نص:تائية دعبل
هذا النص الكامل لـتائية دعبل. وللمزيد من المعلومات اقرأ: تائية دعبل. |
هناك خلاف وقع في عدد أبيات هذه القصيدة، وما يتم نقله هنا من هذه القصيدة فهو بناء على ما ورد في كشف الغمة 120 بيتاً:
تَجـاوَبنَ بِالإِرنانِ وَالزَّفَراتِ | نَوائِحُ عُجمِ اللَّفظِ وَالنَّطِقاتِ | |
يخِّبرنَ بالأنفــــاسِ عن سرِّ أَنفسٍ | أســارى هوى ً مــــاضٍ وآخر آتِ | |
فأَسْعَدْنَ أَو أَسْعَفْنَ حَتَّى تَقَوَّضَتْ | صفوفْ الدجـــى بالفجرِ منهزماتِ | |
على العرصــاتِ الخاليات من المها | سَلامُ شَج صبٍّ علــــى العَرصاتِ | |
فَعَهْــــدِي بِهَا خُضرَ المَعاهِدِ، مَأْلفاً | من العطـــرات البیض والخفرات | |
لياليَ يعدين الوصـالَ على القلى | ویعدی تدانینا علــی الغربات | |
وإذ هنَّ يلحظنَ العيــــونَ سوافرا | ويسترنَ بالأيدي على الوجنــــاتِ | |
وإذْ كـلَّ يومٍ لي بلحظيَ نشوة ٌ | یبیت بها قلبي علـــی نشواتِ | |
فَكَمْ حَسَراتٍ هَاجَـهَا بمُحَسِّرٍ | وقوفي يـومَ الجمعِ من عرفاتِ! | |
أَلَم تَرَ للأَيَّامِ مَا جَرَّ جَوْرُها | على الناسِ من نقصٍ وطولِ شتاتِ؟ | |
وَمِن دولِ المُستَهْترينَ، ومَنْ غَدَا | بهمْ طــالباً للنورِ فــي الظلماتِ؟ | |
فكَيْفَ؟ ومِن أَنَّى يُطَــالِبُ زلفةً | إلَـــى اللّهِ بَعْدَ الصَّوْمِ والصَّلَواتِ | |
سوى حــبِّ أبنــاءِ النبيِّ ورهطهِ | وبغضِ بني الزرقــاءِ والعبلاتِ؟ | |
وهِنْدٍ، وَمَا أَدَّتْ سُميَّة ُ وابنُها | أولو الكفــرِ في الإسلامِ والفجراتِ؟ | |
هُمُ نَقَضُوا عَهْدَ الكِتابِ وفَرْضَه | وحُلْــمٌ بِلاَ شُورَى، بِغَيرِ هُدَاة ِ | |
وَلَـــم تَكُ إلاَّ مِحْنَة ٌ كَشَفتْهمُ | بدعوى ضلالٍ منْ هنٍ وهناتِ | |
تُراثٌ بِلا قُربــى وَمِلكٌ بِلا هُدىً | وَحُكمٌ بِلا شورى بِغَيرِ هُـــداةِ | |
رزايا أرتنا خضـرة َ الأفقِ حمرةً | وردتْ أجاجاً طعمَ كــلَّ فراتِ | |
وَمَا سهَّلَتْ تلكَ المذاهـبَ فِيهمُ | علــى الناس إلاّ بيعة ُ الفلتاتِ | |
وما نالَ أصحـابُ السقيفة جهرة | بدعوى تراثٍ، بل بأمرِ تراتِ | |
ولو قلَّـدُوا المُوصَى إليهِ أمورها | لَزُمَّتْ بمأمونٍ مِن العَثَراتِ | |
أخا خاتمِ الرسلِ المصفى من القذى | ومفترسَ الأبطـــال في الغمراتِ | |
فإِنْ جَحدُوا كــانَ الْغَدِيرُ شهيدَهُ | وبدرٌ وأحـدٌ شــامخُ الهضباتِ | |
وآيٌ مِن الْقُـرآنِ تُتْلَى بِفضلهِ | وإيثـاره بالقوتِ في اللزباتِ | |
وغـــرُّ خلالٍ أدركتهُ بسبقها | مناقبُ كــانتْ فيهِ مؤتنفاتِ | |
مناقــبُ لمْ تدركْ بكيدٍ ولم تنلْ | بشيءٍ سوى حدَّ القنا الذرباتِ | |
نجيٌ لجبريلَ الأمين وأنتمُ | عكوفٌ علـــى العزي معاً ومناةِ | |
بَكَيتُ لِرَسمِ الدارِ مِن عَرَفـاتِ | وَأَذرَيتُ دَمَــــعَ العَينِ في الوَجَناتِ | |
