انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الشيخ المفيد»

من ويكي شيعة
imported>Foad
imported>Foad
سطر ١٠٨: سطر ١٠٨:
==آثاره==
==آثاره==
{{مفصلة|قائمة مؤلفات الشيخ المفيد}}
{{مفصلة|قائمة مؤلفات الشيخ المفيد}}
[[ملف:کتاب الارشاد.jpg|200px|تصغير|كتاب الارشاد]]
بلغت مؤلفات الشيخ المفيد حسب ما ذكره [[النجاشي]] 175 كتاب ورسالة،<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 399 - 402.</ref> في مختلف المجالات الدينية، ومن أهم كتبه المشهورة [[المقنعة (كتاب)|المقنعة]] في [[علم الفقه]]، و[[أوائل المقالات (كتاب)|أوائل المقالات]] في [[علم الكلام]]، و[[الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (كتاب)|الإرشاد]] حول حياة الأئمة.<ref>الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143 ــ 144.</ref>  
بلغت مؤلفات الشيخ المفيد حسب ما ذكره [[النجاشي]] 175 كتاب ورسالة،<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 399 - 402.</ref> في مختلف المجالات الدينية، ومن أهم كتبه المشهورة [[المقنعة (كتاب)|المقنعة]] في [[علم الفقه]]، و[[أوائل المقالات (كتاب)|أوائل المقالات]] في [[علم الكلام]]، و[[الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد (كتاب)|الإرشاد]] حول حياة الأئمة.<ref>الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143 ــ 144.</ref>  



مراجعة ١٥:٥٠، ٦ سبتمبر ٢٠٢٠

الشيخ المفيد
معلومات شخصية
الاسم الكاملأبو عبد الله محمّد بن محمد بن النعمان
اللقبالمفید - ابن المعلّم
تاریخ الميلاد11 ذي القعدة 338 هـ
مكان الولادةقرية سويقة ابن بصري التابعة لـ عكبرى شمال بغداد
مكان الدراسةبغداد
مكان السكنبغداد -
تاریخ الوفاةالجمعة 3 رمضان 413 هـ
المدفنحرم الكاظمين (ع)
معلومات علمية
الأساتذةالشيخ الصدوق وابن أبي عقيل العماني، وعلي بن عيسى الرماني
التلاميذالسيد الرضي، السيد المرتضى، الشيخ الطوسي، النجاشي، سلار الديلمي، أبو الفتح الكراجكي
مؤلفاتالإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، الأمالي، أوائل المقالات، الجمل، المقنعة
أخرىأسس الفقه المقارن وروّج الفقه الإمامي
نشاطات اجتماعية وسياسية


محمّد بن محمد بن النعمان المشهور بالشيخ المفيد (336 أو 338 - 413 هـ) من علماء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، عاش في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وأوائل القرن الخامس الهجري، وكان تلميذ الشيخ الصدوق، وأستاذ السيّدين الرضي والمرتضى وكذلك الشيخ الطوسي.

اشتُهرت قبل الشيخ المفيد ظاهرة التمسّك بظواهر الحديث، ولم يكن هناك رواج للاستفادة من العقل كعنصر في عملية الاستنباط بحيث تحول هذا إلى عائقٍ أمام تكامل العلوم وازدهار العلماء. لذلك انتفض الشيخ المفيد مقابل هذا الجوّ من الجمود الذي هيمن على الواقع آنذاك، فقام بتدوين أصول الفقه ليؤسس فقهاً جديداً وينطلق صوب اجتهاد صار يمثل الطريق الوسط بين المنهجية الحديثيّة التي تبنّاها الشيخ الصدوق والمنهجية القياسية التي ذهب إليها ابن الجنيد في الفقه. دوّن الشيخ في البداية أصولاً في كتاب التذكرة بأصول الفقه لاستنباط الأحكام. وسار في هذا الخطّ كل من السيّد المرتضى في كتابه الذريعة والشيخ الطوسي في كتاب عدّة الأصول معتمدين على ما ابتكره أستاذهما من منهج أصولي. يذكر أن الشيخ نفسه كان قد استلهم هذه المنهجية من أستاذه ابن أبي عقيل العماني.

