انتقل إلى المحتوى

حنظلة بن أبي عامر

من ويكي شيعة
(بالتحويل من حنظلة غسيل الملائكة)
حنظلة بن أبي عامر
معلومات شخصية
اللقبغسيل الملائكة
المهاجرون/الأنصارالأنصار
النسب/القبيلةالأوس
الوفاة/الاستشهادسنة 3 هـ - في معركة أحد
المدفنمقبرة شهداء أحد
معلومات دينية
المشاركة في الحروبغزوة أحد
الهجرة إلىالمدينة المنورة
سبب الشهرةغسّلته الملائكة
الأعمال البارزةمن كتّاب الوحي
الفعاليات الأخرىرواية الحديث


حَنْظَلَةُ بنُ أبي عامِر، الشهير بـ غَسيل الملائكة (استشهاد: 3هـ)، من أصحاب النبيّ الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم الذين استُشهد في غزوة أحد. كان لحنظلة مكانة خاصّة بين المسلمين والمشركين على السواء. وقد روى أحاديث عن النبيّصلی الله عليه وآله وسلم وبعض الصحابة. وأمّا ابنه عبد الله، الذي يُعدّ من صغار الصحابة، فقد تولّى قيادة ثورة أهل المدينة في واقعة الحرّة سنة 63هـ.

مكانة حنظلة

استُشهد حنظلة في غزوة أحد، وكانت شهادته ذات أهميّة بالغة، حتى إنّ مشركي قريش، ولا سيّما أبو سفيان، نظّموا فيها أشعاراً وأهازيج.[١] ومن ذلك الهجاء المعروف: «حنظلةٌ بحنظلةٍ»، الذي أنشده أبو سفيان ثأراً لهزيمة بدر ومقتل ابنه حنظلة.[٢]

وبعد انتهاء المعركة، وقف أبوه أبو عامر على جثمان ابنه، ورثاه قائلاً: إنّه أعزّ عليّ من سائر قتلى أحد.[٣] ثم خاطب قريش قائلاً: يا معشر قريش، حنظلة لا يُمثّله، وإن كان خالفني وخالفكم.[٤] فاستجاب القرشيّون لطلبه وامتنعوا عن التمثيل بجثّة حنظلة.[٥]

وكان حنظلة من الرجال الذين كانت قبيلة الأوس تفتخر بهم على الخزرج.[٦] وقد عُدّ اسمه أيضاً في كتّاب الوحي.

النسب

حنظلة من بطن بني عمرو بن عوف من قبيلة الأوس[٧] وهو ابن أبو عامر عبد عمرو بن صيفي، أحد رجالات الجاهليّة البارزين، والذي مال إلى الرهبانية في الجاهلية، واشتهر بـأبي عامر الراهب. وبعد الإسلام خالف قومه فاختار الكفر، وجادل النبيصلی الله عليه وآله وسلم، ثم توجّه إلى مكة حيث أعان المشركين في قتال المسلمين، فسمّاه النبي فاسقاً. وبعد فتح مكة رحل إلى الطائف ثم إلى الشام حيث تنصّر، وتوفّي هناك في السنة العاشرة للهجرة.[٨]

محاولة حنظلة قتل أبيه

طلب حنظلة وكذلك عبد الله بن عبد الله بن أُبي بعد إسلامهما من النبيّصلی الله عليه وآله وسلم الإذن في قتل والديهما، غير أنّهصلی الله عليه وآله وسلم نهاهما عن ذلك.[٩] وكان السبب أنّ أبو عامر وعبد الله بن أُبي، وهما من المنافقين المشهورين في صدر الإسلام، حسدا النبيّصلی الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة إلى المدينة. فآثر عبد الله بن أُبي النفاق وبقي في المدينة، أمّا أبو عامر فخرج مع جماعة من شباب الأوس إلى مكة عند قريش.[١٠]

قبر حمزة وسائر شهداء أحد قبل الهدم

لقب غسيل الملائكة

مقبرة شهداء أحد عند جبل أحد

ورد في المصادر أنّ حنظلة، وكان حديثَ عهدٍ بالزواج، استأذن النبيّصلی الله عليه وآله وسلم فمكث ليلة غزوة‌ أحد مع زوجته، ثم خرج صباح الغزوة إلى القتال.[١١] وكانت زوجته جميلة بنت عبد الله بن أُبي[١٢] قد رأت في تلك الليلة رؤيا، فسّرتها بشهادة زوجها،[١٣] فأشهدت أربعة من أقاربها أنّها قضت تلك الليلة مع حنظلة خشية أن يقع نزاع في نسب الولد الذي قد يولد من هذه الليلة.[١٤]

