انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «البخاري»

أُضيف ٣٦٠ بايت ،  ٢٤ مايو ٢٠١٨
ط
imported>Bassam
imported>Bassam
سطر ١٦٤: سطر ١٦٤:


==تقييم صحيح البخاري==
==تقييم صحيح البخاري==
لم يجرئ الكثير من علماء أهل السنة على نقد روايات ورجال صحيح البخاري، بل جعله بعضهم المعيار في توثيق الرجال كما في قول أبو الحسن المقدسي: إنَّ الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح هذا جاز القنطرة، يعني لا يلتفت إلى ما قيل فيه،<ref>القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 21.</ref> ولكن وردت الكثير من الانتقادات للبخاري وصحيحه من الكثير من العلماء من أهل السنة والشيعة، ومنها:
لم يجرئ الكثير من علماء [[أهل السنة]] على نقد [[الروايات|روايات]] ورجال صحيح البخاري، بل جعله بعضهم المعيار في توثيق الرجال كما في قول أبو الحسن المقدسي: إنَّ الرجل الذي يخرج عنه في [[صحيح البخاري|الصحيح]] هذا جاز القنطرة، يعني لا يلتفت إلى ما قيل فيه،<ref>القسطلاني، إرشاد الساري، ج 1، ص 21.</ref> ولكن وردت الكثير من الانتقادات للبخاري وصحيحه من الكثير من العلماء من أهل السنة و[[الشيعة]]، ومنها:
===أهل السنة===
===أهل السنة===
انتقد بعض علماء الحديث ك[[الدارقطني]] صحيح البخاري وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحّة،<ref>الدارقطني، العلل الواردة في الأحاديث النبوية، ج 1، صص 108 - 109.</ref> وقد انتقد الحفّاظ صحيحي مسلم والبخاري في مائة وعشرة حديث، اختص البخاري منها بأقل من ثمانين وباقي ذلك يختص بمسلم،<ref>أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 317.</ref> وقد ناقش بعض علماء أهل السنة في الآونة الأخيرة في أحاديث صحيح البخاري وأثبتوا ضعفها على طبق الموازين العلمية كالشيخ محمد ناصر الدين الألباني.<ref>أبو عبده، الأحاديث التي ضعفها الشيخ الألباني في صحيح البخاري، صص 34 - 35.</ref>
انتقد بعض علماء [[الحديث]] ك[[الدارقطني]] صحيح البخاري وناقشوا الفكرة القائلة بأنّ أحاديثه من أكثر الأحاديث صحة،<ref>الدارقطني، العلل الواردة في الأحاديث النبوية، ج 1، صص 108 - 109.</ref> وقد انتقد الحفّاظ [[صحيح مسلم]] و[[صحيح البخاري]] في مائة وعشرة حديث، اختص البخاري منها بأقل من ثمانين وباقي ذلك يختص بمسلم،<ref>أبو رية، أضواء على السنة المحمدية، ص 317.</ref> وقد ناقش بعض علماء أهل السنة في الآونة الأخيرة في أحاديث صحيح البخاري وأثبتوا ضعفها على طبق الموازين العلمية كالشيخ [[محمد ناصر الدين الألباني]].<ref>أبو عبده، الأحاديث التي ضعفها الشيخ الألباني في صحيح البخاري، صص 34 - 35.</ref>


===الشيعة===
===الشيعة===
وجّه علماء الشيعة النقد للبخاري؛ لأنَّه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم{{هم}} في صحيحه، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع).<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 124.</ref>
وجّه علماء الشيعة النقد للبخاري؛ لأنَّه لم ينقل الأحاديث عن [[أئمة الشيعة]] وأبنائهم{{هم}} في [[صحيح البخاري|صحيحه]]، مع أنه عاصر على الأقل اثنين منهم ك[[الإمام الهادي]] و[[الإمام الحسن العسكري(ع)|الإمام الحسن العسكريّ]] (ع)، إلاّ إنه ذكر بعض الأحاديث عن [[أمير المؤمنين]] و[[الإمام الحسن المجتبى]] و[[الإمام الباقر]] (ع).<ref>الحسني، دراسات في الحديث والمحدّثين، ص 124.</ref>