ويعتبر الشيخ المفيد المؤسس للفقه المقارن، من خلال تأليفه الذي أطلق عليه عنوان الإعلام فيما اتفقت الإمامية عليه من أحكام، واكتمل هذا المشروع من خلال كتاب الانتصار للسيد المرتضى، والخلاف للشيخ الطوسي، وتذكرة الفقهاء للعلامة الحلّي.

ويعدّ الشيخ المفيد من أكبر العاملين على إحياء العلوم الإسلامية ومن المروجين الجادّين للثقافة الشيعيّة والناشرين للفقه الإمامي.

النسب واللقب والولادة

محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير[١] ولد في قرية «سويقة ابن البصري» التابعة لعكبرى القريبة من بغداد[٢] في 11 ذي القعدة سنة 336 هـ[٣] أو 338 هـ.[٤]

كان والده معلماً لذلك لُقب الشيخ المفيد بـ«ابن المعلم». وكذلك لُقب بالعكبري والبغدادي.[٥] وأما سبب تلقيبه بالمفيد: ذُكر أن مناظرة جرت بينه وبين علي بن عيسى الرماني من علماء المعتزلة، واستطاع فيها دحض حججه؛ وعلى أثرها أطلق عليه الرماني لقب المفيد.[٦]

ذكرت المصادر التاريخية أن له ولدان، أحدهما أبو القاسم علي، والآخر بنت لم يُذكر اسمها في المصادر وهي زوجة أبو يعلى الجعفري.[٧]

التحصيل الدراسي

درس الشيخ المفيد عند والده القرآن ومرحلة المقدمات، ثم ذهب برفقة والده إلى بغداد من أجل إكمال تحصيله الدراسي، حيث تمكن من الاستفادة من العلماء البارزين في الحديث والكلام والفقه من الشيعة والسنة.[٨]

من أشهر أساتذته الشيعة الشيخ الصدوق (المتوفى 381 هـوابن الجنيد الإسكافي (المتوفى 381 هـوابن قولويه القمي (المتوفى 369 هـوأبو غالب الزراري (المتوفى 368 هـوأبو بكر محمّد بن عمر الجعابي (المتوفى 355 هـ).[٩]

كذلك درس الشيخ المفيد علم الكلام عند الحسين بن علي البصري المعروف بالجُعَل من كبار علماء المعتزلة، وأبو ياسر تلميذ المتكلم المشهور أبو الجيش مظفر بن محمد الخراساني البلخي، وباقتراح من أبو ياسر شارك في درس علي بن عيسى الرماني العالم المعتزلي الشهير.[١٠]

أصبح المفيد في حدود سن 40 سنة، زعيم الشيعة في الفقه وعلم الكلام والحديث، وقد كانت له مناظرات مع المذاهب الإسلامية الأخرى، من أجل الدفاع عن عقائد الشيعة.[١١]

الخصائص الأخلاقية

يُنقل أنَّ الشيخ المفيد كان كثير الصدقة، وكان متواضعاً، وكثير الصلاة والصوم، ويرتدي اللباس الخشن؛ لدرجة أنه أُطلق عليه لقب «شيخ مشايخ الصوفية».[١٢] ذكر صهره أبو يعلى الجعفري، أنه كان قليل النوم في الليل ويقضي معظم وقته في المطالعة والتدريس والصلاة وتلاوة القرآن.[١٣]

مكانته العلميّة

ذكر الشيخ الطوسي في كتابه الفهرست، أنَّ الشيخ المفيد كان دقيق الفطنة حاضر الجواب، ورائد في علم الكلام والفقه.[١٤] ذكر ابن النديم أنَّه قد انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة ومقدم في صناعة علم الكلام على أصحابه، دقيق الفطنة ماضي الخاطر شاهدته فرأيته بارعاً.[١٥]

قام الشيخ المفيد بتربية العديد من الطلاب، ومنهم من علماء الشيعة المعروفين، ويمكن الإشارة هنا إلى بعض هؤلاء:[١٦]

