انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «عمر بن عبد العزيز»

ط
imported>Foad
imported>Foad
سطر ٤٤: سطر ٤٤:
صلى عمر بن عبد العزيز على جنازة وليد بن عبد الملك [[سنة 97 هـ]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 495.</ref> وكان عمر مستشاراً في زمن خلافة [[سليمان بن عبد الملك]] ([[سنة 96 للهجرة|96]]-[[99 هـ]])، كما صلى أيضا على جنازته بعد وفاته.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 260.</ref>
صلى عمر بن عبد العزيز على جنازة وليد بن عبد الملك [[سنة 97 هـ]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 495.</ref> وكان عمر مستشاراً في زمن خلافة [[سليمان بن عبد الملك]] ([[سنة 96 للهجرة|96]]-[[99 هـ]])، كما صلى أيضا على جنازته بعد وفاته.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 260.</ref>


== الخلافة ==
==الخلافة==
تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة [[سنة 99 هـ]] بعد سليمان بن عبد الملك، وبقي فيها حتى [[سنة 101 للهجرة|سنة 101 هـ]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص566.</ref> وكانت خلافته سنتان ونصف، ويقول سليمان بن عبد الملك أنه للحد من الفتنة استخلف عمر بن عبد العزيز مكانه،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص550.</ref> ثم الخليفة من بعده [[يزيد بن عبد الملك]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص578.</ref> وذكر الطبري أن عمر بن عبد العزيز بعد أن بلغ الخلافة [[استرجاع|استرجع]] (أي: قال إنا لله وإنا إليه راجعون)،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص552.</ref> وورد أنه قال في بداية خلافته: " ليس بعد [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|نبيكم]] نبي، ولا بعد [[القرآن الكريم|الكتاب]] الذي أنزل عليه كتاب،... ألا إني لست بقاضٍ، ولكني منفّذ، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع".<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص262.</ref>               
تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة [[سنة 99 هـ]] بعد سليمان بن عبد الملك، وبقي فيها حتى [[سنة 101 للهجرة|سنة 101 هـ]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 566.</ref> وكانت خلافته سنتان ونصف، ويقول سليمان بن عبد الملك أنه للحد من الفتنة استخلف عمر بن عبد العزيز مكانه،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 550.</ref> ثم الخليفة من بعده [[يزيد بن عبد الملك]]،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص578.</ref> وذكر الطبري أن عمر بن عبد العزيز بعد أن بلغ الخلافة [[استرجاع|استرجع]] (أي: قال إنا لله وإنا إليه راجعون)،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 552.</ref> وورد أنه قال في بداية خلافته: " ليس بعد [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|نبيكم]] نبي، ولا بعد [[القرآن الكريم|الكتاب]] الذي أنزل عليه كتاب،... ألا إني لست بقاضٍ، ولكني منفّذ، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع".<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 262.</ref>               


=== الإجراءات ===
===الإجراءات===
* رفع [[سب الإمام علي|السب عن الإمام علي (ع)]]: أمر عمر بن عبد العزيز أنه لا يحق لأحد أن يسب [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي (ع)]]،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص305.</ref>  وكان [[معاوية بن أبي سفيان]] قد أمر بسب الإمام علي (ع) [[الصحابة|صحابي]] النبي والإمام الأول [[التشيع|للشيعة]] على [[المنبر|المنابر]]، في فترة طالت حوالي 60 سنة.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون،ج3، ص94.</ref>  ورد أن عمر بن عبد العزيز عند ما كان أبوه حيا وهو شاب مراهق ينتقص من الإمام علي (ع)، ولكن مواقف أستاذه عبيد الله بن عبد الله جعله أن يذكر [[الإمام علي]] بخير.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص193.</ref>
*رفع [[سب الإمام علي|السب عن الإمام علي (ع)]]: أمر عمر بن عبد العزيز أنه لا يحق لأحد أن يسب [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|الإمام علي (ع)]]،<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 305.</ref>  وكان [[معاوية بن أبي سفيان]] قد أمر بسب الإمام علي (ع) [[الصحابة|صحابي]] النبي والإمام الأول [[التشيع|للشيعة]] على [[المنبر|المنابر]]، في فترة طالت حوالي 60 سنة.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 94.</ref>  ورد أن عمر بن عبد العزيز عند ما كان أبوه حيا وهو شاب مراهق ينتقص من الإمام علي (ع)، ولكن مواقف أستاذه عبيد الله بن عبد الله جعله أن يذكر [[الإمام علي]] بخير.<ref>ابن كثير، البداية والنهاية، ج 9، ص 193.</ref>