وبان عُرَى صَبْرِي وَهَاجَـتْ صَبابَتي | رسومُ ديارٍ قد عفتْ وعراتِ | |
مَدَارسُ آيَـاتٍ خَلَتْ مِن تلاوةٍ | ومنزلُ وحـــيٍ مقفرُ العرصاتِ | |
لِآلِ رَسولِ اللَهِ بِالخَيفِ مِــن مِنى | وبالرُّكنِ والتَّعَريفِ والْجَمَرَاتِ | |
دیار لعبد الله بالخیف مــن منی | وللسید الداعی إلی الصلـوات | |
دِيارُ عليِّ والحُسَيْنِ وجَعفَرٍ | وحَمزةَ والسجَّادِ ذِي الثَّفِنــاتِ | |
ديـارٌ لعبدِ اللّهِ والْفَضْلِ صَنوِهِ | نجيَّ رسول اللهِ فــــي الخلواتِ | |
وسبطي رسول الله وابني وصیه | ووارث علـم الله والحسنات | |
مَنَــــازِلُ وَحـــيُ اللّهِ يَنزِلُ بَيْنَها | عَلَى أَحمدَ المذكُورِ في السُّورَاتِ | |
منــازلُ قومٍ يهتدى بهداهــــمُ | فَتُؤْمَنُ مِنْهُمْ زَلَّة ُ الْعَثَراتِ | |
مَنــازِلُ كـانَتْ للصَّلاَة ِ وَلِلتُّقَى | وللصَّــومِ والتطهيرِ والحسناتِ | |
مَنـازِلُ لا تیم یحلُّ برَبعِها | ولا ابن صهاك فاتك الحرمـات | |
ديـارٌ عَفـــاها جَورُ كلِّ مُنابِذٍ | ولمْ تعفُ للأيـامِ والسنـواتِ | |
قفا نسألِ الـدارَ التي خفَّ أهلها | متى عهدها بالصـــومِ والصلـواتِ | |
وَأَيْنَ الأُلَــــى شَطَّتْ بِهِمْ غَرْبَة ُ النَّــوى | أفانينَ في الآفاقِ مفترقاتِ | |
هُمُ أَهْلُ مِيرَاثِ النبيِّ إذا اعَتزُّوا | وهم خيرُ سادات وخيرُ حماة | |
إذ ألم نناج الله في صلــــواتنا | بأسمائهم لم یقبل الصلــوات | |
مطاعيمُ في الاقتار في كل مشهـدِ | لقد شرفوا بالفضلِ والبركــاتِ | |
وما النـــاسُ إلاَّ حـــاسدٌ ومكذبٌ | ومضطغنٌ ذو إحنة ٍ وتـراتِ | |
إذا ذكـروا قتلى ببدرٍ وخيبرٍ | ويوم حنينٍ أسلبوا العبراتِ | |
وكيفَ يحبـونَ النبيَّ ورهطـــه | وهمْ تركوا أحشاءهم وغراتِ | |
لقد لا يَنُوه في المقـالِ وأضمروا | قُلُوباً على الأحْقَادِ مُنْطَوِياتِ | |
فإنْ لَمْ تَكُنْ إِلاَّ بقربَى مُحَمَّدٍ | فهاشمُ أولـــى منْ هنٍ وهناتِ | |
سقى اللهُ قبـــراً بالمدينة ِغيثهَ | فقد حـلَّ فیه الأمن بالبركاتِ | |
نَبيّ الهدَى، صَلَّـــى عَليهِ مليكُهُ | وَبَلَّغَ عنَّا روحَـه التُّحفَاتِ | |
وصلـى عليه اللهُ ما ذَرَّ شـــارقٌ | ولاحَتْ نُجُــومُ اللَّيْلِ مستدرات | |
أفاطــــمُ لو خلتِ الحسين مجدلاً | وقد ماتَ عطشاناً بشطَّ فــــراتِ | |
إذن للطمتِ الخدَ فاطمُ عنـدهُ | وأَجْرَيتِ دَمْعَ العَيِنِ فِي الْوَجَناتِ | |
أفاطـــمُ قومي يا ابنةَ الخيرِ واندبي | نُجُومَ سَمَاواتٍ بأَرضِ فَلاَةِ | |
قُبــــورٌ بِكُوفانٍ وَأخرى بِطيبة | وأخرى بفخِّ نالها صلواتِ | |
وأخرى بأرضٍ الجوزجانِ محلها | وَقَبرٌ بباخمرا، لَــــدَى الغربات | |
وقبرٌ بِبَغْدَاد لِنَفْسٍ زَكيَّـــةٍ | تَضَمَّنها الرَّحمـن في الغُرُفاتِ | |