دوره في ازدهار الفقه

وضع الشيخ المفيد أسلوباً مختلفاً عن الفترة السابقة التي مر فيها الفقه الشيعي، حيث ذكر الشيخ السبحاني والكراجي، أنَّ قبل الشيخ المفيد كان هناك طريقتان فقهيتان شائعتان: كانت الطريقة الأولى تعتمد على نقل نصوص الروايات كما هي، من دون أن تولي أهتماماً كافياً للسند،[١٨] والطريقة الثانية لم تعير الاهتمام الكافي بالروايات وأفرطت في التأكيد على أستخدام القواعد العقلية.[١٩]

كتب الكرجي في تاريخ الفقهاء ما يلي:

لم يكن الفقه رائجاً عند علماء الشيعة قبل الشيخ المفيد كما هو اليوم بين الفقهاء. فقد كانت الكتب الفقهية تنقل الأحاديث المروية عن الأئمة الأطهار عليه السلام كما هي، أي مع ذكر سلسلة السند، ولم يعمد الفقهاء إلى التصرّف في نصّ الحديث أبداً، فحتى عندما كانوا ينقلون الحديث كانوا ينقلون معه سلسلة سنده، وهي المنهجية المعروفة بالفقه المنصوص. [٢٠]

لكن هذه المنهجية تكاملت قليلاً بعض الشئ، وتمكن الفقيه من التصرّف والإجتهاد لحدّ ما ضمن إطار الأحاديث والإفتاء طبق مدلول ومضمون الأحاديث، فقد أُلّف كتاب الشرائع لـابن بابويه (والد الشيخ الصدوق) وكتابي المقنع والهداية للشيخ الصدوق على هذا المنوال. وشهدت تلك الفترة ظاهرة التمسك بظواهر الحديث. ولم يكن هناك رواج للاستفادة من عنصر العقل كعنصر من عناصر الاستنباط. بحيث أصبح هذا عائقاً أمام تكامل العلوم وازدهار العلماء. ومع بروز شخصية الشيخ المفيد، عمد إلى مواجهة هذا الجوّ من الجمود والذي هيمن على الساحة الفقهية آنذاك، فقام بتدوين أصول الفقه ليؤسس فقها جديداً وينطلق صوب اجتهاد صار يمثل الطريق الوسط بين المنهجية الحديثيّة التي تبنّاها الشيخ الصدوق والمنهجية القياسية التي ذهب إليها ابن الجنيد في الفقه. [٢١]

دوّن الشيخ في البداية أصولاً في كتاب التذكرة بأصول الفقه لاستنباط الأحكام. وسار في هذا الخطّ كل من السيّد المرتضى في كتابه الذريعة والشيخ الطوسي في كتاب عدّة الأصول على ما ابتكره أستاذهما من منهج أصولي. يذكر أن الشيخ كان قد استلهم هذه المنهجية من أستاذه ابن أبي عقيل العماني...وأعدّ الشيخ الطوسي مكانة كبيرة للعقل في منهجيته الاجتهاديّة واعتبر أن العقل هو الطريق للوصول إلى مفاهيم الكتاب والسنّة. بل ذهب إلى القول أنّ أيّ حديث يخالف أحكام العقل يعتبر حديثاً مرفوضاً.[٢٢]

وبنفس الصلابة التي وقف فيها الشيخ أمام نظرية التوقف على الحديث، وقف أيضاً موقفاً صلباً أمام الذين اعتبروا القياس ملاكاً للاستنباط، لذلك انتقد بشدة أستاذه ابن الجنيد لاتباعه هذه المنهجية الاستنباطية. وردّ عليها ببرهان ثاقب وألّف كتباً في النقض على تأليفات إبن الجنيد. ومن تلك المؤلفات كتاب نقض رسالة الجنيدي إلى أهل مصر والنقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي. وكتب هو في المسائل السروية[٢٣] ما يلي:

فأما كتب أبي علي بن الجنيد ، فقد حشاها بأحكام عمل فيها على الظن، واستعمل فيها مذهب المخالفين في القياس الرذل، فخلط بين المنقول عن الأئمة عليه السلام وبين ما قال برأيه، ولم يفرد أحد الصنفين من الآخر. ولو أفرد المنقول من الرأي لم يكن فيه حجة، لأنه لم يعتمد في النقل المتواتر من الأخبار، وإنما عول على الآحاد.[٢٤]

