عملية الوعد الصادق 2

من ويكي شيعة
(بالتحويل من وعد الصادق الثاني)

عملية الوعد الصادق 2 أو الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل هي العملية الصاروخية التي نفذتها القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني في 10 مهر 1403 الشمسي، الموافق 1 أكتوبر 2024 الميلادي، ضد أهداف عسكرية وأمنية تابعة للكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة.

وقد نفذت إيران هذه العملية رداً على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، والسيد عباس نيلفروشان نائب العمليات في حرس الثورة الإسلامية الإيرانية. واستهدفت هذه الهجمات مقر الموساد وثلاث قواعد جوية مهمة ورادارات توجيه بالإضافة إلى الدبابات وناقلات الجنود. وقال الحرس الثوري الإيراني إن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح.

بعد هذا الهجوم، ابتهج سكان مختلف المدن الإيرانية وبعض الدول، وخرجوا إلى الشوارع والساحات في مدن مختلفة من إيران والعراق ولبنان وفلسطين واليمن، وهتف الناس بالشعارات الوطنية والتكبير (الله أكبر) . وهنّأ محور المقاومة مثل حركة أنصار الله في اليمن، وحزب الله اللبناني، وقوات الحشد الشعبي العراقية، وحماس، والجهاد الإسلامي في فلسطين، الجمهوريةَ الإسلامية الإيرانية على هجومها الناجح على الأراضي المحتلة. لكن الدول الداعمة لإسرائيل مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا أدانت الهجوم الإيراني ودعمت إسرائيل.

وردًا على هجمات إيران على إسرائيل، شن النظام الصهيوني في 26 أكتوبر 2024م هجومًا جويًا على مراكز عسكرية في ثلاث محافظات إيرانية، وهي طهران وخوزستان وإيلام.

أسباب العملية

في 1 أكتوبر 2024، أطلق حرس الثورة الإسلامية الإيرانية 200 صاروخ[١] من مدن مختلفة في إيران على أهداف في الأراضي المحتلة. وجاءت هذه العملية ردا على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والسيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، والسيد عباس نيلفروشان، نائب مدير العمليات في الحركة الإسلامية.[٢] وفي 31 يوليو 2024 م اغتال النظام الصهيوني إسماعيل هنية، الذي سافر إلى إيران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجمهورية في طهران.[٣] وعلى إثره، توعدت إيران بالانتقام من إسرائيل.[٤] ويرى الخبراء أنّ هذه العملية كانت دفاعًا مشروعًا ضد اعتداءات النظام الصهيوني، وكانت قانونية بناءً على المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.[٥]

وبحسب بيان الحرس الثوري الإيراني، تم تنفيذ هذه العملية بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وإخطار هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وبدعم من جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووزارة الدفاع.[٦]

ويعتبر هذا الهجوم أكبر وأثقل هجوم صاروخي في تاريخ العالم.[٧]

ضرب الصواريخ أهدافاً عسكرية وأمنية

ساعدت أمريكا وبعض الدول الأخرى النظام الصهيوني في اعتراض الصواريخ؛ لكن الصواريخ التي أطلقت من الأراضي الإيرانية أصابت أهدافها في أقل من 15 دقيقة بعد مرورها عبر أنظمة الدفاع الإسرائيلية. ومنع جيش الكيان الصهيوني سكان الأراضي من نشر صور الصواريخ التي أصابت الأهداف وما نتج عنها من أضرار.[٨] ومع ذلك، نُشرت صور لعدد من الصواريخ التي أصابت أهدافًا في تل أبيب ومناطق محتلة أخرى،[٩] وقال محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، إن هذه الهجمات استهدفت مقر الموساد وقاعدة نوفاتيم الجوية، وموقع التخزين الرئيسي لمقاتلات إف-35 وقاعدة حتسريم الجوية، - وهي القاعدة التي انطلقت منها عملية اغتيال السيد حسن نصر الله - وكذلك رادارات التوجيه ومراكز تجمع الدبابات وناقلات الجند[١٠] وقاعدة تل نوف.[١١] وذكر بيان الحرس الثوري الإيراني أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بنجاح.[١٢]

وفي 14 أبريل ۲۰۲۴م، نفذت إيران أيضًا عملية الوعد الصادق 1 ضد النظام الصهيوني. وفي هذه العملية، تم إطلاق أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ من الأراضي الإيرانية باتجاه الأراضي المحتلة، وأصاب عدد من الصواريخ أهدافًا عسكرية.[١٣] ونقلت وكالة أنباء صوت أمريكا عن خبراء عسكريين أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل كان أكبر وأكثر تعقيدًا وتضمن أسلحة أكثر تقدمًا من عملية الوعد الصادق 1. ولهذا السبب، تمكنت المزيد من الصواريخ من اختراق المنظومة الدفاعية الإسرائيلية وضرب أهدافها.[١٤]