وقبـر بطوس یا لها من مصیبة | الحت علی الأحشاء بالزفـرات | |
إلی الحشر حتی یبعث الله قائما | یفرج عنا الغم والكربات | |
علي بن موسی أرشــــد الله أمره | وصلــی علیه أفضل الصلوات | |
فأمـا الممضّاتُ التي لستُ بالــــغاً | مَبالغَها منِّي بكنهِ صِفــاتِ | |
قُبـورٌ بِجَنبِ النَهرِ مِن أَرضِ كَربَلا | مُعَرَّسُهُم مِنها بِشَطِّ فُـــراتِ | |
توفوا عطاشاً بالعــــراءِ فليتني | توفيتُ فيهمْ قبلَ حينَ وفـاتي | |
إلى اللّهِ أَشكُو لَــــوْعَة ًعِنْدَ ذِكرِهِمْ | سقتنی بكأس الــــذل والقصعات | |
أخـافُ بأنْ أزدادهم فتشــوقني | مصارعهمْ بالجـزعِ والنخلاتِ | |
تَقسَّمَهُمْ رَيْبُ الزَّمَانِ، فَــما تَرَى | لَهُمْ عقرةً مَغْشيَّة َالْحُجُـراتِ | |
خلا أَنَّ مِنهـمْ بالمَـدِينَة ِعُصبة | مدینین أنضاءًا مــن اللزبات | |
قَليلة ُ زُوَّارٍ، سِـــوَى ان زُوَّرا | منَ الضَّبْعِ والْعِقبانِ وَالرّخَمَــاتِ | |
لهمْ كلَّ يــــومِ تربة بمضاجـــع | ثوَت فِي نَواحِي الأرضِ مفترقات | |
تنكبُ لأواءُ السنينَ جوارهــمْ | فلا تصطليهم جمرةُ الجمــراتِ | |
وقدْ كانَ منهمْ بالحجـــاز وأرضها | مغاويرُ نحّارونَ فـــي السنواتِ | |
حمی لم تزرهُ المدينــــات وأوجـهٌ | تضيء لدى الأستارِ في الظلماتِ | |
إذا وردوا خيلاً بسمر من القــنا | مساعیر حرب اقحموا الغمــرات | |
فإنْ فخروا يومـــاً أتوا بمحمدٍ | وجبریلَ والفٌرقــــانِ والسُوراتِ | |
وَعَدُّوا عليّاً ذا المنَاقــــبِ والعُلـــى | وفاطمةَ الزهــــراء خيرَ بناتِ | |
وحمزِة َوالعَبّاسَ ذا الهَدي والتُقى | وجعفرها الطیار فــــي الحجباتِ | |
أولئكَ لا منتوج هند وحربها | سمیة من نوكي ومن قذرات | |
ستُسألُ تَيمٌ عَنهـمُ وعـديُّها | وبيعتهمْ منْ أفجـرِ الفجراتِ | |
همُ مَنَعُوا الآباءَ عن أخذِ حَقِّهمْ | وهمْ تركوا الأبناءَ رهــنَ شتاتِ | |
وهمْ عَدَلوها عن وصَــــيّ مُحَمَّدٍ | فَبيعتُهمْ جاءتْ عَلـــى الغَدَراتِ | |
ولیّهم صِنــــو النبي محمــد | أبو الحسن الفرّاج للغمرات | |
ملامــــكَ في آلِ النبيَّ فإنهــــمْ | أحبايَ ما عاشوا وأهـلُ ثقاتي | |
تخيرتهمْ رشــداً لنفسي إنهــم | على كلَّ حـالٍ خيرةُ الخيراتِ | |
نَبَذتُ إليهمْ بالمــــوَّدةِ صـــادِقاً | وسلَّمتُ نفسي طائِعاً لِولاتي | |
فياربَّ زدني منْ يقيني بصيـرةً | وزِدْ حُبَّهم - يا ربِّ - في حَسَناتي | |
سأبكيهمُ ما حَــــجَّ لِلّهِ راكبٌ | وما ناحَ قمريٌّ عَلــى الشّجَراتِ | |
وإنّي لمولاهم وقالٍ عدوّهـم | وإنّي لمحزونٌ بطـــول حیاتي | |
بنفسي أنتم مــنْ كهـولٍ وفتيةٍ | لفكَّ عناة ٍ أولحملِ ديــات | |
وللخيلِ لم قيّد المــــوتُ خطوها | فأَطْلَقْتُمُ مِنهُنَّ بالذَّرِبـــاتِ | |
