انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «غزوة أحد»

أُضيف ٤٩ بايت ،  ٢٢ مايو ٢٠١٧
imported>Baselaldnia
imported>Baselaldnia
سطر ٣٩: سطر ٣٩:
{{تاريخ صدر الإسلام}}
{{تاريخ صدر الإسلام}}


كانت [[مكة]] تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في [[معركة بدر]] من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في بدر، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأسارى حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم وحزنهم.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص79.</ref>
كانت [[مكة]] تحترق غيظاً على المسلمين مما أصابها في [[معركة بدر]] من مأساة الهزيمة وقتل الصناديد والأشراف، وكانت تجيش فيها نزعات الانتقام وأخذ الثأر، حتى إن قريشاً كانوا قد منعوا البكاء على قتلاهم في [[غزوة بدر الكبرى|بدر]]، ومنعوا من الاستعجال في فداء الأسارى حتى لا يتفطن المسلمون مدى مأساتهم وحزنهم.<ref>العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ص: ج6، ص79.</ref>
   
   
يذكر ابن إسحاق: أن أهم أسباب هذه الغزوة هي أخذ الثأر والقضاء على المسلمين،<ref>المالكي، إنارة الدجى في مغازي خير الورى ص: ص243.</ref> فاتفقت قريش على أن تقوم بحرب شاملة ضد المسلمين تشفي غيظها وتروي غلة حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة.
يذكر ابن إسحاق: أن أهم أسباب هذه الغزوة هي أخذ الثأر والقضاء على المسلمين،<ref>المالكي، إنارة الدجى في مغازي خير الورى ص: ص243.</ref> فاتفقت [[قريش]] على أن تقوم بحرب شاملة ضد [[المسلمين]] تشفي غيظها وتروي غلة حقدها، وأخذت في الاستعداد للخوض في مثل هذه المعركة.
   
   
وأول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها [[أبو سفيان]] والتي كانت سبباً لمعركة بدر، وقالوا للذين كانت فيها أموالهم: "'''يا معشر قريش، إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأراً'''". فأجابوا لذلك، فباعوها، وكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار،<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم: ص224.</ref> وفي ذلك أنزل الله تعالى:
وأول ما فعلوه بهذا الصدد أنهم احتجزوا العير التي كان قد نجا بها [[أبو سفيان]] والتي كانت سبباً لمعركة بدر، وقالوا للذين كانت فيها أموالهم: "'''يا معشر قريش، إن محمداً قد وتركم وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال على حربه، لعلنا أن ندرك منه ثأراً'''". فأجابوا لذلك، فباعوها، وكانت ألف بعير، والمال خمسين ألف دينار،<ref>المباركفوري، الرحيق المختوم: ص224.</ref> وفي ذلك أنزل الله تعالى:
'''{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}}'''<ref>سورة الأنفال، الآية 36.</ref>
'''{{قرآن|إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}}'''<ref>سورة الأنفال، الآية 36.</ref>


ومن أهم الأسباب الاقتصادية، أن المسلمين كانوا قد سيطروا على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة إلى [[الشام]] وإلى [[العراق]] سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع [[الحبشة]]، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة إلى التجارة مع الشام ومع العراق، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية.<ref>خطاب، الرسول القائد: ص171.</ref>
ومن أهم الأسباب الاقتصادية، أن المسلمين كانوا قد سيطروا على الطرق التجارية المؤدية من مكة المكرمة إلى [[الشام]] وإلى [[العراق]] سيطرة تامة، ومنعوا قوافل قريش من سلوك هاتين الطريقين؛ فلم يبق أمام قريش إلا التجارة مع [[الحبشة]]، وهي تجارة غير رابحة بالنسبة إلى التجارة مع [[الشام]] ومع [[العراق]]، وبذلك حلّت بتجارة قريش- التي تعتمد عليها في حياتها كل الاعتماد- نكبة قاصمة قاضية.<ref>خطاب، الرسول القائد: ص171.</ref>


== ماقبل المعركة ==
== ماقبل المعركة ==
مستخدم مجهول