الخوجة الاثنا عشرية

الخوجة الاثنا عشرية

مسجد للشيعة الخوجه الاثني عشرية في عاصمة بوروندي
المعلومات العامة
المؤسس	الملا قادر حسين
سنة التأسيس	1822 م
أهم المدن	زنغبار
الأوضاع الراهنة
عدد الاتباع	125000 نفر
مؤسسات	الفدرالية العالمية لجماعات الخوجة الاثني عشرية، وبعثة بلال الإسلامية
الشخصيات
المذهبية	السيد أختر الرضوي، ودوجي جمال
السياسية	محمد علي جناح

مسجد للشيعة الخوجه الاثني عشرية في عاصمة بوروندي

الخوجة الاثنا عشرية، هم جماعة من الخوجة يعتقدون بـالمذهب الشيعي الاثني عشري، وأصلهم من الهندوس، وجاءت تسميتهم بالخوجة بعد اعتناقهم الإسلام، وبسبب تشدد آغاخان المحلاتي وارتباطهم بعلماء الشيعة الاثني عشرية انفصل هؤلاء الخوجة عن الخوجة الإسماعيلية، وأصبحوا من الشيعة.

فمعظمهم يعيشون في باكستان والهند وتنزانيا، وينتشرون أيضاً في دول مختلفة كالولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا. أما ثقافة الخوجة الشيعة فهي مزيجة بين الثقافة الإسلامية والهندية، وهم يسعون إلى تأسيس كتلا في أي منطقة يسكنون فيها؛ وذلك من أجل تماسكهم الاجتماعي وأداء شعائرهم الدينية، ويطلقون عليها اسم "جماعة". كما لديهم نشاطات في المحافل الدولية منها الفدرالية العالمية لجماعات الخوجة الاثني عشرية، والمنظمة العالمية لتبليغ الإسلام والخدمات الإنسانية، وبعثة بلال الإسلامية.

يعد الملا قادر حسين ودوجي جمال من قادة الخوجة الشيعة، وقد برز منهم شخصيات بارزة في السياسة والدين، وهم: سعيد أختر رضوي مؤسس بعثة بلال الإسلامية في تنزانيا، ومحمد علي جناح مؤسس الدولة الباكستانية.

الخوجة

المقالة الرئيسة: الخوجة

الخوجة جماعة من المسلمين كانوا يعيشون منذ القرن الخامس عشر في مدينة سند الهندية، وكانوا من الهندوس فاعتنقوا الإسلام عن طريق رجل باسم "بير صدر الدين" (الشيخ صدر الدين).

وفي البداية كانت معتقداتهم مزيجة من العقائد الهندوسية والإسلامية، ثم عقب النشاطات التبلغية لآغا خان الأول -والذي كان أول إمام للخوجة وهو شيعي إسماعيلي- تعرفوا على أحكام الإسلام كالصلاة، والصيام، والزيارة، والعمل بها.

وانفصل جماعة من المذهب الشيعي الإسماعيلي بسبب نزاعات نشأت بينهم، فمنهم اتجه نحو المذهب السني، وجماعة أخروى اتجهت إلى المذهب الشيعي الاثني عشري.

نشؤ الخوجة الاثني عشرية

في أوائل عقد السابع من القرن التاسع عشر للميلاد، توجه جماعة من الخوجة إلى النجف بعد زيارتهم الإمام الحسين (ع)، والتقوا بأحد كبار المجتهدين آنذاك باسم زين العابدين المازندراني، وعند اجتماعهم به أعلنوا تشيعهم، لكنهم قالوا أنهم لا يعملون بأحكام الشريعة، ويقدّمون زيارة الأئمة على زيارة الكعبة، وبما أن آية الله المازندراني لم يقبل منهم هذا المعتقد، طلبوا منه أن يبعث لهم شخصا يعلموهم المفاهيم الدينية، فأوصى المازندراني أحد تلامذته الهنود باسم الملا قادر حسين أن يذهب إلى مدينة مومباي لهذه المهمة، فرحل الملا هناك، وبعد وصوله سكن في بيت أحد الخوجة، وشرع بتعليم المذهب الشيعي، وهكذا ظهرت الخوجة الاثني عشرية، وانفصلت من الخوجة الإسماعيلية.

