آية الاسترجاع

من ويكي شيعة
(بالتحويل من ايه الاسترجاع)
آية الاسترجاع
عنوان الآيةآية الاسترجاع
رقم الآية156
في سورةالبقرة
في جزء2
رقم الصفحة24
شأن النزولاسترجاع الإمام علي عندما قُتل عمه حمزة
مكان النزولالمدينة
الموضوعالأعترف بالعبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى


آيَة الاِسترِجَاع وهي جزء من الآية 156 من سورة البقرة، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

تُظهر هذه الآية الإقرار الكامل بـالعبوديةالمطلقة للّه، وتعلمنا أن لا نحزن على ما فقدناه؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو مالكنا ومالك جميع مواهبنا. إذا شاء منحنا إياها، وإذا استوجبت المصلحة أخذها منا. الالتفات المستمر إلى حقيقة عودتنا إلى الله يُذكرنا بزوال هذه الحياة. وقد وردت في السنة النبویة الشريفة مجموعة من الأحاديثالتي تتحدث عن آثار الاسترجاع وأجر من استرجع عند المصيبة.

نص الآية

ورد في الآية 156 من سورة البقرة:

﴿الَّذِینَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِیبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَیهِ رَ‌اجِعُونَ



سورة البقرة، الآية 156


تسميتها

الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات


وهي جزء من الآية 156 من سورة البقرة، وتعرف بآية الاسترجاع،[١] وهذه الآية لها مرتبطة بالآية التي قبلها والتي بعدها، حيث كانت الآية 155 مقدمة لآية الاسترجاع، والآية 157 هي بمثابة النتيجة التي يعطيها الله، للصابرين على المصيبة.[٢]

قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَىْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَموَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[٣]

سبب النزول

روي عن سبب نزول آية الاسترجاع عن ابن عباس قال: أن حمزة حين قُتل يوم أُحد، وعرف بقتله الإمام عليعليه السلام، فقال: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، فنزلت هذه الآية: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.[٤][٥]

تفسير الآية

قال الشيخ الطوسي والشيخ الطبرسي: إنَّ في آية الاسترجاع إقرار بالبعث والنشور، وأنَّ مآل الأمر يصير إليه، وإنَّما كانت هذه اللفظة تعزية عن المصيبة، لما فيها من الدلالة على أنَّ اللّه يجزها إن كانت عدلاً، وينصف من فاعلها إن كانت ظلماً.[٦]

ذكر الفيض الكاشاني وهو من مفسري القرن الحادي عشر الهجري في تفسير الصافي اعتماداً على رواية: إنَّ كل شي‏ء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة،[٧]

قال السيد الطباطبائي في الميزان في معنى الاسترجاع: إنَّ وجود الإنسان وجميع ما يتبع وجوده، من قواه و أفعاله قائم الذات بالله الذي هو فاطره، وموجده فهو قائم به مفتقر ومستند إليه في جميع أحواله من حدوث، وبقاء غير مستقل دونه، فلربه التصرف فيه كيف شاء وليس للإنسان من‏ الأمر شي‏ء إذ لا استقلال له بوجه أصلا فله الملك في وجوده و قواه و أفعاله حقيقة.[٨]

يُستشعر من هذه الآية الإقرار التام بالعبودية المطلقة للّه، حيث يعلمنا أن لا نحزن على ما فاتنا؛ لأنَّه ــ سبحانه ــ مالكنا ومالك جميع ما لدينا من مواهب، إن شاء منحنا إيّاها، وإن استوجبت المصلحة أخذها منا.

والالتفات المستمر إلى حقيقة عودتنا إلى اللّه ــ سبحانه ــ يُشعرنا بزوال هذه الحياة، وبأن نقص المواهب المادية ووفورها غرض زائل، ووسيلة لارتقاء الإنسان على سُلّم تكامله، فاستشعار العبودية والعودة في عبارة ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ،‏ له الأثر الكبير في تعميق روح الاستقامة و الصبر في النفس.[٩]

من الواضح أن الغرض من هذه العبارة ليس تكرارها باللسان فقط، بل الشعور بهذه الحقيقة والتأمل فيما تحمله من توحيد وإيمان.[١٠]

الاسترجاع في الروايات

لقد ذُكِرَ في السنة الشريفة مجموعة من الأحاديث حول أجر من استرجع عند المصيبة، ومنها:

