حياة محمد (كتاب)

حياة محمد (كتاب)

المؤلف	محمد حسين هيكل
المحقق	هيأة التحقيق في المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
الموضوع	الإسلام
الناشر	العديد من دور النشر مثل المجمع العالمي لأهل البيت
عدد الصفحات	895

حَياةُ محمّد، كتاب من تأليف محمد حسين هيكل حول السيرة النبوية وتاريخ حياة النبي الأكرم، ونقد آراء المستشرقين، وذلك بناء على مصادر أهل السُنّة والقرآن، وكان هدفه تعريف شخصية النبي للجمهور الأوروبي.

وقد صدر كتاب حياة محمد عام 1932م، وتُرجم إلى لغات مختلفة، وأُعيد إصداره مراراً، وفي بعض الطبعات المترجمة، مثل النسخة المحقَّقة من المجمع العالمي لأهل البيت، رُفعت نقائص الكتاب، وأضيفت إليه تعليقات.

ومن الانتقادات الموجَّهة إلى هذا العمل: المبالغة في عقلنة أحداث السيرة، وعدم استخدام المصادر الشيعية، وحذف بعض الروايات المهمّة مثل حادثة الغدير من الطبعة الأولى.

التعريف العام

أُلّف كتاب حياة محمد بالاعتماد على المصادر التاريخية لأهل السُنّة حول السيرة النبوية. وذُكر أنّ محمد حسين هيكل في تأليفه هذا العمل اعتمد إضافة إلى مصادر السيرة والتاريخ على مصدرين آخرين هما القرآن وآثار المستشرقين، فقام بنقد أفكارهم وفرضياتهم بمهارة ودقّة.

ومن أهم خصائص هذا الكتاب قلم المؤلف الأدبي والسلس، حيث ساعد على فهم أفضل لمضمون الكتاب وزاد من جاذبية النص.

المؤلف

محمد حسين هيكل (1888م – 1956م) شاعر، وأديب، وصحفي، ومحامٍ وسياسي مصري، تقلّد عدّة مناصب منها الوزارة، ورئاسة البرلمان المصري.

وكان من أوائل المصريين الذين نالوا شهادة الدكتوراه في القانون من فرنسا، وكان بارعاً في المنطق والفلسفة. وقد تأثرت أفكاره وآثاره بثلاثة من كبار المفكرين المصريين: وهم محمد عبده، وقاسم أمين، وأحمد لطفي السيد.

وعُرضت عليه رئاسة الإخوان المسلمين في فترة معيّنة، لكنه رفض ذلك؛ لكثرة انشغالاته. وكان كتاب حياة محمد هو أول عمل تاريخي له في مجال تاريخ الإسلام، ثم ألّف أعمالاً تاريخية أخرى.

الخصائص

يرى البعض أنّ أهمية كتاب حياة محمد تكمن في رجوع المؤلف مباشرة إلى المصادر الأصلية، خصوصاً القرآن، وتشديده على عدم تحريفه، وكذلك الالتفات إلى شبهات المستشرقين والردّ عليها بطريقة علمية من نقاط قوّة هذا الأثر.

وقد أكّد محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر، في مقدمة الكتاب على خصائص منها: قلم المؤلف البارع، وشخصيته العلمية والثقافية، وإلمامه بالثقافات القديمة والحديثة، ومنهجه الجديد في كتابة السيرة، والإقبال الواسع من المجتمعات الإسلامية على هذا الأثر.

وأمّا محمد حسين هيكل نفسه فقد ذكر في مقدمة الكتاب أنّ هدفه من تأليف هذا العمل هو تعريف الأوروبيين بالشخصية الحقيقية للنبي محمد. وورد أنّه ألّف هذا الكتاب سنة 1932م كردّ فعل على المواد المنحرفة التي أعدّتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة لطلابها حول الإسلام، والقرآن، والنبي .

المحتوى

يتألف كتاب حياة محمد من مقدمة، وثلاثة فصول وخاتمة. وهذه الفصول الثلاثة -وهي حياة محمد، وظهور الإسلام وتاريخ الإسلام- صَوّرت حياة رسول الله ضمن 31 فصلاً.

