انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة أحد»

أُضيف ١٩٨ بايت ،  ٩ أبريل ٢٠١٧
imported>Baselaldnia
imported>Baselaldnia
سطر ١٣٠: سطر ١٣٠:
=== هزيمة المسلمين بعد نصرهم ===
=== هزيمة المسلمين بعد نصرهم ===


عندما رأى أصحاب الثغرة المشركين يهربون، وأن المسلمين يغتنمون، اختلفوا فيما بينهم، فترك بعضهم الثغرة ونزل لأجل الغنيمة خشية أن لا يحظوا بشيء منها.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص156.</ref>  
عندما رأى أصحاب الثغرة المشركين يهربون، وأن المسلمين يغتنمون، اختلفوا فيما بينهم، فترك بعضهم الثغرة ونزل لأجل الغنيمة خشية أن لا يحظوا بشيء منها.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص156.</ref>  


فلما رأى "[[خالد بن الوليد]]" قلة الجنود على الثغرة، وأن ظهورهم أصبحت خالية، وخلاء الجبل، صاح في خيله، فمر بهم، وتبعه عكرمة في جماعة، فحملوا على من بقي في الثغرة، فقتلوهم جميعاً، ثم حملوا على المسلمين من خلفهم. ورأت قريش المنهزمة عودة رجالها للحرب، ورفعت الحارثية لواءهم الذي كان ملقى على الأرض، فعادوا للحرب من جديد.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص157.</ref>
فلما رأى "[[خالد بن الوليد]]" قلة الجنود على الثغرة، وأن ظهورهم أصبحت خالية، وخلاء الجبل، صاح في خيله، فمر بهم، وتبعه عكرمة في جماعة، فحملوا على من بقي في الثغرة، فقتلوهم جميعاً، ثم حملوا على المسلمين من خلفهم. ورأت قريش المنهزمة عودة رجالها للحرب، ورفعت الحارثية لواءهم الذي كان ملقى على الأرض، فعادوا للحرب من جديد.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص157.</ref>
   
   
[[ملف:التفاف خالد بن الوليد بجيشه.jpeg|تصغير]]
[[ملف:التفاف خالد بن الوليد بجيشه.jpeg|تصغير]]
لم يتمكن المسلمون من مقاومة هذه الحملة الضارية، خصوصاً بعد أن تفرقت صفوفهم، وهم في طلب المغانم، فضاعوا بين أعداءهم، وكان همُ كل واحدٍ منهم ان ينجو بنفسه. ووصل العدو إلى رسول الله ص، وقيل: أنه شُجّ في وجهه، وكُلٍمت شفته، ودُث بالحجارة حتى وقع.<ref>السيرة الحلبية: ج2، ص235، مغازي الواقدي: ج1، ص247، شرح النهج للمعتزلي: ج15، ص33.</ref>  
لم يتمكن المسلمون من مقاومة هذه الحملة الضارية، خصوصاً بعد أن تفرقت صفوفهم، وهم في طلب المغانم، فضاعوا بين أعداءهم، وكان همُ كل واحدٍ منهم ان ينجو بنفسه. ووصل العدو إلى رسول الله ص، وقيل: أنه شُجّ في وجهه، وكُلٍمت شفته، ودُث بالحجارة حتى وقع.<ref>الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص235، الواقدي، المغازي: ج1، ص247، المعتزلي شرح نهج البلاغة: ج15، ص33.</ref>  


وكان رسول الله ص يدعو أصحابه بأسمائهم، وهم يصعدون ولا يلوون، ولا يعرج عليه أحد، والنبل تأتيه من كل ناحية، واستمروا في هزيمتهم حتى الجبل، وبعضهم استمر في هزيمته لثلاثة أيام.<ref>الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص159.</ref>  
وكان رسول الله ص يدعو أصحابه بأسمائهم، وهم يصعدون ولا يلوون، ولا يعرج عليه أحد، والنبل تأتيه من كل ناحية، واستمروا في هزيمتهم حتى الجبل، وبعضهم استمر في هزيمته لثلاثة أيام.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص159.</ref>  


ولا صحة لقول أن رسول الله ص قد ترك موضعه وتراجع حتى بلغ الغار الذي في جبل أُحد، والدليل على ذلك: ما نُقل عن الإمام الصادق عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يتزحزح من موقفه، ولم يتراجع قيد شعرة.<ref>بحار الأنوار: ج20، ص96، إعلام الورى: ص83.</ref>  
ولا صحة لقول أن رسول الله ص قد ترك موضعه وتراجع حتى بلغ الغار الذي في جبل أُحد، والدليل على ذلك: ما نُقل عن الإمام الصادق عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله، لم يتزحزح من موقفه، ولم يتراجع قيد شعرة.<ref>المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص96، الطبرسي، إعلام الورى: ص83.</ref>  


وفي ظل اشتداد القتال، وهروب أصحاب الرسول ص، كان "[[وحشي]]" يراقب "[[حمزة بن عبد المطلب]]" عم رسول الله ص، من خلف شجرةٍ أو حجر، فأتاه من ورائه، فدفع عليه حربته، فأصابته،<ref>البدء والتاريخ: ج4، ص201.</ref> فأقبل حمزة نحوه، فغلب، فوقع، فلما استشهد، جاءه وحشي وأخذ حربته.<ref>الإرشاد: ص50، بحار الأنوار: ج20، ص84.</ref>  
وفي ظل اشتداد القتال، وهروب أصحاب الرسول ص، كان "[[وحشي]]" يراقب "[[حمزة بن عبد المطلب]]" عم رسول الله ص، من خلف شجرةٍ أو حجر، فأتاه من ورائه، فدفع عليه حربته، فأصابته،<ref>المقدسي، البدء والتاريخ: ج4، ص201.</ref> فأقبل حمزة نحوه، فغلب، فوقع، فلما استشهد، جاءه وحشي وأخذ حربته.<ref>المفيد، الإرشاد: ص50، المجلسي، بحار الأنوار: ج20، ص84.</ref>  


وبعد استشهاده، أتت "هند بنت عتبة"، فمثلت به، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه ومذاكيره، ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها، وقلائد في عنقها، وبقرت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تستغيثها.<ref>المغازي للواقدي: ج1، ص286، السيرة الحلبية: ج2، ص243، تاريخ الأمم والملوك: ج2، ص204.</ref>
وبعد استشهاده، أتت "هند بنت عتبة"، فمثلت به، وجدعت أنفه، وقطعت أذنيه ومذاكيره، ثم جعلت ذلك كالسوار في يدها، وقلائد في عنقها، وبقرت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تستطع أن تستغيثها.<ref>الواقدي، المغازي: ج1، ص286، الحلبي، السيرة الحلبية: ج2، ص243، الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ج2، ص204.</ref>


=== دفاع علي عليه السلام عن الرسول ص ===
=== دفاع علي عليه السلام عن الرسول ص ===
مستخدم مجهول