انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شيطان»

أُزيل ٥٧ بايت ،  ١٢ مارس ٢٠١٩
imported>Ahmadnazem
imported>Ahmadnazem
سطر ٣٢: سطر ٣٢:
إن [[الله]] لم يخلق الشيطان شيطاناً لكي يوسوس في قلوب الناس ويقوم بإغوائهم وإبعادهم عن الخير والسعادة، بل خلقه مُختاراً وصالحاً وكان من العُبَّاد، حيث عبد الله ستة آلاف سنة وكان قرينا من [[الملائكة]]،<ref>نهج البلاغة، الخطبة 192، صص 285 - 286.</ref> ولكنه لمَّا خالف أمر الله [[السجود|بالسجود]] [[النبي آدم|لآدم]] (ع) نزل عن هذه المرتبة السامية وأبعده الله عن رحمته فأصبح شيطاناً رجيماً،  ومِن ثَمّ طلب الشيطان الإنظار والإمهال فاستجاب الله له وجعله من المُنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.<ref>الحجر: 26 _ 38. </ref> وما كان الإمهال إلا ابتلاء وامتحانا لبني آدم كما تدل عليه بعض [[الآيات القرآنية]]،<ref>الحج: 53؛ السبأ: 21. </ref> منها: {{قرآن|و مَا کَانَ لهُ عَلیهم مِن سُلطَن إِلاَّ لِنعلمَ مَن یؤمنُ بِالأَخرةِ مِمّن هُوَ مِنها فِی شَك}}.<ref>السبأ: 21. </ref>
إن [[الله]] لم يخلق الشيطان شيطاناً لكي يوسوس في قلوب الناس ويقوم بإغوائهم وإبعادهم عن الخير والسعادة، بل خلقه مُختاراً وصالحاً وكان من العُبَّاد، حيث عبد الله ستة آلاف سنة وكان قرينا من [[الملائكة]]،<ref>نهج البلاغة، الخطبة 192، صص 285 - 286.</ref> ولكنه لمَّا خالف أمر الله [[السجود|بالسجود]] [[النبي آدم|لآدم]] (ع) نزل عن هذه المرتبة السامية وأبعده الله عن رحمته فأصبح شيطاناً رجيماً،  ومِن ثَمّ طلب الشيطان الإنظار والإمهال فاستجاب الله له وجعله من المُنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.<ref>الحجر: 26 _ 38. </ref> وما كان الإمهال إلا ابتلاء وامتحانا لبني آدم كما تدل عليه بعض [[الآيات القرآنية]]،<ref>الحج: 53؛ السبأ: 21. </ref> منها: {{قرآن|و مَا کَانَ لهُ عَلیهم مِن سُلطَن إِلاَّ لِنعلمَ مَن یؤمنُ بِالأَخرةِ مِمّن هُوَ مِنها فِی شَك}}.<ref>السبأ: 21. </ref>


ذكر [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] أن هناك أسبابا لخلق الشيطان وإمهاله مِن قبل الله {{عز وجل}}،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 54 - 69.</ref> فمنها: أن وجوده الداعي إلى المعصية والشر ركنٌ لازمٌ ليكون النظام الإنساني مبنيّا على [[الجبر والاختيار|الاختيار]] وسعادة نوع الإنسان، فلو لم تكن الدعوة إلى الشر لما كان للاختيار معنًى، فوجود الشيطان ليس شرا محضا بل هو مزيج بالخير.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 37 و38. </ref>
ذكر [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] أن هناك أسبابا لخلق الشيطان وإمهاله مِن قبل الله،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 54 - 69.</ref> فمنها: أن وجوده الداعي إلى المعصية والشر ركنٌ لازمٌ ليكون النظام الإنساني مبنيّا على [[الجبر والاختيار|الاختيار]] وسعادة نوع الإنسان، فلو لم تكن الدعوة إلى الشر لما كان للاختيار معنًى، فوجود الشيطان ليس شرا محضا بل هو مزيج بالخير.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 37 و38. </ref>
===مصيره===
===مصيره===
تبيّن الآيات القرآنية أن مصير [[إبليس]] وتابعيه أي الشياطين جميعا ليس إلا [[جهنم]] وغضب [[الله]] عليهم.<ref>قَالَ فَالحقُّ وَالحَقَّ أَقولُ لأملأنَّ جَهنّمَ مِنكَ و مِمَّن تَبِعَكَ مِنهُم أَجمعین (ص: 84 و85.؛قالَ اذهَبْ فمَن تَبِعكَ مِنهُم فَإِنَّ جَهنَّم جَزاؤُکُم جَزاءً مَوفوراً (الإسراء: 63.</ref>
تبيّن الآيات القرآنية أن مصير [[إبليس]] وتابعيه ليس إلا [[جهنم]] وغضب [[الله]] عليهم.<ref>قَالَ فَالحقُّ وَالحَقَّ أَقولُ لأملأنَّ جَهنّمَ مِنكَ و مِمَّن تَبِعَكَ مِنهُم أَجمعین (ص: 84 و85.؛قالَ اذهَبْ فمَن تَبِعكَ مِنهُم فَإِنَّ جَهنَّم جَزاؤُکُم جَزاءً مَوفوراً (الإسراء: 63.</ref>


