل البيت، ج2، ص 705
- الغروي الحائري، محمد بن علي، جامع الرواة، بيروت، دار الأضواء، 1403هـ، ج1، ص 82ـ87، 100، 123، 558ـ559، 602، ج2، 360
- القهبائي، علي، مجمع الرجال، قم، اسماعيليان، ص 195، 220
- الكاظمي، محمد علي، هداية المحدثين، قم، 1405هـ، ص 17، 18، 165
- المامقاني، عبدالله، تنقيح المقال، النجف، 1352هـ، ج، ص 115ـ117، 140ـ141، 171، ج2، ص 33، 78، 79، 141، 270، ج3، ص 336، 343ـ344
- مدرس، محمد علي، ريحانة الأدب، تبريز، 1346ش، ج8، ص 256ـ257
- النجاشي، أحمد بن علي، رجال، قم، مكتبة الداوري، ص 51ـ52، 256
- النوري، حسين، مستدرك الوسائل، طهران، المطبعة الاسلامية، 1382هـ، ج3، ص 561ـ562، 699.
الوصلات الخارجية
- مصدر المقال:المعارف الإسلامية الكبرى
- الفوائد الرجالية