باراجنار
باراجنار؛ إحدى مدن إقليم سرحد في الشمال الغربي من باكستان والغالب على سكان هذه المدينة والقرى أنّهم من أتباع مذهب أهل البيت (ع).[١]
موقع باراجنار الجغرافي
تقع المدينة على الخطين °33 و´54 عرضي شمالي و °70 و´6 طولي شرقي بمجاورة الحدود الافغانية في وادي كرَّم، وتفصلها عن الجنوب الغربي لبيشاور مسافة 280 كيلو متر.[٢] ينشطر وادي كُرّم الى قسمين كرم العليا وكرم السفلى، وتحتل مدينة باراجنار مركز كُرّم العليا.[٣] تنتهي منطقة كُرّم الجبلية بواد سحيق وواسع يضم منحدرات كثيرة تقع باراجنار على أحدى تلك المنحدرات.[٤]
تكتسي قمم جبال المنطقة بكم هائل من الاشجار وتضمّ مجموعة من القرى الجميلة ذات الطبيعة الخلابة إضافة الى طقس لا يتعدى في أشدّ أيام الصيف سبعا وثلاثين درجة سانتي جراد.[٥]
سبب التسمية
ذكر الباحثون عدة تحليلات لهذه التسمية فمنهم من أرجعها إلى وفرة أشجار «الجنار» وهو نوع من أشجار النبق في المنطقة؛ ومنهم من أرجع التسمية إلى قبيلة «بارا» القاطنة فيها.[٦] والظاهر أن القول الأول هو الأقرب للصحة.
ولمعرفة تاريخ المدينة لابد من تسليط الضوء على تاريخ منطقة كُرّم. فمن الملاحظ أن وادي كُرم درّة كان من أسهل الممرات التي سلكتها الأقوام الآرية ما بين 4000- 2000 قبل الميلاد إبان هجرتها الى بلاد الهند. وذكر رهبان البوذية الصينيون الذين دخلوا الى منطقة كُرّم العيا في القرنين الخامس والسابع الميلاديين أنّ سكانها كانوا من البوذيين.[٧]
تاريخ المدينة السياسي
يغلب على سكان المدينة وقراها أنهم من أتباع مذهب أهل البيت (ع).[٨] وقد خضعت المنطقة في العصر الإسلامي إلى حكم الغزنويين ثم الغوريين، وبعدها ألحقت بالامبراطوية المغولية فاتخذوا منها مركزا مهما لهم.
ولما بدأ نجم الحكومة المغولية بالأفول وأخذت دولتهم بالتقهقر والضعف انضمت المنطقة إلى سلطة الحكم الأفغاني. ثم استولى عليها نادر شاه عندما كان متجها إلى الهند سنة 1151 ق/ 1738 م.[٩]
في عام 1272 ق/ 1856 م دخلتها الجيوش البريطانية فواجهوا مقاومة من القبائل القاطنة انتهت في نهاية المطاف إلى خضوعها لحكم الانجليز عام 1309هـ ق.[١٠] ثم آل الأمر إلى دخولها تحت سلطة حكومة الهند البريطانية سنة 1310هـ ق/ 1892م.[١١]
وبعد تقسم الهند في سنة 1947م وتأسيس دولة باكستان أدرجت المدينة ضمن خارطة الباكستان الحالية.[١٢]
باراجنار في العصر الراهن
تحولت المدينة إبّان الغزو السوفيتي لأفغانستان وبسبب موقعها الجغرافي إلى قلعة ومركز للمجاهدين الأفغان للانطلاق منه لضرب الجنود السوفييت.
كذلك كانت المدينة في العقود الأخيرة مسرحاً للصراع الدامي بين السنة والشيعة هناك.
وفي سنة 1985م أصدر رئيس جمهورية باكستان الجنرال ضياء الحق أمراً بإخراج الشيعة من باراجنار وكان المنفذون له المجاهدون السنة الأفغان الذين تربطهم بسنة باراجنار علاقة خاصة.[١٣] وبعد أن سقطت حكومة طالبان فرّ الكثير منهم إلى باكستان عامّة وإلى هذه المنطقة خاصة حيث اتخذوا منها مركزا مهما لهم.
في سنة 2002م اجتاحت المنطقة قوات باكستانية أمريكية منفذة عمليات عسكرية ضد القاعدة وطالبان.
الهوامش
- ↑ سرحدي، ص 82.
- ↑ «اطلس...1»، 120, 132، فهرست؛ سرحدي، ص81.
- ↑ دويي، ص311؛ «فرهنك...، ص2»، XVI/50.
- ↑ بنل،ص38؛ «فرهنك»،ص XVI/47-48.
- ↑ بنل، ص 81؛ «فرهنك»، ص XVI/48.
- ↑ اردو...، ج5، ص348؛ سرحدي، ص 80.
- ↑ «تاريخ...، ص3».
- ↑ سرحدي، ص82.
- ↑ «درّه...، ص4»؛ «فرهنك»، ص XVI/49؛ «تاريخ»؛ بريتانيكا، ماكرو، ص XIII/256.
- ↑ «فرهنك»، صXVI/50.
- ↑ اردو، دائرة المعارف الإسلامية، ج5، ص348.
- ↑ بريتانيكا، ميكرو، ص V/950.
- ↑ «اخبار...، ص5».
المصادر
- اردو، دائرة المعارف الإسلامية، لاهور، 1390هـ ق/1971م؛
- سرحدي، عمر عامر، «در درۀ بارهجنار [في وادي بارجنار]»، باكستان، كراتشي؛
المصادر الإنجليزية
- Brief History of Kurram Agency«, www.kurramvalley. 8k.com/cgi-bin/framed/2848/history 1.html;
- Britannica, 1978;
- Britannica Atlas, Chicago, 1996;
- Douie, J.,
- The Panjab, North-West Frontier Province and Kashmir, Lahore, 1916;
- The Imperial Gazetteer of India, New Delhi, 1972;
- The Kurram Valley and the Mughals«, www. Kurramvalley, 8k.com/cgi-bin/framed/2848/history2.html;
- Pennell, A.M., Pennell of the Afghan Frontier, Lahore, 197
- Shia News«,www.shianews.com/hi/articles/politics/0000116.php
وصلات خارجية
اقتبس هذا المقال ولخص عن:دائرة المعارف الإسلامية الكبرى الفارسية (باراجنار)