انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الحوزة العلمية»

ط
لا يوجد ملخص تحرير
imported>Madani
طلا ملخص تعديل
imported>Madani
طلا ملخص تعديل
سطر ١: سطر ١:
{{تطوير مقال}}
{{تطوير مقال}}
'''الحوزة العلمية''' يطلق على المراكز الدراسية التي تضم طلبة العلوم الدينية في الوسط الشيعي، والتي تقع تحت إشراف وإدارة العلماء الكبار ومراجع التقليد العظام. وتتوزع الحوزة العلمية إلى مجموعة من المدارس الفرعية، وتحظى باستقلال مادي واقتصادي خاص. فلا تخضع في مواردها المالية والاقتصادية إلى الدعم الحكومي بل يقوم مراجع التقليد بتأمين ما تحتاج إليه الحوزات العلمية من خلال الوجوه الشرعية كالاخماس والزكوات وهدايا المؤمنين.
'''الحوزة العلمية''' يطلق على المراكز الدراسية التي تضم طلبة العلوم الدينية في الوسط الشيعي، والتي تقع تحت إشراف وإدارة العلماء الكبار و[[مراجع التقليد |مراجع التقليد العظام]]. وتتوزع الحوزة العلمية الشيعية إلى مجموعة من المدارس الفرعية، وتحظى باستقلال مادي واقتصادي خاص. فلا تخضع في مواردها المالية والإقتصادية إلى الدعم الحكومي بل يقوم مراجع التقليد بتأمين ما تحتاج إليه الحوزات العلمية من خلال [[الوجوه الشرعية]] ك[[الخمس|الاخماس]] و[[الزكاة|الزكوات]] وهدايا المؤمنين.


وقداختطت الحوزة العلمية وعلى مرّ التاريخ منهجاً دراسياً خاصاً يقسم- تقليديا- إلى ثلاث مراحل هي مرحلة المقدمات، والثانية مرحلة السطوح والثالثة مرحلة الخارج.
وقداختطت الحوزة العلمية وعلى مرّ التاريخ منهجاً دراسياً خاصاً يقسم- تقليديا- إلى ثلاث مراحل هي مرحلة المقدمات، والثانية مرحلة السطوح والثالثة مرحلة [[بحث الخارج|الخارج]].


علماً أن مفردة الحوزة العلمية وإن شاع اطلاقها على هذه المراكز العلمية في العصور الأخيرة إلا أن روح هذا المعنى ومحتواه يصدق أيضا وبوضوح على أوائل المدارس العلمية التي أنشأها الشيعة في القرون الأولى لتلقي المعارف والعلوم الدينية. ولاريب أن الحوزات العلمية تنقسم إلى الحوزة العلمية الأمّ والمدارس الفرعية التي تمثل الروافد التي تمد الحوزة العلمية بالطلاب الذي اتموا مراحلهم الدراسية الأولى في تلك المدراس الفرعية.
علماً أن مفردة الحوزة العلمية وإن شاع اطلاقها على هذه المراكز العلمية في العصور الأخيرة إلا أن روح هذا المعنى ومحتواه يصدق أيضا وبوضوح على أوائل المدارس العلمية التي أنشأها [[الشيعة]] في القرون الأولى لتلقي المعارف والعلوم الدينية. ولاريب أن الحوزات العلمية تنقسم إلى الحوزة العلمية الأمّ والمدارس الفرعية التي تمثل الروافد التي تمد الحوزة العلمية بالطلاب الذي أتموا مراحلهم الدراسية الأولى في تلك المدراس الفرعية.
وقد ظهر على مرّ التاريخ الشيعي مجموعة من المدارس العلمية منها: المدرسة النجفية، القمية، البغدادية، الأصفهانية، مدرسة الحلة، مدرسة جبل عامل؛ وقد مثلت كل واحدة من تلك المدارس المحور والقطب الأساسي الذي ترجع إليه جميع الحوزات الفرعية ويستقطب جميع الراغبين للدراسات الدينية في حينها. وتحظى الحوزة العلمية القميّة اليوم بالمركز الأوّل حيث استطاعت استقطاب عدد كبير من الطلاب من شتى البلدان وعلى جميع المستويات.
وقد ظهر على مرّ التاريخ الشيعي مجموعة من المدارس العلمية منها: المدرسة النجفية، القمية، البغدادية، الأصفهانية، مدرسة الحلة، مدرسة جبل عامل؛ وقد مثلت كل واحدة من تلك المدارس المحور والقطب الأساسي الذي ترجع إليه جميع الحوزات الفرعية ويستقطب جميع الراغبين للدراسات الدينية في حينها. وتحظى الحوزة العلمية القميّة اليوم بالمركز الأوّل حيث استطاعت استقطاب عدد كبير من الطلاب من شتى البلدان وعلى جميع المستويات.
== مفردة الحوزة العلمية ==
== مفردة الحوزة العلمية ==
صحيح أن وجود مراكز علمية تعنى بفهم الدين وتلقي المعارف الاسلامية يضرب بجذوره في عمق التاريخ الاسلامي، الا أن وسم تلك المراكز بعنوان خاص واطلاق اسم "الحوزة العلمية" على تلك المراكز لم يكن متداولا، بل لم يكن مطروحا حتى في أيام الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس) مؤسس الحوزة العلمية القميّة سنة 1313 هـ ش. وإنما راج إطلاق هذه المفردة في فترة متأخرة وقريبة جداً من عصرنا الراهن. <ref>حكمي زاده، 1-4  و دايرة المعارف بزرگ اسلامي. ج 21، ص 462 </ref>
صحيح أن وجود مراكز علمية تعنى بفهم الدين وتلقي المعارف الاسلامية يضرب بجذوره في عمق التاريخ الاسلامي، الا أن وسم تلك المراكز بعنوان خاص واطلاق اسم "الحوزة العلمية" على تلك المراكز لم يكن متداولا، بل لم يكن مطروحا حتى في أيام الشيخ [[عبد الكريم الحائري]] (قدس) مؤسس الحوزة العلمية القميّة سنة 1313 هـ ش. وإنما شاع إطلاق هذه المفردة في فترة متأخرة وقريبة جداً من عصرنا الراهن. <ref>حكمي زاده، 1-4  و دايرة المعارف بزرگ اسلامي. ج 21، ص 462 </ref>