==طرق إضلاله ومدى سلطته==
==طرق إضلاله ومدى سلطته==
سطر ٤٨: سطر ٤٨:
اعتبر القرآن الكريم في بعض [[الآيات]] الشياطين (إبليس وأنصاره) من الضعفاء في كيدهم وتأثيرهم،<ref>إِنَّ کَیدَ الشَّیطَنِ کانَ ضَعیفاً (النساء: 76).</ref> وذكر أيضا أن إبليس والشياطين والجانّ لا يتمكنون من الاطلاع على الغيب والأمور الخفية وكذلك الأمر بالنسبة إلى السماوات وأخبارها.<ref>وحَفظنها مِن کلِّ شیطن رجیم إِلاَّ مَنِ استَرقَ السَّمعَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ مُبِینٌ (الحجر: 17 و18)؛ الصافات: 6 - 10؛ الملك: 5.</ref>
اعتبر القرآن الكريم في بعض [[الآيات]] الشياطين (إبليس وأنصاره) من الضعفاء في كيدهم وتأثيرهم،<ref>إِنَّ کَیدَ الشَّیطَنِ کانَ ضَعیفاً (النساء: 76).</ref> وذكر أيضا أن إبليس والشياطين والجانّ لا يتمكنون من الاطلاع على الغيب والأمور الخفية وكذلك الأمر بالنسبة إلى السماوات وأخبارها.<ref>وحَفظنها مِن کلِّ شیطن رجیم إِلاَّ مَنِ استَرقَ السَّمعَ فَأَتبَعَهُ شِهابٌ مُبِینٌ (الحجر: 17 و18)؛ الصافات: 6 - 10؛ الملك: 5.</ref>


تنحصر سلطة الشيطان في التشريع لا التكوين؛ لأن التعاليم الإسلامية تؤكّد أن الشيطان لا يتمكن إلا من الوسوسة للإنسان وتشجيعه على اقتراف [[الذنب|المعاصي]] ولا أكثر،<ref>وما کان لي علیکم من سلطان إلا ان دعوتکم فاستجبتم لي (إبراهيم: 22).</ref> وذكر الله{{عز وجل}} في الردّ على تهديد الشيطان مِن إغواء العباد أن سلطته لا تشمل إلا الذين يتبعونه.<ref>إِنَّ عِبادِی لَیسَ لَك عَلیهِم سُلطَنٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعك مِن الغَاوینَ (الحجر: 42)؛‌إِنَّ عِبادی لَیسَ لَك عَلیهِم سُلطَنٌ وکَفَی بِربِّکَ وَکِیلا (الإسراء: 65)؛ النحل: 99.</ref>
تنحصر سلطة الشيطان في التشريع لا التكوين؛ لأن التعاليم الإسلامية تؤكّد أن الشيطان لا يتمكن إلا من الوسوسة للإنسان وتشجيعه على اقتراف [[الذنب|المعاصي]] ولا أكثر،<ref>وما کان لي علیکم من سلطان إلا ان دعوتکم فاستجبتم لي (إبراهيم: 22).</ref> وذكر الله في الردّ على تهديد الشيطان مِن إغواء العباد أن سلطته لا تشمل إلا الذين يتبعونه.<ref>إِنَّ عِبادِی لَیسَ لَك عَلیهِم سُلطَنٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعك مِن الغَاوینَ (الحجر: 42)؛‌إِنَّ عِبادی لَیسَ لَك عَلیهِم سُلطَنٌ وکَفَی بِربِّکَ وَکِیلا (الإسراء: 65)؛ النحل: 99.</ref>


يعتقد [[العلامة الطباطبائي]] و[[الشيخ ناصر مكارم الشيرازي]] أن بإمكان الشيطان ظهوره بأي شكل وصورة إلا صورة [[الأنبياء]] وأوصيائهم.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، ص 62؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 5، صص 454 و455.</ref>
يعتقد [[العلامة الطباطبائي]] و[[الشيخ ناصر مكارم الشيرازي]] أن بإمكان الشيطان ظهوره بأي شكل وصورة إلا صورة [[الأنبياء]] وأوصيائهم.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، ص 62؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 5، صص 454 و455.</ref>
===طريق مواجهته===
===طريق مواجهته===
نقل [[العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار]] 177 [[حديث|حديثا]] عن [[المعصومين]]{{عليهم السلام}} حول الشيطان أو إبليس، وورد في هذه الأحاديث أن ذكر الله و[[الاستعاذة]] به<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 204، ح 29.</ref> و[[البسملة]] في بداية الأمور يُبعد الشيطان عن الإنسان، ومن الأمور: تناول الطعام،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 203، ح 25 و26.</ref> والسفر، والخروج من البيت،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، صص 201 و202، ح 21.</ref> و[[الوضوء]]،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 203، ح 27.</ref> و[[الصلاة]]،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 202، ح24.</ref> و[[الجماع]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 201، ح 19؛ ص 202، ح 23؛ ص 207، ح 42.</ref>
نقل [[العلامة المجلسي]] في [[بحار الأنوار]] 177 [[حديث|حديثا]] عن [[المعصومين]]{{عليهم السلام}} حول الشيطان أو إبليس، وورد في هذه الأحاديث أن ذكر الله و[[الاستعاذة]] به<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 204، ح 29.</ref> و[[البسملة]] في بداية الأمور يُبعد الشيطان عن الإنسان، ومن هذه الأمور: تناول الطعام،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 203، ح 25 و26.</ref> والسفر، والخروج من البيت،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، صص 201 و202، ح 21.</ref> و[[الوضوء]]،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 203، ح 27.</ref> و[[الصلاة]]،<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 202، ح24.</ref> و[[الجماع]].<ref>المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، باب ذكر إبليس وقصصه، ص 201، ح 19؛ ص 202، ح 23؛ ص 207، ح 42.</ref>


== مواضيع ذات صلة==
== مواضيع ذات صلة==
مستخدم مجهول