مستخدم مجهول
الفرق بين المراجعتين لصفحة: «شيطان»
←صفاته
imported>Ahmadnazem لا ملخص تعديل |
imported>Ahmadnazem (←صفاته) |
||
سطر ٨: | سطر ٨: | ||
الشيطان مُشتق من (شَطَن) ومعناه في الأصل هو البعد، ويُطلق الشيطان على كل بعيدٍ عن الخير، وعلى كل من طالَ مكثُهُ في الشَّر، كما ويُطلق على كل عاتٍ متمردٍ، سواءً كان من [[الجن]] أو الإنس أو الدواب.<ref>المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 61. </ref> | الشيطان مُشتق من (شَطَن) ومعناه في الأصل هو البعد، ويُطلق الشيطان على كل بعيدٍ عن الخير، وعلى كل من طالَ مكثُهُ في الشَّر، كما ويُطلق على كل عاتٍ متمردٍ، سواءً كان من [[الجن]] أو الإنس أو الدواب.<ref>المصطفوي، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 6، ص 61. </ref> | ||
والفرق بين الشيطان وإبليس: هو أن الشّيطان اسم جنس عام يشمل كل موجود مؤذٍ مغوٍ طاغٍ متمرّد، سواءً كان إنساناً أم غير إنسان، وذكر [[الشيخ ناصر مكارم الشيرازي]] في | والفرق بين الشيطان وإبليس: هو أن الشّيطان اسم جنس عام يشمل كل موجود مؤذٍ مغوٍ طاغٍ متمرّد، سواءً كان إنساناً أم غير إنسان، وذكر [[الشيخ ناصر مكارم الشيرازي]] في [[الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (كتاب)|تفسيره الأمثل]]: أن كلمة الشياطين تشمل [[الذنب|العُصاة]] من البشر،<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 14، ص 511.</ref> أما [[إبليس]] فهو اسم عَلَمٍ خاص للشيطان الذي وسوس [[النبي آدم|لآدم]] (ع) وامتنع عن [[السجود]] له، وهو الذي [[اليمين|أقسم]] على إغواء أبنائه.<ref>مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 1، ص 163. </ref> | ||
هناك ثلاثة آراء في جنس الشيطان (إبليس): الأول: أنه جن،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 189.</ref> والثاني: أنه [[الملائكة|ملك]]،<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 150.</ref> والثالث: أنه ملك ممسوخ.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> | هناك ثلاثة آراء في جنس الشيطان (إبليس): الأول: أنه جن،<ref>الطبرسي، مجمع البيان، ج 1، ص 189.</ref> والثاني: أنه [[الملائكة|ملك]]،<ref>الطوسي، التبيان، ج 1، ص 150.</ref> والثالث: أنه ملك ممسوخ.<ref>الآلوسي، روح المعاني، ج 1، ص 365.</ref> | ||
سطر ٣٠: | سطر ٣٠: | ||
==سبب خلقه وإمهاله== | ==سبب خلقه وإمهاله== | ||
إن [[الله]] | إن [[الله]] لم يخلق الشيطان شيطاناً لكي يوسوس في قلوب الناس ويقوم بإغوائهم وإبعادهم عن الخير والسعادة، بل خلقه مُختاراً وصالحاً وكان من العُبَّاد، حيث عبد الله ستة آلاف سنة وكان قرينا من [[الملائكة]]،<ref>نهج البلاغة، الخطبة 192، صص 285 - 286.</ref> ولكنه لمَّا خالف أمر الله [[السجود|بالسجود]] [[النبي آدم|لآدم]] (ع) نزل عن هذه المرتبة السامية وأبعده الله عن رحمته فأصبح شيطاناً رجيماً، ومِن ثَمّ طلب الشيطان الإنظار والإمهال فاستجاب الله له وجعله من المُنظرين إلى يوم الوقت المعلوم.<ref>الحجر: 26 _ 38. </ref> وما كان الإمهال إلا ابتلاء وامتحانا لبني آدم كما تدل عليه بعض [[الآيات القرآنية]]،<ref>الحج: 53؛ السبأ: 21. </ref> منها: {{قرآن|و مَا کَانَ لهُ عَلیهم مِن سُلطَن إِلاَّ لِنعلمَ مَن یؤمنُ بِالأَخرةِ مِمّن هُوَ مِنها فِی شَك}}.<ref>السبأ: 21. </ref> | ||
ذكر [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] أن هناك أسبابا لخلق الشيطان وإمهاله مِن قبل الله {{عز وجل}}،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 54 - 69.</ref> فمنها: أن وجوده الداعي إلى المعصية والشر ركنٌ لازمٌ ليكون النظام الإنساني مبنيّا على [[الجبر والاختيار|الاختيار]] وسعادة نوع الإنسان، فلو لم تكن الدعوة إلى الشر لما كان للاختيار معنًى، فوجود الشيطان ليس شرا محضا بل هو مزيج بالخير.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 37 و38. </ref> | ذكر [[العلامة الطباطبائي]] في [[تفسير الميزان]] أن هناك أسبابا لخلق الشيطان وإمهاله مِن قبل الله {{عز وجل}}،<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 54 - 69.</ref> فمنها: أن وجوده الداعي إلى المعصية والشر ركنٌ لازمٌ ليكون النظام الإنساني مبنيّا على [[الجبر والاختيار|الاختيار]] وسعادة نوع الإنسان، فلو لم تكن الدعوة إلى الشر لما كان للاختيار معنًى، فوجود الشيطان ليس شرا محضا بل هو مزيج بالخير.<ref>الطباطبائي، الميزان، ج 8، صص 37 و38. </ref> |