ففي بداية الثمانينات من القرن التاسع عشر، رحل آية الله أبو القاسم النجفي إلى الهند؛ وذلك لنشر المذهب الشيعي الاثني عشري، فأقام أول صلاة الجمعة للشيعة في مومباي، فأخفى الخوجة الاثنى عشرية مذهبهم وشعائرها من الخوجة الإسماعيلية لفترة من زمن حتى سنة 1899 م، ففي هذه السنة أعلنوا رسميا مذهبهم، وأسسوا جماعتهم، ومنذ ذلك حين بدأ عددهم يرتفع، وذلك بشكل ملحوظ.

دوجي جمال من قادة الخوجة الاثني عشرية

المعتقدات والشعائر الدينية

تعتقد الخوجة الاثني عشرية بمبادئ المذهب الشيعي الإمامي وفروعها، وتلتزم بأحكام الشريعة كـالصلاة والخمس والزكاة والصدقات، وأما علماء دينهم فإنهم يعدون صلاة الجماعة عاملا للتمتين العلاقات الاجتماعية، ويؤكدون على إقامة صلاة الجمعة.

يعظم الخوجة الاثني عشرية مواليد المعصومين (ع) ووفياتهم خاصة محرم الحرام، ويقيمون الاحتفالات والمآتم بهذه المناسبات، كما أنهم يلطمون الصدور ويقيمون العزاء على طريقة الشيعة في الهند وباكستان.

تقلد جماعة الخوجة الاثني عشرية من مراجع التقليد الشيعة، فقلدت السيد أبو القاسم الخوئي، ثم أصبحت من مقلدي السيد محمد رضا الكلبايكاني، ثم آية الله السيد علي السيستاني، أما الآن فمعظمها تقلد آية الله السيستاني..

يدفعون خوجة الشيعة حقوقهم الشرعية إلى مراجع التقليد، ومراجع الدين أيضا يجوزون إليهم التصرف بـسهم الإمام في شؤونهم المذهبية وتعود هذه الإجازات والتصرف بسهم الإمام إلى زمن مرجعية السيد أبو الحسن الأصفهاني، والسيد حسين البروجردي، ولأول مرة سنة 1960 م أجاز السيد محسن الحكيم – وكان مرجع التقليد آنذاك - للفدرالية العالمية لجماعات الخوجة الاثني عشرية أن يتصرفوا بسهم الإمام.

العادات والتقاليد

تولي الخوجة الاثنا عشرية اهتماما بالغا للحفاظ على انتمائها وهويتها، وبناء عليه، فإن عاداتها وتقاليدها متأثرة بالثقافة الهندية والديانة الهندوسية، فيرتدون في مراسيها الملابس التقليدية الهندية والباكستانية، وترغب شديدا إلى الطهو التقليدي الهندي.

لا يتزوج الخوجة الاثنا عشرية عادة من غير صنفهم حتى وإن كانوا من الجماعات الأخرى للخوجة، وإن تقاليدهم الاجتماعية ومراسيمهم الدينية كالزواج، والاحتفالات والشعائر الدينية مزيجة من العادات الإسلامية والهندية، وعلى سبيل المثال عند اختيارهم للاسم واللقب يجمعون بين اللقب الهندي والاسم الإسلامي: محمد دوجي، وعلي دايا، وجعفر نانجي، وحسنين آلارخيا.

الجماعات والمنظمات

السيد أختر رضوي مؤسس بعثة بلال الإسلامية

إن للخوجة كتلا ومنظمات، منها:

جماعات الخوجة

الخوجة الاثنا عشرية يهتمون كثيرا بالحفاظ على تماسكهم، وعندما يحلون في أي مدينة أو بلد ما، ينشؤون لهم كتلا يطلقون عليها جماعة؛ وذلك لأجل التضامن والتماسك بينهم في إقامة الشعائر الدينية، والنشاطات الاجتماعية، وتنشط هذه الجماعات تحت إشراف فدرالية الخوجة.

