دعاء الصباح
صاحب الدعاء | الإمام علي (ع) |
---|---|
وقت الدعاء | بعد صلاة الصبح |
المصادر | اختيار المصباح |
أدعية مشهورة | |
دعاء كميل . دعاء الندبة . دعاء التوسل . دعاء الجوشن الكبير . دعاء عرفة . دعاء مكارم الأخلاق . دعاء أم داوود |
دعاء الصباح، هو الدعاء الّذي كان أمير المؤمنين يُعقّب به بعد صلاة الصبح، وهو يحتوي على مضامين حِكميّة وعرفانيّة وكلاميّة بيّنها في قالب ألفاظ وعبارات أدبيّة. ولِما لهذا الدّعاء من الأهمّيّة فقد قام بعض الأعلام بشرحه والتّعليق عليه.
المصادر التي نقلت الدعاء
لقد تعددت المصادر في نقل دعاء الصباح، ومنها:
- نقله السيد علي بن الحسين بن حسان بن الباقي القرشي في كتابه اختيار المصباح، وقد كان معاصراً للمحقق الحلي والسيد بن طاووس، كتبه سنة 653 هـ، ولكن غير موجود في الكتب الأخرى الأقدم منه مثل مصباح المتهجد الذي ألفه الشيخ الطوسي، مع أن اختيار المصباح غير موجود بين أيدينا، إلا أنّ نسخة منه عند الميرزا عبد الله أفندي صاحب كتاب رياض العلماء وأيضاً محمد باقر الخوانساري صاحب كتاب روضات الجنات.
- نقل العلامة المجلسي أنه رأى نسخة مخطوطة بالخط الكوفي على جلد طويل وعليه توقيع الإمام علي، قال: ووجدت منه نسخة قرأه المولى الفاضل مولانا درويش محمد الأصفهاني جد والدي من قبل أمه، قرأه على العلامة مروج المذهب نور الدين علي بن عبد العالي الكركي فأجازه.[١]
- وقال: ووجدت في بعض الكتب سنداً آخر له هكذا: قال الشريف يحيى بن القاسم العلوي]] ظفرت بسفينة طويلة مكتوب فيها بخط سيدي وجدي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، ليث بني غالب علي بن أبي طالب (عليه أفضل التحيات) ما هذه صورته: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا دعاء علمني رسول الله وكان يدعو به في كل صباح وهو «اَللّـهُمَّ يَا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ إلى آخره...». و كتب في آخره : "كتبه علي بن أبي طالب في آخر نهار الخميس حادي عشر ذي الحجة سنة خمس و عشرين من الهجرة"، وقال الشريف: نقلته من خطّه المبارك بالقلم الكوفي على الرّق، في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وسبع مائة.[٢]
- نقله الفيض الكاشاني في آخر كتابه ذريعة الضراعة.
- نقله الشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي البحراني المتوفى سنة 1135 هـ في كتابه الصحيفة العلوية المباركة.[٣]
- أيضاً هو موجود في مجموعة مخطوطة باسم (النور من كلمات أبي طيفور) مجهولة المؤلف، موجودة في مكتبة الأوقاف في بغداد برقم 2784.[٤]
سند الدعاء
ومع أن هذه المصادر المذكورة لا تُعد من المصادر القطعية أو من امهات المصادر ، إلا أنه يبقى دعاء ظني الصدور كما يصطلح عليه في علم الحديث ، ومع هذا فإن مضامينه الحِكَمية والعرفانية والكلامية هي من الإعجاز بمكان حيث إنها مسبوكة في قالب ألفاظ وعبارات فاخرة وصناعة أدبية لفظية ومعنوية عالية ، وفنون بلاغية بديعة مما يظفي على اعتباره درجة ويحفّه بمتانة اتجه بعض علماء الشيعة إلى اتخاذ رأي حازم وافترضه ضمن الأحاديث قطعية الصدور .