أحِبُّ قَصِيَّ الرَّحـمِ مِن أجْلِ حُبّكُمْ | وأهجرُ فيكم زوجتي وبناتي | |
وأَكْتُمُ حُبِّيكمْ مَخافة َ كاشِــحٍ | عَنيدٍ لأهلِ الحَــــقِّ غير مُواتِ | |
فيا عَينُ بكِّيهمْ، وجُودي بِعْبَرةٍ | فقدْ آنَ للتسكابِ والهمـلاتِ | |
لَقَد خِفتُ في الدُنيا وَأَيّــامِ سَعيِها | وَإِنّي لَأَرجو الأَمنَ بَعـدَ وَفاتي | |
ألمْ ترَ أني منْ ثلاثينَ حجــةً | أروحُ وأغدو دائمَ الحســـراتِ | |
أرى فيأهمْ في غيرهــــمْ متقسماً | وأيديهم من فيئهم صفــــراتِ | |
فكيفَ أداوي منْ جوى ً ليَ، والجوى | أميَّةُ أَهْلُ الكفر واللعنات | |
وآل زیاد فی الحریــر مصونـةًٌ | وآل رسـول الله منهتكـات | |
سأَبْكيهمُ ما ذَرَّ في الأفـق شَارِقٌ | ونادى منادي الخيرِ بالصلــــواتِ | |
وما طلعتْ شمسٌ وحــانَ غروبُها | وباللَّيلِ أبْكيهمْ، وبالغَـدَواتِ | |
ديارُ رَسولِ اللّهِ أَصْبَحْـــنَ بَلْقعاً | وآل زيادٍ تسكنُ الحجــــراتِ | |
وآلُ رسول الله تدمى نحـورُهمْ | وآلُ زيادٍ ربّة الحجلاتِ | |
وآلُ رسولِ اللهِ تسبى حريمهــمْ | وآل زيادٍ آمنوا السربـــاتِ | |
إِذَا وُتِروا مَــــدُّوا إِلَى واتِريهمُ | أَكُفّاً عَن الأَوتارِ مُنْقَبِضَاتِ | |
فَلَولا الَّذِي أَرجُــوه في اليومِ أَو غدٍ | تَقطَّعَ نَفســي إثْرَهمْ حَسَراتِ | |
خُروجُ إِمامٍ لا مَحالَة َ خارجٌ | يَقُومُ عَلَى اسمِ اللّهِ وَالْبَرَكـاتِ | |
فيا نفسُ طيبي، ثم يا نفسُ أبشــري | ويَجزِي على النَّعمَاءِ والنَّقِمـــاتِ | |
فيا نفسُ طيبي، ثم يا نفسُ أبشــري | فَغَيْرُ بَعيدٍ كُلُّ مـــا هُو آتِ | |
وَلاَ تَجْزَعي مِنْ مُــــدَّة ِ الجَــوْرِ، إِنَّني | أری قوّتي قد آذنَت بثبـــات | |
فإنْ قَرَّبَ الرحْمــــنُ مِنْ تِلكَ مُدَّتي | وأخَّر من عمـــري ووقت وفاتي | |
شَفيتُ، ولَم أَتْـــركْ لِنَفْسي غصةً | وَرَوّيتُ مِنهمْ مُنصِلي وَقَناتي | |
فإِنِّي مِن الرحمــــنِ أَرْجُو بِحبِّهمْ | حیــــاة لدی الفردوس غیر تبات | |
عسى اللهُ أنْ يرتاحَ للخلقِ إنهُ | إلى كُلِّ قومٍ دَائِـمُ اللَّحَظَاتِ | |
فإنْ قُلتُ عُرْفاً أَنْكَـرُوهُ بِمُنكرٍ | وغَطَّوا عَلَى التَّحْقِيقِ بالشُّبَهــــاتِ | |
تقاصر نفسي دائــماً عنْ جدالهم | كفاني ما ألقي من العبــراتِ | |
أحاولُ نقلَ الصمَّ منْ مستقـــرِّها | وإسماعَ أحجارٍ من الصلداتِ | |
فحسبيَ منهمْ أنْ أموتَ بغصةٍ | تُردَّدُ في صدري وفـي لهواتي | |
فَمنْ عارِفٍ لَم يَنْتَفِعْ، وَمُعَـانِدٍ | تمیل به الأهــــواء للشهواتِ | |
كأَنَّكَ بالأَضْلاعِ قَدْ ضــــاقَ ذرعها | لما حملت منْ شـدة ِ الزفراتِ[١] |
الهوامش
- ↑ الإربلي، كشف الغمة فی معرفة الأئمة، ج 3، ص112-117.
المصادر والمراجع
- الإربلي، علي بن أبي الفتح، کشف الغمة فی معرفة الأئمة، بیروت، دار الأضواء، د.ت.