===نقود أخرى===
===نقود أخرى===
يوجد الكثير من النقود الأخرى التي وجهها العلماء والمفكرون للبخاري وصحيحه، ومنها:
يوجد الكثير من النقود التي وجهها العلماء والمفكرون للبخاري وصحيحه، ومنها:
*'''موقفه من فضائل أهل البيت{{هم}}'''
*'''موقفه من فضائل أهل البيت{{هم}}'''
قال الشيخ جعفر السبحاني: إنَّ البخاري وإن ذكر شيئاً من فضائل علي وأهل بيته إلا أنَّ قلمه يرتعش عنما يصل إلى فضائلهم فيعبث بالحديث مهما أمكن، ومن النماذج على ذلك حديث الولاية الذي رواه محدثو أهل السنة في كتبهم ومسانيدهم وقد بلغ عددهم 65 عالما إلا أنَّه حذف ذيل الرواية التي نصت على ولاية أمير المؤمنين{{ع}} في قول النبي{{صل}}: '''علي مني وأنا من علي، وهو وليكم من بعدي'''، واكتفى بنقل صدر الرواية التي قال فيها النبي(ص): '''يا بريدة أتبغض عليا؟فقلت: نعم، قال: لا تبغضه فإنَّ في الخمس أكثر من ذلك'''.<ref> شيخ الشريعة الإصبهاني، القول الصراح في البخاري، صص ب - هـ.</ref>
قال [[الشيخ جعفر السبحاني]]: إنَّ البخاري وإن ذكر شيئاً من فضائل [[أهل بيت(ع)|علي وأهل بيته]] إلا أنَّ قلمه يرتعش عنما يصل إلى فضائلهم فيعبث ب[[الحديث]] مهما أمكن، ومن النماذج على ذلك [[حديث الولاية]] الذي رواه محدثو [[أهل السنة]] في كتبهم ومسانيدهم وقد بلغ عددهم 65 عالما إلا أنَّه حذف ذيل الرواية التي نصت على [[الولاية|ولاية]] [[أمير المؤمنين الإمام علي|أمير المؤمنين]]{{ع}} في قول [[النبي (ص)|النبي]]{{صل}}: '''علي مني وأنا من علي، وهو وليكم من بعدي'''، واكتفى بنقل صدر الرواية التي قال فيها النبي(ص): '''يا بريدة أتبغض عليا؟فقلت: نعم، قال: لا تبغضه فإنَّ في الخمس أكثر من ذلك'''.<ref> شيخ الشريعة الإصبهاني، القول الصراح في البخاري، صص ب - هـ.</ref>
*'''تعارض بعض أحاديث صحيح البخاري مع آيات القرآن'''  
*'''تعارض بعض أحاديث صحيح البخاري مع آيات القرآن'''  
لقد ناقش بعض العلماء والمفكرين الكثير من الأحاديث التي ذكرها البخاري في صحيحه والتي تعارض بعض آيات القرآن الكريم كحديث (لن ينجي أحداً منكم عمله)<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 8، ص 98.</ref> وقالوا: أنه يدل على الجبر الذي نفاه القرآن<ref>الزلزلة: 7 - 8.</ref> في الكثير من آياته،<ref>إسلامبولي، تحرير العقل من النقل، ص 278.</ref> ومما يدل على هذه الأحاديث الموضوعة على لسان النبي{{صل}} ليس فيها إعجاز عددي ولا إعجاز علمي ولا معلومات إلهية، بل كل ما قالوه عن آيات الله الحقيقية صار شاهدا على افترائهم؛ لأنهم يقولون عكس ما تقوله الآيات من علوم حقيقية.<ref>عز الدين، دين السلطان (البرهان)، صص 40 - 41.</ref>
لقد ناقش بعض العلماء والمفكرين الكثير من الأحاديث التي ذكرها البخاري في صحيحه والتي تعارض بعض [[آيات]] [[القرآن الكريم]] كحديث (لن ينجي أحداً منكم عمله)<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 8، ص 98.</ref> وقالوا: أنه يدل على [[الجبر و التفويض|الجبر]] الذي نفاه القرآن<ref>الزلزلة: 7 - 8.</ref> في الكثير من آياته،<ref>إسلامبولي، تحرير العقل من النقل، ص 278.</ref> ومما يدل على هذه الأحاديث الموضوعة على لسان النبي{{صل}} ليس فيها إعجاز عددي ولا إعجاز علمي ولا معلومات إلهية، بل كل ما قالوه عن آيات الله الحقيقية صار شاهدا على افترائهم؛ لأنهم يقولون عكس ما تقوله الآيات من علوم حقيقية.<ref>عز الدين، دين السلطان (البرهان)، صص 40 - 41.</ref>
*'''معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل'''
*'''معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل'''
لقد طرح الكثير من المباحثين معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل، وذكروا نماذج كثيرة لذلك مثل: حديث سحر النبي{{صل}} فإنه معارض للعصمة،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 122.</ref> وحديث كلام الذئب والبقرة،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 174.</ref> وأحاديث أخرى كثيرة.<ref>الطحاينة، روايات منتقدة في الصحيحين، صص 6 - 9.</ref>