لذلك عمد الشيخ المفيد إلى إبعاد الفقه المبنيّ على الحديث المحض وفي نفس الوقت رفض الفقه الذي اعتمد القياس والرأي واختار طريقاً ثالثاً في الاستنباط الفقهي. ولذلك جمع الشيخ بين الأخبار المتعارضة، وامتنع عن الأخذ بالأخبار العارية عن قرائن الصحّة. فدّون أصول الفقه وأسس عملياً لفقه جديد.

عاش الشيخ المفيد في عصر كان يتواجد فيه علماء كبار من مذاهب الإسلامية مختلفة وذلك في مركز الحكومة الإسلامية بغداد، لذلك كانت تعقد هناك وبطبيعة الحال لقائات بحث وحوار علمي وتكون في الغالب بحضور الخلفاء. وكان الشيخ المفيد يحضر هذه المجالس ويناظر المخالفين ويجيب عن شبهاتهم بطريقة لا تبعث في النفوس الحقد أو الضغينة. ولمّا حضرت الشيخ المنيّة ووافاه الأجل حضر جنازته أهل بغداد أجمع - شيعة وسنة - وآلمهم نبأ وفاته.[٢٥]

ونظراً للواقع الاجتماعي الذي كان يحكم المذاهب الإسلامية المختلفة في عصر الشيخ المفيد فقد كانت الآراء الفقهيّة والكلاميّة تطرح للملأ ومن ثم يُعمد إلى إيجاد مقارنة فيما بينها وكان صاحب كل رأي يقيم برهانه ودليله لإقناع الطرف الآخر. وقد لمع الشيخ المفيد في هذا المجال وذلك من خلال اعتماده على الأسس القويمة التي آمنت بها الطائفة الإمامية وألف كتاباً قيمّاً أطلق عليه الأعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام وقد مثّل الكتاب المذكور والذي ألّفه هذا العالم النحرير الركيزة الأولى في هذا المجال. وحدثت بعده محاولات في مجال الفقه المقارن من قبيل كتاب الإنتصار للسيّد المرتضى وكتاب الخلاف الشيخ الطوسي وتذكرة الفقهاء للعلامة، حيث ساهمت في تقوية هذا الجهد العلمي وإثرائه وتوسعته.[٢٦]

وكتب الشيخ المفيد في مقدمة كتابه الإعلام ما يلي:[٢٧] فإني ممتثل ما رسمه من جمع ما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام الشرعية، على الآثار المجتمع عليها بينهم عن الأئمة المهدية من آل محمد صلی الله عليه وآله وسلم، مما اتفقت العامة على خلافهم فيه، من جملة ما طابقهم عليه جماعتهم، أو فريق منهم على حسب اختلافهم في ذلك، لاختلافهم في الآراء والمذاهب، لتضاف إلى كتاب أوائل المقالات في المذاهب المختارات، ويجتمع بهما للناظر فيهما علم خواص الأصول والفروع ، ويحصل له منهما ما لم يسبق أحد إلى ترتيبه على النظام في المعقول.[٢٨]


ويعدّ الشيخ المفيد أحد الشخصيات الكبيرة التي أحيت العلوم الإسلامية وروجت بشكل حثيث للثقافة الشيعية ونشرت الفقه الإماميّ.[٢٩]

حضوره في المناظرات العلمية

لقد جرت في بغداد على عهد الشيخ المفيد الكثير من المناظرات العلمية بين كبار العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، وكان يحضر في أغلب هذه المناظرات خلفاء بني العباس، وقد حضر الشيخ المفيد هذه المناظرات، ورد على الانتقادات التي تتوجه إلى عقائد الإمامية.[٣٠]

كان للشيخ المفيد مجلس يُعقد في داره يحضره الكثير من العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، من المعتزلة، والزيدية، والإسماعيلية وغيرهم.[٣١]

