آل بابويه
آل بابَوَيه، من أهمّ الأُسر العلمية الشيعية من القرن الثالث الهجري وحتى القرن السابع، ومنهم الشيخ الصدوق.
مهاجرتهم من قم إلى الرّي
يعود أصل هذه الأسرة إلى قُم، ثم هاجر عدد من أفرادها واستوطنوا الرَّي. وزمن هذه الهجرة غير معروف. يُعدّ الشيخ منتجب الدين الرازي (المتوفّى بعد العام 600هـ) آخر شخصية مرموقة في هذه الأسرة، وهو يذكر جدَّه قُمّي نزيل الريّ؛ لكن يبدو أنّ هذه الهجرة بدأت مع إقامة الشيخ الصدوق (المتوفّى في العام 381هـ) في بلاد الريّ.
ابنا بابويه
إنَّ عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه المعروف بابن بابَوَيه هو أوّل علمائهم المشهورين لكنّ ولده الملقّب بالشيخ الصدوق وابن بابويه وكذلك رئيس المحدّثين كان أوسعهم شهرةً وأشهرهم علمًا. وتُستعمل عبارة إبن بابويه للأب والإبن مع القرينة، كذكر الكنية. وكذلك تُستخدم العبارة على شكل التثنية (ابنا بابويه) والمقصود منها الأب والإبن كليهما معًا ولا تدلّ على الصدوق وأخيه بحالٍ من الأحوال [١].
أسماء علماءهم
فضلًا عن هؤلاء العلماء الثلاثة المذكورين، هناك عدد كبير من أبناء هذه الأسرة نالوا مراتب سامية في الفقه والحديث.
أشار مؤلفو كتب التراجم والرجال إلى منزلتهم العلمية وعددهم الجدير بالاهتمام طوال ثلاثة قرون، وممّن أشار إلى ذلك الميرزا عبدالله الأفندي في رياض العلماء وابن حجر في لسان الميزان وأبو علي الحائري في منتهى المقال. ذكر الشهيد الثاني
في سلسلة إسناد بعض الأحاديث خمسة أو ستة من أفراد هذه العائلة الذين تربطهم نسبة الأبوّة والبنوّة. وكتب الشيخ سليمان الماحوزي البحراني رسالة مستقلة يذكر فيها خمسة عشر منهم لكنه، كما يقول أبو علي الحائري، سها عن ذكر عدة أفراد من هذه الأسرة.
نشير هنا إلى أسماء بعض علماء هذه الأسرة، وأغلبهم من صلب شقيق الشيخ الصدوق المذكورين في رياض العلماء، وهم:
- 1.أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي، الذي قال عنه النجاشي [٢] كان شيخًا وفقيهًا متقدّمًا على أهل عصره في قُمّ، وعُرف بـ الفقيه والصدوق الأول وابن بابويه. ذكره الشيخ الطوسي في الرجال [٣] وضمن الإشارة إلى مكانته في الفقه وعلم الحديث، وفي الفهرست [٤] ذكر معظم آثاره.
- 2.أبو عبدالله حسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، أخو الشيخ الصدوق ومن الرواة والمؤلفين في القرن الرابع. أكد النجاشي والطوسي على وثاقته. كما وافق على هذا التوثيق من جاء بعدهما من العلماء. كانت له ولأخيه الشيخ الصدوق مقدرة فائقة على القراءة والحفظ. روى عن أبيه وعن أخيه وعن جماعة غيرهما كما أنّه ألّف بعض الكتب كان أحدها بناءً على طلب الصاحب بن عبّاد. رَوى عنه كل من الشيخ الطوسى، والسيد المرتضى وحسين بن محمّد الحسن القمّي، مؤلف تاريخ قُمّ. يرجع نسب منتجب الدين الرازي ومعظم علماء هذه الأسرة إليه [٥].
- 3.الحسن بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، أخو الشيخ الصدوق، كان كما قال الشيخ الطوسي، رجلًا زاهدًا في الدنيا ولم يَنَل قسطًا وافرًا من العلم.
- 4.أبو القاسم الحسن بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، ابن اخي الشيخ الصدوق وممن روى عنه؛ كان من علماء زمانه وكان له ولدان عالمان هما محمّد وحسين.
- 5.محمد بن الحسن بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، ابن أخي الشيخ الصدوق ومن الذين رووا عنه.
- 6.علي بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن بابويه، فقيه فاضل، من أقارب منتجب الدين.
- 7.شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه المعروف بـ حَسكا [٦] ومن أبناء اخي الصِّدوق وجدُّ الشيخ منتجب الدين، تتلمذ على يد الشيخ الطوسي وسلاّر بن عبد العزيز والقاضي ابن برّاج وكَتب عدة كُتب فقهية. عدَّهُ عبد الجليل القزويني وهو من معاصريه من علماء الإمامية الكبار.