لقد طرح الكثير من الباحثين معارضة بعض أحاديث صحيح البخاري للعقل، وذكروا نماذج كثيرة لذلك مثل: حديث [[السحر|سحر]] النبي{{صل}} فإنه معارض [[العصمة|للعصمة]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 122.</ref> وحديث كلام الذئب والبقرة،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 174.</ref> وأحاديث أخرى كثيرة.<ref>الطحاينة، روايات منتقدة في الصحيحين، صص 6 - 9.</ref>
*'''رواية البخاري عن أعداء أهل البيت{{هم}}'''
*'''رواية البخاري عن أعداء أهل البيت{{هم}}'''
لقد استنكر الكثير من العلماء على البخاري لروايته عن رواة هم من أعداء أهل البيت{{هم}} كالخوارج كروايته عن الخارجي عمران بن حطان الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي{{ع}} بقوله:
لقد استنكر الكثير من العلماء على البخاري لروايته عن رواة هم من أعداء [[أهل البيت]]{{هم}} ك[[الخوارج]] كروايته عن الخارجي [[عمران بن حطان]] الذي رثى [[عبد الرحمن بن ملجم]] قاتل [[الإمام علي]]{{ع}} بقوله:
{{بداية قصيدة}}
{{بداية قصيدة}}
{{بيت|يا ضربة من تقيّ ما أراد بها |إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا}}
{{بيت|يا ضربة من تقيّ ما أراد بها |إلّا ليبلغ من ذي العرش رضوانا}}
{{بيت|إنّي لأذكره يومــــــــــا فأحسبه |أوفـــــــــــى البريّة عند اللَّه ميزانا}}<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 4، ص 215.</ref>
{{بيت|إنّي لأذكره يومــــــــــا فأحسبه |أوفـــــــــــى البريّة عند اللَّه ميزانا}}<ref>الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 4، ص 215.</ref>
{{نهاية قصيدة}}
{{نهاية قصيدة}}
قال ابن حجر العسقلاني: وممن عاب على البخاري إخراج حديثه - عمران بن حطان - الدار الدارقطني، فقال: عمران متروك، لسوء اعتقاده وخبث مذهبه،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 5، ص 234.</ref> وقال العيني وهو يتحدث عن عمران بن حطان: كان رئيس الخوارج وشاعرهم وهو الذي مدح ابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالأبيات المشهورة، فإن قلت: كان تركه من الواجبات وكيف يقبل قول من مدح قاتل علي (رضي الله عنه)؟! قلت: قال: بعضهم أخرج له البخاري على قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متدينا انتهى. قلت: ليس للبخاري حجة في تخريج حديثه ومسلم لم يخرج حديثه ومن أين كان له صدق اللهجة وقد أفحش في الكذب في مدحه ابن ملجم اللعين والمتدين كيف يفرح بقتل مثل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حتى يمدح قاتله.<ref>العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 22، ص 13.</ref>
قال [[ابن حجر العسقلاني]]: وممن عاب على البخاري إخراج حديثه - عمران بن حطان - الدارقطني، فقال: عمران متروك، لسوء اعتقاده وخبث مذهبه،<ref>ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 5، ص 234.</ref> وقال العيني وهو يتحدث عن عمران بن حطان: كان رئيس [[الخوارج]] وشاعرهم وهو الذي مدح ابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) بالأبيات المشهورة، فإن قلت: كان تركه من الواجبات وكيف يقبل قول من مدح قاتل علي (رضي الله عنه)؟! قلت: قال: بعضهم أخرج له البخاري على قاعدته في تخريج أحاديث [[البدعة|المبتدع]] إذا كان صادق اللهجة متدينا انتهى. قلت: ليس للبخاري حجة في تخريج حديثه و[[مسلم بن الحجاج|مسلم]] لم يخرج حديثه ومن أين كان له صدق اللهجة وقد أفحش في الكذب في مدحه [[ابن ملجم]] اللعين والمتدين كيف يفرح بقتل مثل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) حتى يمدح قاتله.<ref>العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج 22، ص 13.</ref>


==مؤلفاته==
==مؤلفاته==
مستخدم مجهول