الضاحية الجنوبية لبيروت

من ويكي شيعة
(بالتحويل من الضاحية الجنوبية)

الضاحية الجنوبية لبيروت عبارة عن منطقة تشمل البلدات والأحياء التالية:

خريطة الضاحية الجنوبيّة لبيروت

الشياح، الغبيري، حارة حريك، برج البراجنة، الرمل العالي، الأوزاعي، حي السلم، الشويفات، العمروسية، الليلكي، المريجة، تحويطة الغدير، عين الدلبة، صفير، الجاموس، حي ماضي، بئر العبد، حي معوض، المعمورة، الرويس، الجناح وبئر حسن. كانت هذه المناطق سابقاً معروفة بمناطق ساحل المتن الجنوبي في قضاء المتن في محافظة جبل لبنان.

وكان السيد موسى الصدر أول من أطلق عليها اسم "ضاحية المحرومين" أما اليسار فسماها "ضاحية البؤس" وحزب الله سماها "ضاحية المستضعفين". تبلغ مساحتها نحو 28 كيلو متراً مربعاً تمتد من مشارف خلدة جنوباً إلى الجناح والطيونة شمالاً، ومن عين الرمانة والحدث شرقاً إلى شاطئ الأوزاعي غرباً. سكان الضاحية هم من الشيعة والسنة والمسيحيين ويعيشون بحرّية تامة، وهي منطقة مفتوحة، بعكس ما يشاع عنها.

يوجد في الضاحية عدد كبير من المؤسسات التربوية الرسمية وحتى المسيحية والخاصة. كما تقع في الضاحية الجنوبية الجامعة اللبنانية في "الحدث" وهي أكبر مجمع جامعي في لبنان.

يقيم حزب الله احتفالاته الكبرى في الضاحية وسط إجراءات أمنية مشددة، لكن ما إن ينتهي الاحتفال حتى تعود الأمور الى طبيعتها.

تاريخ الضاحية

أقدم أثر مذكور عن الضاحية في كتب التاريخ القديمة جاء في مخطوطة نادرة للمؤرخ صالح بن يحيى في العام 1450 م أي قبل أكثر من 550 عاماً. وقد ورد فيها ذكر لقرية البرج والمعروفة اليوم باسم برج البراجنة، حيث يتكون اسمها من مقطعين "برج" و"براجنة".

أما كلمة برج فتعود إلى برج كان قائماً فيها في زمن المماليك بهدف مراقبة الشاطىء لمنع تسلل الإفرنج منه إلى اليابسة. أما البراجنة فهم قوم عرب مجهول نسبهم إلا أن الثابت أن الاستقرار السكني في قرية البرج ولاحقاً في المناطق المجاورة لها بدأ منذ اوائل العام 1700 م.

منذ ذلك الوقت بدأت تفد إليها جماعات مسيحية لتعمل في زراعة الأرض حسب قوانين الاقطاع في ذلك الوقت. أول حركة مقاومة وثورة عرفتها الضاحية الجنوبية كانت قبل أكثر من 225 عاماً، وتحديداً عندما رفض سكان برج البراجنة دفع اقطاع الأرض للأمراء الشهابيين.

وبحسب المؤرخين وأهل المنطقة الذين يروون هذه الحادثة أباً عن جد فإن البراجنة هم الذين تمردوا على الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير الذي بعث بأحد عبيده ليحصل اقطاع الأرض التي يعمل بها هؤلاء المزارعون. لكن هؤلاء رفضوا الإذعان للأمير المعني بل قاموا بقتل العبد الذي بعثه الأمير ورموه في بئر ما زال حتى اليوم يعرف ببئر العبد.

وعلى أثر تلك الحادثة تظاهر الأمير فخر الدين ببناء مطحنة، ولكن على شكل قلعة وعندما فرغ من إنشائها تحصن فيها جنود الأمير وعلى حين غفلة نفذوا منها عبر سرداب سري إلى قلعة قديمة كان يتحصن فيها البراجنة وتم القضاء على تمردهم.

ولا تزال آثار تلك المطحنة المبنية على شكل قلعة قائمة حتى اليوم في محلة الليلكي شاهدة على أول محاولة ثورية قام بها أهل الضاحية ضد الاقطاع المعني في ذلك الزمان.

وبعد قرنين من الزمن ترأس الشهيد عبد الكريم قاسم خليل مؤتمر باريس الشهير عام 1913 مؤسساً لحالة عربية استقلالية أزعجت تركيا العثمانية، وكان يحث الزعماء اللبنانيين كرضا الصلح وغيرهم على الانخراط في العمل ضد الدولة العثمانية والعمل على تحقيق الاستقلال العربي المنشود، شرط ألاّ يعني ذلك أي تحالف أو تنسيق مع الاحتلال الفرنسي لكنه سرعان ما أعدم في 20 تموز 1916 مع بعض رفاقه.