== نبذة مختصرة عن تاريخ الحوزة العلمية ==
== نبذة مختصرة عن تاريخ الحوزة العلمية ==
سطر ١٤: سطر ١٤:
'''الحوزات العلمية الشيعية''':
'''الحوزات العلمية الشيعية''':


صحيح – كما مرّ- أن مصطلح الحوزات العلمية من المصطلحات التي راج استعمالها في السنين الاخيرة الا أن ماهية ما تشير إليه المدارس العلمية التي تقصدها تضرب بجذوها في عمق التاريخ الاسلامي حيث ظهرت مع بزوغ فجر الاسلامي وتأسيس المجتمع الإسلامي في (المدينة المنورة)؛ فلما كانت المدينة المنورة هي المنطلق الأول للرسالة الإسلامية، فلا غرو إذا كانت (المدرسة الأولى للفقه الإسلامي). واستمرت في عطائها كمركز علمي حتى عصري الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام حيث تألقت المدينة في تلك الفترة. وجاء بعد المدينة دور الكوفة بعد أن انتقلت مدرسة الفقه الشيعي من (المدينة) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة، وكان لمساجدها والدور العلمية فيها الدور الكبير في تمهيد الأرضية المناسبة لنشوء المراكز البحثية والعلمية فيها. <ref>الصافي، ص29-33 </ref>
صحيح – كما مرّ- أن مصطلح الحوزات العلمية من المصطلحات التي شاع استعمالها في السنين الاخيرة الا أن ماهية ما تشير إليه المدارس العلمية التي تقصدها تضرب بجذوها في عمق التاريخ الاسلامي حيث ظهرت مع بزوغ فجر الإسلامي وتأسيس المجتمع الإسلامي في ([[المدينة]] المنورة)؛ فلما كانت المدينة المنورة هي المنطلق الأول للرسالة الإسلامية، فلا غرو إذا كانت (المدرسة الأولى للفقه الإسلامي). واستمرت في عطائها كمركز علمي حتى عصري الإمامين [[الإمام الباقر عليه السلام|الباقر]] و[[الإمام الصادق عليه السلام|الصادق]] (عليهما السلام) حيث تألقت المدينة في تلك الفترة. وجاء بعد المدينة دور [[الكوفة]] بعد أن انتقلت مدرسة [[الفقه]] الشيعي من (المدينة) إلى (الكوفة)، وبذلك بدأت حياة فقهية جديدة في الكوفة، وكان لمساجدها والدور العلمية فيها الدور الكبير في تمهيد الأرضية المناسبة لنشوء المراكز البحثية والعلمية فيها. <ref>الصافي، ص29-33 </ref>
ومع تأسيس بغداد واتخاذها عاصمة للدول العباسية تحولت هي الأخرى إلى مركز علمي استقطب علماء الشيعة لما توفر فيها من مشايخ كبار كالشيخ الكليني والشيخ المفيد، وكانت المدرسة البغدادية ما بين 260 هـ ق إلى 327 هـ ق المعروفة بفترة الغيبة الصغرى تدار من قبل النواب الأربعة، ثم تواصلت الدراسة والنشاط العملي فيها إلى أن أثيرت الفتنة في منتصف القرن الخامس وتم إحراق مكتبة دار العلم مما اضطر الشيخ الطوسي (ره) إلى الهجرة منها إلى النجف عام 448 او 451 هـ ق ليؤسس هناك المدرسة النجفية التي تحولت بعد مدرسة بغداد إلى المركز الأمّ للدراسات