الردود

وفي نفس الوقت الذي أصابت فيه الصواريخ الأهداف، ارتفع صوت التكبير في مدن مختلفة في إيران. كما نزل الناس في مدن مختلفة في إيران وبعض الدول الأخرى مثل الأردن، والعراق، وغزة إلى الشوارع وابتهجوا. وقد هنأت جماعات المقاومة مثل حركة أنصار الله في اليمن، وحزب الله اللبناني، والحشد الشعبي العراقي، وحركة حماس، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هجومها على الأراضي المحتلة.[١٥]

وقد أعربت بعض مراجع التقليد مثل عبد الله جوادي الآملي[١٦] وحسين نوري همداني[١٧] عن تقديرهم لهذه العملية. وأدانت الدول الداعمة لإسرائيل مثل أمريكا وفرنسا وألمانيا واليابان وكندا هجمات إيران ودعمت إسرائيل.[١٨]

وردّاً على هذه العملية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيستهدف منشآت مهمة في إيران أو مصالح البلاد في المنطقة وهدد قادة البلاد بالاغتيال. وبعد التهديد الإسرائيلي، أقيمت صلاة الجمعة في طهران بإمامة آية الله الخامنئي.[١٩] وقام الرئيس الإيراني بزيارة رسمية إلى قطر، كما زار وزير الخارجية لبنان وسوريا. وقد انعكست هذه التصرفات الإيرانية على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية،[٢٠] كما منح آية الله خامنئي قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده وسام النصر بسبب نجاح هذه العملية.[٢١]

وأعلنت إيران أنه إذا هاجمت إسرائيل هذا البلد، فإن الرد الإيراني سيكون أكثر شدة والعملية القادمة ستكون مدمرة. كما أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أنه في حال رافقت أمريكا وساعدت إسرائيل في الرد على هذه العملية فإنها ستستهدف كافة القواعد الأمريكية في العراق.[٢٢]

هجوم إسرائيل على إيران

رداً على هجمات إيران على إسرائيل،[٢٣] هاجمت النظام الصهيوني صباح يوم 26 أكتوبر 2024م نقاط من المراكز العسكرية في ثلاث محافظات هاجمت طهران خوزستان وإيلام، وذلك خلال عملية سمّيت "أيام الحساب"[٢٤] أو "أيام الردّ".[٢٥] وجاء في الإعلان عن قاعدة الدفاع الجوي الإيرانية أن الهجوم الجوي الإسرائيلي تم اعتراضه والتصدي له بنجاح من قبل نظام الدفاع الجوي في البلاد. ومع ذلك، فقد لحقت أضرار محدودة ببعض الأماكن.[٢٦] وبحسب وكالات الأنباء، فإن هذا الهجوم تم بإبلاغ الولايات المتحدة.[٢٧]

وقال مسؤولون إسرائيليون إن أكثر من مائة طائرة مقاتلة شاركت في هذا الهجوم،[٢٨] لكن بحسب بعض الجهات المسؤولة إنّ هذه المقاتلات كانت خارج حدود إيران (الأردن أو العراق) ولم تدخل المجال الجوي الإيراني.[٢٩] وأعلن الجيش الإيراني في بيان له استشهاد أربعة من قواته خلال هذا الهجوم.[٣٠]

أدانت عدة دول مثل ماليزيا،[٣١] وباكستان،[٣٢] والمملكة العربية السعودية،[٣٣] وعمان،[٣٤] والجزائر والبحرين وسويسرا والمالديف والكويت ومصر[٣٥] هذا الهجوم، واعتبروا ذلك انتهاكًا لسلامة أراضي إيران والقوانين الدولية.