- 8.عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي، أبو الشيخ منتجب الدين تتلمذ على أبيه وعلى الشيخ الطوسي وسلاّر بن عبد العزيز وابن برّاج والسيد ابن حمزة [٧]. روى عنه ابنه منتجب الدين والحسن بن الحسين بن علي الدوريستي.
- 9.سعد بن الحسن بن الحسين بن بابويه، عدّه منتجب الدين فقيهًا ثقة، ومن المحتمل كما يقول مؤلف رياض العلماء أنّه كان عمّ منتجب الدين.
- 10.بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسين بن بابويه، فقيه صالح، من تلامذة حَسْكا. ألّف كتابًا أسماه الصراط المستقيم، [٨].
- 11.الشيخ الرئيس الحسن بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه، من أحفاد أخي الصّدوق والجدّ الأكبر لمنتجب الدين، من كبار علماء الإمامية في عصره. روى عنه الصهرشتي في قبس المصباح.
- 12.هِبة الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه، كان فقيهًا صالحًا على ما ذكر منتجب الدين، وذكر مؤلف رياض العلماء أنّه كان من أبناء عمومة منتجب الدين.
- 13.إسحاق بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن بابويه، وأخوه إسماعيل، ذكر منتجب الدين أنهما قرءَا جميع كتب الشيخ الطوسي بحضرته. وقد ألّفا كتبًا دينية باللغتين الفارسيّة والعربيّة. والظاهر أنهما كانا من أبناء الشيخ الصدوق.
- 14.الحسين بن الحسن بن محمّد بن موسى بن بابويه القمّي، فقيه من آل بابويه ابن أخت ابن بابويه الأب وأحد رواته. كذلك روى الشيخ الطوسي عن رجل يُدعى جعفر بن الحسين بن الحسكة القمّي وهو من الذين رووا عن الصدوق. وهناك رجل آخر اسمه الحسكة بن بابويه ذكره مؤلف رياض العلماء ومن المحتمل أنّه كان جدّ العالم المذكور ومن أسرة الشيخ الصدوق أيضًا.
الهوامش
- ↑ الأفندي الإصفهاني، ج6، ص11
- ↑ النجاشي ص26
- ↑ الرجال، ص482
- ↑ الفهرست، ص119
- ↑ انظر بالإضافة إلى ما ذكرنا من المصادر ابن حجر العسقلاني، ج2، ص306
- ↑ حول هذه اللفظة الأفندي الإصفهاني، ج1، ص139
- ↑ والظاهر أنّه أبو يعلى الجعفري، تلميذ الشيخ المفيد الأفندي الإصفهاني، ج3، ص295
- ↑ بالإضافة إلى ما ذكرنا من المصادر راجع ابن حجر العسقلاني، ج2، ص2
المصادر
- محمّد محسن آقابزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، دار الأضواء بيروت 1403هـ/ 1983م؛
- ابن بابويه، الإمامة والتبصرة من الحيرة ط. الحسيني، بيروت 1407هـ [1987م]؛
- ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، حيدر آباد الدكن 1330هـ [1912م]؛
- ابن النديم، كتاب الفهرست، ط. رضا تجدد، طهران، 1350ش [1971م]؛
- عبدالله بن عيسى الأفندي الإصفهاني، رياض العلماء وحياض الفضلاء، ط. أحمد الحسيني، قم 1401هـ [1981م]، في أماكن شتى، هامش الأسماء؛ سليمان بن عبدالله البحراني، فهرست آل بابويه وعلماء البحرين، ط. أحمد الحسيني قم 1404 [1984م]، ص31–63؛
- أحمد تقي التستري، قاموس الرجال، طهران 1340/ 1391هـ [1971م]ـ؛
- فؤاد سزغين، تاريخ التراث العربي، نقله إلى العربيّة محمود فهمي الحجازي، الرياض 1402–1403هـ/ 1982–1983م؛
- فخر الدين بن محمّد الطريحي، مجمع البحرين، ط. أحمد الحسيني، طهران 1362ش [1983م]؛ محمّد بن الحسن الطوسي، رجال الطوسي، النجف 1380هـ؛ الكاتب نفسه، الفهرست، النجف 1380ه [1960م]ـ؛
- عبدالله المامقاني، تنقيح المقال في علم الرجال، النجف 1349–1352هـ [1931–1933م]؛
- محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي، بحار الأنوار، بيروت 1403/1983م؛
- علي بن عبيد الله منتجب الدين الرازي، فهرست أسماء علماء الشيعة ومصنّفيهم، قم 1404هـ [1984م]، في المقدمة وأماكن شتى من الكتاب، هامش الأسماء؛
- أحمد بن علي النجاشي، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة المشهور برجال النجاشي، ط. موسى الشبيري الزنجاني، قم 1404؛ حسين بن محمّد تقي النوري، مستدرك الوسائل، قم 1318–1321هـ [1900–1903م].