سجدة التلاوة، هي سجدة تصبح واجبة أو مستحبة عند قراءة أو استماع آيات السجود في القرآن.[١] ومن وجهة نظر فقهاء الشيعة فإن الآية 15 من سورة السجدة والآية 37 من سورة فصلت والآية 62 من سورة النجم والآية 19 من سورة العلق فيها سجدة واجبة.[٢] وبحسب قول صاحب الجواهر توجد 11 آية في القرآن الكريم فيها سجدة مستحبة.[٣] وهذه الآيات هي: 206 الأعراف، و15 الرعد، و49-50 النحل، و109 الإسراء، و58 مريم، و18 الحج، و77 الحج، و60 الفرقان، و26 النمل، و24 ص، و21 الإنشقاق.[٤] ووفقاً لما نُسِبَ للشيخ الصدوق فإنه وجود لفظ السجود في أيّ آية يؤدي إلى استحباب السجود عند تلاوتها.[٥]

ذكر سجود التلاوة


«لا إلهَ إلَّا اللهُ حَقًّا حَقًّا
لا إلهَ إلَّا اللهُ إیماناً وَ تَصْدیقاً
لا إلهَ إلَّا اللهُ عُبُودِیةً وَرِقّا
سَجَدْتُ لَك یا رَبِّ تَعَبَّداً وَرِقّاً
لا مُسْتَنْکفاً وَ لا مُسْتَكبِراً
بَلْ أنَا عَبْدٌ ذَليلٌ ضَعيفٌ خائفٌ مُسْتَجيرٌ»



الطباطبائي اليزدي، العروة الوثقی، ج2، ص584.

لقد وردت سجدة التلاوة وأحكامها في باب الطهارة[٦] وباب الصلاة[٧] من الكتب الفقهية. ومن أحكامها:

  • السجدة الواجبة في القرآن وجوبها فوري، وبناء على ذلك يصبح السجود عند قراءة أو سماع آيات السجدة من سور العزائم واجباً على الفور.[٨]
  • الوضوء والغسل والتوجه نحو القبلة والذكر الخاص ليست من شروط سجدة التلاوة، ولكن يجب وضع الجبهة على شيء يصح عليه السجود.[٩] ومع ذلك نُقِلَت أذكار خاصة بسجود التلاوة.[١٠]
  • يجب السجود على الجنب والحائض عند سماع آيات السجدة.[١١] و بحسب فتاوى الفقهاء؛ تحرم قراءة سور العزائم على الجنب[١٢] والحائض.[١٣]
  • إذا قرأ المصلّي واحدة من سور العزائم سهواً في الصلاة فهناك صورتان: الأولى في حال أنه انتبه قبل أن يصل إلى آية السجدة أو إلى نصف السورة؛ فيجب عليه حينها أن يترك سورة السجدة ويقرأ سورة أخرى. والثانية إذا انتبه بعد قراءة آية السجدة أو بعد نصف السورة؛ فهناك اختلاف بين الفقهاء في كيفية أداء السجدة والصلاة.[١٤] بناءً على فتوى الإمام الخميني في هذه الحالة عليه أن يسجد بالإيماء ويكتفي بقراءة سورة السجدة.[١٥] كما أنه وفقاً لفتوى آية الله السيد السيستاني والسيد موسى الشبيري الزنجاني إذا لم يسجد السجدة الواجبة فصلاته صحيحة ولو كان مذنباً.[١٦] وبحسب فتوى الفقهاء الشيعة فإنّ قراءة سور العزائم في الصلاة الواجبة عمداً تبطل الصلاة.[١٧]

الهوامش

  1. مؤسسة دائرة المعارف فقه اسلامي بر مذهب أهل‌ بيت(ع)، فرهنگ فقه مطابق مذهب أهل‌ بیت علیهم السلام، 1392–1395ش، ج4، ص391.
  2. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص577.
  3. النجفي، جواهر الکلام، 1362ش، ج10، ص217.
  4. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص577-578.
  5. النجفي، جواهر الکلام، 1362ش، ج10، ص217.
  6. على سبيل المثال راجع : الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، ج1، ص510 وص603
  7. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ ج2، ص578.
  8. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص578.
  9. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص582-583.
  10. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص584.
  11. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص583.
  12. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج1، ص510.
  13. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج1، ص603.
  14. الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424هـ، ج1، ص546-545، م984.
  15. الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424هـ، ج1، ص545، م984.
  16. الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424هـ، ج1، ص546، هوامش م984.
  17. الطباطبائي الیزدي، العروة الوثقی، 1419هـ، ج2، ص580؛ الإمام الخمیني، توضیح المسائل، 1424هـ، ج1، ص545، م983.

المصادر والمراجع

  • الإمام الخمیني، السید روح‌ الله، توضیح المسائل (مع التعليقات)، تدقيق السید محمد حسین بني هاشمي الخمیني، قم، مكتب انتشارات اسلامي التابع لجامعة مدرسي الحوزة العلمیة قم، 1424هـ.
  • الطباطبائي الیزدي، السید محمد کاظم، العروة‌ الوثقی، مؤسسة النشر الاسلامي، 1419هـ.
  • الطریحي، فخرالدین، مجمع‌البحرین، تحقیق السید أحمد الحسیني، طهران، مكتبة مرتضوي، 1416هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، تهذیب‌ الأحکام، تحقیق حسن خرسان الموسوي، طهران، دار الکتب العلمیة، 1407هـ.
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع‎ الإسلام، تحقیق عباس القوچاني، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، 1362ش.
  • بني هاشمي الخمیني، السید محمد حسن، توضیح المسائل مراجع، قم، مكتب النشر الإسلامي، 1378ش.
  • مؤسسة دائرة المعارف فقه اسلامي بر مذهب اهل‌ بیت(ع)، فرهنگ فقه مطابق مذهب اهل‌بیت علیهم السلام، قم، مؤسسه دائرة المعارف فقه اسلامی بر مذهب اهل‌بيت(ع)، 1392–1395ش.