* رد [[فدك]]: أرجع عمر بن عبد العزيز فدكا إلى أولاد [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]]،<ref>بلاذری، فتوح البلدان، 1988م، ص41؛ امینی، الغدیر، 1416ق، ج7، ص264؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص305.</ref> وكان [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] أعطاها إلى [[مروان بن الحكم|مروان]]، وهو أيضا وهبها إلى ابنه عبد العزيز، ومن ثم استارثها عمر.<ref>ابن أبي الحديد، شرخ نهج البلاغة،ج16، ص216؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص305-306.</ref> كانت فدك قرية خصبة بالقرب من [[خيبر]] في منطقة [[الحجاز]]،<ref>الحموي، معجم البلدان، ج4، ص238.</ref> وتبعد  160 كيلومتر عن [[المدينة]]،<ref>الحموي، معجم البلدان، ج4، ص238.</ref> وكان يعيش فيها [[اليهود]]، وفتحها [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي (ص)]] دون حربا، ونحلها النبي (ص) إلى ابنته [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة (ع)]]،<ref>سبحانی، فروغ ولایت، 1380ش، ص219؛ الطبرسي، مجمع البيان،ج8، ص478.</ref>  فأخذها [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبو بكر]] من فاطمة، وصادرها بصلاح [[الخلافة]].<ref>المفيد، المقنعة، ص289 و290.</ref> ومن أعمال عمر بن عبد العزيز هو إعطاء [[الخمس]] إلى [[بني هاشم]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص305.</ref>
*رد [[فدك]]: أرجع عمر بن عبد العزيز فدكا إلى أولاد [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة]]،<ref>البلاذري، فتوح البلدان،، ص 41؛ الأمیني، الغدیر، ج 7، ص 264؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 305.</ref> وكان [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] أعطاها إلى [[مروان بن الحكم|مروان]]، وهو أيضا وهبها إلى ابنه عبد العزيز، ومن ثم استارثها عمر.<ref>ابن أبي الحديد، شرخ نهج البلاغة، ج 16، ص 216؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 305 - 306.</ref> كانت فدك قرية خصبة بالقرب من [[خيبر]] في منطقة [[الحجاز]]،<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 4، ص 238.</ref> وتبعد  160 كيلومتر عن [[المدينة]]،<ref>الحموي، معجم البلدان، ج 4، ص 238.</ref> وكان يعيش فيها [[اليهود]]، وفتحها [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي (ص)]] دون حربا، ونحلها النبي (ص) إلى ابنته [[السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام|فاطمة (ع)]]،<ref>سبحانی، فروغ ولایت، 1380ش، ص219؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 478.</ref>  فأخذها [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبو بكر]] من فاطمة، وصادرها بصلاح [[الخلافة]].<ref>المفيد، المقنعة، ص 289 ــ 290.</ref> ومن أعمال عمر بن عبد العزيز هو إعطاء [[الخمس]] إلى [[بني هاشم]].<ref>اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 305.</ref>


*جواز تدوين الحديث: أمر عمر بن عبد العزيز في رسالة بعثها إلى [[أبو بكر بن حزم|أبي بكر بن حزم]] أن يكتب [[الحديث|أحاديث]] [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم (ص)]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج1، ص33.</ref>  وقد سبق منذ خلافة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] [[منع كتابة الحديث|منع كتابة الأحاديث]] النبوية وتدوينها.<ref>الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج1، ص11-12.</ref>
*جواز تدوين الحديث: أمر عمر بن عبد العزيز في رسالة بعثها إلى [[أبو بكر بن حزم|أبي بكر بن حزم]] أن يكتب [[الحديث|أحاديث]] [[محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله|النبي الأكرم (ص)]]،<ref>البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 33.</ref>  وقد سبق منذ خلافة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]] [[منع كتابة الحديث|منع كتابة الأحاديث]] النبوية وتدوينها.<ref>الذهبي، تذكرة الحفاظ، ج 1، ص 11 - 12.</ref>


*إسقاط [[الخراج والجزية]]: وفي رسالة بعثها عمر بن عبد العزيز إلى عامله على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن فضلا عن إقامة العدل والإحسان والعمران أمره أيضا أن يسقط الخراج عن المسلمين،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص569.</ref> كما أمر عماله أيضا بعدم أخذ الجزية من الذين أسلموا حديثا.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص301، 275؛‌ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج6، ص599.</ref>  
*إسقاط [[الخراج والجزية]]: وفي رسالة بعثها عمر بن عبد العزيز إلى عامله على الكوفة عبد الحميد بن عبد الرحمن فضلا عن إقامة العدل والإحسان والعمران أمره أيضا أن يسقط الخراج عن المسلمين،<ref>الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 569.</ref> كما أمر عماله أيضا بعدم أخذ الجزية من الذين أسلموا حديثا.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 301، 275؛‌ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 599.</ref>  


*التفاوض مع [[الخوارج]]: فاوض عمر بن عبد العزيز مع الخوارج، وأقنعهم بعدم سفك الدماء،<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج3، ص190-193.</ref> فدعا [[شوذب الخارجي]] والذي خرج على الدولة آنذاك إلى المناظرة، فلبى دعوته، وأرسل شخصين من الخوارج للمناظرة.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون،ج3، ص203.</ref>
*التفاوض مع [[الخوارج]]: فاوض عمر بن عبد العزيز مع الخوارج، وأقنعهم بعدم سفك الدماء،<ref>المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 190 - 193.</ref> فدعا [[شوذب الخارجي]] والذي خرج على الدولة آنذاك إلى المناظرة، فلبى دعوته، وأرسل شخصين من الخوارج للمناظرة.<ref>ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 3، ص 203.</ref>  


*[[رد المظالم]]: ورد في الأخبار أنه اعتنى في [[الخلافة|خلافته]] بردّ الأموال التي أخذت بالجور من الناس.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص263؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج2، ص305.</ref>
*[[رد المظالم]]: ورد في الأخبار أنه اعتنى في [[الخلافة|خلافته]] بردّ الأموال التي أخذت بالجور من الناس.<ref>ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 263؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 305.</ref>


== موقف الإمام الباقر(ع) ==
== موقف الإمام الباقر(ع) ==
مستخدم مجهول