حسن شحاتة

من ويكي شيعة
حسن شحاتة
تاريخ ولادة23 ذي الحجة عام 1365 هـ
مكان ولادةبهربيط التابعة لمحافظة الشرقية بمصر
تاريخ وفاة14 شعبان عام 1434 هـ
مكان وفاةقرية أبي مسلم(في محافظة الجيزة المصرية)
سبب وفاةقتل شهيداً على يد السلفيين
إقامةمصر
جنسيةمصرية
سبب شهرةعالم ديني وباحث إسلامي
دينالإسلام
مذهبالشيعة
أعمال بارزةالخطب والمحاضرات


حسن شحاتة، هو رجل دين شيعي مصري. انتقل من المذهب السني إلى المذهب الشيعي الإمامي. له خطب ومحاضرات عديدة تسببت في اعتقاله أكثر من مرة منذ زمن حكم حسني مبارك، وله دور كبير في إقامة المراسم الدينية والطقوس المذهبية، بالخصوص ما يتعلق بالشيعة في مصر.

مولده ونشأته

هو حسن بن محمد بن شحاتة بن موسى العناني. ولد يوم الاثنين 23 ذي الحجة عام 1365 هـ /11 اكتوبر عام 1946م في بلدة "هربيط" التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية بمصر في أسرة متوسطة الحال متدينة حنفية المذهب. درس القرآن منذ نعومة أظفاره، وحفظه كاملاً وله من العمر خمس سنين، ثم أكمل دراسته في الأزهر. وقف يخطب بالناس لأول مرة وهو بعدُ لم يتجاوز الـ 15 من عمره في مسجد الأشراف ببلدته، وظل خطيباً فيه لمدة خمس سنوات، ثم انتقل للخطابة في مسجد الأحزاب ببلدة مجاورة لمدة سنتين.[١][٢]

تشيعه وتبعاته

بدت عليه منذ الصغر ملامح ولاءه لأمير المؤمنين علي عليه السلام، وفي الوقت نفسه علائم كرهه لأعدائه رغم أنّه لم يكن من أتباع مذهب آل البيت عليهم السلام آنذاك، ولكنه كان يقول لأساتذته ومُدرّسيه: «قولوا ما شئتم ولكن النبي وأمير المؤمنين والزهراء والحسنان شجرة واحدة، أغصانها واحدة، ثمرها واحد».[٣]


يقول الشهيد الشيخ شحاتة: "نشأت منذ صغري على حب آل البيت (ع) وموالاتهم، فوالدي ربّاني وكل أفراد العائلة على حبهم، وكان كثيراً ما يحدثني عن شخصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وكان يقول لي: يا ولدي إن أمير المؤمنين كان حامي حمى الإسلام، وكان النبي (ص) إذا مشى وحده يتعرض للأذى، وإذا مشى معه أمير المؤمنين (ع) لم يكن يجرأ أحد على التعرض له بسوء". [٤]

أخذ الشهيد الشيخ شحاتة في البحث عن الحقيقة لمدة امتدت خمسين عاماً! رأى بعدها الرسول (ص) في رؤيا صادقة دفعته إلى اتّباع مذهب أهل البيت والمجاهرة بالولاية لأمير المؤمنين عليه السلام وإظهار الولاية له والبراءة من أعداءه على كل المنابر وفي مختلف وسائل الإعلام. فأحدث ذلك ضجة واسعة آنذاك... فتبعه الكثير من الناس عندما سمعوا منه صوت الحق، ووجدوا عنده الحقيقة، ولقوا عنده ما يروي حبهم الفطري لأهل البيت عليهم السلام . [٥]
في الفترة من عام 1414 هـ / 1994م إلى عام 1416 هـ / 1996 م مررتُ برحلة بحث مضنية انكشف لي الحق في آخرها، وتمسكت بحبل الله المتين وصراطه المستقيم بولاية أهل البيت عليهم السلام ، فبدأت في إعلانها في كل مكان، وقصدت بذلك أداء وظيفتي في تعريف المسلمين بالواقع والحقيقة التي أخفيت لقرون طويلة".[٦] في عام 1416 هـ / 1996م أعلن اتّباعه لمذهب آل البيت (عليهم السلام) وعلى إثرها اعتقل في ظل نظام حسني مبارك لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "ازدراء الأديان". ولم يتم الإفراج عنه سوى في شهر مارس 1997 دون توجيه اتهامات حقيقية له وحتى دون تقديمه للمحاكمة .
ثم تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 1430 هـ / 2009م مع أكثر من 300 شخص من أتباع آل البيت عليهم السلام في مصر، ثم أطلق سراحهم.
منع قبل استشهاده من السفر خارج مصر.[٧]