أسست أول جماعة للخوجة الاثني عشرية في زنغبار سنة 1882 م، وأنشئت سنة 1899 م جماعة الخوجة في مومباي بشكل رسمي.

الفدرالية العالمية

المقالة الرئيسة: الفدرالية العالمية لجماعات الخوجة الاثني عشرية

الفدرالية العالمية لجماعات الخوجة الاثني عشرية هي أعلى منظمة للخوجة، وهي تشرف على نشاطات الجماعات الخوجة الاثني عشرية في العالم، وأسست هذه المنطمة لأهداف كنشر المذهب الاثني عشري، والتنامي المالي لجماعات الخوجة، وارتفاع المعرفة الدينية والعلمية لهم. و30 جماعة و4 فدرالية إقليمية تحت إشرافها، وينتمي إليها 125000 عضو.

بعثة بلال الإسلامية

المقالة الرئيسة: بعثة بلال الإسلامية

تُعدّ بعثة بلال الإسلامية (Bilal Muslim Mission) من أهم الجمعيات الخوجة الاثني عشرية، وقد أسسها السيد أختر الرضوي وعدد من قادة الشيعة في تنزانيا سنة 1968 م لنشر المذهب الشيعي الاثني عشري، كما أن هذه البعثة لها نشاطات في جميع مدن تنزانيا، وله شعب أخرى في سائر البلدان كـكنيا، ومدغشقر، وبوروندي، وأمريكا.

ويباز

ويباز أو المنظمة العالمية لتبليغ الإسلام والخدمات الإنسانية (World Islamic Propagation and Humanitarian Services) من أهم المنظمات التبليغية الدينية للخوجة الاثني عشرية في تنزانيا والذي أسست بصورة رسمية سنة 1980 م. وهي تعمل بشكل مستقل عن الفدرالية الإفريقية و بعثة بلال الإسلامية ميشن، وتهدف ويباز إلى نشر رسالة السلام بين المسلمين السود عن طريق التعاليم الإسلامية، والقضاء الفقر من خلال النشاطات التعليمية، ومساعدة المرضى والبؤساء.

الشخصيات

محمد علي جناح من قادة الخوجة الاثني عشرية

ظهرت شخصيات دينية، وثقافية، وسياسية في الخوجة الاثني عشرية، منهم:

• الملا قادر حسين (ت: تسعينات القرن 19 م) عالم دين شيعي بعثه آية الله زين العابدين المازندراني إلى الهند ومؤسس أول جماعة للخواجة الاثني عشرية، ولم يكن هذا الشخص من الخوجة، ولكن بما أنه كان أول مبلغ شيعي إمامي بين الخوجة عُدّ من جماعة الخوجة.

• دوجي جمال (1820-1905 م)، من القادة الأوئل لجماعة الخوجة الاثني عشرية في الهند.

• السيد سعيد أختر رضوي (1927-2002 م)، من مؤسسي بعثة بلال الإسلامية في تنزانيا.

• محمد علي جناح (1876-1948 م)، مؤسس دولة باكستان، وزعيم رابطة مسلمي عموم الهند وهي حركة أدت إلى استقلال باكستان.

• الملا أصغر رئيس الفدرالية العالمية لجماعات الخوجة الاثني عشرية،. وانتخب سنة 1370 ش من قبل آية الله الخامنئي عضوا للهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت (ع).

الشخصيات الأخرى

ينتمي إلى الخوجة الاثني عشرية شخصيات أخرى، منهم: حاجي ناجي (1864- 1943 م)، وغلامحسين ولي محمد درسي (سلسبيل)، وحاجي داوود حبيب، ومحمد شريف دوجي، وعلي محمد جعفر دوجي، ودايا والجي، وغلام عباس قاسم علي بهادر علي ملوجي، وأحمد دونغرسي، ونظير جسا.

المجلات

تصدر عن الخوجة الاثنا عشرية مجموعة من المجلات في مختلف بلدان العالم منذ نشأتها، ومنها: مجلة طريق النجاة (1890 م)، ونور الإيمان (1892 م) في مومباي،، حديقة النجاة (1906 م) في أحمد آباد الهندية، ومجلاتا المنادي والسلسبيل في زنغبار (1924 م).