تصحيح الخطأ في الفتوى

بناءً على رواية غير موجودة في المصادر القديمة وأقدم مصدر لها هو قبل 140 سنة، ذُكر فيها أن الإمام صاحب العصر قد قام بتصحيح خطأ الشيخ المفيد في الفتوى.[٣٢] ومن أهم الأدلة على عدم صحة هذم الرواية؛ إنَّ مصدر التوقيع لا يمكن الاعتماد عليه،[٣٣] وكذلك تعارض الفتوى مع الروايات والفتاوى المشهورة بين العلماء،[٣٤] وهذا يؤدي إلى اتهام الشيخ المفيد بعدم العلم والتسرع في إصدار الفتوى.[٣٥] بالإضافة إلى ذلك فقد أفتى الشيخ المفيد في كتابه المقنعة حسب ما ذهب إليه المشهور في هذه المسألة، وعلى هذا الأساس فالقصة لا واقع لها.[٣٦]

وقد ذكرت بعض المصادر المعاصرة هذه الرواية، نقلاً عن كتاب قصص العلماء للتنكابني،[٣٧] جاء رجل من القرية إلى الشيخ مفيد وسأله، لقد توفيت امرأة أثناء الوضع، وطفلها حيٌّ في بطنها وإلى الآن لم ندفنها فما هو تكليفنا؟ فأجاب الشيخ: إذهبوا وإدفنوها بحملها!! فاستأذن القرويُّ من الشيخ وعاد مسرعاً لكي ينفذ ما أفتاه به، وفي أثناء الطريق رأى القروي فارساً مسرعاً خلفه وعندما وصل إليه قال: أيها الرجل ..! إن الشيخ المفيد قال: أخرجوا الطفل من بطن أمه أولًا ثم أنزلوها إلى التراب وادفنوها!! وأكمل القروي طريقه إلى بيته ونفذ ذلك. وبعد فترة من الزمن ألتقى الرجل القروي بالشيخ المفيد ونقل له ما حدث، تعجب الشيخ لأنه لم يرسل أحد خلف الرجل لكي يصحح له الفتوى وأدرك الشيخ أن هذا الشخص هو الإمام العصر والزمان. وقرر على أن لا يفتي مرة أخرى، حتى جاءه كتاب يحمل توقيع الإمام الحجة، يقول له فيه منك الفتوى ومنا التسديد.[٣٨]

آثاره

بلغت مؤلفات الشيخ المفيد حسب ما ذكره النجاشي 175 كتاب ورسالة،[٣٩] في مختلف المجالات الدينية، ومن أهم كتبه المشهورة المقنعة في علم الفقه، وأوائل المقالات في علم الكلام، والإرشاد حول حياة الأئمة.[٤٠]

وقد تم نشر جميع مؤلفات الشيخ المفيد المكتوبة في ضمن موسوعة تحت عنوان (موسوعة الشيخ المفيد) مكونة من 14 مجلد في سنة 1371 ش، ضمن المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.

المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد

طابع بمناسبة المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد

انعقد المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد في سنة 1413 هـ الموافق 24 - 26 شوال في المدرسة العليا للتربية والقضاء بمدينة قم، وشارك في المؤتمر 250 شخصية علمية من 32 دولة، كما ونوقشت الآراء والأفكار الكلامية، والفقهية، والتاريخية، والحديثية للشيخ المفيد وخصائص عصره من قبل العديد من الباحثين وأساتذة الحوزات العلمية، والجامعات، وقدمت مقالات كثيرة على هذا الصعيد.[٤١]

وفاته

توفي الشيخ المفيد في بغداد يوم الجمعة الثاني أو الثالث من شهر رمضان سنة 413 هـ. ذكر الشيخ الطوسي أنَّ يوم وفاته كان يوماً لم ير أعظم منه، من كثرة المصلين عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق،[٤٢] ودفن في داره سنين، ومن ثم تم نقله إلى مقابر قريش ليدفن بالقرب من قبر الإمام الجوادعليه السلام،[٤٣] وقبره الآن في حرم الإمام الكاظمعليه السلام.