الشيخ كاشف الغطاء والسند
حينما سئل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء عن سند دعاء الصباح، فكان مما كتبه في الجواب: "لا يخفى على أحد ان لكل طائفة من أرباب الفنون والعلوم بل لكل أمة بل لكل بلد أسلوبا خاصا من البيان ولهجة متميزة عن غيرها، فلهجة اليزدي غير لهجة الاصفهاني، ونغمة الاصفهاني غير نغمة الطهراني والخراساني، والكل فارسي إيراني، وللأئمة (عليهم السلام) أسلوب خاص في الثناء على الله والحمد لله والضراعة له والمسألة منه، يعرف ذلك لمن مارس أحاديثهم وأنس بكلامهم وخاض في بحار أدعيتهم ومن حصلت له تلك الملكة وذلك الانس لا شك في أن هذا الدعاء صادر منهم، وهو أشبه ما يكون بأدعية الأمير مثل دعاء كميل وغيره، فإن لكل إمام لهجة خاصة وأسلوباً خاصاً على تقاربها وتشابهها جميعاً، وهذا الدعاء في أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة والمتانة والقوة مع تمام الرغبة والخضوع والاستعارات العجيبة، انظر إلى أول فقرة منه: «اَللّـهُمَّ يَا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ» واعجب لبلاغتها وبديع استعارتها، وإذا اتجهت إلى قوله: «يَا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ» تقطع بأنها من كلماتهم (عليهم السلام) مثل قول زين العابدين : «بِكَ عَرَفْتُكَ وَاَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ».
وبالجملة فما أجود ما قال بعض علمائنا الأعلام: (إننا كثيراً ما نصحح الأسانيد بالمتون) ، فلا يضر بهذا الدعاء الجليل ضعف سنده مع قوة متنه ، فقد دل على ذاته بذاته ).[٥]
مواطن قراءته
قد أورد العلامة المجلسي (رحمه الله)[٦] هذا الدّعاء وذيّله بشرح وتوضيح، وقال: إنّ هذا الدّعاء من الأدعية المشهورة ولكن لم أجده في كتاب يعتمد عليه سوى كتاب (المصباح) للسيد ابن باقي (رضوان الله عليه) .
وقال أيضاً: انّ المشهور هو أن يدعى به بعد فريضة الصّبح ولكن السيّد ابن باقي رواه بعد نافلة الصّبح والعمل بأيّها كان حسنٌ.
مضامين الدعاء
- في الدعاء مناجاة للباري تعالى يبدأ بذكر نعمه تعالى، ومنها: فتق الصباح، وخلق السماوات، وحركة النجوم، ودوران الشمس والقمر:
«اَللّـهُمَّ يَا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَيَاهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَاَتْقَنَ صُنْعَ الْفَلَكِ الدَّوّارِ في مَقاديرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِيَاءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِهِ...».
«صَلِّ اللّـهُمَّ عَلَى الدَّليلِ اِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الاَْلْيَلِ، وَالْماسِكِ مِنْ اَسْبَابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الاَْطْوَلِ، وَالنّاصِعِ الْحَسَبِ في ذِرْوَةِ الْكاهِلِ الاَْعْبَلِ، وَالثّابِتِ الْقَدَمِ عَلى زَحاليفِها فِي الزَّمَنِ الاَْوَّلِ، وَعَلى آلِهِ الاَْخْيَارِ الْمُصْطَفِيْنَ الاَْبْرارِ...».