ما بعد الثورة على نظام مبارك

بعد الثورة ضد نظام الرئيس محمد حسني مبارك عام 1432 هـ / 2011 م ومع الإثارة الإعلامية لمسألة حسينيات أتباع آل البيت عليهم السلام كانت مشكلة حسينية قرية "هربيط" بالشرقية في شعبان 1433 / يوليو 2012 م موجودة على الساحة، وتعرض الشهيد الشيخ شحاتة للاعتداء إثرها، ولكن لم يصل إلى حد القتل، أو حتى الإيذاء، ولم يتخذ أهالي القرية نهجاً عنيفاً ضد أتباع آل البيت المتواجدين بها.[٨]

نشاطاته

التحق بالخدمة العسكرية عام 1388 هـ / 1968م، وتولى إمامة الجمعة، فكان الموجّه الروحي للعسكر في سلاح المهندسين، ومن هناك شارك في حرب اكتوبر، ثم انتقل إلى مدينة الدورامون في محافظة الشرقية، وصار إمام الجماعة هناك.
وفي عام 1404 هـ / 1984م انتقل إلى القاهرة وفيها ابتدأ نشاطه الديني، فبالإضافة إلى إمامة الصلاة بمسجد الرحمن بمنطقة كوبري الجامعة وخطبة الجمعة فيه، فقد كان يدرس خمسة دروس في مساجد متعددة.
وكان له برامج دينية عديدة في إذاعة القرآن الكريم وأحاديث في إذاعة صوت العرب وإذاعة الشعب، كما كان له ندوات في نوادي القاهرة وجميع محافظات مصر، ثم سجل برنامجاً أسبوعياً تلفزيونياً تحت عنوان "أسماء الله الحسنى" كان يبث على القناة الأولى في مصر.
لم يكن الشهيد شحاتة عالماً أزهرياً فحسب، بل كان أستاذاً لكثير من العلماء الذين تتلمذوا على يديه، وأئمة الأزهر ـ بما فيهم الشيخ الطنطاوي ـ يعرفونه عن كثب، فقد كان زميلاً لهم. [٩]
وصفته الصحف والمجلات المصرية: «إنه أكثر المشايخ الذين أثاروا جدلاً وصخباً وضجيجاً في مصر».[١٠]

استشهاده

بدأت المأساة أثناء إعداد مجموعة من أتباع آل البيت عليهم السلام في قرية "أبو مسلّم" للاحتفال يوم الأحد 14 شعبان عام 1434 هـ / 23 يونيو 2013 م في منزل أحد أتباع المذهب في القرية والذي خصصه ليكون حسينية، وقبل بداية الاحتفال هاجمتهم مجموعات من السلفيين بلغت 1000 شخص بحسب صفحة "طلاب الشريعة" ومعهم أعداد من أهالي القرية الذين حرّضوهم وضللوهم؛ وتمكنوا من اقتحام المنزل والاعتداء على الشهيد الشيخ حسن شحاتة وآخرين معه بالضرب حتى الموت، وتمت كل هذه الأحداث أمام أعين قوات الشرطة التي رفضت التدخل وكأنه أمر خُطط له مسبقاً.