المسلسلات التلفزيونية والأفلام

تم إنتاج مسلسل تلفزيوني في سنة 1373 ش يهدف إلى سرد حياة الشيخ المفيد، وقد تم بثه في سنة 1374 ش، على القناة الثانية من تلفزيون الجمهورية الإسلامية تحت عنوان شمس الليل.[٤٤] كذلك فليم الشيخ المفيد لمدة 90 دقيقة سنة 1374 ش، من تأليف محمود حسني وإخراج سيروس مقدم وفريبرز صالح. تم يث هذا الفيلم في سنة 1381 ش، على شبكة التلفزيون الإيراني على شكل مسلسل اسمه شمس الليل.[٤٥]

الهوامش

  1. النجاشي، رجال النجاشي، ص 399.
  2. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 5، ص 334؛ الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 7 ــ 8.
  3. النجاشي، رجال النجاشي، ص 402.
  4. ابن النديم، الفهرست، ص 197؛ الطوسي، الفهرست، ص 239.
  5. الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 7 ــ 8.
  6. الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 8 ــ 9.
  7. الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 37؛ الشبيري، ناگفته‌هایی از حیات شیخ مفید، ص 118.
  8. الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143.
  9. الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143.
  10. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 5، ص 334؛ الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 8 ــ 9.
  11. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 5، ص 335 ــ 336؛ الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 23 ــ 24.
  12. الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 26.
  13. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 5، ص 337؛ الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 26 ــ 27.
  14. الطوسي، الفهرست، ص 238.
  15. ابن النديم، الفهرست، ص 226 و 247.
  16. الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143.
  17. الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143 ــ 144.
  18. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ص 245 ــ 246؛ الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 145.
  19. السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ص 246؛ الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 145.
  20. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 144.
  21. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 144.
  22. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 145.
  23. المفيد، المسائل السروية، ص 73.
  24. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 145 ــ 146.
  25. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 145.
  26. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 144 - 147.
  27. المفيد، كتاب الإعلام، ص 15- 16.
  28. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 144 - 147.
  29. الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 144 - 147.
  30. الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 146.
  31. الشبيري، گذری بر حیات شیخ مفید، ص 23 ــ 24.
  32. کریمیان، «واکاوی فتوایی منسوب به شیخ مفید»، ص 30.
  33. کریمیان، «واکاوی فتوایی منسوب به شیخ مفید»، ص 33 ــ 34.
  34. کریمیان، «واکاوی فتوایی منسوب به شیخ مفید»، ص 34 ــ 36.
  35. کریمیان، «واکاوی فتوایی منسوب به شیخ مفید»، ص 36 ــ 37.
  36. کریمیان، «واکاوی فتوایی منسوب به شیخ مفید»، ص 39.
  37. محمدي اشتهاردي، حضرت مهدی فروغ تابان ولایت، ص 212 ــ 213؛ النهاوندي، العبقري الحسان، ج 5، ص 447.
  38. کریمیان، «واکاوی فتوایی منسوب به شیخ مفید»، ص 31 ــ 32.
  39. النجاشي، رجال النجاشي، ص 399 - 402.
  40. الكراجي، تاريخ الفقه والفقهاء، ص 143 ــ 144.
  41. «تقرير عن المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد»، ص 99.
  42. الطوسي، الفهرست، ص 239.
  43. النجاشي، رجال النجاشي، ص 403.
  44. «خورشید شب در آی‌فیلم»، تارنمای خبری دنیای سینما.
  45. بانک جامع اطلاعات سینمای ایران (www.sourehcinema.com)

المصادر والمراجع

  • ابن النديم، محمد بن إسحاق، الفهرست، تحقيق: رضا تجدد، طهران، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الفهرست، تحقيق: جواد القيومي، قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417 هـ.
  • الكرجي، تاريخ الفقه والفقهاء، طهران، د.ت.
  • النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، تصحيح: السيد موسى الشبيري الزنجاني‌، قم، دفتر انتشارات اسلامى، 1407 هـ.
  • آغا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، قم، اسماعيليان، د.ت.
  • الطوسي، محمّد بن الحسن، الرسائل العشر، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإعلام بما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام، د.ت.