  • عن عكرمة طُفيء سراج النبي، فقال: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، فقيل: يا رسول الله، أمصيبة هي؟ قال: «نعم، وكل ما يؤذي المؤمن فهو مصيبة له وأجر».[١١]
  • عن أبي أمامة قال: خرجنا مع رسول الله، فانقطع شسع،[١٢] النبي ، فقال: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، فقال له الرجل: هذا الشسع؟! فقال رسول الله: «إنها مصيبة»،[١٣] وغيرها من الروايات.
  • عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: «قال رسول الله أربع من كن فيه كتبه الله من أهل الجنة: من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلا الله، ومن إذا أنعم الله عليه النعمة قال: الحمد لله، و من إذا أصاب ذنبا قال: أستغفر الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.[١٤]
  • عن أبي علي المهلبي، عن أبي عبد الله، قال: «قال رسول الله: أربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و من إذا أصابته مصيبة، قال: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، و من إذا أصاب خيراً، قال: الحمد لله، و من إذا أصاب خطيئة، قال: استغفر الله وأتوب إليه».[١٥]
  • عن عبد الله بن صالح الخثعمي عن أبي عبد الله قال: قال رسول الله قال الله: عبدي المؤمن، إن خولته وأعطيته ورزقته واستقرضته، فإن أقرضني عفوا أعطيته مكان الواحد مائة ألف فما زاد، و إن لا يفعل أخذته قسرا بالمصائب في ماله، فإن يصبر أعطيته ثلاث خصال، إن اختبر بواحدة منهن ملائكتي اختاروها، ثم تلا هذه الآية ﴿الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ إلى قوله﴿الْمُهْتَدُونَ.[١٦]

آثار الاسترجاع

لقد ذُكِرَ في السنة الشريفة مجموعة من الأحاديث حول آثار الاسترجاع، ومن هذه الآثار: ما من عبد يُصاب بمصيبة فيسترجع إلا غفر الله تعالى له ما تقدَّم من ذنبه، وكلما ذكر مصيبته واسترجع غفر الله له ذنب من ذنوبه،[١٧] ومن استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته، وأحسن عاقبته، وجعل له خَلَفاً صالحاً يرضاه.[١٨]

استحباب الاسترجاع

ذكر الشهيد الأول إنَّ الاسترجاع (إنا لله و إنا إلیه راجعون) عند المصيبة مستحب، وقد ذكرت العديد من الروايات أنَّ النبي والأئمة المعصومين عليهم السلام أوصوا بالاسترجاع عند المصائب،[١٩] وذكر صاحب الجواهر أنَّ الاسترجاع عند دفن الميت مستحب.[٢٠]

الهوامش

  1. جوادي آملي، تسنيم، ج 7، ص 738.
  2. الطبرسي، البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 436.
  3. البقرة: 155 ــ 156 ــ 157.
  4. البقرة: 156 ــ 157.
  5. المجلسي، بحار الأنوار، ج 36، ص 191.
  6. الطوسي، التبيان، ج 2، ص 40؛ الطبرسي، البيان في تفسير القرآن، ج 1، ص 437.
  7. الفيض الكاشاني، تفسير الصافي، ج 1، ص 204.
  8. الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 1، ص 353 - 354.
  9. الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 364.
  10. الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 365.
  11. السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 380.
  12. الشسع: زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها.
  13. السيوطي، الدر المنثور، ج 1، ص 380.
  14. البحراني، البرهان، ج 1، ص 364.
  15. العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 88.
  16. العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 88.
  17. الكليني، الكافي، ج 3، ص 224.
  18. النوري، مستدرك الوسائل، ج 2، ص 406.
  19. الشهيد الأول، ذكرى الشيعة، ج ‌2، ص 49.
  20. النجفي، جواهر الكلام، ج 4، ص 310.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1427هـ/ 2006م.
  • السيوطي، جلال الدين، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، 2010م.
  • الشهيد الأول، محمد بن مكي،‌ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، قم - إيران، الناشر: مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط1، 1419هـ.
  • الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم - إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي عليه السلام، ط1، 1426هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين‏، الميزان في تفسير القرآن‏، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط5، ‏‏‏1417هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: محمد جواد البلاغي، طهران - إيران، الناشر: انتشارات ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن،‏ التبيان في تفسير القرآن،‏ تحقيق: أحمد قصير العاملي، بيروت - لبنان، الناشر: دار احياء التراث العربي، ط1، د.ت.‏‏
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط1، 1411هـ/ 1991م.
  • الفيض الكاشاني، محسن‏، تفسير الصافي، تحقيق: حسين الأعلمي،‏ طهران - إيران، ال‏ناشر: انتشارات الصدر، ط2، ‏1415هـ.‏
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران - إيران، الناشر: دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407ه‍.
  • النوري، حسين بن محمد تقي،‏ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل،‏ قم - إيران، الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، ط1، 1408هـ.
  • جوادي آملي، عبد الله، تسنيم في تفسير القرآن، قم - إيران، الناشر: مركز الإسراء للطباعة، ط1، 1436هـ.