الشيعية. وكان إلى جانب النجف حوزة الحلة العلمية التي تمكنت من حمل راية المرجعية العلمية على يد فقهاء ومراجع كبار كالعلامة الحلي والمحقق الحلي وابن فهد الحلي. في تلك الفترة ظهرت حوزة متنقلة (مشائية) تحت إشراف العلامة الحلي نفسه. <ref> تاريخ الجايتو، ص108 </ref> كذلك كان لجبل عامل نصيب كبير في دعم الحركة العلمية الشيعية لما جادت به يراع كبار علمائها كالشهيدين الأول والثاني. <ref> الصافي، ص33-37 </ref>
ومع تأسيس [[بغداد]] واتخاذها عاصمة ل[[الخلافة العباسية|لدول العباسية]] تحولت هي الأخرى إلى مركز علمي استقطب علماء الشيعة لما توفر فيها من مشايخ كبار كالشيخ [[الكليني]] والشيخ [[الشيخ المفيد|المفيد]]، وكانت المدرسة البغدادية ما بين 260 هـ ق إلى 327 هـ ق المعروفة بفترة [[الغيبة الصغرى]] تدار من قبل [[النواب الأربعة]]، ثم تواصلت الدراسة والنشاط العملي فيها إلى أن أثيرت الفتنة في منتصف القرن الخامس وتم إحراق [[مكتبة دار العلم]] مما اضطر [[الشيخ الطوسي]] (ره) إلى الهجرة منها إلى [[النجف]] عام 448 او 451 هـ ق ليؤسس هناك المدرسة النجفية التي تحولت بعد مدرسة بغداد إلى المركز الأمّ للدراسات الشيعية. وكان إلى جانب النجف حوزة [[الحلة]] العلمية التي تمكنت من حمل راية المرجعية العلمية على يد فقهاء ومراجع كبار ك[[العلامة الحلي]] و[[المحقق الحلي]] و[[ابن فهد الحلي]]. في تلك الفترة ظهرت حوزة متنقلة (مشائية) تحت إشراف العلامة الحلي نفسه. <ref> تاريخ الجايتو، ص108 </ref> كذلك كان ل[[جبل عامل]] نصيب كبير في دعم الحركة العلمية الشيعية لما جادت به يراع كبار علمائها ك[[الشهيد الأول|الشهيدين الأول]] و[[الشهيد الثاني|الثاني]]. <ref> الصافي، ص33-37 </ref>
أما المدرسة القمية فترجع جذورها إلى القرن الثاني أو النصف الثاني من القرن الثاني وما زالت تؤتي ثمارها بحمد الله. وكان لانتقال الشيخ عبد الكريم الحائري إليها سنة 1340 ق الدور الكبير في بعث الحياة فيها. وما أن حلّ السيد حسين البروجردي فيها حتى زادت تألقا وحظيت بشهرة عالمية وتحولت بعد إنقتاله إليها إلى أكبر حوزة علمية في الوسط الشيعي. <ref>الصافي، ص37-39 </ref>
أما المدرسة القمية فترجع جذورها إلى القرن الثاني أو النصف الثاني من القرن الثاني وما زالت تؤتي ثمارها بحمد الله. وكان لانتقال [[عبد الكريم الحائري|الشيخ عبد الكريم الحائري]] إليها سنة 1340 ق الدور الكبير في بعث الحياة فيها. وما أن حلّ السيد حسين [[آية الله البروجردي|البروجردي]] فيها حتى زادت تألقا وحظيت بشهرة عالمية وتحولت بعد إنتقاله إليها إلى أكبر حوزة علمية في الوسط الشيعي. <ref>الصافي، ص37-39 </ref>


== النظام التعليمي ==
== النظام التعليمي ==
مستخدم مجهول