وفي المعركة تمكّن حنظلة من أبي سفيان وهمَّ بقطع رأسه، غير أنّ شدّاد بن الأسود بن شعوب سبقه، فقتل حنظلة. عندها قال النبيّصلی الله عليه وآله وسلم: «إنّ صاحبكم (يعني حنظلة) لتغسّله الملائكة»[١٥][ملاحظة ١] ومنذ ذلك اليوم لُقّب حنظلة بـ «غسيل الملائكة»، وذريته بـ «بني غسيل الملائكة».[١٦]

عبد الله بن حنظلة

بعد غزوة أحد بتسعة أشهر من شهادة حنظلة وُلد له ابن سمّي بعبد الله، ويعدّ من صغار صحابة النبيّصلی الله عليه وآله وسلم.[١٧] ووُصف لاحقاً بأنّه رجلٌ صالح، وفاضل، وكريم، وعابد.[١٨] وكان من شدّة تواضعه لا يرفع بصره عن الأرض.[١٩] إنّ ما اشتهر به عبد الله في التاريخ الإسلامي، إلى جانب كونه ابن حنظلة، هو قيادته لثورة أهل المدينة في واقعة الحرّة.[٢٠] وقد روى أحاديث عن النبيّصلی الله عليه وآله وسلم وبعض الصحابة كـعمر، وأبي بكر، وكعب الأحبار.[٢١] وروى أيضا عنه آخرون.[٢٢]

الهوامش

  1. ابن الأثير، الكامل، ج2، ص159.
  2. الواقدي، المغازي، ج1، ص296-297.
  3. الواقدي، المغازي، ج1، ص237.
  4. الواقدي، المغازي، ج1، ص274.
  5. الواقدي، المغازي، ج1، ص274؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص391.
  6. ابن قدامة، ص288-289؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج2، ص60.
  7. ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص333.
  8. الواقدي، كتاب المغازي، 1966م، ج1، ص205-206، ج2، ص441؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج2، ص234-235؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج1، ص330.
  9. ابن حجر، الإصابة، ج1، ص361.
  10. ابن قدامة، الاستبصار، ص289؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج2، ص59.
  11. الواقدي، المغازي، ج1، ص273؛ ابن هشام، السيرة النبوية، ج3، ص594؛ البلاذري، أنساب الأشراف ج1، ص379.
  12. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص65.
  13. الواقدي، المغازي، ج1، ص273.
  14. ابن الأثير، أسد الغابة، ج3، ص147.
  15. ابن هشام، السيرة النبوية، ج3، ص594.
  16. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص66؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج6، ص19.
  17. الذهبي، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير، حوادث ووفَيَات 618هـ، ص144.
  18. ابن الأثير، الكامل، ج4، ص103.
  19. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص67.
  20. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص480-482.
  21. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج5، ص66؛ المِزّي، تهذيب الكمال، ج14، ص437.
  22. ابن قدامة، الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار، ص289؛ المِزّي، تهذيب الكمال، ج14، ص437؛ ابن حجر، الإصابة، ج2، ص299.

الملاحظات

  1. بحسب بعض المصادر، لمّا خرج حنظلة إلى القتال لم يتسنَّ له الاغتسال من غسل الجنابة، فلمّا استُشهد قال النبيّ: لقد رأيتُ الملائكة تغسّله. وقال أبو أُسيد الساعدي: ذهبنا فرأيناه وإذا برأسه يقطر ماءً. (الواقدي، المغازي، ج1، ص274.)

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، طهران: منشورات إسماعيليان، د.ت.
  • ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت، د.ن، 1385-1386هـ/1965-1966م، طباعة أوفست 1399-1402هـ/1979-1982م.
  • ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، د.ن، 1412هـ/1992م.
  • ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، مصر، د.ن، 1328هـ، طباعة أوفست، بيروت، د.ت.
  • ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، القاهرة، د.ن، 1982م.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • ابن شَبّة النميري، تاريخ المدينة المنورة: أخبار المدينة النبوية، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، بيروت، د.ن، 1410هـ/1990م.
  • ابن قدامة، الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار، تحقيق: علي نويهض، بيروت، د.ن، 1392هـ/1972م.
  • ابن هشام، سيرة النبي، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، د.ن، 1383هـ/1963م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: محمود فردوس العظم، دمشق، د.ن، 1996-2000م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت 1418هـ/1998م.
  • الطبرى، محمدبن جرير، تاريخ الطبرى (تاريخ الأمم والملوك، بيروت، ناشر: محمد أبو الفضل إبراهيم، 1382ـ 1387/ 1962ـ 1967؛
  • المِزّي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق بشار عواد معروف، بيروت، د.ن، 1422هـ/2002م.
  • الواقدي، محمد بن عمر، كتاب المغازي، تحقيق: مارسدن جونز، لندن، د.ن، 1966م.