فصول الكتاب

• الفصل الأول: دراسة تاريخية لمناطق سكن العرب قبل الإسلام، والأديان السائدة آنذاك.
• الفصل الثاني: تاريخ مكة، والكعبة، وقريش، ومن ذلك قصة النبي إبراهيم، وزواج إسماعيل، وبناء الكعبة، ومناسك الحج، وحادثة أبرهة وأصحاب الفيل، ونذر عبد المطلب بذبح عبد الله.
• الفصل الثالث: من ولادة النبي حتى زواجه بـخديجة، متضمناً وفاة والديه، ونشأته في بني سعد، ورحلاته التجارية والزواج.
• الفصل الرابع: من الزواج حتى البعثة، متضمناً بناء الكعبة، وحكم الحجر الأسود، ووفاة الأبناء، وخلوته في غار حراء، وبدء البعثة.
• الفصل الخامس: بداية الدعوة، وأول المسلمين، ودعوة الأقارب، والإعلان العلني، والتعذيب، والهجرة إلى الحبشة.
• الفصل السادس: دراسة قصة الغرانيق ونقد استناد المستشرقين إليها.
• الفصل السابع والثامن: تشديد قريش على المسلمين، ونقض الوثيقة، وحصار بني هاشم في شعب أبي طالب، ووفاة أبي طالب وخديجة، والهجرة إلى الطائف، والمعراج.
• الفصول التاسع إلى الحادي عشر: بيعة العقبة، والهجرة النبوية إلى يثرب، وتغيير القبلة.
• الفصل الثاني عشر: السرايا والغزوات، وعلاقة الإسلام بالحرب، ونقد شبهات المستشرقين.
• الفصول الثالث عشر إلى السادس عشر: شرح معركتي بدر وأحد.
• الفصل السابع عشر: دراسة زوجات النبي ونقد آراء المستشرقين.
• الفصول الثامن عشر إلى الثالث والعشرين: غزوات الخندق، وخيبر، ومؤتة، وصلح الحديبية، وعمرة القضاء، ومراسلاته مع الملوك.
• الفصول الثالث والعشرون إلى السابع والعشرون: فتح مكة، وغزوة حنين، وغزوة الطائف، ووفاة إبراهيم، وغزوة تبوك.
• الفصول الثامن والعشرون إلى الحادي والثلاثون: عام الوفود، وحجة الوداع، ومرض النبي، ووفاته ودفنه.

خاتمة الكتاب

في القسم الأخير بُحث موضوعان مهمّان، وهما:

• «الحضارة الإسلامية في نظر القرآن»
• «المستشرقون والحضارة الإسلامية»

في هذا الجزء، ناقش المؤلف آراء المستشرقين حول الإسلام والحضارة الإسلامية، ومن ذلك رأي واشنطن إيرفينغ في الجبرية، وقد تناول بتفصيل موضوع القضاء والقدر في الإسلام.

الانتقادات

وُجّهت انتقادات على كتاب حياة محمد، ومن أبرزها:

• العقلانية المفرطة: اعتمد المؤلف كثيراً على الطابع العقلي والعلمي للأحداث الجارية في السيرة النبوية، مما أدّى إلى تجاهل أو إنكار كثير من المسلّمات عند المسلمين.

• إهمال المصادر الشيعية: اقتصر المؤلف على مصادر أهل السُنّة وأهمل روايات الشيعة. ولذلك، ظهر دور الإمام علي(ع) باهتاً في الكتاب. ففي قضايا مثل حديث الإنذار وليلة المبيت اكتفى بذكر اسم علي، بل لم يشر إلى حديث الغدير.

• حذف مضامين في الطبعات اللاحقة: بعض المواد المهمة التي وردت في الطبعة الأولى حُذفت في طبعات لاحقة. وقد انتقد سلطان الواعظين، الخطيب الشيعي، في كتابه ليالي بيشاور حذف القسم المتعلق بـحجة الوداع وغدير خم بشدّة.

• الانحراف في منهجية التأريخ: اعتبر بعض النقاد أن استنتاجات المؤلف في مجالات العقيدة، والتاريخ، والحديث، والسياسة والاجتماع، قد انحرفت عن جادة الحق ومنهج التأريخ الصحيح.

كتاب «زندگاني محمد(ص)» ترجمة كتاب حياة محمد(ص) بالفارسية

الطباعة والترجمة

أُلّف كتاب حياة محمد عام 1932م ونُشر في مصر مع مقدمة محمد مصطفى المراغي، شيخ الأزهر.

التغييرات في الطبعات اللاحقة

• الطبعة الثانية: تضمّنت تغييرات في المحتوى أشار إليها المؤلف في المقدمة.
• الطبعة الثالثة: لم تتجاوز بعض التعديلات الجزئية والتحريرية.

الترجمات والإصدار الدولي

أصدر هذا الكتاب العديد من دور النشر بلغات متعددة منها الفارسية، والإنجليزية وغيرها. وحتى سنة 1428هـ، أعيد طبع هذا العمل أكثر من 12 مرة.

أحد طبعات الكتاب أصدرها المجمع العالمي لأهل البيت بتحقيق وتصحيح وتعليق، وكان هدف هذه النسخة التعامل العلمي مع الكتّاب غير الشيعة؛ بحيث جرى تقدير النقاط الإيجابية في الكتاب، والتنبيه على أخطاء المؤلف وغفلاته (مثل عدم ذكر حادثة غدير خم).