وتمّ دفنه بجوار مسجد السيدة نفيسة، وذلك بعد أن رفض بعض السلفيين دفنه في مسقط رأسه.[١١]

الكره الأعمى يتجدد

سبب الحقد الأعمى والكره المستشري في بواطن المتزمّتين والتحريض البغيض من على المنابر والقنوات التلفزيونية إلى إيجاد جوّ أسود وصورة معتمة عن النشاطات الدينية التي يقوم بها الشهيد ورفقاؤه في إحياء مناسبات أهل البيت عليهم السلام مما أوجد حالة مسعورة لدى كثير ممن تجمهروا عند البيت الذي كان يتواجد فيه الشهيد وآخرون .

يروي واحد ممن كان داخل المنزل في ذلك الوقت ـ وكانوا 20 شخصاً تقريباً ـ أنه شاهد حشداً يبدأ في التجمع أمام المنزل، ووسطه اثنان من شيوخ السلفية يجرون مكالمات هاتفية ويوجهون الناس على ما يبدو. ويستمر قائلاًً:

«ثم كسروا المدخل، فصعدنا إلى الطابق الثاني، وأوصدنا الباب الحديدي المؤدي إليه، لكنهم بدأوا يطرقونه بدوره. وبدأوا يحطمون قطع الأثاث كلها، ويلقون بالطعام في الشارع. ثم صعدوا إلى السطح وتمكنوا من إحداث ثقب في سقف إحدى الغرف. وكان هذا أخطر الأمور، فقد بدأوا يلقون زجاجات المولوتوف داخل الغرفة من الثقب، فأشعلت النيران في ثياب أحد الرجال. ثم بدأوا يلقون زجاجات المولوتوف من الشرفة».

قرر الشهيد الشيخ شحاتة مغادرة المنزل مع شقيقيه ورجل رابع؛ لحماية الموجودين داخل المنزل من تواصل الهجوم، بما أن الواقفين بالخارج كانوا ينادون باسم الشهيد. وبناءً على ما أظهرته مقاطع فيديو، فقد اعتدى الحشد المتجمهر على الرجال الأربعة بشكل وحشي، بالقضبان الحديدية والعصي الخشبية، ضرباً على الرؤوس والظهور. ثم أوثقوا أيديهم وجرّوهم عبر الشوارع يهتفون "الله أكبر" .[١٢]

مواقف منددة بما حصل

أبدت أحزاب وشخصيات سياسية مصرية مواقفاً منددة بما حدث للشهيد شحاتة ومن كانوا معه، وأوعز بعضهم ذلك إلى الخطابات التحريضية التي سادت في تلك الفترة وخصوصاً من الجماعات السلفية وجماعة الإخوان المسلمين وخطاب الرئيس آنذاك محمد مرسي المنتسب لتلك الجماعة[١٣] .

مجالس التأبين

أقام له العديد من الشخصيات والمنظمات والمؤسسات الدينية في العديد من البلدان الإسلامية تأبيناً ومجالس للعزاء، ومنها: مجلس أقامه رفقاء الشهيد في مصر، ومجلس أقامه "المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام" و "مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية" في مسجد "أرك" بطهران وشارك في هذا المجلس الأمين العام للمجمعين ورئيس مکتب قائد الثورة الإسلامية، ومساعد رئيس الجمهورية في شؤون الدستور، ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية، والسفير السوري في طهران عدنان حسن محمود، إلى جانب عدد من ممثلي مراجع الدين والشخصيات والإسلامية والسياسية والعسکرية وأساتذة الجامعات والطلاب والشخصيات والنخب والمثقفون وأبناء الشعب الإيراني . كما أقيم له أيضاً عدة مجالس تأبينية في العراق والكويت والبحرين وغيرها من الدول. [١٤] [١٥] [١٦]

الهوامش

المصادر

وصلات خارجية