- ثم يأخذ في طلب الحوائج منه تعالى ، ويسأله الحلم ونعمة الهداية ، وعدم تعجيل العقوبة ، ثم يذكر قدومه بباه تعالى لطلب حاجاته ، ويسرد أسباب بعده عنه تعالى والانغماس في الملذات الدنيوية والذنوب والمخالفات الموجبة للهلاك ، ثم يبين تعلقه بالله تعالى وأمله فيه وابتعاده عن متطلبات النفس:
«إلـهي اَتَراني ما اَتَيْتُكَ إلاّ مِنْ حَيْثُ الاْمالِ اَمْ عَلِقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِكَ إلاّ حينَ باعَدَتْني ذُنُوبي عَنْ دارِ الْوِصالِ، فَبِئْسَ الْمَطِيَّةُ الَّتي امْتَطَتْ نَفْسي مِنْ هَواهـا فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها، وَتَبّاً لَها لِجُرْاَتِها عَلى سَيِّدِها وَمَوْلاها اِلـهي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائي وَهَرَبْتُ اِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ اَهْوائي، وَعَلَّقْتُ بِاَطْرافِ حِبالِكَ اَنامِلَ وَلائى، فَاْصْفَحِ اللّـهُمَّ عَمّا كُنْتُ اَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلي وَخَطائي...».
- في هذا الدعاء يبين الداعي مطالبه وحاجاته من الله تعالى ، فيتذلل ويذكر رحمة الله تعالى الواسعة واعتماذه على قبوله للتوبة وقضاء حاجاته ، كما يقر باقتقاره واحتياجه له تعالى:
«إلـهي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكيناً الْتَجَأَ اِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً، اَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ اِلى جَنابِكَ ساعِيَا، اَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ اِلى حِيَاضِكَ شارِباً كَلاّ وَحِيَاضُكَ مُتْرَعَةٌ في ضَنْكِ الُْمحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلطَّلَبِ وَالْوُغُولِ...».
- ثم يطلب من الله تعالى أن يجعل صباحه بداية الخير والرحمة ويخم يومه بالسلامة والأمن:
«فَاجْعَلِ اللّـهُمَّ صَباحي هذا ناِزلاً عَلَي بِضِيَاءِ الْهُدى وَبِالسَّلامَةِ بالسلام فِي الدّينِ وَالدُّنْيَا، وَمَسائي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ الْعِدى (الاَْعْداءِ) وَوِقايَهً مِنْ مُرْدِيَاتِ الْهَوى اِنَكَ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ...».
- وفي الفقرات الأخيرة من الدعاء تنزيه لله تعالى عن الشريك وال[النبي محمد|النبي]] و آله ويذكر ما لهم من العصمة والطهارة:
«فَيَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْعِزِّ وَالْبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالْمَوْتِ وَالْفَناءِ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاَْتْقِيَاءِ، وَاسْمَعْ نِدائي وَاسْتَجِبْ دُعائي وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ اَمَلي وَرَجائي يَا خَيْرَ مَنْ دُعِي لِكَشْفِ الضُّرِّ وَالْمَأمُولِ لِكُلِّ عُسْر وَيُسْر بِكَ اَنْزَلْتُ حاجَتي فَلا تَرُدَّني مِنْ سَنِيِّ مَواهِبِكَ خائِباً يَا كَريمُ يَا كَريمُ يَا كَريمُ...».
- ثم ينتهي الدعاء بالثناء على الله تعالى والسجود والخضوع له.
شروح الدعاء
حظي هذا الدعاء باهتمام من الأعلام، فقام عدد منهم بشرحه، قد أحصى آقا بزرك الطهراني[٧] مجموعة منهم:
- جناح النجاح في شرح دعاء الصباح: للمولى محمد مهدي بن علي أصغر القزويني.
- شرح دعاء الصباح: أحمد بن محمد المعروف بـ نشانچي زاده، المتوفى سنة 986 هـ.[٨]
- شرح دعاء الصباح: إسماعيل بن حسن بن محمد علي آل عبد الجبّار القطيفي، المتوفى سنة 1328 هـ.
- شرح دعاء الصباح: الملا هادي السبزواري، المتوفى سنة 1289 هـ.
- شرح دعاء الصباح: فارسي، للأمير محمد أشرف.