وفي تلك الحقبة التاريخية أيد أهل الضاحية مشروع الدولة السورية العربية الموحدة بزعامة الأمير فيصل بن الشريف حسين وفي خلال الزيارة الشهيرة للأمير فيصل إلى بيروت بمعية الوجيه البيروتي عمر بك الداعوق وخرج اهالي الضاحية يوم وصول الأمير العائد من مؤتمر الصلح في باريس وهم بحملون الأعلام العربية.

وبعد غلبة الفرنسيين في معركة ميسلون واستشهاد وزير الحربية يوسف بك العظمة وعدد من المجاهدين العرب سقط الحكم العربي الفيصلي ومعه سقطت سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، في ذاك الوقت قَبِل الجنرال الفرنسي غورو دعوة إلى حفلة تكريم تقام له في ساحة المنشية في برج البرلجنة، حينها صعد شابّان مسلحان إلى مئذنة جامع المنشية وبدأ باطلاق النار على موكب الجنرال الفرنسي الذي غادر المكان على الفور. فلم تطأ قدما غورو ارض الضاحية الجنوبية.

في خمسينيات القرن الماضي كانت الضاحية أرضاً خصبة لكل الأفكار القومية واليسارية والاشتراكية. وفي ثورة العام 1958 كان لبنان مسرحاً تبارز عليه الرئيس كميل شمعون والزعيم جمال عبد الناصر، وكان خيار الضاحية إلى جانب جمال عبد الناصر.

وظل الوضع على ما هو عليه حتى العام 1968 تاريخ توافد الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان، حينها انخرط العديد من أبناء الضاحية في صفوف المقاومة الفلسطينية، وتحديداً حركة فتح معلنين تأييدهم للعمل الفدائي.

إلاّ أن نقطة التحول البارزة في تاريخ الضاحية الجنوبية كانت مع ولادة مشروع الحركة الإسلامية الشيعية في لبنان على يد الأب والمؤسس الامام موسى الصدر. كان الإطار التنظيمي الأول الذي عمل الصدر على تأسيسه هي حركة المحرومين أفواج المقاومة اللبنانية أمل. لكن سرعان ما باغتت الحرب الأهلية اللبنانية الإمام الصدر، وباتت الضاحية مقبلة على تحولات مفصلية متسارعة. في العام 1978 غيّب السيد موسى الصدر، وبعد ذلك بأشهر انتصرت ثورة الإمام الخميني في إيران متؤامنة أيضاً مع حركة المرجع العراقي السيد محمد باقر الصدر المناوئة للنظام البعثي .

المحطة الفاصلة في تاريخ الضاحية كانت في صيف العام 1982 م، عندما تصدّت محاور الليلكي، وكلية العلوم، وحي السلم لتقدم الجيش الإسرائيلي،إذ كانت هذه الانطلاقة العملية الأولى لحزب الله. منذ ذلك الحين بدأت فصول علاقة جمعت الضاحية وحزب الله، فأصبحت الضاحية مركزاً للحزب الجديد، وصارت الضاحية عاصمة للمقاومة وقلبها حارة حريك.[١]

محطات من أحداثها المهمّة (بعد الإجتياح الإسرائيلي)

  1. انطلقت من الضاحية انتفاضة 6 شباط لاسقاط اتفاق 17 أيار مع إسرائيل.
  2. في العام 1983 قصفت البارجة الأميركية نيوجرسي الضاحية الجنوبية ومناطق من جبل لبنان.
  3. في 8 آذار 1985 شهدت الضاحية الجنوبية الانفجار الكبير الذي وضع في بئر العبد لاغتيال السيد محمد حسين فضل الله حيث أدى الانفجار إلى استشهاد 80 مواطناً وجرح المئات .
  4. في نيسان 1996 شنّت إسرائيل عملية كبيرة على لبنان، وكان للضاحية الجنوبية حصة كبيرة من الغارات وقصف البوارج، فاستهدفت العديد من أحياء الضاحية الجنوبية، وسقط عدد من الشهداء والجرحى .
  5. في العام 2006 تعرضت الضاحية الى تدمير شامل من القوات الاسرائيلية التي قصفت الابنية والمدارس والجسور في الضاحية الجنوبية، وسقط مئات الشهداء.
  6. في 9 تموز 2013 حصل انفجار استهدف منطقة بئر العبد وسقط حوالى 70 جريحاً وخسائر كبية في الممتلكات.
  7. في 15 آب حصل انفجار استهدف شارع الرويس في الضاحية الجنوبية، وسقط 21 شهيداً و336 جريحاً.[٢]

معرض الصور

الهوامش