الهوامش

  1. «اللواء سلامي: إطلاق 200 صاروخ باتجاه الأراضي المحتلة»، وكالة أنباء العالم.
  2. «اللواء سلامي: إطلاق 200 صاروخ باتجاه الأراضي المحتلة»، وكالة أنباء العالم.
  3. «التفاصيل الأولى لاغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران»، وكالة أنباء العالم.
  4. «پيام رهبر انقلاب اسلامي در پي شهادت مجاهد بزرگ آقاي اسماعيل هنيه»، مكتب حفظ و نشر آثار آية الله الخامنئي؛ «اطلاعيه جديد سپاه: پاسخ سخت و دردناك مقاومت در راه است»، وكالة أنباء فارس.
  5. «عراقچي:علميات موشكي ايران براساس ماده ۵۱ منشور ملل متحد و حق دفاع مشروع بود»، وكالة أنباء آناتولي؛ «تحليلگر روس: پاسخ ايران به اسرائيل، قانوني و مشروع بود»، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء ؛ «وزير دفاع: وعده صادق ۲ بالاي ۹۰ درصد موفقيت‌آميز بود»، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء .
  6. «بيانيه مهم سپاه درباره حمله ايران به اسرائيل»، موقع تابناك.
  7. «آن‌چه از خسارات حملهٔ موشكي ايران به اسرائيل و پايگاه هوايي نواتيم مي‌دانيم»،‌ إذاعة فردا؛‌ «حمله ايران سنگين‌ترين عمليات موشكي تاريخ بود»، وكالة أنباء مشرق نيوز.
  8. "Iran claims 90% of its missiles hit their targets in Israel»، timesofisrael.
  9. "Tel Aviv footage shows moment of explosion during Iranian missile attack – video»، guardian.
  10. «خسائر كيان الإحتلال خلال الهجوم الايراني»، وكالة أنباء العالم.
  11. «موشك‌هاي ايران ۳ پايگاه رژيم صهيونيستي را از كار انداخت»، وكالة أنباء العالم.
  12. «۹۰ درصد شليك‌ها با موفقيت به اهداف اصابت كرد»، وكالة أنباء مهر؛ «وزير دفاع: وعده صادق ۲ بالاي ۹۰ درصد موفقيت‌آميز بود»، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء .
  13. «Minor damage reported at 2 Israeli air bases»، abcnews.go.
  14. «كارشناسان نظامي: حمله اخير به اسرائيل پيچيده‌تر و پيشرفته‌تر از دفعه قبل بود»، موقع VOA.
  15. «حمله موشكي ايران به اسرائيل/ حدود ۲۰۰ موشك در دو مرحله شليك شد/موشك‌ها به پايگاه‌هايي هوايي و نظامي برخورد كرده‌اند/ فرار صهيونيستها به پناهگاه»، موقع تابناك.
  16. «آيت‌الله جوادي آملي: اميدواريم با عمليات وعده صادق ۲ صهيونيست بين‌الملل و خائن سر جاي خود بنشيند»، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء .
  17. «هرگونه تجاوز مجدد رژيم صهيونيستي به خاك ايران با پاسخ محكم‌تر همراه شود»، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء .
  18. «واكنش كشورها به وعده صادق ۲ ايران»، موقع نور نيوز.
  19. الحرب النفسية ورسائل التحدي في خطبة خامنئي، قناة الجزيرة.
  20. «بازتاب سفر رئيس جمهور ايران به قطر در رسانه‌هاي عربي»، موقع ألف؛ «بازتاب بيانات مقام معظم رهبري در رسانه‌هاي منطقه‌ و جهان»، نور نيوز؛ «اعتراف بي‌بي‌سي به قدرت‌نمايي ايران در سفر وزير امور خارجه به بيروت»، نور نيوز.
  21. «اعطاي «نشان فتح» به سردار حاجي‌زاده، فرمانده نيروي هوافضاي سپاه توسط فرمانده كل قوا در پي عمليات درخشان «وعده صادق»»، مكتب حفظ ونشر آثار آية الله الخامنئي.
  22. «گروه‌هاي مسلح عراقي: پايگاه‌هاي آمريكا در صورت حمله به ايران هدف ما خواهند بود»، وكالة أنباء العربيه.
  23. «واكنش‌هاي بين‌المللي به صداي انفجارها در اطراف تهران»، وكالة أنباء مهر.
  24. «در شب حمله اسرائيل به ايران چه گذشت؟»، يورو نيوز.
  25. «إسرائيل تشن هجوما علي إيران و انفجارات تهز طهران»، قناة الجزيرة.
  26. «پدافند هوايي هجوم رژيم صهيونيستي به نقاطي از مراكز نظامي را رهگيري و مقابله كرد»، وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء .
  27. «إسرائيل تشن هجوما علي إيران و انفجارات تهز طهران»، قناة الجزيرة.
  28. «در شب حمله اسرائيل به ايران چه گذشت؟»، يورو نيوز؛ «إسرائيل تشن هجوما علي إيران و انفجارات تهز طهران»، قناة الجزيرة.
  29. «جنگنده‌هاي رژيم اشغالگر جرأت ورود به حريم هوايي ايران را نداشتند»، وكالة أنباء العالم.
  30. «تعداد شهداي ارتش در حمله اسرائيل به ۴ نفر رسيد»، وكالة تسنيم للأنباء.
  31. «مالزي اقدام تنش‌زاي رژيم صهيونيستي عليه ايران را محكوم كرد»، وكالة أنباء إيسنا.
  32. «پاكستان تجاوزگري رژيم صهيونيستي عليه ايران را قوياً محكوم كرد»، وكالة أنباء مهر.
  33. «عربستان سعودي تجاوز رژيم صهيونيستي به ايران را محكوم كرد»، وكالة أنباء العالم.
  34. «عمان حمله هوايي رژيم اسرائيل به ايران را شديدا محكوم كرد»، وكالة أنباء دانشجو.
  35. «واكنش‌ها به حمله هوايي رژيم صهيونيستي به تهران»، وكالة أنباء العالم.