- شرح دعاء الصباح: منظومة فارسية، للمولى أحمد بن سيف الدين الاسترآبادي.
- شرح دعاء الصباح: للملى أصغر بن محمد بن جما القمي، المتوفى في حدود سنة 1115 هـ، وله حاشية عليه.
- شرح دعاء الصباح: للميرزا جعفر بن حسين علي اللواساني، المشهور بالحكيم الإلهي، المتوفى سنة 1298 هـ.
- شرح دعاء الصباح: للمولى حبيب الله الكاشاني، ذكره في فهرست مؤلفاته.
- شرح دعاء الصباح: للعلامة حيدر قلي خان، المشهور بـ سردار الكابلي المتوفى سنة 1373 هـ.
- شرح دعاء الصباح: فارسي، للميرزا زين العابدين الشريف الصفوي ابن فتحعلي بن عبد الكريم بن فتحعلي الخوئي، المتوفى سنة 1317 هـ.
- شرح دعاء الصباح: للمولى عباس كيوان القزويني، فارسي، المتوفى سنة 1350 هـ.
- شرح دعاء الصباح: للميرزا عبد الرحيم بن الميرزا علي أصغر الموسوي السبزواري، وهو شرح أصغر من شرح أستاذه الملا هادي السبزواري.
- شرح دعاء الصباح: للميرزا عبد الكريم الأرموى، الملقّب بـ المقدس، وهو ضمن كتاب (الحديقة المبهجة).
- شرح دعاء الصباح: للشيخ علي رضا الخوئي الخياباني، المتوفى سنة 1350 هـ.
- شرح دعاء الصباح: لتاج العلماء السيد علي بن محمد النقوي اللكهنوي، المتوفى سنة 1312 هـ.
- شرح دعاء الصباح: للميرزا محمد علي المدرس ابن نصير الدين الرشتي النجفي، المتوفى سنة 1324 هـ.
- شرح دعاء الصباح: للمولى محمد نجف الكرماني الأخباري العارف المتوفى سنة 1292 هـ، ذُكر هذا في كتاب مطلع الشمس ومآثر الآثار.
- شرح دعاء الصباح: للسيد محمد مهدى بن السيد جعفر الموسوي، ثّكر هذا في آخر كتاب خلاصة الأخبار.
- شرح دعاء الصباح: للسيد غني نقي الزيد پوري الرضوي اللكنهوي، المتوفى سنة 1357 هـ.
- شرح دعاء الصباح: للسيد قطب الدين محمد الحسيني النيريزي الشيرازي المشهور بـ السيد محمد قطب ، جدّ الساداة الذهبية الشيرازية، المتوفى سنة 1173 هـ.
- مفتاح الفلاح في شرح دعاء الصباح: المولى إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني الأصفهاني الخواجويي، المتوفى سنة 1173 هـ.
- مفتاح الفلاح ومبحا النجاح: شرح بصورة منظومة فارسية ، للمولى أبي الوفاء .
الهوامش
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 91، ص 246 ــ 247، باب 40.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 84، ص 342، باب 13.
- ↑ الخوئي، شرح دعاء الصباح، ص 19.
- ↑ عبد الرحمن بدوي، شطحات الصوفية، ص 53.
- ↑ كاشف الغطاء، الفردوس الأعلى، ص 50.
- ↑ العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج 91، ص 246.
- ↑ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 252 ــ 256.
- ↑ حاجي خليفة، كشف الظّنون، ج 1، ص 413.
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الخوئي، مصطفي بن محمد هادي، شرح دعاء الصباح، د.م، د.ن، د.ت.
- العلامة المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- بدوي، عبد الرحمن، شطحات الصوفية، الكويت، الناشر: وكالة المطبوعات، د.ت.
- حاجي خليفة، مصطفى بن عبد الله، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1941 م.
- كاشف الغطاء، محمد حسين، الفردوس الأعلى، د.م، د.ن، د.ت.