وأما في الوقت الراهن فتصدر "ساماجار" (وهي المجلة الرسمية لفدرالية الخوجة الاثني عشرية في أفريقيا)، و " Insight" (المجلة الرسمية للفدرالية العالمية لخوجة الاثني عشرية)، وصوت بلال " Sauti ya Bilal" ، و" The light" نور (هما مجلتان رسميتان لـبعثة بلال الإسلامية)، ونشرية Shia International بلغات مختلفة.

الحوزات العلمية

أسست الخوجة الاثنا عشرية حوزات علمية في بعض الدول كـأمريكا، وبريطانيا، وسوريا، وتنزانيا، وكنيا، ومنها:

• حوزة السيد الخوئي العلمية في برمينغهام

• حوزة ولي عصر العلمية في نيويورك

• مدرسة أهل البيت (ع) الدينية للعلوم الإسلامية في تنزانيا

• مدرسة أمير المؤمنين (ع) الدينية في مومباسا كنيا

• حوزة المهدي في برمينغهام

مناطق الخوجة

يعود أصل الخوجة الاثني عشرية إلى ولاية كجرات ومنطقة غج الهنديتان، ولكن اليوم فهم منتشرون في جميع أنحاء العالم.

وفقا على ما ورد في الموقع الرسمي لفدرالية الخوجة الاثني عشرية العالمية فإن عددهم يبلغ 125000 نسمة، ويعيش حوالي 25000 نفر منهم في الهند وتحديدا في منطقة غج وكجرات ومومباي، كما يعيش حوالي 42000 منهم في باكستان ومعظمهم في كراتشي.

وتتواجد في أفريقيا ما يقارب من 15000 من الخوجة الاثني عشرية، وتعد تنزانيا وكنيا من أهم مراكزها، وتقطن حوالي هذا العدد في الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وأروبا، ويبلغ عددهم في كندا 4000 إلى 5000 شخص، وينضم إلى جماعة الحجة في لندن 5000 عضو، وتعد أكبر جماعة للخوجة الاثني عشرية.

والإمارات المتحدة، وبنغلاديش، واليمن، وعمان، وزنغبار، وأوغندا، والصومال، ومدغشقر، وهولندا، وفرنسا من البلاد التي تقطن فيها هذه الفئة الشيعية.

شيعة الخوجة وإيران

بما أن معظم الشعب الإيراني هم من الشيعة الاثني عشرية؛ فإن الشيعة الخوجة يشعرون بأنهم قريبون من الشعب الإيراني، فيأتون إلى إيران لزيارة الإمام الرضا (ع) والسيدة المعصومة (ع)، وهناك طلبة للعلوم الدينية من الخوجة يدرسون في الحوزات العلمية في إيران.

ليست للشيعة الخوجة نشاطات سياسية ملحوظة، لكن لديهم ردود على أهم الأحداث السياسية التي تحدث في العالم، على سبيل المثال فإن فدرالية الشيعة الخوجة في أفريقيا احتجت على شاه إيران بشأن نفي الإمام الخميني إلى العراق، كما التقى حبيب والجي وهو أحد قادة الخوجة في بريطانيا بالإمام الخميني، وأعلن عن دعمه لنضال الإمام الراحل.

والتقى قادة الخوجة بمسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في مناسبات مختلفة، فمنها لقاء رئيس الأسبق لفدرالية الخوجة الاثني عشرية العالمية بالإمام الخميني، واستقبل رئيس الفدرالية الأفريقية محمد الديراني، الرئيس الإيراني آنذاك هاشمي الرفسنجاني، وذلك في رحلته إلى تنزانيا وكنيا.

وقدمت الفدرالية العالمية للشيعة الخوجة دعما ماليا لأهالي المتضررين من الزلزال في مدينتي رودبار وبم الإيرانيتين، كما زوّد مكتب آية الله الخامنئي الفدرالية العالمية لشيعة الخوجة بمنح دراسي لالتحاق الشباب الأفارقة بالجامعات الإيرانية.